يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ولكن يا بني اعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن بعيد وأنا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك والا فأنا خصمك عند الله يوم القيامة صدم الشاب مرة أخرى بهذه المصېبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه مازال في مقتبل العمر.
وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ولكنه حزم أمره وبت فيه وقال أصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة يوم القيامة ثم توجه إلى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن يجازيني على نيتي وان يعوضني خيرا مما أصابني فقال صاحب البستان حسنا يا بني موعدك الخميس المقبل عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها.
فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى حزين الفؤاد منكسر الخاطر ليس كأي زوج ذاهب إلى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها وادخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له يا بني تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير وأخذه بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها فإذا بها فتاة بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت إليه فإذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه فإذا بصوتها عذب جميل وقالت السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا زوجي فوقف هذا الشاب في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما الذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام ففهمت البنت ما يدور في باله فذهبت إليه وصافحته وقبلت يده وقالت إنني عمياء عن النظر إلى الحړام وبكماء عن النطق بالحرام وصماء عن الاستماع إلى الحړام ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحړام وإنني وحيدة أبي ومنذ
سنوات وأبي