حكاية اصقلها الشيطان (جميع الفصول كامله) بقلم سماح سماحه

موقع أيام نيوز

سر ولا حاجة بس لو قولت عليها مش هتكون مفجأة وانا بصراحة حابب أشوف رد فعلكم لما تشوفوها في وقتها 
لم تستطع ميسرة ولا حسان رفض طلب هارون أمام أصراره ورجائه لهما وذهبا برفقته في سيارته الخاصة لكي يرى تلك المفاجأة الذي أعدها من أجل سدرة وستفرحهما كثيرا وبعد مدة ليست بقصيرة وجدا السيارة تعبر بهم سور ضخم يحيط بمنزل كبير وبجواره عدة أبنية صغيرة لمحت ميسرة تلك اللافتة العريضة المعلقة على البوابة الخارجية مكتوب عليها دار سدرة لكفالة اليتيم وذوي الاحتياجات الخاصة وضعت يدها على فمها تحبس شهقاتها فهى لم تكن لتتخيل أن المفاجأة بتلك الروعة نظرت عبر المرأة الأمامية لهارون وقالت له بسعادة 
أنت عملت دا لسدرة بجد ولا انا قريت اليافطة غلط 
توقف هارون بسيارته بعدما وصل بها أمام الباب الرئيسي للفيلا ونزل منها يفتح باب السيارة ومد يده يساعدها على النزول 
لأ بجد يا طنط انا شغال انا وحمدي في أعداد الدار دي بقالنا أكتر من ست شهور والحمدلله النهاردة الأفتتاح بتاع الدار وطبعا مكنش هينفع نفتتحه من غيركم لأن انا هسيب أدارة الدار لحضراتك مع عمي حسان وخالتي زهرة كمان تيدروها وتكونوا مسؤولين عنها 
نزلت عبرات ميسرة ولكن تلك المرة هى دموع فرح ونظرت له ممتنة 
انا مش عارفة أقولك أيه غير أني أدعيلك ربنا يسترها معاك ويجازيك كل خير يارب 
ودعوتك دي عندي بالدنيا يا طنط وتهون عليا أي تعب شوفته بجد 
أشار هارون لداخل المنزل وطلب منهما الدخول 
أتفضلي من هنا أتفضل يا عم حسان 
ثم قال له 
أكيد حضرتك موافق تمسك الدار مع طنط ميسرة 
أومئ حسان له برضا 
إكيد يا أبني وهى دي حاجة حد يتإخر عنها بس انا ليا طلب شغلي هنا هيكون بعد الضهر على ما معاد شغلي يخلص 
أشار هارون على أحدى الغرف 
أتفضلوا هنا دي أوضة رئيس الدار 
ثم وجه حديثه مرة أخرى لحسان 
طيب ممكن تاخد أجازة عشان تفضى للدار كليا وأكيد هتاخد مرتب هنا بدل مرتبك 
هز حسان رأسه برفض 
لأ معلش أعذرني يا هارون يا أبني انا شغلي في الدار هيكون لله وبدون مقابل وكل الحكاية الساعتين بتوع الصبح وعلى الضهر هكون هنا وميسرة والست زهرة خالتك شطار وميتخافش عليهم أكيد مش هيغلبوا في الساعتين اللي هغبهم 
أومئ هارون له ممتنا 
تمام يا عمي زي ما حضرتك تحب 
دخلوا ثلاثتهم لغرفة الإدارة فوجدوا زهرة تجلس خلف المكتب المتواجد بها تمسك بعض الأوراق تطالعهم بدقة وتركيز ألقى هارون عليها التحية لكي تنتبه لهم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
رفعت زهرة رأسها ثم نزعت نظارتها الخاصة بالقرأة ونظرت لهم فأرتسمت على وجهها ابتسامة عذبة فور رؤيتها لميسرة ونهضت برفق وهى تفتح ذراعيها تستقبلها بحفاوة 
ميسرة أزيك يا حبيبتي عاملة ايه 
أقتربت منها ميسرة تضمها بحب 
الحمدلله بخير يا مدام زهرة أزيك أنت
عاملة ايه وصحتك أزيها 
هزت زهرة رأسها برضا 
انا الحمدلله بخير يا حبيبتي وفي نعمة 
ثم عاتبتها بلين 
بس أيه مدام زهرة دي هو انا عشان أكبر منك كام سنة هتعملي فرق 
