حكاية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
يا ايهاب .
بعيون تطلق ڠضبا كما هى هتف برفض
برده ده مش مبرر انك كنتي تهملي في الأولاد لحد ما يوصلوا للدرجة دي انا سبتهم امانة معاكي والمفروض كنتي تحافظي عليهم اكتر من كده .
دارت فى المكان حول نفسها پغضب وهتفت بصوت عال بعض الشيء وعيونها تشع احمرارا من أثر البكاء
دلوقتي أنا
اللى بقيت مهملة فى وجهة نظرك!
طيب إنت واللى عملته فيا وتدميرك ليا ده مش سبب يخلينى أنسى الدنيا باللي فيها
طيب ماتيجى نبدل الأدوار كدة يابشمهندس ونشوف ساعاتها موقفك ايه
اعتلى الذهول ملامح وجهه وسألها بدهشة
يعنى ايه مش فاهم كلمة
نبدل الأدوار دى تقصدي بيها ايه
جلست على التخت بإهمال وهى تضع وجهها بين يديها وأجابته وهى تنتحب بشدة
انت فضلت متغرب عنى أكتر من ١٥ سنة وكنت فى غيابك صايناك وحفظاك ومراعية ربنا فيك وعمرى ماعملت حاجة تغضب ربنا منى ولا رحت لطريق الضياع اللى بتروحوا ستات كتير أووي لما جوزها يبقى مسافر
واسترسلت وهى تعرض عليه صورة الخېانة تجاهها
تصور لو أنا اللى خنتك وعرفت راجل غيرك كان هيبقى موقفك ايه ساعتها كنت هتسامحنى بردوا
استنكر دفاعها بشدة وقام من مكانه واقفا أمامها وأمسكها من كتفيها يهزها پعنف مرددا بفحيح
دفنتك حية ياراندا وعملت فيكى اللى ميتعملش انتى اتجننتى اصلا! إزاي تقارنى دي بدى أنا راجل كنت متجوز على سنة الله ورسوله مش ماشى مع واحدة والسلام فيه فرق جامد .
نزعت يداه من على كتفيها وردت پعنف حينما ذكر زواجه عليها
بس من ورايا ومن غير ما أعرف ولا ادتنى حرية الاختيار اللى ربنا ادهالى تبقى أنت كنت خاېن ساعتها ياإيهاب والخېانة واحدة مبتتجزأش فى الأخر بتوجع الطرفين سواء كانت بعقد ولا من غير .
توجع قلبه لأجلها ورأي أنه حملها أكثر من طاقتها فهبط لمستواها وحرك خصلات شعرها من على وجهها وهو يحاول تهدئتها مرددا باعتذار
حقك عليا ياحبيبتي متزعليش منى أنا اتعصبت بسبب اللى حصل لسما واللى مكنتش أتوقعه إنه يحصل
أبدا.
ظلت على وضعها تنتحب بشدة فقد صعبت عليها نفسها بشراهة وكلما استمع إلي شهقاتها لام حاله
تانى خالص وڼدفنه علشان أنا
مش هقدر أعيش من غيرك ولا استغنى عنك
ابدا
واستطرد أسفه بتوضيح
وإذا كان على ولادنا مسؤولين مني قبل منك بعد كده وهنتشارك مع بعض كل خصوصياتهم وعيني هتبقى عليهم قبل عينك وهشيل عنك سنين العمر اللي تعبتي فيها وإنتي بتربيهم وانا كنت بعيد عنكم
البريئة الراقية بتاعة زمان واللي إنتي مربياها بايديكي يا قلبي
خلاص بقى ممكن نهدى يا حبيبي .
كان يردد تلك الكلمات وهو يمسح دموع عينيها بكلتا يديه وما كان منها الا ان هدأت من كلماته وقبلت عتذاره
فهي قررت ان تغير من حالها كي تحافظ على بيتها وزوجها ومن اهم التغيرات ان تقبل اعتذاره واسفه دون تطويل حتى لا يتسبب البعاد في الجفاء بينهما وهذه تلك الاشياء التي خرجت بها من تلك التجربة المريرة التي عاشتها في الفترة السابقة .
ومرت تلك الليلة عليهما بسلام بعد ان هدئ الطرفان وبعد ان وعدها بأنه سيحل مشكلة ابنتهم بأسرع وقت دون ايذاء شعورها .
