حكاية الاميرة والمزمار السحري بقلم مجهول

موقع أيام نيوز

الجزء الأول.... إلي الأخير
في إحد الأزمنة القديمة ملكة قوية تحكم إحدى البلاد وكان لتلك الملكة بنتا وحيدة ذات جمال أخاذ هي الأميرة بدور ولما أصبحت في عمر الزواج كانت بدور قد سمعت من وصيفاتها الكثير من الحكايات العاطفية الخيالية التي جمعت بين شبان وشابات بمثل سنها.. والتي تنتهي دائما بنهايات سعيدة... نهايات تجعل من بدور تعيش أحلاما جميلة..

عشقت بدور تلك الحكاية وتأثرت بها
ونتيجة لذلك فقد أخبرت الاميرة وصيفاتها بأنها لن تتزوج إلا من شخص تحبه..
أحاسيس تجعلها وكأنها تطفو في السماء.. وتخطو فوق السحاب...
لكن الذي حدث هو أن أمها الملكة كانت قد قررت تزويجها من أمير غريب يدعى شهاب..
وهكذا آوت بدور الى غرفتها وهي في حالة سيئة لأنها تشعر أن والدتها تضطهدها بذلك الزواج..
وأثناء الليل قررت بدور التسلل خلسة عن طريق ممر سري يؤدي الى خارج القصر كانت الاميرة قد عثرت عليه صدفة في إحدى المرات..
قامت بدور بتبديل ملابسها بملابس رثة قديمة وخلعت عنها جميع حليها ومجوهراتها باستثناء قلادة صغيرة تحمل نقشا يمثل الشعار الملكي لعائلتها..
وهكذا هربت بدور من القصر في محاولة منها لتوجيه رسالة الى أمها تعبر فيها عن رفضها لمشروع الزواج الذي رسمته لها..
بدور كانت تهدف الى إمضاء عدة أيام بعيدة عن القصر ومن ثمة تعود الى أمها علها تكون قد تراجعت عن قرار الزواج المقيت هذا..
لكن بدور لم تحسب حسابا للمغامرة الكبيرة التي تنتظرها بعد خروجها من القصر..
سارت بدور في أراضي المملكة حتى أتعبتها قدماها.. لكنها ولحسن الحظ كانت قد بلغت غدير ماء منعزل..
فجلست عنده وأراحت قدميها لبعض الوقت..
ثم أخرج مزماره وشرع بعزف أحد الألحان العذبة..
فأصغت إليه بدور بسعادة ثم نهضت واقتربت منه وسألته عن الطريق الى حقول القمح..
فأشار هو إلى الطريق فشكرته هي.. لكنها قبل أن تنصرف إلتفتت إليه وأثنت على عزفه الجميل..
هنا.. تبدلت ملامح الفتى فقال متعجبا 
أسمعتي عزفي حقا
أجابت بدور 
بالطبع سمعت..
فقال هو 
هل لي أن أسألك عن اسمك أيتها الفتاة اللطيفة
قالت بعد تردد 
اسمي هو...... سلوى..
قال 
واسمي احمد.. سعدت بمعرفتك يا سلوى..
كررت الاميرة شكرها للراعي ثم انصرفت..
وصلت بدور الى مزراع شاسعة لنبات القمح.. فسارت في أرجائها طويلا حتى قابلت أخيرا العديد من فتيات الريف اللواتي كن يتهيئن لحصاد القمح.. فاندمجت بينهن وفعلت كما يفعلن حتى تعلمت منهن كيفية الحصاد..
وأثناء ذلك.. كانت دوريات الحرس تجول الشوارع والطرق الرئيسية بحثا عن الاميرة بعد اكتشاف هربها.. وهم قد مروا عدة مرات على مجاميع الفتيات العاملات اللواتي يحصدن القمح لكنهم لم يفكروا أبدا بأن الاميرة قد تكون من ضمنهن....
فشرعت الفتيات يثرثرن فيما بينهن بالعديد من القصص المخيفة..
ومن بين أبرز ما ذكرنه هو اسطورة قديمة عن غول الجبل..
حيث تذكر الاسطورة أنه عندما يضرب البرق جبل المملكة ثلاث مرات.. فأن ذلك الغول الشيطاني سيصحو من سباته.. ثم سيهبط من قمة الجبل الى سفحه.. حيث سيقوم باختطاف أول زوج من البشر يصادفهما.. ويهرع بهما الى مخدعه في أعلى الجبل..
وهناك.. سيطفئ جوعه بالتهامه لهذين المسكينين سيئي الحظ..
غفت الاميرة على صوت همهمة الفتيات حتى انقادت لنوم عميق.. فلم تشعر بعد ذلك بالجلبة التي