نفت ميسرة بابتسامة 
لأ يا حبيبتي مش فرق دا تقدير واحترام وعلى
العموم انا هقولك يا أم حمدي عشان سامحيني مش هقدر أقولك زهرة كدا 
أومأت لها زهرة متفهمة 
خلاص نمشيها أم حمدي 
ثم نظرت لحسان وحيته بإيمائة 
أزيك يا أستاذ حسان عامل أيه 
أبتسم لها حسان وهز رأسه برفق 
الحمدلله بخير يا أم حمدي الحمدلله أننا شوفناك بخير 
زفرت زهرة برضا 
الحمدلله على كل حال 
ثم نظرت لهارون وفتحت ذراعيها تضمه بحنو 
أجمل مفجأة عملتها يا حبيب قلبي انا ساعة ما حمدي جابني هنا من شوية مكنتش مصدقة نفسي 
كان نفسي أكون موجود في استقبالك وأشوف فرحتك بالدار بنفسي لكن هعمل ايه هو حمدي طول عمره كدا 
ابتعدت زهرة عنه ضاحكة ثم لكزته برفق في ذراعه 
هههههههه طول عمره عسل وقمر كمان تقدر تنكر 
أبتسم هارون قائلا بسخرية 
اه قمر بس أمر بالستر 
ثم نظر لخارج الغرفة 
المهم هو فين عشان عايزة 
أومأت له زهرة تغمز بأحدى عينيها 
راح يجيب سهيلة من المستشفى بعد ما جلستها مع الدكتور النفسي خلصت 
هز هارون رأسه متفهما 
أخبارها أيه يا خالتي يا ترى مستجيبة للعلاج 
تنهدت زهرة براحة وهى تشيح بيدها 
كتير كتير موضوع الدكتور ده فرق معاها وخلاها ترجع لطبيعتها تاني 
أبتسم هارون لها والټفت ناحية ميسرة حين بادرته بسؤالها الذي شعر فيه بغيرتها وحزنها لظنها أنه سيخلفها في حياته خلفا لسدرة 
مين سهيلة دي يا هارون 
دي بنت حمدي صدمها بعربيته يوم الحاډثة بتاعتي وهو جاي ليا المستشفى رمت نفسها قدام عربيته عشان ټموت نفسها بس ربنا قدر ولطف الحمدلله والدكتور طلب من حمدي أنها تروح تتعالج عند دكتور نفسي لأنها ممكن تكرر الموضوع ده تاني وخالتي جابتها عاشت معانا عندي في القصر عشان تراعيها لغاية ما تخف وترجع طبيعية 
نظرت ميسرة بحزن وعتاب لزهرة فشعرت بها الأخيرة من دون أن تتحدث فأقتربت منها تربت على ذراعها 
مټخافيش يا ميسرة مفيش حد هياخد مكان سدرة في حياة هارون حتى لو ملكة نزلة من السما والبنت انا جبتها لأنها غلبانة والدنيا جاية عليها بزيادة وانا لا يمكن كنت اسيبها وقررت اساعدها لأني أعتبرتها بنتي ربنا يعفو عنها ويشفيها 
أومأت لها زهرة بابتسامة وعيناها تلمع بالعبرات ثم نظرت لهارون الذي وجدته يبتسم لها بحنو 
بنات الدنيا كلها ميملوش عيني لأني مش شايف ولا هشوف غير سدرة وبس 
نزلت دموع ميسرة وهزت رأسها برفض 
انا لو حاسه أن سدرة لا قدر الله ماټت مكنتش هزعل لأن دا من حقك بس احساسي بيها أنها عايشة بس معرفش هى فين ولا أيه اللي حايشها عني ولو رجعت ولقيت في غيرها في حياتك هتتجرح قوي يا هارون دي حبيتك أكتر من نفسها 
زفر هارون بحزن 
وانا كمان حبيتها أكتر من حياتي ولا يمكن غيرها يدخل حياتي وأن شاءالله سدرة عايشة وهترجع لينا وقريب 
في سيارة حمدي جلست سهيلة بجواره شاردة تنظر من زجاج السيارة لا تعي لنظرات حمدي المتابعة لها وعندما وجدها غير مبالية له ولا بأحساسه الذي تكون داخله ناحيتها في بداية الأمر ظن أنه مجرد شفقة عليها لما تمر به من ظروف غامضة دمرتها نفسيا جعلتها تقرر أنهاء حياتها في لحظة يأس تملكتها لكنه تيقن بعد ذلك من شعوره بالأنجذاب ناحيتها وسعادته برؤيتها وخفقان قلبه الذي لم يشعر به سابقا حتى مع سدرة فكان إحساسه بها مختلفا عن سهيلة 
