قصة دلني الله
جرسون الحساب من فضلك
جُملة قولتها لما كنت في المطعم أنا وزوجتي وأولادي بعد ما خلصنا أكل، هما متعودين إن يوم الجمعة ده أنا ملكهم فيه.
لإن ده اليوم الوحيد اللي مبروحش فيه السنتر بتاع الدروس.
شوية ولاقيت شاب لابس بدلة زرقاء كان لونها أنيق جدًا وشكلها فخم حط ورقة قُدامي ومشى!
" تم دفع الحساب؟ "
زوجتي مسكت الورقة وبصتلي بغيرة وبدأت تتلفِّت حواليها وبصراحة الأمر غريب، معرفش مين دفعها؟
ببص جنبي لاقيت الشاب أختفى، فناديت على الجرسون مرة تانية فجالي بسرعة وقال بإرتباك وإحترام مُبالغ فيه:
" تحت أمرك يا أستاذنا .. طلباتك أوامر والله وو
مالك يابني؟ بتتكلم كدا ليه؟ هو أنت متراقب!
- ولا متراقب ولا حاجة!
طيب مين دفع ليا الحساب ده؟
- معرفش.
بصيتله بعصبية وقولتله يعني إيه متعرفش؟ وبدأ صوتي يعلى فلاقيت نفس الشاب أبو بدلة وقف قُدامي، ركزت في ملامحه شوية، للحظة حسيت إني أعرفه وبينا ألفة وعشرة!
فقولتله أنت بقى اللي دفعتلي؟ طيب تعرفني منين؟
حاسس إني أعرفك بس مخي مش متذكر بالظبط والله.
- أنا أيمن عبدالعظيم القناوي!
نعم!
- عارف إن حضرتك مستغرب.
أنت صاحب سلسلة مطاعم القناوي؟
- أيون بالظبط كدا يا أستاذنا.
وبعدين بص حواليه ونادى على بنوتة تشبه للقمر جات وقفت جنبه وقال " ودي مراتي " بنت معالي وزير الصحة.
" سبحانك ياودود ياذا العرش المجيد يافعَّال لما تريد
الزمن رجع بيا ١٥ سنة لما كان عندي في الدرس، كان بيجي بهدوم مقطعة وكان منبوذ من كُل صحابه، كلهم كانوا شُطار إلا هو كان مستواه متوسط وفي يوم كنت بنادي أسماء الولاد اللي مدفعوش الشهر ولما وصلت عند اسمه قرَّب مني بتعب وقال بخجل:
وقتها حضنته ومسكت الكشكول وحطيت علامة صح جنب الشهور كلها عشان أعامله على إنه دافع ومنساش وأنادي عليه بغفلة مني وبعدين قولتله:
رجَّع الفلوس لوالدك وقوله إنه خلَّف راجل "
في الحقيقة الولد كان ضعيف جدًا وبشرته شبه محروقة من الشمس والشغل، برغم ذلك كان ذكي جدًا لكن الذكاء لوحده مش كفاية للنجاح، لازم رعاية وإهتمام بالطفل، كل زمايله كانوا بيجرحوه وبيعايروه إنه فاشل وأنهم هيجيبوا طب!
بصيت لملامحه اللي أتغيَّرت تمامًا وبقت جميلة وبسيطة وتتحب وقولتله وصلت هنا إزاي يا أيمن؟