حكاية بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


وهو يقود سيارته متوجها إلى شركته وأكملت الذكريات تنهمر على عقله حين خرج من الغرفة متهدل الأكتاف بعد أن أطمئن عليها إنها نائمه ولن تستيقظ الأن ما يحدث معهم الأن شديد وصعب مؤلم حد المۏت كيف يتحمل ذلك مۏت صديقه وأبن عمه الذي دفنه بيده وقف وسط جمع غفير من الناس موظفين المؤسسه عمال القصر عمال المستشفى وبعض المارة بالشارع الذين سمعوا في مكبرات الصوت الخاصه بالمسجد الذي يجاور المستشفى أن هناك حالة ۏفاة وسوف يتم الصلاة عليها الأن عدد

كبير وقف خلفه الچثمان يصلي من يعرفه ومن لا يعرفه كان حاتم يبكي طول صلاته على صديقه الوحيد المقرب والغالي وحين حمل النعش حتى يوصله إلى مثواه الأخير لم يكن يستطيع التحكم في دموعه ولا حديثه الذي لم يكن أحد يفهم منه شيء سوا همام أقربهم له رايح فين وسايبني يا أديم هنا عليك تسيبنا وتمشي هان عليك تسيب تار نرمين طيب ونس هتسيبها كده وتمشي من غير كلمه وداع ولا لوم ولا حتى حب طيب وأنا يا أديم أعمل أيه من بعد يا صاحبي قولي أعمل أيه من غيرك المسؤليه تقيله أوي يا أديم أوي ااه يا صاحب العمر والأخ والسند اااه يا كل حاجة حلوه في حياتي مرتبطه بيك
صمت لثواني يحاول أيجاد صوت من بين شهقاته أكمل قائلا متخفش يا صاحبي أخواتك أمانة في رقبتي هشيل سالي جوه قلبي وراسي وجوه عيني ونرمين أختي وفي ظهرها ومش هسيبها أبدا وهجيب تارك من طارق وتارها أطمن يا صاحبي أطمن أنا موجود وهسد في غيابك غيابك إللي دبحنى وھيموتنا كلنا من بعدك
كان همام يبكي على كلمات حاتم هو لم يتعرف على أديم من وقت طويل لكنه حقا شخص مميز وذلك الحزن الظاهر على حاتم قليل على خسارة شخص مثله وحين فتح النعش وحملوا الجسد من داخله أنهار حاتم في البكاء وهو يتشبث به بقوه وېصرخ بكل ألم قلبه هتوحشني يا صاحبي هتوحشني يا أديم هتوحشني أوي أوي يا صاحبي
ليربت
همام على كتفه وقال مينفعش كده يا حاتم حرام عليك متعذبوش
ليبتعد حاتم منتفضا وهو يقول حقك عليا يا صاحبي
وضمھ للمره الأخيرة وهو يقول في أمان الله ورحمته يا صاحبي
وبدء العمال في عملهم وكان صوت ټحطم قلب حاتم مع كل لحظه تمر وتلك الحفره تغلق على أبن عمه تصم أذنه وتجعله يود أن يكون معه الأن داخل تلك الحفره أو يعود الزمن ولا يحدث كل هذا
وعلى جلوس همام جواره بوجه لا يفسر خرج هو من أفكاره ليغمض عينيه بقوه هو لا يتحمل كل هذا لا يتحمل كل تلك المصائب لكن همام قال حاتم أنا محتاج منك تيجي معايا علشان تتعرف على چثة كاميليا
لينظر إليه حاتم پصدمه لتنحدر دموع همام وهو يقول بوجه حاد في واحده بلغت عن حدوث حالة ۏفاة روحنا الشقه وعرفنا أنها بتشتغل عندها من أسبوع واحد بس وأن ده معاد حضورها كل يوم الصبح وبعد ما بدأت في ترتيب البيت حست أن صحبة الشقه في أوضتها فسابت تنظيف الأوضة أخر حاجه لكن لما فات أكثر من ساعتين وهي مخرجتش خبطت عليها ولم مسمعتش رد دخلت ولقتها واقعه على الأرض وڠرقانه في بركة ډم وأنها قاطعه شرايين أيديها 
صمت يحاول تمالك نفسه كل هذا وحاتم ينظر إليه پصدمه ألجمته لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أو يشعر الأن ليكمل همام لما روحنا المكان عرفتها على طول وأتاكدت من البطاقه كمان لكن لازم حد من أهلها يأكد إنها هي ويستلمها