حضرتك وقفت ليه يا أستاذ حمدي 
أنتفخ داخل حمدي بالغيظ لوضعها دائما حاجز بينهما 
سهيلة ممكن تبصيلي 
رفعت سهيلة عسلتيها اللامعة تنظر له وسرعان ما أخفضت نظراتها أرضا 
في حاجة انا عملت حاجة 
نقر حمدي بأصابعه على عجلة القيادة 
اه فيه في أني معجب بيك ومش بس كدا لأ انا كمان بحبك 
أتسعت عين سهيلة بفزع وأمسكت بقفل
الباب تفتحه لتخرج من السيارة لكنها وجدته مغلقا فتوسلت لحمدي وهى تبكي 
أفتح الباب أرجوك يا حمدي بيه أرجوك أرجوك 
تعجب حمدي من رد فعلها على ما قاله فسألها 
في أيه يا سهيلة هو انا قولت أيه يخليك ټنهاري كدا 
هزت سهيلة رأسها پخوف 
لأ انا منفعش صدقني منفعش شوف ليك واحدة غيري نزلني وخليني أمشي وأنساني أرجوك دا عشانك مش عشاني 
شعر حمدي أن هناك ما يؤرقها وجعلها تعاني هكذا لذا أمسك معصمها ونظر في عينيها بقوة 
ليه رميتي نفسك قدام عربيتي وكنت عايزة ټموتي نفسك 
ثم أشار له بسبابة يده الأخرى 
ويكون في علمك مش همشي بالعربية ولا هسيبك غير ما تحكي ليا كل حاجة وكمان عايز أقولك
أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا 
تجرعت سهيلة ريقها بصعوبة وهى ترتعش فطمأنها حمدي وهو يربت على كفها بين يديه 
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك 
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف 
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب 
ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها 
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه 
أتسعت عين سهيلة پخوف 
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا 
ربت حمدي على كفها يطمأنها 
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها دفاع عن النفس 
هز سهيلة رأسها پخوف 
أرجوك يا حمدي بيه بلاش انا خاېفة انا ممكن أتعدم 
أبتسم حمدي لها وطمأنها 
مټخافيش يا حبيبتي قولتلك انا مش هسيبك وهفضل وراك لغاية ما أطلعك منها 
أومأت له سهيلة بعدما شعرت ببعض الطمأنينة 
هو أسمه شريف وساكن في جليم 
زوى حاجبيه مستفسرا 
جليم في اسكندرية صح 
زفرت سهيلة بقوة 
أه في اسكندرية 
أبتسم حمدي لها وأومئ لها برفق 
تمام انا هبعت بكرة اللي يتقصى ليا عن كله حاجة عن شريف ده ويشوفه ماټ فعلا ولا لأ ومش عايزك
تقلقي 
الجزء الخامس 
مرت الأيام سريعا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لمۏت سدرة أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دوما فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماټت ولن تعود وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت كما وضعت ميسرة وحسان همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها مازال حيا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على
تم نسخ الرابط