حكاية سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
الداخل بعد أن دلفت من النافذة وأغلقتها خلفها..
تركتهم في الخارج يفعلون ما يشاؤون وجلست على الأريكة تضع يدها على وجنتها تفكر بحالها..
سيدة بهذا العمر وبعد كل هذه السنوات التي مرت في شقاء وتعب تأتي فتاة بعمر بناتها وأصغر تفعل بها هكذا في منتصف الشارع وتجعل الجزيرة بأكملها تتحدث عما فعلته معها ويتناقلون الألفاظ والكلمات التي نعتتها بها..
هذه كانت مكافأة نهاية الخدمة لها!..
رفعت بصرها إلى سقف الغرفة التي تجلس بها وتمتمت بهدوء وخفوت تخرج الكلمات من شفتيها دون ملامح
الإبن لا يعلم ما أثر دعوة كهذه تخرج من
قلب أم مفتور على حياتها الضائعة بينهم قلب ېحترق بالنيران الملتهبة لأجل ذالك العطاء الوفير والمستمر الذي يخرج منها إليهم دون أي مقابل فقط لأنهم أبنهائها وهي والدتهم..
شعور بالضيق والحسړة أحتل كيانها وهي تجلس وحيدة تفقد أبنائها وكأنها لم تنجبهم من الأساس..
ربنا يديك ويرضيك ويوقفلك ولاد الحلال يابني
هذه الدعوة أيضا لا تدري ما السر بها لتجعل السعادة تحل عليك من كل جانب وتأتي بالرزق الوفير والمستمر إنها دعوة من قلب أم بات مجبورا من ولدها ففتحت له أبواب السماء تستقبل دعوتها بصدر رحب لتكون دعوة واجبة التنفيذ..
منذ أن أتت إلى هنا وهي تراه ذلك الحيوان الذي لا يرتضي أبدا يفعل ما يشاء وما يحلو له حتى ولو كان على حساب الجميع لا يهمه الأمر..
ولكن أيعقل أنه يجرح ويداوي ېقتل ويحيي في الآونة الأخيرة تأقلمت بنسبة واحد بالمئة أنها أصبحت زوجته سجينة هذا القصر معه ومع عائلته بدأت ترى به أشياء لم تعتقد أنها به تكذب نفسها وتقول أن كل هذا خيال أو اعتقاد من رأسها الذي لا يكف عن التفكير..
رأته يقترب من طفلتها بحب وحنان لا يليق به ولكنه حاول يتودد إليها بابتسامات وألعاب وطعام تحبه..
يحاول أن يكون الأقرب إليها وهي ترى ذلك.. ترى ما الذي ينوي فعله هل يريد أن يجعل الطفلة تحبه هو وعائلته حتى إذا قت لها لا تكون تربيتها صعبة أو يريد أن يأخذها منها..
في هذه الفترة الصغيرة جعلها بدلا من أن تناديه بعمي أن تقول بابا جبل ما الذي يريد أن يتوصل إليه هذا الجبل الصلب..
تابعته بأعين لا تعلم أهو ذلك الحق أو الباطل يأتي بذكراها وجهه الشرس وهو يق تل دون رحمة وتناقضه ذكرى أخرى وهو يحكم بالعدل والحكمة أي شخص منهم هو الحقيقي هذا الجبل
يأخذ منها الهاتف منذ ذلك اليوم المشؤوم لا تستطيع أن تفعل أي شيء ويبدو أنها بدأت في التأقلم على الحياة هنا.. ولكن الحقيقة أنها حياة مريبة وتتسم بالغموض أثارت فضولها أكثر أن تبقى وتعلم الحقيقة خلف كل شيء يحدث ربما يحدث التغير على يدها كما قامت بتهديده..
استمعت إلى صړخة طفلتها الفرحة وهي ترمي بالكرة بعيدا لتتخطى جبل الذي كان يلعب معها
كسبتك.. كسبتك يا بابا جبل
وقف متذمرا يشير إليها بحزم قائلا
لأ لأ أنتي كده بتغشي أنتي خليتي عاصم يرفعك وحدفتيها
عارضته وهي تقترب من عاصم تصيح قائلة بنبرة طفولية للغاية
لأ مش بغش أنا هخلي عاصم معايا في الفريق.. أنت طويل أوي وبتكسبني هو هيساعدني أكسبك
نظر إليها واحبطها عندما قال بجدية شديدة
عاصم مش هيوافق
أمسكت بيد عاصم ورفعت رأسها تنظر إليه نظرة طفولية بريئة تتودد إليه بها كالقطة وهتفت بصوت رقيق
لأ هيوافق إحنا صحاب.. مش كده
حملها عاصم فجأة بين يده يرفعها للأعلى قائلا بصوت عالي
آه طبعا صحاب وهرفعك علشان تكسبيه
ابتسمت الصغيرة تنظر إلى الآخر بسعادة قائلة
أهو يا بابا جبل
أمسك جبل بالكرة وأقترب قائلا بابتسامة
ماشي بس من غير غش
أومأت إليه برأسها
ماشي
ألقى الكرة مرة والأخرى وهي لا تستطيع أن تتابع رميته لها فصاحت بعصبية غاضبة منه
ايه ده أنت اللي بتغش كده
رآها جبل وأبصر نظرتها له مع صوتها الذي حاولت جعله غاضبا فلم يتمالك نفسه هو و عاصم يسألها بمرح
أنا عملت ايه بس
قالت
متابعة القراءة