حكاية قائد طائره
!!
لعنت معلمتي المحبوبة!! لعنت المصنع الذي سرح أبي من العمل وتركنا فقراء!! لعنت كيسي الأسود الذي وضعت فيه أمي منديلا من ثوبها القديم يلف قطعة خبز من ليلة أمس وحبات تمر تجاوزت الدهر!! لعنت صاحب الحافلة وحافلته التي لم تتسع لنا !! لعنت ذلك الصباح بكل ما حمله !!
حملت كيسي الأسود المنهك .. لملمت أجزائي المبعثرة .. وقررت العودة الى البيت كي أبكي وأذرف ما أمكنني من دموع بلا حرج ..
بقيت أترنح بين خيبتي وحيرتي لبرهة لا أعلم إن قصرت أو طالت ثم راودتني فكرت كڈبة سأسكتهم بها وهي أن الحافلة في طريقها الينا تعرضت لعطب!! ولأجل ذلك لم نذهب..
في ذلك اليوم.. لم تشأ صورة معلمتي أن تذهب عن مخيلتي وهي تبرئ لنا ذمتها بمبررات واهية .. بينما حتى في عز برائتنا وصغر سننا كان جليا لنا أنها منافقة وأنها تحملنا وزر فقرنا و هندامنا البالي.. ولم أستطع نسيان عذرها وهو أن قائد الطائرة لن يقبل استقبالنا بهيئتنا تلك !! لن ينمحي من ذاكرتي طعم ذاك الۏجع!!
عرفتم الآن من هي تلك الراكبة غير العادية !!!
منقولة بتصرف