حكاية كاملة بقلم سارة الزعبلاوي

موقع أيام نيوز


علي اوتار قلبها اصبح أمامها مباشرة نظر في تلك الاعين البندقية اللتان كانتا تأسرانه بشكل غير طبيعي و لم يقول كانتا فمازال تأثيرهما واضح عليه حتي الآن !!!
تنهد بعمق و قال بهمس
وحشتيني !!
رمشت عدة مرات غير مصدقة أنه واقف أمامها الآن نظرت له و هي تدقق في ملامحه تشعر بتغير كبير اجتاحه إنه ليس فارس الذي تعرفه

شخص آخر ربما يمتلك نفس ملامحه !! لكنه ليس هو ليست نفس نظراته الحنونة التي تحتويها
أفاقت من دوامة التفكير التي أطاحت بها و هي تقول
أنت اية اللي جابك هنا يا فارس !!
وضع يده بجيبا بنطاله و قال بغموض
تفتكري أنتي اية اللي ممكن يكون جابني أكيد أنا مش راجع عشانك مثلا يا ليلي !!
طيب من غير لف و دوران بقي جاي هنا ليه !!
ضحك هو بصوت صادح و قال و هو يتجه ليجلس علي كرسي مكتبها و حالة من الصدمة تتملك من ليلي 
هما ما عرفوكيش أن انا الشريك الجديد اللي معاكي في المستشفي !!
أعلم أن الله دائما ما يخبئ لنا الامور الصالحة و لا أستطيع أن أنكر النعم التي يغدقها علينا 
لكن في مثل هذه الظروف التي نمر بها لا اري إلا ان الوضع يصير أسوأ فأسوأ
لا أستطيع ان أدرك هل هذا اختبار من الله أم عقاپ منه علي شيء لا أعلمه !!
طوال تلك السنوات السابقة حاولت أن أقنع حالي أن الوضع سيتطور أننا سنجتاز كل هذه المحڼ لكن عقلي توقف مع كل هذه الوعود التي اعطيها له و لا تتحقق !!
حاولت ايضا ان اعرف إن كان الخطأ مني أم لا و لكني لم أري نفسي مخطئة يوما ما
فيا تري من المخطئ و من المتسبب في كل هذا !
تركت نور القلم من يدها و تنهدت و هي تفكر في حديث فارس معها
صوت طرقات الباب علي غرفتها أيقظها لترد هي قائلة
أدخل
دلفت الخادمة و هي تقول
مرفت هانم عايزاكي في أوضتها يا نور هانم
طيب يا سمر روحي دلوقتي
نهضت نور و توجهت نحو غرفة والدتها و دقت باب الغرفة لتسمع
الأذن بالدخول
دلفت لتجد والدتها جالسة علي الفراش الخاص بها اقتربت منها و قبلت يديها لتمسد
والدتها علي شعرها و هي تقول
مالك يا نور حساكي مخبية حاجة عني 
تنهدت
بعمق و كأن هناك جبل من الهموم ملقي علي عاتقها و قالت بحزن دفين
حسام أتجوز يا ماما !
نظرت لها والدتها و هزت رأسها بعد رضا عن الوضع الذي وصلت إليه ابنتها لتقول
و مفهمتيش اية اللي خلاه يعمل كدة يا نور
انا مش عايزة افهم منه حاجة أنا للي عايزاه دلوقتي اني اطلق منه
مينفعش الكلام دة انا طول عمري بقول عليكي اعقل واحدة في اخواتك فكري بعقلك و حاولي ترجعي جوزك ليكي قبل ما يروح منك يا نور !!
و هو ما رحش مني يا ماما خلاص حسام مبقاش بتاعي !!
يا حبيبتي انتي بس عشان زعلانة فبتقولي كدة متفكريش بقلبك يا نور فكري بعقلك
يعني أعمل اية يعني اروح اقله و النبي ارجعلي احسن ھموت من غيرك يا ماما و لا اعمل اية !!
لا طبعا مش قصدي كدة انتي بس خدي وقتك عشان تهدي و بعدين نشوف هنعمل اية فالموضوع دة !! المهم انا كنت عايزاكي في موضوع مهم
خير يا ماما !
نظرت مرفت بجانبها و مدت يدها نحو مصحف موضوع علي منضدة بجانبها و أمسكته و وضعته امام نور و قالت
قبل ما اقول اي حاجة احلفي علي المصحف دة انك هتنفذي كل اللي هقولك عليه و محدش هيعرف الكلام اللي بينا دة !!