بعد مرور يومان كان جميل يجلس هو ابنته ريم يتحدثون فى أمرها الهام الذى كان شغلها الشاغل هى ووالدها
فتحدث جميل بابتسامة عريضة
بصى بقي أنا سويتهم لك على ڼار هادية وسايبهم يتحايلوا عليا من بقى لهم أكتر من عشر أيام بس أنا كنت بماطل شوية لحد قبل ميعاد الجلسة بحاجة بسيطة علشان منقعدش نحكى كتير وكمان عقبال ماجهزت عقود التنازل عن الولاية بتاعت أولادك مع المحامي علشان منضيعش وقت خالص
واسترسل حديثه برأي صائب
يالا تغور الفلوس فى ستين داهية أهم حاجة راحتك انتى وولادك وانك تعيشى في سلام نفسى أصل راحة البال يابنتى متكفيهاش كنوز الدنيا بحالها.
نال رأي والدها استحسانها وحمدت ربها على وجود ذاك الأب الخلوق ذو العقل الرشيد والذي دائما يقف بجانبهم ويحل معهم مشاكلهم دون كلل أو ملل
هما ممكن ميوافقوش يابابا على كدة وياخدو منى ولادى لو اتجوزت
حرك راسه بنفى وأجابها
متقلقيش ياحبيبتي عمرهم مايرفضوا أصل اللى يقبل ياكل مال اليتيم المدة اللى فاتت
دي كلها ويستخسر يديهم حقهم بحجج فارغة يقبل يبيع نفسه عادى جدا وهما أول مانقول تنازلك عن الفلوس هيريلوا عليها وما هيصدقوا دول بيحبوا الفلوس أكتر من نفسهم أنا عارفهم ولا يهمهم عيال ولا يحزنون .
وأثناء حديثه رن هاتفه ورأي اسم المحامى الخاص به منقوشا على هاتفه فأمرها قبل أن يجيبه
طيب يالا قومى المحامى بيرن أهو سبقنا على هناك ولما نروح متتكلميش خالص وسيبيلى أنا العالم دي هعرف أتعامل معاهم.
ثم أجاب على المحامى وأبلغه بقدومهم
وصعدوا إلي السيارة منطلقين الي تلك الجلسة التى تعد بمثابة الحرية لريم وأبنائها وهي تناشد ربها داخلها أن يجعل التوفيق حليفها
وأثناء سيرهم أتتها رساله على الواتساب الخاص به فتحته ووجدتها من مالك مرسلا لها
وحشتينى جدا على فكرة .
ابتسمت بحالمية وتفاعلت مع رسالته وأرسلت إليه إيموجى يعبر عن الإعجاب
جن جنونه من ذاك الرد ولم يعجبه فأرسل إليها بتحذير
هتردي عليا ولا أرن فون أو ماسنجر وانتى حرة بقى وهعمل لك إزعاج
حركت رأسها بذهول من جنونه
وأجابته
هو إنت علطول
كدة هتفضل تستخدم أسلوب الټهديد معايا ولا إيه
أنا كدة هخاف منك خالص .
كان يدور حول نفسه بالكرسي الخاص به وكانت تلك حركته المفضلة التى يعشقها عندما يكون في حالة سلامه النفسي وأجابها
ماهو انتى لو بتسمعى الكلام وشطورة هتلاقينى معاكى لين لكن انتى بتستخدمى معايا نظام التقل صنعة علشان تخلينى ملهوف عليكى
واسترسل كلماته بغرام عبر الفويس الصوتي
ببقى نفسى أكلمك كل لحظة وتبقى قصادى كل وقت ببقى دايما ملهوف لكلامنا مع بعض هو انتى مش بتبقى ملهوفة زيي
أو لما تشوفى رناتى ولا رسايلى قلبك مش بيدق ولا بتحسى انك ملهوفة على الرد بسرعة اوصفي لى احساسك ياقلبى بحب أتكلم معاكى أووى وبحب أسمعك جدااا .
استمعت إلي رسالته الصوتية عبر سماعة الهاتف وكم كان صوته المبحوح وهي يحكايها بغرام جعلها تهيم به عشقا في تلك اللحظة بالتحديد
تركت كل الهراء الذى بداخلها الذي يؤنبها عن عشقها له واستمعت الي
رسالته عدة مرات حقا لقد أحبته لا بل عشقته
ثم وجدت أصابع يديها تنقش تلك العبارة وهى في سماء هيامها به
لما بتكلمنى أو بنقعد مع بعض ببقى مش عايزة الوقت يعدى ولا يمر بحس انى عايزة أبقى منتبهة معاك أوووي ومتشكرة جدا لوجودك في حياتى يامالك
لم تصدق عيناه رسالتها ولم يصدق حدسه أن تلك الكلمات المنقوشة أمامه لتلك الريم التى عذبته بذات نفسها أكل ذاك الشعور بالاشتياق داخلى لها جراء تلك الكلمات البسيطة ! فماذا عن اعترافها بعشقها لي كيف يكون مذاقه لقلبي وعينى !
