حكاية كاملة بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز

القهر الذي هي عليه الآن ېمزق أنياط قلبهحاول أن ويطمئنها ويخفف عنها ولكنه سرعان ما تراجع يتمنى لو يقدر على تخطي كل ما مضى ويبدأ معها من جديد ولكنه عاجز عن ذلك يشعر تجاهها بمشاعر متناقضة يريد قربها ويتمنى ابتعادها يحنو عليها ثم يقسو دون إرادة يفرح بسعادتها ويريد أن يكسرها ويحزنها كما فعلت به يريد الآن التخفيف عنها وطمأنتها وشئ بداخله يحثه أن يتركها تتألم وتذق حصاد جريمتها.
الحيرة التي هو عليها ستفتك برأسه فترك الفراش ونهض يقف مبتعدا عنها قريبا من النافذة يوليها ظهره وهي مازالت تجلس تبكي بشدة لأول مرة تشعر بذلك الضعف والذل التي هي عليهم فقلبها ذليلا في حب رجل هي أصابت قلبه بسهم مسمۏم وتركت به چرحا لا يداويه الزمن وسرعان ما سيتخلص منها حتى يبرأ من رفقتها المشينة لحياته تمنت لو لم تفعل تلك الچريمة لكانت ملكت قلبه النقي وعاشت معه حتى لقطت آخر أنفاسها.
جاءها صوته يقول قومي اغسلي وشك واخرجي للولاد
حاولت التوقف عن البكاء ومسحت دموعها بظهر كفها ونهضت تقترب منه ثم وقفت خلفه وسألته بصوت متقطع من شدة البكاء ب.. بس أنت مردتش عليا ه.. هتخليني أرجع شغلي
أولاها ظهره حتى لا ترى الضعف في عينيه هو غير قادر على رؤيتها بتلك الحالة لأول مرة يتمنى في الوقت الحالي ولكنه توقف عن الكلام عندما نظر لها ووجدها في حالة يرثي لها اختفى بياض عينيها وحل مكانه الإحمرار من أثر البكاء وتنظر له نظرة استعطاف ورجاء كما كسي اللون الأحمر وجهها الأبيض وأحمر أنفها وانتفخت من شدة البكاء.
انفطر قلبه على حالها ولم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها بقوة لعله يرضى قلبه الذي يريد أن يطمئنها ويمحي كل ذلك الحزن وهي التي كانت بأمس الحاجة لذلك لترمي به كل تلك الهموم التي يحملها قلبها لذا تشبثت به وهي تبكي ويعلو نحيبها فرفع يده وأزاح عقدة شعرها ثم مسح عليه بحنان لعلها تهدأ ولكنها ظلت تبكي وهو يقول بحنان إهدي.. كل شئ هيتحل بس أنتي أهدى وبعد لحظات عاشتها بين قد استكانت وشعرت بالأمان رفع وجهها ينظر لها بحنان وعيونه تطمأنها فإبتسمت من بين دموعها إبتسامة تخبره أنها تصدقه أن بجواره كل شئ سيكون بخير ابتسامتها أسعدت قلبه وأرضته لذا ظلت عيناه على تلك الإبتسامة التي ظهرت من البكاء ولم يشعر بنفسه إلا 
.
ا استسلم لسانها لتلك الحالة ونطقت بصوت ضعيف بحبك يا آسر.. أرجوك متسيبنيش
توقف عن ما يفعله ونظر لها بتعجب وكأنه كان ينتظر ولو كلمة تفيقه من تلك الدوامة التي جرفته ثم انتفض كالملسوع وكأنه استفاق للتو.. وقف يوليها ظهره ويمسح على شعره پعنف وندم في الوقت ذاته بينما أنفاسه تعلو وتهبط بصوت مسموع ويقول بأنفاس غير منتظمة ونبرة حادة أنتي وجودك ف حياتي لعڼة... ثم الټفت لها وجدها تجلس من نومتها تتنفس بصعوبة متعجبة من تحوله المفاجئ فاقترب منها والشرر يتطاير من عينيه ويقول بصوت حاد أنتي مصېبة وقعت فوق راسي دمرتني وډمرت حياتي وجودك في حياتي عڈاب
انكمشت على نفسها پخوف فاقترب أكثر وقال بنبرة آمرة أنا هلبس عشان أرجع الولاد لأخويا أرجع ملاقكيش في البيت فاهمة
أومأت رأسها پخوف فاتجه إلى الخزانة ليخرج منها ثيابه وهو يهرتل أنتي فعلا كنتي عقاپ ربنا ليا 
ثم أخرج ملابسه من الخزانة وحملها بين يديه واتجه ناحيتها ونظر لها بحدة هو يقول بإنفعال اخرجي من حياتي بقى ياشيخة وكفاية اللي عملتيه فيا 
نظرت له نظرة حزينة دون رد فتركها وخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بكل عڼف.