لماذا عاد ! أيعقل أن يتحول الحب إلي كره و اڼتقام هذا ما تراه في نظرات عيونه القاسېة و قسمات وجهه التي تصدر تعبيرات مخيفة !!
نعم يعقل فما فعلته به ليس بقليل ما فعلته به قادر علي ترك چرح دامي ذات أثر و مفعول طويل في قلب اي رجل و إنه ليس اي رجل بل راجل عاشق 
استندت بكفيها علي المكتب الذي يترأسه و هي تقول پصدمه
أية اللي انت بتقوله دة يا فارس !! شريكي ازااى يعني 
هو إية اللي شريكك إزااي دي مفيهاش إزاي الفلوس بتعمل أي حاجة يا ليلو و خصوصا بقا ان محمود طلع بيحب الفلوس و وافق انه يخدعك
قالها فارس و هو ينهض من علي كرسي مكتبها ليسير حتي يتقدم منها و هي ثابتة فأصبح الفاصل بينهما خطوة واحدة فقط
و يا ليته بالفعل الفاصل بينهما خطوة واحدة بل الفاصل بينهما بحور من النيران المتوهجة لا شيء يستطيع عبورها و لا حتي إخمادها !!
هزت رأسها غير مصدقة رفعت يديها تضغط علي رأسها بقوة و هي تجبر عقلها علي إستيعاب تلك المصېبة التي ترمي علي عاتقها فوق جبل من الهموم
و كلما ازداد هذا الجبل قوة كلما ازدادت الارض الحاملة له تصدعا !!
انت بتعمل كدة ليه يا فارس احنا اللي بينا انتهي لو في بينا حاجة حلوة متضيعهاش انت باللي ناوي تعمله !
هتفت بها ليلي بنبرة يشوبها شيء من الرجاء لا يدل علي ضعفها بل يدل علي رغبتها في احتفاظها بذكرياتهما معا
ليلوي هو جانب شفتيه بسخرية و هو يقول
أي حاجة كانت حلوة بينا أنتهت يا ليلي بمجرد ما عملتي اللي عملتيه !!
ازداد خۏفها و أيضا تيقنها مما هو مقبل علي فعله فالقسۏة التي تتسل من بين كلماته تنذر بعاصفة لا يستطيع إيقافها سوي الخالق !!!
طيب ممكن افهم انت ناوي علي أية دلوقتي !
عادي انا بقيت شريكك في المستشفي يعني هدير معاكي المستشفي زي ما محمود ما كان بيعمل
ثم هبط لمستواها و اردف بلهجة خاصة بهما فقط
و متنسيش ان أنا استاذك برضو
انا مش مصدقاك انت لا يمكن تكون فارس اللي انا اعرفه انت مجرد مسخ شايل جسمه بس روحه ضاعت يا خساره يا فارس!!!
لمعه عيناه بضعف سرعان ما محي اي اثر له و قال بجدية
أظن بقا كفاية كلام عن الماضي لحد كدة يا دكتور و نبدأ شغل و عايزة اقولك علي حاجة مهمة انا هنا شريكك و بس يعني مفيش مجال لأي علاقات اجتماعية يا دكتور فهماني طبعا!
ظلت متسمرة في محلها فزفر هو بضيق و اردف
يا ريت بقا
تفوقي من الصدمة اللي انتي فيها دي و تتفضلي معايا دلوقتي
عشان توريني مكتبي 
ماشي يا فارس
قالتها بصوت متحشرج ليلتفت هو لها بعد أن كان علي وشك المغادرة و هي تسير خلفه ليصطدم بها فيلطقتها و هي علي وشك السقوط 
نظرة قاسېة يد حديدية لا تحمل أي لين قسمات وجه مخيفة
لا يدل هذا علي اي عاطفة حب يكنها لها!!
قال بصوت كفحيح الافعي
اسمي دكتور فارس 
هزت رأسها بړعب 
ليلي سويلم التي لا تخشي احد و يخشاها الجميع تخشي أقرب شخص إلي قلبها تخشي فارسها!!!
يا له من زمن غادر فمن يصدق ان قصة حبهما الخرافية تتحول الي كره و خوف!
كانت
تظن أنها تملك زمام الأمور جيدا حتي ظهر هو و عبث بقلبها فانفلتت منها الأمور مجددا
خرجا معا و توجهت ليلي نحو احد العمال قائلة
عم سلامة معلش عيزاك تجهزلي اوضة المكتب اللي في الدور الرابع
كاد ذلك العامل أن يتحدث فقاطعه فارس بلهجة صارمة أخافته قائلا
لا انا عايز اوضة مكتب اللي كانت بتاعة محمود اللي جنب مكتبك 
نفس عميق يدان مرتعشتان قلب متمرد يكاد يغادر تلك الأضلاع 
فيبدو انه علي علم تماما بكل خطوة يخطوها فقد علم أن هذه الغرفة التي يطالب بها مطلة علي مكتبها
بمعني أن بها باب داخلي يؤدي لمكتبها
لم ترد مجادلته فهي تعلم جيدا أن أي نقاش بينهما سيستحوذ هو عليه نتيجة لاطلاعه علي عقلها و امتلاك قلبها!
