حكاية حقيقيه حدثت في سوريا
قلت يا سيدي أنا قد لا أعود لدمشق إلا بعد فترة طويلة وأنا أعتذر لأنني لا أحب الإستدانة.
قال أنا متأكد يا إبني بأنك ستعود وتسدد لي ثمن الحلويات وأصر علي أن أحمل كيس الحلويات.
أخذت الحلويات وكلي
خجل من هذا الموقف وودعته هو وابنه وغادرت المحل وبعد أن مشيت مسافة بالسوق واذا بإبن التاجر يناديني فتوقفت قال لي
ليراتك بأرض المحل ويبدو أنها قد وقعت منك وأبي قد خصم منها ثمن الحلويات وهذا الباقي تفضل.
كانت فرحتي كبيرة لأني لم أحمل دينا في رقبتي من ناحية ولأنني سأستطيع دفع أجرة الباص للعودة الى السويداء دون الطلب من أحد لأنني لا أملك غيرها.
عندها فرحت كثيرا وشكرت الولد وأرسلت معه شكري لوالده ووضعت باقي المبلغ في جيبي وأنا سعيد جدا.
يا إبني تجار الشام وحلب هم تجار أبا عن جد ويحملون كل معاني الإنسانية وعليك يا بني أن تعيد الخمس ليرات للتاجر فهي دين في رقبتك وستأخذ معك خبز ملوح من خبز والدتك لتكون هدية له وأن تدعوه لزيارتنا.
عندما رآني التاجر من بعيد رأيت على وجهه إبتسامة وعندما إقتربت منه قال لي
ألم أقل لك بأنك ستعود والآن خذ معك هالكيلو الهريسة وسلم لي على والدك وعلى أهل السويداء.
وبعد هذه الفترة الطويلة ما زال وجه ذاك التاجر وإبنه أمام عيني ولن أنساه ما حييت
الإنسانية لم تنعدم في وقتنا هذا لكنها أصبحت نادرة
انه حسن الخلق وجمال الروح وجبر خاطر راقت لي