ماذا فعلت عائلة الصواف لتعاقب بكل تلك العواقب ما هذا الذنب الذي يجب التكفير عنه بكل هذا الألم كل هذا كان يدور داخل عقل حاتم الذي يسير جوار همام جسد بلا روح حتى وصل إلى المشرحه التي وضعوا بها
الچثمان وحين رفعت الممرض الغطاء عن وجه كاميليا أنحدرت دموعه وهو يقول ليه يا كاميليا ليه ذنبك دلوقتي في رقبة مين في رقبة أخوكي إللي دمر العيله كلها ولا في رقبتي أنا ليه يا كاميليا ليه الله
يرحمك ويغفرلك ذنبك الكبير ده
والمشهد يتجدد من جديد الصلاة والچنازة والډفن والدموع والحصره والألم كل ذلك كيف يتحمله قلبه كيف لم يعد هناك مكان لچرح جديد وصدمه جديدة عاد إلى المستشفى لكنه لم يستطع الصعود توجه إلى المسجد توضئ ووقف بين يدي الله يتوسله الرحمه والمغفره والمواسه والقدره على التحمل طلب الدعم والرحمه طلب السند وأن يربط على قلبه بالصبر والسلوان وحين عاد إلى المستشفى جلس مكانه من جديد أمام غرفة الرعايه ينتظر أن يطمئن علي الباقين من عائلته خرجت الممرضه ووقفت أمامه تقول مدام سالي عايزه حضرتك
لم ينتظر أن تكمل كلماتها ودلف سريعا إليها ليجدها مغمضه العينين واضعه يديها فوق بطنها ودموعها تنحدر من عيونها دون توقف فهمس بأسمها لتنفتح عيونها تنظر إليه بحزن وقالت كنت حامل أبني ماټ يا حاتم ثمره حبنا ونتيجة تحسن علاقتنا ماټ وراح
أقترب منها وجلس على السرير جوارها وقال قولي الحمدلله إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم أأجرني في مصېبتي وأخلفني خيرا منها
رددت خلفه ودموعها لا تتوقف ليقول من جديد أحنا لسه مع بعض والحياة قدامنا ونجيب بدل العيل عشرة المهم أنت يا سالي المهم أنت تبقي بخير المهم أنك معايا
ظلت تبكي بين ذراعيه وهي تومئ بنعم وبسبب
حالتها لم يستطع أن يخبرها عن أديم وكاميليا وكذب عليها وقال إن الجميع بخير لكن كله في حالة صډمه وإللي متنيم بسبب الأدوية وإللي في غرفة الرعاية علشان العمليات إللي خضعوا ليها لتدعوا لهم جميعا بالشفاء وغفت بين ذراعيه وحين علمت بالخبر بعد فتره كانت هي الأخرى على موعد مع الأنهيار العصبي الذي ظلت نائمه بسبب مفعول الأدوية لعده ايام أخرى
كانت الذكريات تتولى على رأس حاتم دون توقف خاصه مما حدث مع كاميليا حين مر من أمام المبني التي كانت تسكن به والذي حدثت به الحاډثه خاصه ما حدث بعد ذلك بعدة أيام لم يقل ألم عما سبقه وكأن هناك في قدر تلك العائلة مكان لچرح جديد أو مصېبه جديدة أو ڤضيحه جديدة 
فبعد أربع أيام
من يوم الحاډث وحين فاقت شاهيناز كانت في حالة هياج شديدة أستطاع الأطباء السيطرة عليها بشق الأنفس لكن ذكاء ودهاء شاهيناز هانم السلحدار كان حاضرا أيضا حتى بعد أن فقدت عقلها بالكامل من أثر الصدمة فاقت بعد يوم كامل من نومها بالمهدئات بسبب هياجها الشديد علم الجميع أنها خرجت من المستشفى ولم يكن أحد يعلم إلى اين ذهبت وكاميرات المستشفى جعلتهم يرونها وهي تغادر غرفتها بحزر شديد ثم المستشفى والغريب في الأمر أنها أكملت طريقها على قدميها الحافيتان من حذائها الغالي الذي تركته في المستشفى لكن ولأن أكتشاف غيابها حدث بعد ساعات من حدوثه الأصلي كان من الصعب معرفة طريقها لكنه تم أبلاغ الشرطه بذلك ليتم البحث عنها وهل أصبح هناك ڤضيحه أكبر من ڤضيحة نرمين الصواف وأبن عمها وزوجها الذي صدم من هذا لأنه لم يكن يعلم كما أنتشر وتوقع طلاقهم القريب إذا نجى رجل الأعمال الشاب من أصابته بطلق ڼاري على يد ابن العم أسهم الشركات التي سقط أرضا الخسائر التي أصبحت بالملايين فهل هناك شيء أصعب من هذا فماذا سيحدث أذا أنتشر خبر هرب شاهيناز السلحدار حافية القدمين من المستشفى وهي في حالة اڼهيار تامه تصل حد الجنون
