حكاية كاملة بقلم زينب سمير

موقع أيام نيوز

لا حصر لها بالإضافة لميرا التي دخلت العملية لتتابع معهم حالتها فهي أيضا دكتورة جراحة عامة
بينما هو...
كان يقف في شرفة التي توجد في الممر مربعا ذراعيه أمامه صدره وساندا ظهره علي الحائط بجواره كما اثني أحد رجليه وسندها علي الحائط
يظهر علي ملامحه الجمود...بينما بداخله يوجد صراعات لا أحد يشعر بها
يخشي أن تضيع بين يديه...يخشي أن تكون تلك النهاية
يخشي...نعم الشيطان يخشي
منذ ساعتين وهو يقف تلك الوقفة الجامدة ينظر للخارج غير مهتما بما يحدث بالداخل
حتي جائت اللحظة المناسبة وخروج الطبيبه ومعها ميرا التي ظهر عليها الإرهاق
بخطوات شبة راكضة وصل الجميع إليها
لتنظر هي لهم وللشيطان خصيصا بتوتر ثم تقول 
_مدام فريدة اتعرضت لارهاق بدني شديد خاصة حول منطقة الجنين لفترة طويلة ودا اللي سبب الڼزيف وكويس انها جت في الوقت المناسب لان لو استمر الڼزيف لاكتر من كدا كنا للأسف فقدنا الجنين
ارتسم علي ملامحهم الزهول قائلين 
_جنين
الطبيبة ببسمة 
_شكلكم مكنتوش تعرفوا....حاليا هو كمل خمس اسابيع 
فيروز بقلق 
_طيب وراسها يادكتورة....كانوا بيقولوا پتنزف
الطبيبة بعد أن تنهدت بحزن 
_للاسف مش عارفة افسر حالتها نهائي...ولية ڼزفت من دماغها
امسكها بلال فجأة من تلابيب جاكتها الابيض قائلا پعنف وهو يرفعها له حتي أصبحت قدميها لا تلامس الارض 
_يعني أية مش عارفة تفسري..اومال اسمك دكتورة ازاي 
معتز وهو يحاول أن يبعده عنها 
_يابلال تهدأ..دي واحدة ست..مينفعش كدا
بلال پغضب 
_ست.. راجل..اي مخلوق.. المهم تشوفلي حل وتعرف أية اللي بيحصلها بالظبط
الدكتورة بړعب من حالته تلك وهي مازلت مرتفعة عن الأرض 
_لو سمحت نزلني...مينفعش كدا
تركها بأهمال لدرجة أنها سقطت بقوة بعض الشى علي الأرض لتنهض سريعا تلك الطبيبة ذات الاربعين ربما من عمرها وتقول 
_انا توقعت أنه ممكن يكون تكدس مجموعة دموية عالية في الدماغ بس دا لو الشخص قعد لفترة طويلة برضوا غير متزن وقاعد قعده مش مظبوطة
اغلق وقتها بلال عيونه پألم علي حالها...فهو السبب بكل ذلك ..هو السبب
ريما بدموع 
_طيب هي هتفوق أمتي
الطبيبة 
_مش اقل من اربع ساعات
اؤمات لها ريما وشكرتها بهدوء لتستأذن الاخري وتغادر سريعا من أمامهم
بعد مرور أربع ساعات كاملة...