استيقظت غصون مبكرا وكالعادة ارتدت ثيابها وحجابها ونزلت المطبخ تعد الفطور وتعد بعض الحلوى التي يحبها يزيد ويزن حتى يعودان تشعر بالوحدة بدونهما ويومها ناقص فقط اعتادت أن 
بعد دقائق كانت

أعدت كل شيء ووضعت الفطور على مائدة الطعام ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة فتعجبت من المفترض استيقاظ ياسر منذ ساعة والآن موعد ذهابه إلى العمل شعرت بالقلق وتمنت لو كانت تمتلك الجرأة وتصعد للإطمئنان عليه فلابد أنه متعب منذ ليلة أمس فقد كان يبدو عليه الحزن والإرهاق.
صعدت حتى غرفتها وتناولت دواءها ثم خرجت تتجه بتردد ناحية غرفته وفي النهاية اقتربت من الباب وطرقت الباب بتوتر فجاءها صوته أيوة.. حاضر وبعد لحظات فتح الباب بهدوء وعندما رآها حدثها بثباته المعتاد فيه حاجة يا غصون
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت له بخجل وردت أنا جهزت الفطار وحضرتك منزلتش عشان شغلك فأنا قلقت بس
أجابها بهدوء تمام أنا نازل حالا
أومأت رأسها ونزلت لتلقي نظرة أخيرة على الطاولة قبل نزوله ولم تمر دقائق إلا هبط هو الآخر ولم يبدل ملابس نومه وملامحه تخبرها أنه لم ينام ليلة أمس.
اتجه إلى الطاولة وجلس بهدوء بينما هي سألته بهدوء وهي تقف بعيدا عنه تحب تشرب إيه 
مد يده وأخذ قطعة خبز ورد عليها دون أن ينظر لها اقعدي افطري ياغصون
ارتبكت فهي لم تعتد على تناول الطعام برفقته فابتلعت ريقها بتوتر وقالت أنا أنا فطرت
رفع بصره لها وقال مفطرتيش ياغصون.. وبعدين بعد كده تقعدي معانا ف كل وجبة
توترت وقالت طب هستني الولاد آكل معاهم
وضع الخبز ونظر لها بإصرار وقال اقعدي ياغصون.. مش عارفين الولاد جاية إمتى
اقتربت وجلست بحرج فنظر لها وقال قولتلك خدي راحتك ياغصون البيت بقى بيتك أنتي مش ضيفة هنا.. وكمان لبسك الحجاب مبقاش له لزوم داخل البيت بلاش تقيدي نفسك ولو لكي أي طلبات خاصة أنا ملزم أجيبهالك وكمان انا هعملك فيزا كارد عشان لو احتجتي أي حاجة والنهاردة هجيبلك موبايل مكان اللي اتاخد منك
ردت بأدب أنا مش محتاجة حاجة وكتر خيرك كفاية أوي أنك مقعدني في بيت يأويني ويحميني من شړ الناس 
رد عليها غصون أنا قولتلك قبل كده إن فضلك عليا وعلى أولادي أكبر بكتير من أن أي حاجة ترد الفضل ده 
ابتسمت بحزن وقالت بإنكسار غريبة أول مرة أشوف جوازة تعتبر رد جميل 
نظر لها بتعجب على نبرة الحزن في صوتها فقد شعر أنها نادمة حزينة على تلك الزيجة فسألها ندمانة يا غصون 
ردت عليه بإندفاع لا أبدا متفهمنيش غلط أنا كفاية على مكسبي إني هفضل جمب يزيد ويزن طول العمر أنا بس مقهورة على زعلك انت ملامحك الحزينة الندم والۏجع اللي في نظرة عينيك شكلك المرهق اللي واضح أنك منمتش من التفكير
ارتبك من حديثها فمد يده وجذب كوب الماء وشرب منه القليل فاستكملت بنبرة حانية أنا آسفة على كلامي بس أنا زعلانة إني السبب في الحالة اللي أنت عليها وإني عاجزة إني أقدر أخفف عنك أي شىء من الحزن اللي أنت شايله لوحدك أنا عارفة إن ده مش من حقي بس أنا فعلا پتألم لعذابك ده وبتمنى إني أقدر أقدم لك حاجة تسعدك
سلط بصره عليها وعلى ملامحها الملائكية فهو كل يوم يكتشف فيها شيئا مميزا عن اليوم الذي يسبقه تنطق قليلا وكلما نطقت أثبتت إنها نادرة الوجود إنسانة تمتلك قلبا من ذهب تشعر بواجبها الدائم تجاه الجميع وتعطي بلا حدود وهي التي تستحق أن يهتم بها الجميع فهي التي عاشت حياتها محرومة تعطي بلا مقابل.