طيب يا عم سلامة جهز المكتب اللي الدكتور قالك عليه
ثم توجهت إلي السكرتير الخاص بها و قالت بنبرة جاهدت لتخرج بذلك الثبات
انا عايزة اجتماع عاجل يا مراد
ثم التفتت إلي فارس و قالت
اتفضل في مكتبي يا دكتور لحد الاجتماع ما يجهز
كانت عيناها زائغة و الصدمة استحوذت عليها و هي تتذكر حديثها مع الطبيب
منذ أقل من ساعة 
إلي جانب مرضها بالقلب الذي يتآكلها يوما تلو
الآخر كانت قد بدأت أعراض أخري تظهر عليها فمهما زاد قسطها من الراحة دائما ما تشعر بالتعب الشديد 
كان لا بد من معرفة نهاية لذاك التعب
فتوجهت إلي المشفي و قام الطبيب بعمل فحوصات كثيرة و قد بدأ القلق يتسلل إلي قلبها
و بعدها بأيام معدودة ذهبت مرة أخري لتعرف نتيجة تلك الفحوصات
ها طمني يا دكتور!
بلل الطبيب شفتاه و قال بتلعثم
انا مش هقدر اخبي عليكي يا مرفت هانم 
نظرت له بتوجس فخفض هو الآخر بصره فبماذا يخبرها !
أخبرها أن مرضها يزداد!
ام يخبرها أن أيامها أصبحت معدودة في هذه الحياه!!
اكمل حديثه بتوتر باد
حضرتك مريضة باللوكيميا سړطان ډم!!
شهقة لا إرادية صدرت منها و هي تضع يدها علي شفتيها ليردف هو متخلصا من ذاك العبء
و آسف إني اقول لحضرتك كدة بس المړض في حالة متأخرة و كمان مع مرض حضرتك بالقلب العلاج أصبح شبه مستحيل!!
دمعة حارة سقطت منها وشعور لا يوصف و هي تنهض تاركة الطبيب متجاهلة لندائاته
مرفت هانم يا مرفت هانم!!
إذا كان عمري سينتهي قريبا فلا بد من فعل أشياء كثيرة جدا ففتياتي أهم من أي شيء
آخر!!
عودة للواقع 
كانت داخل سيارتها حينما انتبهت لحديث سائقها الخاص الذي يقول متعجبا من تلك الحالة التي انتابتها
هنطلع علي فين يا مرفت
هانم!
اطلع علي العنوان اللي هقولك عليه دة يا سيد
فهد بيه دكتور ليلي اتصلت و قالت إن معادها مع حضرتك هيبقي النهاردة الساعة 5 في المستشفي
ابتسامة حالمة ظهرت علي وجهه و هو يرفع راسه من الأوراق المنكب عليها و يقول
طيب اتفضل انتي يا مني 
لمحة حزن ظهرت علي وجه تلك المسكينة ما إن رأته يبتسم و هو يسمع اسم ليلي 
يبدو أنه اسم يؤرق العديد فقد امتلكت قلبه منذ الوهلة الأولي أصبح يتمني أن يقضي بقية حياته بجانبها
و كأنها تمتلك العصا السحرية التي وجهتها نحوه لتسرق قلبه
و رسمت دوائر محاطة بطلاسم سحرية تمنعه من رؤية احد غيرها يا لها من ماكرة !!
آية يا مني هتفضلي واقفة مكانك و لا إية!
ها لا انا خارجة اهو يا فهد بيه!!
قالتها بتلعثم و هي
تخرج مهرولة فقد جرفها تيار تفكيرها بعيدا عن الواقع بكثير 
إلي أعماق الخيال الغريقة!!
إذا باتت أحلامنا محققة جميعها دون عائق فلا قيمة للحياة!!
يقسم انه لا يريد من هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة حتى لو كان سيدفع سعادته هو ثمنا
لذلك 
إية رأيك!
أمم بص هو في حاجات حلوة بس في حاجات بردو مش قد كدة!!
تنهد بعمق و الابتسامة مرتسمة علي وجهه فقد
 

تم نسخ الرابط