حكاية سوء الظن

موقع أيام نيوز

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻄﺎﺑﺎً ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ
‎ﻣﻌﻪ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﻛﻠﺒﻪ ،
‎ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ... ﻳﻮﻡ ﻭﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺠﻤﻊ
‎ﺍﻟﺤﻄﺐ
‎ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻻ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ
‎ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ
‎ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺛﻘﺔً ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻓﻴﺎً ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ
‎ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ
‎ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺷﺎﻕ ﺳﻤﻊ ﻧﺒﺎﺡ

‎ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠـﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ،
‎ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
‎ﻳﻨﺒﺢ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﺥ
‎ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻤﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﻠﻄﺨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ
ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﺪ ﺧﺎﻧﻪ ﻭﺃﻛﻞ ﻃﻔﻠﻪ ،
‎ﻓﺎﻧﺘﺰﻉ ﻓﺄﺳﻪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ
‎ﺧﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﺮﻳﻌﺎ
‎ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻜﻮﺥ ﺗﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺟﺜﻰ ﻋﻠﻰ
‎ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ
‎ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻃﻔﻠﻪ ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ
‎ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
‎ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﺨﻀﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻗﺪ
ﻟﻘﺖ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻬﻮﻟﺔ،
‎ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺪﺍﻩ ﻭﻃﻔﻠﻪ
‎ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ
‎ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﻘﺬ ﻃﻔﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮﺍ
‎ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ
‎ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ
‎ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻭﻧﺜﻖ ﺑﻬﻢ
‎ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ
‎ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﻭﺗﻬﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
‎ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
‎ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧت
‎ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺨﺴﺮﻫﻢ ﻭﻧﻨﺪﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺪﻡ

تم نسخ الرابط