حكاية انا والطبيب

موقع أيام نيوز

 


ببركت دعاك يا أبويا..
ردد رضوان بفخر ومن يرى الفخر الذي بعينيه والحنان الذي ينفجر على ملامحه يعتقد أن قيس حقا ولده من صلبه وليس فقط صبي ابن جاره قام بتربيته والإعتناء به بعد ۏفاة والدته وتلهي والده عنه بعدما تزوج بإحدى السيدات الأغنياء والتي اشترطت عليه قبل أن تتزوجه بتركه لولده بعيدا عن حياتهم ومجتمعهم المخملي الراقي فقبل لأجل أن يقتحم هذا العالم المخملي والذي حلم كثيرا اعتناقه وقد جاءت له الفرصة وكان عليه اغتنامها غير آبه بهذا الصبي الذي بالكاد تم التسع سنوات ليقوم إمام المسجد الشيخ رضوان وزوجته بالإعتناء بقيس الذي ترك وحيدا في هذا المنزل الصغير وكان والده يكتفي فقط بإرسال القليل من المال مع حلول كل شهر وزيارته بضع دقائق..

وفي كل محڼة منحة فقد أحسن الشيخ رضوان تربية قيس والإهتمام به وزرع في قلبه الرحمة والرفق والإيمان وحب الله عز وجل فنشأ قيس في كنف والده رضوان الذي أصبح له كل شيء وتناسى الماضي ومراحل الألم التي مر بها..
وكان قيس للشيخ رضوان العوض بعد ولده الذي طرده رضوان من منزله والذي لم يبلغ أربعة عشر عاما وذلك لأجل.....
أوقف الشيخ رضوان استرسال الذكريات في عقله وطردها وهو يقول لقيس الذي يشعر بمقدار حزنه الدفين
راضي عنك يا قيس ولسه ربنا هيعطيك ويعطيك يا ابني أنت تستاهل كل خير لأنك تعبت واجتهدت واتعذبت وأكيد ربنا هيجازيك وطول ما ربنا معاك كل حاجة هتبقى طوع إيدك..
قبل قيس رأسه وقال بإمتنان
ربنا يبارك في عمرك يا أبويا ويرضى عنك..
ابتسم الشيخ رضوان بدفء واستقام بثقل نظرا لتقدمه في العمر وقال وهو يشير لقيس
مش هتتقدم أنت وتصلي..
جذبه قيس للأمام برفق وقال برفض قاطع
اتفضل يا إمامنا .. مستحيل أتقدم عنك ويلا أقم الصلاة علشان كدا قيام الليل هيفوتنا والفجر هيأذن..
ابتسم رضوان وهو يستقيم ليقم الصلاة وبجانبه قيس يؤدون ما تيسر لهم من قيام الليل..
أتت زوجة الشيخ رضوان وابنتيه يقفون خلف والدهم في مشهد ظل يتكرر سنوات عديدة منذ أن كانوا أطفال وظل الحال كما هو حتى بعد سفر قيس الذي لم ينقطع عنها وكان يؤديها بمفرده صورة متكاملة لم يحذف منها إلا هذا الولد العاق ولم يتغير بها سوى الأعمار وظلت القلوب على حالها مع الله..
_______بقلمسارة نيل_______
ضجة عاتية أصابت قصر البحيري بعد ما أصاب ابنة جعفر البحيري منى البحيري بعرض موطنها ووسط هذا الكم الهائل من الحراسة والأمان وهي بين أحضان أسرتها..
يقف جعفر بثبات وقوة رغم تقدمه في العمر لكن على وجهه شراسة وشړ تجعلك تخشى المرور أمامه .. شراسة وعدم رحمة وإجرام جعل رجال أشداء أمامه يرتعشون ړعبا..
تجرأ رئيس الأمن يقول بړعب جلي
جعفر باشا .. الكاميرات ملقطتش أي حركة غريبة والرجالة كلهم والله يا باشا كانوا في أماكنهم ومفيش أي حاجة غريبة حصلت..
ودون أن يرف له جفن رفع سلاحھ نحو رؤوس هؤلاء الرجال وتتابع صوت الړصاص يصدح في الأرجاء لينتشر الصمت المخيف في المكان..
الټفت نحو أبناءه الذين يركضون في شتى الجهات للبحث عن أي خيط يوصلوهم للفاعل صړخ بعنفوان وڠضب
فارس .. فهد..
أتوا ينفخون بضجر بينما أردف فهد
مفيش أي أثر فعلا يا بابا..
هتف فارس من بين أسنانه بشړ ووعيد يشابه والده في شراسته
يا ترى مين اتجرأ وعمل كدا في أختنا..
تسائل جعفر بصوت حاد
فين عزيز..
زفر فهد وقال بسخط
ابنك الكبير الغالي مختفي بيخلص شغلك إللي محدش يعرف عنه حاجة .. أهو ده أخرتها لما تخليه مسؤول عن كل حاجة .. عن القصر والحراسة .. شوف وصلنا لفين..
حد مچرم اتسلل للقصر وأختي بين الحيا والمۏت دا علشان كل حاجة عزيز .. عزيز..
أيده فارس وأردف بحنق
فهد عنده حق وكأن مش عندك ألا عزيز باشا..
سخر جعفر بداخله من كلمات أولاده لا يعلون مكر هذا الثعلب الذي همس

بغموض وخبث
ميعرفوش أن مجرد أداة وألة أنا إللي 
توسعت أعينه پصدمة وتفاجئ انجلى على وجهه القاس متسائلا
 

 

تم نسخ الرابط