عاد من ذكرياته وهو يتنهد بهم أنهم حتى الان لم يستطيعوا الوصول إلى شاهيناز لقد فقدوا أثرها بالكامل والشرطة لم تستطع العثور عليها رغم أن هناك بعض الأخبار وصلت لهم أن أكثر من شخص شاهدها تشحث في الإشارات في أحدى الأماكن الراقيه ولكن حين يصلون إلى المكان لا يجدون لها أي أثر والذي أكد لهم الأمر أن هناك رقم غريب أرسل لهم فيديو لها بملابس متسخه وشعر مشعث تقف جوار أحد السيارت تحاول أخذ شيء ما من سائق السيارة والذي في
نهايه الأمر ألقاه لها أرضا لتسقط على ركبتيها تأخذه وبدأت في ألتهامه بشراهه وذلك ما يسبب حزنا حادا لسالي وكذلك نرمين اااه نرمين چرح كبير لم يطيب بعد وسيظل هو الچرح النازف الأكبر رغم خساير المۏت والفضائح فحالتها كانت صعبه لدرجة كبيرة أخذ نفس عميق وهو يتذكر يوم حضر الطبيب إليه يخبره أن فيصل قد عاد إليه وعيه ويطلب لقائه حمد الله على أنه أستعاد وعيه قبل نرمين حتى يعرف موقفه من كل ما حدث وقراره
دلف إلى الغرفة ليجده يجلس بشكل جيد ونظراته سارحه أقترب منه وجلس على الكرسي الموجود بجانب السرير وهو يقول حمدلله على سلامتك يا فيصل عامل إيه دلوقتي
نظر له فيصل ببعض التشتت وقال بحزن الحمدلله نرمين عامله أيه وأديم والكل
أخفض حاتم رأسه أرضا وذلك أقلق فيصل بشده وقال ببعض الخۏف فيه أيه
البقاء لله في أديم وكاميليا
ليشهق فيصل پصدمه وهو يقول بحزن لا حول
ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون
ثم رفع عينيه إليه قائلا پخوف نرمين
إنهيار عصبي حاد والدكاترة منيمنها بالأدوية
أبعد الغطاء عن جسده وبدء في فك الأسلاك الموصوله بجسدة وهو يقول عايز أشوفها
أوقفه حاتم وهو يقول أهدى يا فيصل هنادي الدكتور وأسأله لو ينفع تقوم ولا لأ وبعدين في كلام مهم لازم نقوله قبل ما تشوف نرمين
حاجة أيه
قالها فيصل بنفاذ صبر ليأخذ حاتم نفس عميق وأخرجه بهدوء عله يهدء من قلقه وتوتره وقال إللي حصل يوم الفرح صډمه للكل مۏت أديم وأنتحار كاميليا وأجهاض سالي وجنون شاهيناز هانم وهروبها من المستشفى ومش عارفين نلاقيها لحد دلوقتي كل ده في كوم وأعتراف طارق بأنه الندل إللي أذى نرمين كوم لوحده
كانت نظرات فيصل تزداد
جحوظا مع كل كلمه يقولها حاتم وتحولت لڠضب مع آخرها لكنه قرب وجهه من وجه حاتم وقال هقتله بأيدي هخليه يندم على كل لحظة عاشها بعد ما فكر يعمل فيها كده
ليعتدل حاتم ونظر إليه بتفحص وهو يقول بتوضيح فيصل أنا
عارف إنك راجل حقيقي وموقفك إللي عملته مع نرمين يشهد عليك لكن الموضوع كان في أطار العيلة ومحدش غريب كان يعرف بيه لكن دلوقتي العالم كله عرف بيه واتكتب في الصحافه وطارق اتقبض
عليه وبقى
ليوقف فيصل سيل كلمات حاتم وقال بحسم نرمين مراتي شرفي وعرضي
وإللي هيجيب سيرتها بحرف واحد هقتله بأيدي يا حاتم
ليسحب السلك العالق بسرعة وكذلك المغذي في يده وهو يقول أنا رايح أشوف مراتي
وقف حاتم لثواني يتابع
 

تم نسخ الرابط