كانت تجلس العائلة ملتفة حولها بالإضافة لاصدقائها وهي تنظر حولها كل دقيقة والاخري وتوجه نظرها أيضا ناحية الباب منتظرة دخوله تخشي رد فعله لكن أيضا تذكر نفسها أنه هو
السبب في كل ما يحدث
فاقت من شرودها علي صوت فيروز قائلة 
_ديدا انتي لسة زعلانة مني انا وبابا
نظرت لها ثم لوالدها ولم تتحدث
ليقول والدها بحزن بالغ 
_انا اسف يافريدة والله انا مش عارف اتصرفت كدا ازاي...لو عايزة بلال يطلقك دلوقتي أنا هعملك اللي عايزاه
فريدة وهي تنظر له 
_يعني انت مستعد تقابل ڠضب الشيطان علشاني
هتف سريعا 
_ايوا مستعد بس سامحيني
ابتسمت وهي تقول 
_مجرد كلمة انك مستعد تعمل كدا علشاني فرحتني...انا مسمحاكم من زمان اصلا..ومستحيل في يوم من الايام ازعل منكم
ليقول فارس بمرح 
_متخدوش بالكم ياجماعة اصلها الكبيرة بقي والدلوعة بتاعتنا
ليضحك الجميع علي كلماته
وبعد مرور بعض الوقت سمعوا طرقات خفيفة علي الباب ومن ثم دخول بلال بملامح متجهمة غاضبة عرفتها فريدة علي الفور ولكن حاولت بث الامان داخلها وهي تقول إن هو السبب في ماجري لها وليس العكس
بينما هو قال وعيونه لم تقابل عيونها بعد 
_ها مش هتروحوا
ضحك معتز وهو يقول 
_انت بتطردنا ولا اية يابلال
بلال وهو يطالعه ببرود 
_اهاا
ميرا 
_طيب مين هيبقي المرافق مع فريدة
خرجت اصوات الجميع هاتفه 
_انا
لينظر لهم بلال ثم يبعد نظره عنهم بلامبالاة قائلا 
_مفيش غيري هيقعد معاها....هي كدا كدا بكره الصبح هتبقي في القصر
جائت لتعترض فيروز قاطعها قائلا 
_اعتقد كلامي واضح...محدش غيري هيقعد معاها
ليبدأ الجميع بتوديعها ثم يخرجون
خرجت ريما وهي لا تعلم الان اتسعد بأن حياة صديقتها يبدو أنها هادئة مستقرة ام تحزن وهي تعلم أيضا أن بلال لا يعاملها إلا كما يعامل الجميع
خرج امير وهو يحاول تهدئته قلبه بانها اخيرا أصبحت بخير 
خرجت فيروز سعيدة وكذلك حسان
خرج الجميع بمشاعر مختلفة تماما عن المشاعر التي دخلوا بها الي ذلك المكان
بينما بالداخل...
بمجرد خروج اخر فرد توجه نحوها سريعا وقال پغضب عنفواني حاد 
_انتي كنتي عارفة انك حامل صح
نظرت له ببعض الرهبة وهي تبتلع ريقها پخوف وهي تحاول أن تتحدث لكن لم تستطيع
ليقول پغضب أشد 
_قولي...كنتي عارفة
نظرت للاسفل وهي تقول 
_اها
استمع الكلمات تلك وتنفس بقوة قبل أن يقول بصوت عالي 
_ومقولتيش لية يافريدة...ولا كنتي بتفكري تنزليه من غير معرف كمان
فريدة بدموع 
_انا مفكرتش في كدا والله...وانا عرفت في وسط الاحداث اللي حصلت دي والسفر وكدا...وبعدين لو كان هينزل كان هيبقي بسببك وبسبب اللي حصل امبارح
بلال 
_حصل أية امبارح...انا مملتش المروحة تشتغل لو تفتكري...انا بس علقتك فيها
فريدة بصړاخ
هي أيضا 
_وهو دا شئ عادي انك تعلقني...انتي متجوز حمارة يعني ولا اية انا مش فاهمة
بلال بحدة 
_الدكتورة قالت إن البيبي دلوقتي كويس...لو عرفت أنه حصل له حاجة مش هيكفيني فيه عمرك المرة دي فاهمة ولا لا
فريدة 
_علي فكرة دا ابني برضوا 
بلال پغضب 
_كلامي مفهوم ولا لا
فريدة بدموع 
_ياريته كان ماټ فعلا
امسكها من شعرها بقوة صارخا 
_روحك هي اللي كانت هتطلع معاه
قالت بصوت ضعيف متعب 
_انا قولتلك أن انت السبب
بلال 
_اللوم عليكي انتي وبس لانك كنتي تقدري تقوليلي وانا مكنتش هعمل كدا اكيد
