حكاية جواز ابرايل
المحتويات
ازيك يا ابريل!
بدلا من رد التحية بمثلها وجدت لسانها يسأل متلهفا بدون مقدمات ستي حصلها حاجة!
أجابها أحمد مسرعا لا اطمني .. ماتتخضيش كدا .. هي كويسة .. محدش حصله حاجة
زفرت ابريل أنفاسها براحة شديدة قبل أن تتمتم بخفوت الحمدلله
عاد أحمد يسألها بلطف طمنيني .. صحتك اخبارها ايه
أجابته ابريل تلك المرة لكن بتكلف شديد كويسة الحمدلله
اقتصرت إبريل في الأجابة بقي كويس
سرعان ما إنعقد حاجبيها بتعجب من معرفته هذا الأمر أقرنته فى تساؤل بس انت عرفت منين انه كان تعبان ..
لم تنتظر إجابته حيث أن عقلها أضاء بها فغمغمت بتبرم خالتي صابرين اللي قالتلك
قال أحمد مؤكدا إستنتاجها اكيد يا ابريل .. اخبارك كلها بتوصلني وعلي طول بسأل عنك
إرتفع جانب فمه بإبتسامة ثم سألها ساخرا بتسأليني كدا ببساطة .. وكأن ماكنش بينا حب سنين طويلة يا بنت خالى
أجابت ابريل ببساطة حيث لم تكذب عليه ولم تجيبه بحقيقة مشاعرها أيضا دا كان
ماضي واتقفل .. يا ابن خالي .. وصلة القرابة اللي بينا مانقدرش نتنكر منها
إضطرب قلبها من حديثه غير المريح ونبرته الحانية لذلك وجدت أن أفضل طريقة للدفاع هي الھجوم لتهتف بإستنكار وحشتك !! انت بأي حق بتقول الكلام دا !! وايه سبب اتصالك بيا من الاساس يا احمد!!
وصل إلى مسامعها صوته المندهش بإبتسامة حزينة انتي كمان زعلانة اني بكلمك !! خلاص نسيتيني ومابقتيش عايزة تسمعي حتي صوتي يا ابريل!
أطلق تأوه غير مقتنع بما يسمعه منها ليردد بإصرار وانا مش مصدق انك قدرتي تنسيني يا ابريل بالسهولة دي ..
سرعان ما هربت الكلمات من فمه مستغلا الفرصة التي أتيحت له من ردودها عليه انا مقفلتوش .. انتي اللي نهتيه
خرجت تنهيدة بطيئة من جوفها فمن الواضح أن الحديث معه لا جدوى منه وهي لا تعرف ما يريد منها الآن فقالت بنبرة باردة ماتقلبش في القديم .. كل واحد فينا اختار طريقه وانا هتجوز..
اصبحت ملامحها حادة من سؤاله لتقرن أفكارها بإجابتها المستاءة اكيد مش متوقع مني اتر هبن مثلا!
رد أحمد بتريث اكيد مش هتتر هبني .. بس مين كان سبب فركشة خطوبتنا ! مش انتي !! مع ان ابسط حقوقي اننا نقرر دا مع بعض يا ابريل
ألم قليل نمى في داخلها اثناء إستماعها كلماته فابتلعت ريقها بصعوبة ثم عقبت ساخرة الكلام دا عمره أربع سنين .. والحق للي بتقول عليه انت ضيعته علي نفسك .. عشان الراجل اللي بيوافق ان علاقته مع بنت بيحبها تنتهي .. ايا كان السبب ايه كأنه بيقولها بالفم المليان .. انا موافق انك تروحي تتجوزي راجل غيري
خاطبها أحمد بصوت غاضب مكبوت يحمل بين طياته خبايا كثيرة وطبعا مش هتتجوزي اي راجل والسلام .. انا سمعت ان خطيبك مركزه كبير وعنده فلوس كتير .. يعني صبرتي ونولتي في الاخر .. مش بس كدا دا انتي كمان اتخطبتيلوا وانتي في اخر سنة في الكلية رغم ان دراستك اهم حاجة عندك بس طبعا متحبيش تضيعيه من ايدك .. وحتي لو هتتجوزيه وانتي ماتعرفيش عنه حاجة .. والاكيد مابتحبيهوش .. بس طالما عنده للي يشبعك هت....
