حكاية بعض من الدفء

موقع أيام نيوز

بعض من الدفء

تقول:

يصادف اليوم ذكرى ميلادي الخامس والثلاثين، لم يعد بالنسبة لي عيدا أحتفل به كما كنت أفعل من قبل، وكيف لي ان أفرح وأنا لازلت عزباء لم أتزوج بعد ، وقريناتي يصطحبن أبناءهن الى المدرسة كل يوم.

كم تمنيت ان أحظى برجل يكن لي الحب مثلهن، وان أقيم عرسا أرتدي فيه الفستان الابيض، أرقص برفقته وأصوات الزغاريد تعلو في المكان.

لم أحقق أي شيء من ذلك، حتى ذلك الفستان أصبح يبدو مسخرة لامرأة بسني!

عانس، هذا ما أصبحت عليه اليوم ولكني راضية بنصيبي،

أشغل وقتي بعملي لأوفر على الاقل مالا يكفيني ووالدتي خصوصا أن كل إخوتي متزوجون منفصلون عنا في المسكن.

أكثر ما كان يزعجني هو نظرات الشفقة من الأهل والجيران حين يتمنون لي الزواج يوما ما.

نزعت فكرة الزواج من رأسي حينها، وقررت التعود على حالي والرضى بقدري، فلا مفر لي منه غير الرضى بنصيبي.

لكن الزواج رفض ان يتركني حتى بعد ان أزحته من أحلامي حين أخبرتني والدتي أن أحدهم ټوفيت زوجته منذ ستة أشهر ويريدني زوجة له...

كم اشمأززت من تصرفه، كيف له ان ينسى زوجته بكل هاته السهولة ويفكر في إعادة الزواج ، ولم يمض سوى بضعة اشهر على رحيلها...

قررت الرفض ، لكن أمي كانت قد قدمت لهم موعدا في الغد، وأخبرتني أنه لا يجب رفض العريس بعد هذا العمر حتى ولو كان أرملا وله طفلان كذلك.

كم بكيت ليلتها وشعرت أن لا حظ لي في هاته الدنيا، فكيف تعيش قريناتي قصص حب وتزوجن مبكرا، بينما أحظى برجل ارمل وطفلان ليسا من رحمي.

اعتصر قلبي حزنا واختنق حلقي قهرا وابتلت وسادتي دموعا على حالي.

استقبلتهم والدتي في الغد، بينما لمحتهم من نافذة غرفتي حين حضر برفقة والدته العجوز وابنه الصغير الذي يبدو في الثالثة من العمر، قدمت لهم صينية القهوة والحزن يلتف حولي يقيدني عن الشعور بالفرح كأي فتاة في يوم خطبتها...

لم يكن حاله أفضل من حالي ، فالحزن في عيونه الذابلة ، ونظارته المنكسرة تخبرني كم هو حزين على فراق زوجته.

تبا لا يظهر الرجال حبهم لزوجاتهم حتى يرحلن ويتركنهم،

انسكب كوب الحليب فجأة على الصبي، اندفعت نحوه بعفوية في لحظة ارتباك من والده وجدته الطاعنة في السن.

لا أعلم لماذا شعرت بأني مسؤولة عنه لحظتها، أمسكت بكفه الصغيرة ودعوته إلى الحمام بغية

تم نسخ الرابط