حكاية للكاتبة روز آمين كاملة
المحتويات
نجله للإرتباط بجنة ومنذ ذاك اليوم أصبح محمود يتعامل مع والديه وشقيقاه بطريقه جافة بل ويتعمد عدم التواجد معهم قدر المستطاع مما ازعج عبدالله وجعله يستشيط ڠضبا من نجله العنيدحاولت عفاف بشتي الطرق أن تجعل صغيرها يتراجع ويعود كما كان ولكن هيهاتإجتمع عبدالله بصحبة زوجته ونجليه وزوجتيهما وأطفالهم حول طاولة إفطار يوم الجمعةالجميع حاضر إلا من محمود الماكث داخل غرفته منعزل لحاله تحدث عبدالله إلى زوجته بنبرة حازمة
وقفت زوجة صلاح وتحدثت بنبرة حنون
هروح أنده له علشان يفطر معانا يا خالي
اقعدي وكملي فطارك يا منىأنا دخلت له من شوية وقال لي إنه مش جعان
تنهد عبدالله وزفر بحدة اظهرت كم الڠضب الذي
يتملك منه بسبب نجله العنيد تناول الجميع طعامه دون شهية وبعد الانتهاء تحرك عبدالله إلى غرفة نجله متغاضيا عن كبريائه وعناده ودق بابها ثم فتح الباب لينظر على ذاك الممدد فوق الفراش ناظرا لسقف غرفته بشرود لف وجهه لمعرفة الداخل فسحب جسده سريعا لأعلى بعدما رأي والده الذي تحدث بنبرة حادة
تحمحم ليتحدث بنبرة هادئة
مليش نفس
أغلق الباب واتجه صوب الفراش ليجاور نجله الذي تنحى جانبا ليفسح لهأخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء ليتحدث بنبرة عاتبة
وبعدين معاك يا ابني هتفضل مقاطع الكلام والأكل والشرب معانا لحد إمتي
نظر بعينيه واسترسل لائما
مش يمكن بعاقب نفسي...جملة استسلامية نطق بها ليهتف الاب بتساؤل
بتعاقبها على إيه
بقلب ملتاع همس بثبات رغم المرارة التي تستقر بين مقلتيه
على إني مطلعتش راجل ومقدرتش أوفي بالوعد اللي عطيته للبنت الوحيدة اللي حبيتها
تنهد عبدالله بثقل وتحدث
الغلط كان من الاول خالص يا حضرة الظابط مكنش المفروض تحبها من أصله وإنت عارف المشاكل اللي بين العيلتين
يعني مفيش فايدة يا محمود
صمت الإبن ليسترسل الأب من جديد بانصياع
لله الأمر من قبل ومن بعد أنا هبعت مرسال لمحمد الانصاري وأطلب إيد بنته أما أشوف أخرتها معاك
بلهفة مفرطة نظر عليه نجله ليسأله بعجالة
اجابه الأخر بنبرة بائسة
أيوة بتكلم بجد ولو اني متأكد إنه هيرفض
لو رفض أنا مستعد أروح لحد عنده وأقنعه...هكذا تحدث محمود بنبرة حماسية ليهتف عبدالله بعجالة وحدة
ملكش دعوة بالموضوع ده خالص إنت فاهم يا محمود أنا هبعت طرف محايد وربنا يقدم اللي فيه الخير
وافقه محمود فنهض ثم تحدث وهو يستعد للخروج من الغرفة
هب سريعا من فوق فراشه ليلحق بوالده كي يتناول طعامهبعث عبدالله لأحد الأشخاص ذو الهيبة في البلدة وطلب منه التوسط لنجله لدى محمد الأنصاري وطلب يد إبنته لنجله بالفعل ذهب الشخص إلى محمد الذي انفعل ورفض الموضوع وطلب من الوسيط أن يغلق باب النقاش في ذاك الموضوع نهائيا وهذا ما أبلغ به الوسيط عبدالله الذى كان متوقع الرد وشكر الرجل ثم أبلغ نجله بالرد فطلب محمود من والده السماح له بزيارة محمد الأنصاري وطلب يد جنة بنفسه رفض عبدالله في بادئ الأمر ثم رضخ للموافقة على طلب نجله عندما رأى تألم قلبه الظاهر بعينيه
عصر اليوم التالي
توجه محمود إلى قطعة أرض مميزة مملوكة لدى محمد الأنصاري كان يحب الجلوس بها عصر كل يوم ليقوم بتوديع الغروبوجده جالسا بصحبة نجله الأكبر علي جلس بعدما ألقى التحية الحارة عليهما ثم تحدث بنبرة مهذبة
عمي محمد أنا طالب إيد بنتك جنة ويشرفني أنك توافق
أبوك بعت لي من يومين مرسال وأنا بعت له الرد...كلمات نطقها محمد بجمود ليتحدث محمود سريعا بعينين راجيتين
أنا مليش دعوة بالمرسال يا عم محمد أنا جاي لك بنفسي وبترجاك توافق وأنا تحت أمرك في كل اللي تؤمر بيه من شبكة ومهر وكل طلباتك هتكون بأمر الله مجابة
هتف علي بنبرة غاضبة
الظاهر إن كلام الحاج مش واصل لك يا حضرة الظابط
تجاهل محمود حديثه لمعرفته بطباع علي الحادة ونظر إلى الحاج محمد يترقب إجابته فتحدث بنبرة صارمة
روح لحال سبيلك يا ابني أنا معنديش بنات للجواز
بس إنت كده تبقي بتظلمني أنا وجنة يا عمي ذنبنا
إيه ندفع تمن غلطة حصلت لجدود جدودنا وفات عليها سنين أي عدل يقول إننا ندفن حبنا وننسى أحلامنا وكل واحد مننا يتجبر يتجوز حد هو مش حاسس بيه ولا عاوزه... وبمجرد نطقه بتلك الكلمات أشعل الڼار بقلب كل من محمد وولده الذي هب واقفا ليمسك محمود من تلابيب جلبابه ليهتف بقوة غاضبة وعينين تطلق شزرا
إنت بتقول إيه يا ابن التهامي إنت عاوز تقول إن إنت وجنة أختي فيه بينكم حاجة
برعونة تحدث محمود بما أغضب قلب كلاهما أكثر
وإيه االعيب في اننا نكون معجبين ببعض وعاوزين نتجوز يا عليده لا عيب ولا حرام
هتف
متابعة القراءة