بترت ابريل سيل كلماته المسمو مة هاتفة بنبرة رادعة محذرة ماتكملش كلامك الفارغ دا .. والزم حدودك يا احمد
صاح أحمد بصوت محتد كلامي مش فارغ .. بس انتي منا فقة يا ابريل وعمرك ماحبتيني زي ماحبيتك
بقيت ابريل صامتة تلهث بقوة وعضلات صدرها ألمتها بسبب قوة حركته من تنفسها السريع واحمر وجهها من فرط إستيائها وبدلا من إنكار اتها مه ردت بسؤال ساخر مرير بأمارة ايه حبتني ! اقولك انت اصلا خسارة فيك حتي اني ارد عااا...
قاطعها صائحا پغضب نابع من قلبه الثائر وانتي وحدة معندكيش قلب يا ابريل وانا نية .. بتحبي الفلوس زيك زي ابوكي اللي رمي امك وهي حامل فيكي عشان مراته الاولانية ماتطردوش من جنتها .. حتي امك فضلت عيالها اللي خلفتهم بعدك عليكي .. وابوكي فضل عاش مع مراته وولاده ونسيكي
استمعت أبريل لسيل كلماته التي خرجت من فمه دون وعي بملامح جامدة وعيون دامعة جراء الذكريات المؤلمة التي اجتاحت رأسها فصدق من قال أن الكلمات تلمس وټغرق وتنقذ وتدفء تجعلك تطير وتتسع وأحيانا أخرى تلصقك في الأرض لتتمزق بلا رحمة بينما أدرك أنه يؤذي مشاعرها لكنه لم يستطع الصمت واستمر في كلماته بنبرة أقل حدة زي ما انتي نسيتي اني كنت ليكي كل حاجة .. تنكري اني عوضتك عن الدنيا وللي فيها .. مش دا كان كلامك ليا!!
رددت أبريل خلفه بتهكم متحشرج أثناء احتضان ساعدها المتدلي بيدها الأخرى في حركة تلقائية تدعمها دائما على تهدئة أعصابها التالفة اه عوضتني .. وفي الاخر عملت ايه يا احمد ! طلعت ماتتخيرش عنهم وكل اللي كان همك انك تمشي كلام امك .. حتي لو من جواك عارف ان حجتها ماكنتش مقنعة .. يمكن لو كان قرار جوازنا بسرعة دا نابع منك انت .. كان ممكن نلاقي حل وسط اقدر بيه اكمل مشوار بدأته وتعبت عشان اوصله واخلص تعليمي وانا في بيتك .. بس انت أمنت علي كلام مامتك حتي لو كانت غلط .. لمجرد انك
تفرض كلامك عليا وتثبت رجولتك .. ودلوقتي بكل بجا حة بتقولي اني انا اللي انا نية
بقى صامتا كأنه يحاول تجميع الكلمات المناسبة لكنه فشل بينما ابريل اصبحت لهجتها اكثر صرامة حينما أضافت بقوة بس دي حجة خايبة بتقنع بيها نفسك عشان تريح ضميرك .. مطلع نفسك الضحېة قدامه عشان مايفكركش انك مابتمسكتش بيا واتخليت عني
الجملة ترددت في رأسه عدة مرات ليهدر بخشونة مبررا موقفه ماتخليتش عنك يا ابريل .. انتي اللي ماستنيش الموضوع يهدي عشان نفتحو تاني ونرجع لبعض .. ماصدقتي تسمعي كلام ابوكي اللي قالك تعالي عيشي معايا قومتي سافرتي معاه القاهرة ومابصتيش وراكي
رسمت شفتيها ابتسامة كبيرة معزولة عن المرح وظهرت في لهجتها نوعا من التساؤل الساخر انت لسه بتقاوح في ايه بعد اربع سنين !