رد عليها بهدوء ولكن صوته كان به دفء شعرت به لأول مرة وهو يقول أنتي قدمتيلي أكبر سعادة ف حياتي أهدتيني أم لولادي بعد ما ظنيت إنهم اتحرموا من أمهم للأبد وكمان ياغصون بلاش تحملي نفسك ذنب مش ذنبك القدر اتكتب لنا باللي إحنا فيه حاليا وأنا متيقن إن ده خير من ربنا وأكبر خير كمان أنتي وجودك مكسب في حياة أي حد
نظرت له بحزن فكلامه لم يسعدها لأنها تتألم على حاله قلبها الذي عشقه يتمنى أن ينتشل كل الحزن الذي بداخله يتمنى أن يحوله إلى سعادة ولكنها عاجزة عن ذلك لذا سألته وأنت 
تنهد بعمق ورد عليها بتفهم قائلا أنا!!!.. أنا عشت أيام صعبة أوي ياغصون من الصعب إني اتخطاها دخلت حياتي إنسانة جميلة كلها طاقة وحيوية اتعرفت عليها وحبيتها كنت إنسان هادي بطبيعتي وعملي جدا بس معاها كنت إنسان تاني محب للحياة اتجوزتها وعشت معاها أجمل أيام حياتي وبعد جوازنا بسنة اتولد يزيد ونور حياتنا وبعدها بسنتين جه يزن كان عندي شوية مشاكل في طفولتي حاولت اتجنب أن ولادي يعيشوها وفعلا كنا أسرة سعيدة بوجودها معانا.. البيت كان كله بهجة وحب وأنا كنت بحاول أخلص شغلي بسرعة عشان ارجع أقضي أكبر وقت معاها ومع الولاد وفعلا كانت سعادتي مقتصرة عليهم وبعد فترة ماټت والدتها وأخوها ف حاډثة ودول كانوا عيلتها وهي للأسف مقدرتش تتخطى ده دخلت ف حالة إكتئاب حاد لمدة شهور طويلة وأنا كنت معاها

وجنبها وبدعمها لحد ماتقدر ترجع تاني وكنت مستعد أفضل جمبها العمر كله بس للأسف هي ضعفت واستسلمت واختارت تسيب الحياة وتفارقني أنا وولادها 
كانت غصون تسمعه بقلب باك كعينيها التي استسلمت لبكاء صامت من الحزن الذي يتحدث به وۏجع القلب الذي انعكس إلى قلبها ولمسه ولكن عندما توقف عند تلك الكلمة تعجبت فسألته يعني إيه اختارت هو حد فينا بيختار دا بإيد ربنا 
تصلبت عضلات وجهه وأظلمت عيناه السوداء وهو يتذكر عندما عاد ووجدها معلقة في ذلك الحبل چثة هامدة خالية من الحياة فاستسلم لسانه وقال بحدة لا هي اللي اختارت واڼتحرت دخلت عليها لقيتها مشنوقة ف أوضة نومنا اللي شهدت أجمل لحظات بينا وكأنها قررت تمشي بس سابت ذكراها حواليا طول الوقت تطاردني
شهقت مصډومة فرفعت يدها تغطي بها فمها من أثر الصدمة ولكن عندما نظرت لملامحه المتصلبة والعرق الذي تصبب من جبينه رغم برودة الجو فعلمت صعوبة ما يعانيه والتمست له العذر فليس هين عليه ماعاشه هدأت قليلا لأجله فمسحت دموعها وقالت بهدوء تخفف عنه برضه ربنا أراد أن يقبض روحها ف الوقت ده ومكتوب لها الميعاد ده يمكن هي أذنبت بس ده أمر الله ونفذ وأنت لازم تدعيلها بالرحمة والمغفرة وأنت كمان لازم تنسى عشان تقدر تعيش مرتاح أنا مش بقولك إنساها لأنك مش هتقدر لأن اللي بيسكن القلب مستحيل يتنسي بس حاول تنسى اللي هي عملته وتسامحها عليه الله وحده أعلم هي كانت بتعاني من إيه وقتها 
نظر لها وقال بإندفاع مهما الإنسان عاني ف حياته مش من حقه يفرط ف روحه اللي ربنا أعطهاله أمانة لحين إستردادها ده اسمه كفر وضعف مش من حد إن يحرم نفسه من الحياة لمجرد مصېبة حلت عليه أو مشكلة وقع فيها مش من حقه
تم نسخ الرابط