حكاية الطفل والمفتاح
المحتويات
قصة حقيقية حدثت في السعودية تقول معلمة ثلاثة أعوام هي تجربتي مع التدريس في مدرسة ابتدائية قد أنسى الكثير من أحداثها وقصصها إلا قصة ياسر !!
كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع الابتدائي وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع كان نحيل الجسم أراه دوما شارد الذهن يغالبه النعاس كثيرا كان شديد الإهمال في دراسته بل في لباسه وشعره دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !!
ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة قبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريبا كان يوما شديد البرودة فوجئت بمنظر لن أنساه !!
دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي النحيلة شدة البرد أسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر أخاه الأصغر أيمن الطالب في الصف الأول الابتدائي ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه !! ويفركهما بيديه !!
منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه !! دمعت عيناي من هذا المنظر المؤثر !! ناديته
ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت ! ولماذا لم تلبسا لباسا يقيكما من البرد !!
فازداد ياسر بأخيه ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي دمعة لم أكن أتصورها !!!! ضممت الصغير إلي فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه !!
ياسر ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر !! ومن الذي أحضركما ! قال ببراءته لا أدري !! السائق هو الذي أحضرنا !! قلتو والدك !!
قال والدي مسافر إلى المنطقة الشرقية والسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي !!
لم يجب ياسر وكأنني طع نته بس كين !!
قال أيمن الصغير ماما عند أخوالي !!!!!!
قلت ولماذا تركتكم ومنذ متى !
قال أيمن من زمان من زمان !!
قلت ياسر هل صحيح ما يقول أيمن !
قال نعم يا أستاذ من زمان أمي عند أخوالي أبوي طلقها وضربها وراحت وتركتنا وبدأ يبكي ويبكي !!
يا ياسر !
قال لا لا أنا من زمان ما شفتها أنا يا أستاذ ولهان عليها مرة مرة !! قلت ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !
قاطعني ياسر لا لا يا أستاذ أمي أحلى هذي تضربنا ودايم تسب أمي عندنا !! قلت له ومن يتابعكما في الدراسة !
قال ما فيه أحد يتابعنا وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا
!! قلت ومن يجهز ملابسكما وطعامكما
قال الخادمة وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! أو تروحها لأهلها !!
وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !! اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد أحتمل !! حاولت رفع معنوياته فقلت لكنك رجل ويعتمد عليك !!
قال أنا ما أبي منها شيء !! قلت ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم قال هي منعتني !! قالت
خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !!! قدم المعلمون والطلاب للمدرسة قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه لا تخرجا للطابور وسأعود إليكما
بعد قليل !!
متابعة القراءة