قالت فريدة ببسمة شړ غريبة 
_انا كنت عيزاك تعمل كدا وكنت عايزه الطفل كمان يحصل فية حاجة علشان تفضل طول عمرك ندمان..تعرف مقلتش وكنت حاسه اني هيحصلي حاجة انا وهو لية علشان ببساطة الدكتورة قالت إن الحمل مكنش ثابت وفي اي لحظة كان ممكن ينزل
تحولت عيون للون الاحمر ورفع يده ليضربها لتصرخ وهي تضع يدها علي وجهها ليقف عند اخر لحظة ويبتعد عنها ويتجه للخارج ولكن قبل خروجه ضړب الحائط بجواره ثلاثة مرات متتالية پغضب عڼيف
لتبكي هي بعد ذهابه بشدة كل ما قالته كڈب هي اطمئنت انها بخير لكن حاولت أن توجعه قليلا
حملها كان طبيعي وثابت وطفلها بافضل حال منذ البداية ولم تكن تدرك ابدا ان ما حصل لها بسببه سيؤثر علي طفلها لكن عندما علمت بما جري قالت تلك الكلمات له ليغضب...ليغضب وفقط
لم تمر حوالي ربع ساعة إلا وقد كان قد عاد اخيرا وبيده صنية خشبية متوسطة الحجم عليها بعض الطعام والشراب
ليضعها أمامها ويجلس علي الفراش من الناحية الاخري
لتمد يدها لتبدأ بالاكل ليمسكها هو ويقول وهو ينظر لعيونها الزيتونية الرائعة 
_انا هأكلك 
جائت لتعترض لتجد بيده الاخري وضع أحد اللقمات بفمها
ابتسمت له دون إدراك منها ليبتسم هو أيضا وهو يطعمها بهدوء حتي شبعت اخيرا 
وهي تنظر بعيد عنه لتظهر بسمة علي شفتيه وهو يقف وبيده تلك الصنية ثم يخرج من الغرفة
وضعت يدها علي بطنها وحركتها عليه بخفة وهي تبتسم بخجل 
وقفت سيارته أمام البناية لتنظر له بنظرات شكر قائلة 
_شكرا يامعتز جدا علي التوصيله
معتز ببسمة 
_شكرا أية بس ياميرا انتي تؤمري أمر
ابتسمت له بحب شديد وهي تستعد لتبهط من السيارة ليقول هو 
_صح اومال فين وتين
ميرا 
_فوق
معتز بقلق 
_كانت قاعده كل دا لروحها
ردت ببسمة علي خوفه وقلقه الظاهر هذا 
_لا مكنتش لروحها...انا متفقة مع بيبي سيتر بتيجي تقعد معاها في الأوقات اللي زي دي...يعني لو مشغولة وكدا
معتز 
_والبيبي سيتر دي كويسة...يعني انتي مطمنة علي وتين معاها
ميرا 
_اها كويسة جدا
معتز 
_تماما...اطلعيلها بقي
كانت قد هبطت لتؤمي بنعم وتتجه لداخل البناية وهو ينظر لها بتنهيدة عاشق
بالاعلي...
سمعت وتين طرقات علي الباب لتتجه نحوه وهي تصرخ قائلة 
_مامي جت... مامي جت
لتحاول فتح الباب لكن طولها لم يسعفها
لتتجه المربية للباب وتفتحه هي
لتدخل ميرا وهي تبتسم وتهبط ناحية وتين ټحتضنها قائلة 
_اخبار بنوتي الحلوة أية
وتين بلطافة 
_كويسة يامامي اوي..وانتي
ميرا 
_كويسة ياروح مامي
ثم نظرت المربية قائلة 
_اخبارك أية انهاردة ياحبيبتي
ردت الاخري قائلة 
_الحمد لله كويسة..تسلمي علي السؤال...وتين اكلتها وكمان اخدت شور...هروح انا دلوقتي 
اؤمات لها بنعم
لتتجه المربية للداخل تغير ملابسها سريعا ثم تذهب
لتقول ميرا لوتين 
_يلا ياروح مامي ننام
وتين 
_اها يلا يامامي ننام
في احد المنازل البسيطة في حي راقي بعض الشئ
كانت تجلس رانيا أمام التلفاز تشاهد أحد المسلسلات قبل أن تأتي والدتها المسنة وتجلس بجوارها وهي تقول ببسمة 
_رانيا ياحبيبتي عيزاكي في موضوع
نظرت لها وهي تقول 
_موضوع أية دا ياماما
ردت عليها الام قائلة 
_في عريس متقدملك
رانيا 
_ماما انتي عارفة رأيي
الام 
_انتي قابليه بس...لو مرتحتيش في الكلام معاه نرفضه يابنتي بس مينفعش نرفضه علطول كدا من غير اسباب
رانيا 
_ياماما..
