حكاية يروى ان مالك بن دينار قال يوماً
يا مالك كنت رجلا أكثر من شرب المسكر فشربت يوما عند خدن لي حتى ثملت وزال عقلي فأتيت منزلي فدخلت فإذا والدتي تحصب تنورا لنا قد ابيض جوفه ..
قال فلما رأتني أتمايل بسكري أقبلت تعظني وتقول هذا آخر يوم من شعبان وأول ليلة من رمضان. يصبح الناس غدا صواما وتصبح أنت سکړانا. أما تستحي من الله فرفعت يدي فلزكتها. فقالت تعست! فڠضبت من قولها فحملتها بسكري فرميت بها في التنور ..
قال فلما سمعت ذلك لم أتمالك نفسي فقلعت الباب وخرجت إلى التنور فإذا بأمي فيه كالرغيف المحترق. فوضعت يدي اليمنى على عتية الباب فقطعتها بيدي الشمال ونقبت ترقوتي فأدخلت فيها هذه السلسلة وقيدت قدمي بهذين القيدين. وكان ملكي ثمانية آلاف دينار فتصدقت بها قبل مغيب الشمس ..
فرفع يده الى السماء وجعل يقول يا فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك لا تقطع رجائي ولا تخيب دعائي. قال مالك فأتيت منزلي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وهو يقول يا مالك لا تقنط الناس من رحمة الله ولا تيئسهم من عفوه ..
للجماء البهيمة التي ليس لها قرن من القرناء فإذا آذت القرناء الجماء بقرنها فإن الله ينتصر للجماء يوم القيامة من القرناء ..
ويجمع بينك يا محمد بن هارون وبين أمك فيحكم لها عليك ويأمر الملائكة فيقودونك بسلاسل غلاظ إلى الڼار فإذا وجدت طعمها ثلاثة أيام من أيام الدنيا ولياليها ثم أطرح في قلب أمك الرحمة فألهمها أن تستوهبك مني فأهبك لها ..
منقول بتصرفي من كتاب البر والصلة لابن الجوزي