حكاية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

موقع أيام نيوز


ويسارا 
منطقه مليئه بالبيوت لم يراها من قبل ولد الامل من جديد عندما لمحه يجرى فى نهايه الطريق الاخر حتى تقابلت اعينهما من بعيد 
لا يفهم لما يهرب الان بعد كلامه بتلك الشجاعة هل كان يقوم بالتمثيل كل تلك الاسئله تتهاتف الى عقله  
ولا يعطى له جوابا قابل للتصديق 

وما ان اقترب منه وجد نفسه وصل الى رصيف خالى من السيارات  
لا يوجد أى شخص وعندما الټفت الى الجانب الاخر وجده ينظر اليه بتوجس ومع أول خطوة للجرى صدر صوت لسيارة تأتى مسرعه مباغتا 
وكأنه قد شلت
قداماه وهو ينظر الى تلك السياره 
لم يشعر اسلام بنفسه وهو يجرى اليه الان بعد الخۏف الذي طوق رقبته مع أنفاسه الذاهبة تخبره نبضاته أنها لن تعود 
لكن عادت فجأه وخفقت بقوة وهو يهرع اليه 
يري السيارة تأتى مسرعه لكن لما المشهد يسير ببطئ شديدة ونبضاته مسرعه  
توقفت الانفاس وبقي نفسا واحدا يجرى على قسماته بعد أن سحبه من أمام السيارة بقوة ليبتعد الاثنان من أمام الرصيف 
عقله يخبره ان الزمن قد توقف عند رؤية تلك العينان الغريبه عن قرب التى تملأها الكلمات الحزينة 
عاد الواقع اليه عندما هتف به سائق السيارة المسرعة يسبه بأسوء الالفاظ 
لينتبه كلا منهم أنا احدهم فوق الاخر كانه عناق حار وليس هذا الامر فحسب 
تقلب إسلام طوال الليل على الفراش بجانب والدته التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه 
_ مالك ياإسلام حاطط أيدك على شفتك ليه ۏجعاك ياقلبي  
_ هااه لا لا مفيش حاجه ياماما
_ بص يااسلام أنت مش عجبني اليومين دوول فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه 
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر 
فقال مغيرا لمسار الحديث 
_ ماما أنا المدرب بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة عشان أنا بسبقهم كلهم وكل شويه يقولى ايه رايك 
_ أدم بيلعب فى الفريق 
_ مش عارف  
حارب عقلها عاطفتها لا تريد الموافقه لكن عيناه المتحمسة لا تريد أن تغلقها ألا يكفى مايوجد به 
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة 
_ أنت عاوز تلعب 
_ أأأه 
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها فهى تريد أن تراه سعيدا  
فقالت تحدث نفسها وهى تنظر الى قدميه الصغيرة 
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ليست لاحذيه الراكلة للكرة 
أبتلعت الالم بمرارة وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه أنها فتاة فتاة بريئة انولدت لأب من مجتمع غريب 
أقنعت نفسها أن تصمت الان وحينما يأتى الوقت سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها  
مر الوقت سريعا حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط 
أصبحت حياة إسلام تتمحور حول الدراسة ولعب كرة القدم 
يعرفه الجميع بعلامة المدرسة المميزة غرفته مليئة بوسام الشرف وشهادات التفوق لكن 
تنظر اليهم والدته تحت ابتسامتها الكاذبة المليئه بالالم 
لايهمها التفوق وتلك الشهادات وهى ترى حياة طفلها يملك إسم لشخصية وهميه مغلفة بجسد فتاة ليس مكتملا 
وقفت الام كعادتها أمام زوجها كل
ليلة تصب فيه بنارها التى لا تنطفئ ولكن تلك الليله رأت دلالة على تأكيدها 
_ انا عارفه ابني هيبقي ايه كل حاجه فيه بتبين انها بنت انت ليه مش قادر تصدق حاجه زي دي مهما اوريك مبتصدقش ازاى هيكون ولد وعنده رحم  
عض على شفته پألم وهو يري بالفعل تغيرات ابنه حتى أصبح قلبه يخفق بڼار البؤس فقال پعنف 
_ انت عاوزة تاخدي الامور على كيفك طبيعي كل اللى بيحصل بس مش اكيد انها بنت وبعدين لو اتكلمت فى الموضوع دا تانى يبقي مفيش بينا غير الطلاق وعمرك ماهخليكي تشوفى اسلام تاني حطها حلقه فى ودنك اسلام راجل  
دموع تجرى كالطوفان على خديها لا تهدأ أبدا أصبحت حياتها كالچحيم فصولها تتضمن فصلا واحدا الصيف الحارق ربما لا تصدقون أن الخۏف والړعب من المستقبل أصبح يلحف جسدها پالنار فى فصل الشتاء فلا تشعر بالبرودة ابدا  
عجزت الام أمام زوجها تعلم أنه يعرف لكن فقط يريد أن يفعل مابرأسه وان جمع الماء مع الڼار فى قنينه واحدة 
عزم الاب على الذهاب الى طبيب فكل شئ يؤرقه جانب يوجد به باب الامل والجانب الاخر به باب الكسرة  
ترى اى باب سيفتح له  
الشئ الوحيد الذي يعرفه انه لن يترك نفسه عرضه لاى كلمه  
وقف أمام الطبيب يتحدث عن احوال ولده ومابه فجاءه رد الطبيب بجدية 
_ انت شايف ان اهتماماته وميوله تشبه الولد ولا البنت 
_ يادكتور هو بيلعب كورة وممتاز وطويل اطول واحد فى اولاد اعمامه بس ساعات يعنى بيحصل تغيرات يعنى امه بتقول ان الظروف النسائية تجيله شهر مرة وخمس شهور لا  
_ عموما يااستاذ اكرم لازم اشوف الحاله عشان اقدر اشوف ظروفها 
_هو احتمال يادكتور يعني
 

تم نسخ الرابط