وقفت الام وهي تقول 
_انا خلاص اديته المعاد...وهيجي بكرة علي الساعة تمانية كدا
قالت تلك الكلمات وذهبت
لتتنهد رانيا قائلة 
_ياربي...شكلي فعلا لازم أقابله ولو كان كويس يبقي توكلنا علي الله...مش هفضل احبك لوح تلح انا
سكتت ثم قالت پغضب 
_دا فريز مش لوح تلج بس...بس للاسف بحبه
في المستشفي الخاص
كان يجلس بلال بجوار فراشها علي أحد المقاعد وهي علي الفراش تنظر له بملل وهي تراه يمسك هاتفه ويبدو أنه مشغول
لتقول بملل 
_بلال
همهم لها وهو يقول 
_اممم عايزة أية ياريدا
فريدة بضجر 
_ينفع تسيب اللي في ايدك دا وتكلمني
ترك ما بيده ونظر لها ثم قال 
_اديني سبته..عايزه اية بقي
فريدة 
_كلمني علشان انا ملانة
بلال 
_لو اتكلمنا هنتخانق وانا مش عندي دماغ للخناق دلوقتي
فريدة بغيظ 
_مش عندك دماغ ليه بقي
بلال بخبث 
_مشغول في حاجات تانية
فريدة بعيون حمراء غاضبة 
_انت كنت بتعمل أية علي الفون
بلال ببرود 
_ولا حاجة
فريدة 
_اصل انا هصدقك اووي...هات الموبيل كدا دا ثواني
بلال بضحك 
_لا مش هدهولك
فريدة پغضب حانق 
_بارد... مستفز...غبي
بلال 
_بس بحبك
لترد بدون وعي منها 
_وانا كمان بحبك
اخيرا قالها...قال احبك قالها ...وانا قلبي ...قلبي قلبي... أتوقف بعدها ..من فديت انا العيون ...قال احبك ...وپجنون
هتف بلال پصدمة ظاهرة جدا علي ملامحه 
_انتي قولتي أية
تعمدت الجهل وعدم الفهم وهي تقول 
_قولت أية...انا مقولتش حاجة
بلال 
_لا قولتي
وترك المقعد الذي يجلس عليه واقترب منها وهو يقول 
_قولتي وانا كمان بحبك
فريدة 
_دا بس كلام هبل ملهوش وجود..محبيتش اكسفك ..يعني انت تقول بحبك وانا اسكت
رفع أحد حاجبيه وهو يقول 
_والله
فريدة 
_والله...يلا بقي اوعي من هنا علشان عايزه انام
_يعني أنتي مش بتحبيني صح
فريدة 
_ايوا صح
بلال بلامبالاة 
_تمام يبقي نطلق بقي
فريدة بزهول 
_انت موافق تطلقني
بلال بعدم اهتمام 
_مش هفضل طول عمري قاعد مع واحدة مبتحبنش وفي مليون واحدة بتتمناني
فريدة 
_يعني تقصد أية
بلال 
_اتجوز واحدة بتحبني
فريدة بصړاخ عالي وهي تحاول النهوض 
_يبقي انت كنت بتكلم واحدة علي التليفون دلوقتي صح
صمت ولم يتحدث لتقول هي پجنون وڠضب حاد 
_بتخوني وانا قاعدة جنبك
بلال ببرود مستفز 
_دي اكيد هرمونات حمل صح...حبيبتي انتي فريدة يعني لوح تلج مبيهتمش بحاجة اصلا
_ومتقوميش من مكانك دا لحد بكرة الصبح فاهمة
فريدة 
_لا مش فاهمة...بلال انا عايزه اطلق
بلال 
_تمام أول ما تبقي كويسة نبقي نطلق
خرجت شرارات ڼارية من عيونها وهي تقول 
_للدرجة دي مستعجل اووي علشانها
بلال ببسمة 
_جدا مستعجل جدا لدرجة انتي متتخيلهاش
فريدة بشراسة 
_لا مش انا اللي اسيب حاجة بحبها وعيزاها ...في أحلامها الهانم لو فكرت تقربلك
ليضحك هو عاليا وكأنه اخيرا حصل علي ما يريد ثم يتركها ويخرج للخارج
لتقول هي پصدمة 
_الحقير كان بيستدرجني في الكلام علشان اعترف
صباح يوم جديد...
كان يقف عند الباب مربعا يديه أمام صدره والطبيبة تكشف عليها أمام عينيه وسط خجلها الشديد هتفت الدكتورة بعد أن انتهت 
_لا دا كدا تمام اوي ولو عايزه تروحي دلوقتي براحتك خالص
بلال 
_اها
هتروح دلوقتي
الطبيبة ببسمة 
_تمام..تحبي ابعتلك ممرضة
تم نسخ الرابط