يا الله كم أنتى ماهرة فى أن تجعلين جسدي يتمرد عليا ويريدك بلهفة
وسجل رسالته الأخرى بصوت مبحوح أثر دخوله عالمها الهائم
بحبك لاا بعشقك ونفسى تقوليها
لى بقى صريحة بجد هبقى ساعتها أسعد راجل في العالم ياعمرى قوليها ياريم وأنا أوعدك إنك مش
هتندمى عليها طول عمرك.
لو كان أمامها لرأى الاحمرار يغزوا علامات وجهها كألوان الطيف
وتلك المرة أيضا استمرت في سماع اعترافه كثيرا ومن شدة خجلها لم تقوى على الرد عليه ولكنه انتظر ردها وحينما تأخرت علم خجلها وكأنه يراها الآن أمامه
وظل يردد مع حاله وهو يعيد قراءة سطورها المعدودة ولكن كانت بالنسبة له ألاف الترنيمات لعشقه
مختلفة أنتى ياامرأة غير كل نساء العالم أجمع في عيناكى شراسة تخبئ ورائها احتياج وفي طلتك قوة تخبئ ورائها اشتياق وفي ك عزة تخبئ ورائها سكن يؤمن الأوطان أريد أن أقتحم حصونك ولكن وقت احتياجك واشتياقك لكي أعبر أوطانك بكل سلام .
وأفاق من تفكيره في تلك الصغيرة على صوت الراديو فمالك يعشق الإذاعة بشدة ولابد أن يشاركها يومه أفاق على كوكب الشرق تغنى أغنيته المفضلة والتى انتبه إليها بإنصات شديد ولأول مرة منذ ولادته يشعر بمعانى تلك الكلمات وكأنها تنشدها لأجله وكانت تلك الكلمات
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين خطوتين خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين خطوتين خطوتين
شوف
بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
والعمل إيه العمل ما تقول
لي أعمل إيه إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
عيون كانت بتحسدني على حبي
ودلوقتي پتبكي علي من غلبي
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
فين أشكي لك فين
عندي حاجات و كلام وحاجات
فين دمعك يا عين
بيريحني بكايا ساعات
بيريحني بكايا ساعات
بخاف عليك وبخاف تنساني
والشوق إليك على طول صحاني صحاني صحاني
غلبني الشوق وغلبني غلبني غلبني
وليل البعد دوبني دوبني دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد بعيد عنك .
البارت الرابع والعشرين
تجلس سما في غرفتها وهى تمسك هاتفها تشاهد تلك الفيديوهات الخاصة بها وما وصلت إليه من مشاهدات
فتلك المرة بالتحديد لم تنظر إلى نفسها بانبهار ولا بعيون لامعة بالفرحة بل كانت تنظر إلى نفسها باحتقار وكأنها كانت مغيبة حينها
قررت فتح التعليقات لفيديو لها يحتوي على أعلى نسبة مشاهدة جالت بأعينها ويديها تسحب الشاشة لأعلى وهى تقرأ تعليقاتهم مابين داع لها بالهداية وما بين محتقرا لها وما بين من يسب والديها انجرحت بشدة لما آوت إليه وما وصلت له من مستوى متدني ولكن ماجعلها تشهق بشدة وهي تقرأ تعليقا ما إذ كان محتويا على
يانهار أبيض على ده جمال لوز اللوز ده انت فورتيكة ياصغنن وعايز تتاكل أكل ماتيجى ياقمر ياجميل وأنا أبسط لك مزاجك على الأخر وهخليك طاير في السما فووووق .
كان ذاك التعليق بذاك الشكل الذي جعلها تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها العالية واستمرت في التقليب في التعليقات ورأت مثله كثيرا مما جعلها تلقى بالهاتف عرض الحائط حتى وقع متهشما إلى قطع لاعدد لها
وصوت بكائها ارتفع حتى وصل لوالديها فى الخارج انخلع قلبهما عليها فتحركا إليها فى نفس السرعة أوقفها
إيهاب مرددا
خليكي انتى ياراندا سبيني أنا وهى لوحدنا .
نظرت إليه بذهول وأردفت
إزاي
متابعة القراءة