حكاية فتاه العمرة
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﺍﺳﺘﺮﺣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻲ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻲ
ﻭﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ .. ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻲ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺷﻬﺮ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﻨﺎ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ د
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎﺋﻠﺔ ﻭﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻛﻞ ﻣﺎﺗﻤﻨﻴﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻜﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﻭﻛﺮﻡ ﻭﺑﺮ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﺃﻫﻠﻲ ,
ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻲ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ , ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻮﻋﺪ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺇﻧﻪ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺑﻘﻴﺘﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻳﺎﻣﺪﺍﻡ .. ﺃﻧﺘﻲ ﺣﺎﻣﻞ !
ﻭﺣﺮﺻﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﻪ ﺭﺑﻲ ﺧﻴﺮ ﻭﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ
ﻭﻛﻨﺖ ﺍﺣﺲ ﺑﻜﺒﺮ ﺣﺠﻢ ﺑﻄﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﺴﺮﺗﻪ ﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ .
ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻓﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟﻲ ﺣﻮﻟﻲ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ
ﺭﺩﻭ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ : ﺑﻨﺖ ﻭﺻﺒﻲ
ﺗﻮﺃﻡ ﻫﻤﺴﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ... ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺗﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻲ
ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻡ ( ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺮﺿﻰ )
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻟِﺤُﻜْﻢِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺈِﻧَّﻚَ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ )