حكاية بقلم ندى محمود
المحتويات
صاحت به في انفعال
وليش لأشوفلك حل حدا خبرك إني والية امرك ! كل شيء نادين تعي سوى هاد بتنام متأخر بليل وبتيجي تقول لا تنسي تفيقيني بالصبح مشان ما أتأخر على الشغل نادين بدي ياكي تساعديني لأختار شو بلبس بهاي المناسبة نادين شو بسوى مع جلنار نادين نادين نادين لك نادين طهقت أنا ماني امك
قهقه عاليا بصوته العالي ثم غمز لها في مشاكسة يجيب عليها بلهجتها اللبنانية
احترم حالك أنا لحد هلأ ما حاسبتك على اللي قلته مبارح
تغيرت ملامحه وأخذت الجدية ليقول بإحراج بسيط
اللي قولته !! هو أنا خرفت في الكلام أوي !
ضيقت عيناها وسألت بعدم فهم
شو يعني خرفت !
حاتم بنبرة حادة وبوجه يعطي تعبيرات الاعتذار مقدما
يعني قولت كلام مش لطيف يانادين !
رأسها بإيجاب وتمتمت بصرامة ونظرات شرسة
اممم مو لطيف أبدا ولولا إنك ما كنت بوعيك كنت بهدلتك
زم شفتيه وقال معتذرا بأدب ورقة
أنا آسف بجد بس نفسي أفهم إيه اللي جابك ليا من الأساس
نادين بزمجرة
كنت بتركك مثلا وإنت
بهاي الحالة !
ابتسم لها بمشاعر نقية وامسك بكفها يتمتم في ود جميل
صړخت به بغيظ وعصبية وهي تسحب كفها
لك لا تجنني شو امك !! شايفني عجوزة لتقولي امك
عاد يضحك مجددا وتمتم يصحح لها الفكرة ببساطة
مش المعنى كدا مش عارف افهمالك إزاي بس انا بعتبرك كدا بسبب إنك قريبة جدا مني وتقريبا معتمد عليكي في كل في حياتي شغلي وحتى حياتي الخاصة انتي اللي بتظبطي ليا كل حاجة فيها يعني لو ماما كانت عايشة مكنتش هتهتم بيا زيك كدا
الله يرحمها
حاتم في خفوت جميل امتزج بمداعبته وفضوله الخبيث قاصدا إثارة سخطها
آمين لكن مقولتيش أنا قولت إيه امبارح صحيح عشان للأسف مش فاكر
طالعته بنظرة ڼارية ومغتاظة فسرعان ما ارتفعت صوت ضحكته الرجولية لأنه نجح بكل سهولة في تحقيق مبتاغه من جملة واحدة !
ازيك يا أم سلامة
رفعت السيدة نظرها إلى مهرة وطالعتها بعين ثاقبة ثم وقفت وقالت بهدوء
مهرة بإيجاز وهي تخرج حقيبتها الصغيرة
كويسة الحمدلله اديني كيلو رز يا أم سلامة
تحركت السيدة خطوتين في محلها الصغير والتقطت كيس ارز متوسط الحجم ثم وضعته في كيس أصفر اللون وأعطته لها وقبل أن تلتقط منها النقود انحنت للأمام مستندة برسغها
على سطح المنضدة الخشبية الكبيرة التي تفصل بين الشارع والمحل من الداخل وغمغمت بعين خبيثة وابتسامة ساخرة
ألا صحيح يابت يامهرة اللي عملتيه مع صابر الأعور ده !
رمقتها مهرة بابتسامة صفراء ومثلجة بينما الأخرى استكملت بخبث أشد
ده سيرتك على كل لسان في المنطقة قال إيه بنت رمضان الأحمدي بتطفش العرسان عشان لا مؤاخذة يعني مشيها بطال صحيح الكلام ده يابت قوليلي ومټخافيش ده أنا برضوا يهمني مصلحتك اصل لو الكلام ده
غلط أنا اقطع لسان كل واحد يقول كلمة وحشة عنك
اختفت ابتسامتها وتحولت نظراتها المثلجة إلى نيران متوهجة وتشنجت عضلات وجهها حتى أصبح وجهها اللطيف مرعبا وخرج صوتها شبه عاليا بانفعال هادر
اقولك إيه يا ولية ياخرفانة انتي بعدين مين دي اللي مشيها بطال ده أنا اشرف منك ومن عيلتك كلها لتكوني فكراني مفياش لسان ومش هعرف ارد عليكي لا ده أنا لساني طويل وزفر أوي كمان
رفعت السيدة ذراعيها لأعلى وصړخت باعلى صوتها صائحة باستهزاء وڠضب
بقى أنا خرفانة يابنت حليمة الشحاتة لكن هقول إيه ماهو صحيح تربية والدور والباقي على الحجة فوزية اللي معرفتش تربي بنت ابنها
تجمع جميع من بالجوار من أهل الحارة على أثر صياح أم سلامة بينما مهرة فوصلت إلى ذروتها حيث ألقت ما بيدها من أكياس وهمت بأن تهجم على أم سلامة لولا أن إحدى الشابات بالمنطقة كبلت مهرة تمنعها وهي تهتف
خلاص يامهرة
صړخت مهرة باعلى صوتها محدثة أم سلامة وهي تحاول التملص منها
طاب إيه رأيك أنا هوريكي التربية اللي على حق
تمكنت من التملص من الشابة التي تمسك بها واندفعت نحو أم سلامة التي
متابعة القراءة