أخذت ابريل نفسا عميقا ثم واصلت حديثها بثقة تامة ونبرة مليئة بالإزدراء انا سافرت القاهرة ماهجرتش .. ولو فارقة معاك كنت حاولت تكلمني زي مابتقول .. ماكنش رد فعلك هيبقي انك تروح تتجوز صحبتي .. بس انت جبا ن يا احمد وضعيف .. وانا من لحظة ما اخدت رأي امك في موضوع دراستي وهي قررتلك وانت وافقت .. عرفت ان مهما باعوا واشتروا فيا انت مش هتكونلي ضهر يعرف يحميني وياخد حقي .. ولا ليك صوت من دماغك دايما مستني الناس تقررلك
أخبرها أحمد بنبرة أجش مدافعا عن نفسه لا يا ابريل انتي فاهمة الحكاية غلط .. انا محدش حبك في الدنيا وخاف عليكي قدي .. ولسه بحبك و ربنا يعلم ازاي حالتي وانتي بعيدة عني
صمتت ابريل أو بالأحرى إنعقد لسانها عن الرد ولم تعرف ماذا تجيب عليه أما أحمد شعر بأفكارها تتعثر فاستأنف الحديث بصوت مرتجفا لوعة ولهفة انا تعبان يا ابريل .. ذكرياتنا مع بعض .. صورتك مابتفرقنيش حتي وانا مع نادية...
أوصدت فيروزيتها بقوة محاولة السيطرة على ڠضبها قدر المستطاع فكلماته تجعلها تائهة بين الصواب والخطأ حيث يحثها جزء من قلبها على الاستماع إليه لكن عقلها أوقظها عندما سمعته ينطق اسم نادية لتعود إلى الواقع المؤلم.
ومض بريق في عينيها بمجرد أن فتحهما وحاولت جاهدة أن تكتم دموعها فكان عليها أن تبقى صامدة حتى النهاية لتزفر ببطء وهى توقف سيل كلماته قائلة بتقطع مصاحبا لها عند الإنفعال لو سمحت .. كفاية لحد كدا .. الكلام دا مالوش داعي .. انت دلوقتي واحد متجوز .. وانا خلاص هتجوز .. فاهم يعني ايه هتجوز
شددت ابريل على الكلمة الأخيرة بقوة لتؤكد له مصداقيتها مم أثار بداخله مشاعر متأججة صائحا بصوت يملأه العڈاب انا مخڼوق يا ابريل .. مش متخيلك تكوني مع واحد غيري .. هيكون له كل الحق فيكي .. بعد ما كنت انا اللي هتعيشي معاه بقية عمرك .. انتي فاهمة
هدر أحمد بأخر كلمة بصوت مرتفع بينما ابريل تساءلت بصوت مبحوح حانقا مين اللي بيكلم معلش ! احب افكرك ان انت اللي رحت تتجوز بعد كام شهر من فسخ خطوبتنا .. وجوازي امر كان هيحصل هيحصل .. وانت من لحظة ماسيبتني وانت عارف اني مصيري اتجوز
صمت أحمد لوهلة ثم سألها مستنكرا وانتي فاكراني عايش مبسوط ومستريح .. انا بعض صوابعي من الندم عشان ضيعتك مني يا ابريل ..
سحب أحمد نفسا عميقا وأضاف هامسا بنبرة رجاء يستوطنها الوهن ماتتجوزيهوش يا ابريل .. فكري كويس عشان خاطري .. انتي كمان مش هتعرفي تعيشي مع حد غيري .. محدش هيقدر يفهمك وېخاف عليكي قدي
إمتعضت معالمها استنكارا ثم همست بحدة من بين أسنانها وبصوت دل على مدى نفورها انت ازاي انا ني بالمنظر دا !! بأي حق دلوقتي بتقول الكلام دا !! انا مش هقبل علي نفسي اكون درة وحدة مالهاش ذنب انها اتجوزت واحد زيك .. عايز كل حاجة في الدنيا رضا امك وعايز تتجوز خطيبتك القديمة وعايز مراتك وبنتك كمان .. انت مخلوق من ايه يا اخي!!
قالت جملتها الأخيرة بصوت حاد لكن شيئا واحدا فقط لفت انتباهه تلاه رده السريع انا علي استعداد اطلقها ونتجوز يا ابريل وامي مش هتعترض انتي خلاص خلصتي دراستك ومابقاش في مشكلة قدمنا
ارتجف جسد أبريل من الصدمة وهزت رأسها دون وعي مستنكرة ما سمعته وهي تتمتم بإنشداه تطلق مراتك .. انت اكيد اجننت !!
أخبرها أحمد مؤكدا ببرود وفيها ايه !! انا مش هظلمها وكل حقوقها هتاخدها
ازداد نشيج صدرها نتيجة الضيق
متابعة القراءة