أحدثتها الفتيات وهن يشاهدن البرق وهو يضرب قمة الجبل القريب لثلاث مرات متتالية...
ولم يتبق في الحظيرة سوى فتاة واحدة.. تلك كانت الاميرة بدور التي ما تزال تحت رحمة سلطان النوم..
وبعد منتصف الليل..
استيقظت بدور.. فشعرت بالسكون المخيف يهيمن على المكان..
جالت ببصرها فلم تشاهد أي فتاة..
كانت جميع لوازمهن وحقائبهن في المكان.. لكن من دون الفتيات أنفسهن!!!
خرجت بدور من الحظيرة وهي تشعر بالقلق والتوتر.. فلقد أدركت أنها قد تركت وحيدة في تلك الليلة الظلماء لسبب مجهول..
وبينما هي كذلك... وإذا بها تبصر شخصا يقترب ناحيتها..
شعرت بدور بالكثير من الخۏف.. لكن ما الذي ستفعله وهي فتاة ضعيفة ومعزولة في تلك الارض الخالية..
فجلست على الارض وأخذت تبكي وتنادي أمها......
الجزء الثاني
خرجت الاميرة بدور من الحظيرة وهي تشعر بالقلق والتوتر.. فلقد أدركت أنها قد تركت وحيدة في تلك الليلة الظلماء لسبب مجهول..
وبينما هي كذلك... وإذا بها تبصر شخصا يقترب ناحيتها..
شعرت بدور بالكثير من الخۏف.. لكن ما الذي ستفعله وهي فتاة ضعيفة ومعزولة في تلك الارض الخالية..
فجلست على الارض وأخذت تبكي وتنادي أمها
وهنا وصل إليها القادم الغريب فخاطبها قائلا 
أرجوك لا تخافي مني يا سلوى..
رفعت بدور رأسها بدهشة وتطلعت إليه فإذا هو الراعي احمد..
قال احمد لقد التقيت في طريقي بالفتيات الهاربات وبحثت عنك بينهن فلم أجدك.. لذا فقد هرعت الى هذا المكان وها أنتي هنا فالحمد لله..
إستغربت بدور أمره فقالت لماذا هربت الفتيات ولماذا تبحث عني أنا بالذات
رد الفتى أخبرتني الفتيات عن قصة الجبل الذي تم قصفه بثلاثة بروق متتالية..
أما بالنسبة لسؤالك الثاني.....
لكن في تلك اللحظة بالذات.. سمع الإثنان صوت زمجرة مخيفة.. ثم ظهر لهم من بين الظلمة شخص عظيم الجسم غزير الشعر.. وكان ذلك المخلوق هو غول الجبل الاسطوري..
إرتعدت لرؤياه بدور فصړخت 
إنه غول الجبل... يا إلهي فالخرافة حقيقة إذن..
سارع الغول بإمساك بدور المذهولة فاختطفها وحملها تحت ذراعه.. فتوسلت به صاړخة أن يتركها فلم يفعل..
أراد الغول القبض على احمد كذلك فتراجع الراعي الشاب لكنه لم يبتعد..
فصړخت عليه بدور وطلبت منه أن يهرب بحياته..
ثم استدار الغول وقفل عائدا الى الجبل فلاحظ أن الراعي لا يزال يتبعه.. فأدرك الغول بأنه غير مضطر للقبض على الراعي.. لأن ذلك الشاب سيتبعه حتى قمة الجبل ما دامت صديقته الشابة تحت رحمة الغول..
سار الاثنان طويلا في أحراش الجبل صعودا الى قمته.. وفي الطريق قال احمد للغول وهو يسير خلفه بحذر 
ما رأيك يا سيدي الغول أن تطلق سراح الفتاة مقابل نعجة من نعاجي
لم يتلق احمد جوابا فواصل بدوره الكلام 
قصدت نعجتين..... بل خذ كل نعاجي إذا أردت..
لكن الغول واصل المسير ولم يكترث..
فأصيب احمد بالاحباط فأخرج مزماره وشرع بالعزف.. فالټفت إليه الغول وزعق نحوه ونهره.. فتوقف الراعي عن العزف فورا..
تلا ذلك أن التفتت بدور الى احمد وقالت وهي تبكي 
أرجوك لا تتخلى عني أيها الراعي.. استمر بالمحاولة معه..
رد احمد 
لا تقلقي يا سلوى.. لن أتخلى عنك أبدا..
وصل الثلاثة أخيرا الى قمة الجبل.. فقالت بدور 
أيها الراعي الطيب.. اسمك احمد.. أليس كذلك.. لا فائدة من البقاء معي.. أرجوك عد الى المملكة وأعثر على أمي وأخبرها بأني آسفة وأني أحبها جدا...
ثم أجهشت بالبكاء.. فقال احمد 
ومن تكون والدتك يا سلوى
لكن هنا.. إلتفت الغول الى احمد ثم نطق أخيرا فقال بصوت قادح 
لقد فات الأوان.. لن يتمكن هذا الفتى من نزول الجبل مهما حاول.. فنحن الآن في منطقتي.. وفيها تتجلى قوتي..
أنزل الغول من على عاتقه الاميرة بدور فأسرع أحمد وأمسك بيدها وركضا معا بغية هبوط الجبل.. لكن ياللخسارة!!!... فقد اتضح بأن كل ما قاله الغول لهما كان صحيحا..
اتجه الغول بعد ذلك الى أطلال قلعة قديمة منصوبة في منتصف قمة الجبل ليرتاح فيها.. تاركا الفتى والفتاة يتخبطان هنا وهناك كأنهما فأران صغيران

يحاولان العثور على مخرج من هنا فلا يجدانه..
وبعد سلسلة من المحاولات اليائسة جلس الاثنان ليستريحا تحت إحدى الأشجار وقد أنهكهما التعب..
وبينما
تم نسخ الرابط