حكاية عائلة غانم الجوهري بقلم روز آمين
المحتويات
لمن يعتبر
ولا إجلال واللي حصل لهامرمية في بيت أخوها الحاج محمد وشريفة مراته ذلاها
لتهتف أخرى وهي تحاوط فكها بكف يدها
ده أنا سمعت إنها بتأكلها في المطبخ مع حميدة الشغالة
لتنطق أخرى
اللهم لا شماتةبس الولية دي اتجبرت وافترت على خلق الله وربنا ميرضاش بالظلم أبدا
همست إحداهن بعدما اجتمعن حول بعضهن ليصنعن دائرة
هتفت أخرى بحماس
ده وكيل نيابة قد الدنيا عمها أحمد اللي قال كده تالت يوم العزا بتاع أبوها لما وقف قدام بابهم وعرف أهل البلد عليه البت دي أصلها غلبانة وشافت كتير في حياتهادي حتى أمها كانت قليلة
فاكرين اللي عمله عمرو في المحامي اللي اتقدم ل إيثار بعد طلاقها منه بسنةده ضربه ساعتها لحد ما كسر له رجليه وشالوا الواد من تحتيه بالعافيةوبعدها الحاج نصر خلى حد جاب له عقد عمل في الخليج وطفشه من البلد كلها بعد ما عمرو كان ناوي ېقتله
شكلها حاملبطنها كبيرة
أيوا حاملوشكلها معدية الشهر السابع كمان قالتها أخرى وظلوا هكذا يتبادلون الأحاديث فيما بينهن
كفاية كده علشان متتعبيش يا حبيبتي ويلا علشان نروح البيت
قالها وتطلع إلى فؤاد ليسأله
ولا إيه رأيك يا سيادة المستشار
طالعه بهدوء لينطق
تنهدت بهدوء قبل أن تنطق
تمام يا حبيبييلا بينا
وضعت كفها على تراب القپر لتحتضنه وكأنها تقوم بتوديع والدها الغالي لتقول بصوت مسموع
انتفض قلب حبيبها حين استمع لتلك الكلمات لتسري الرجفة بجسده وهو يقول بحدة
تنهدت وهي توجه كفها صوبه كي يساندها لتقف ثم تحدثت وهي تنظر بعينيه
المۏت علينا حق يا حبيبيده الحقيقة المؤكدة في الدنيا
أشار بكفه ليجبرها على الصمت
خلاص يا إيثار لو سمحتي خلينا نمشي من هنا
استقلت سيارتها هي وزوجها تحت انظار الجميع وصعد عزيز و وجدي سيارة أيهم واتجهوا نحو منزل غانم الجوهري
إنت فين يا أم عزيز تعالي قابلي ضيوفك
تطلعت لجدران المنزل وأثاثه باشتياق وحنينتعجبت حين وجدت دفئا عجيبا يسكن المنزل كان قد غادره منذ الزماناشتمت روائح الطعام الذكية نفسها التي كانت تشتمها قبل زواجها من المدعو عمرخرجت نوارة تستقبلهم بوجهها البشوش وابتسامتها التي تدخل السرور والبهجة على القلوب لتنطق بسعادة
ضيوف إيه بس يا أبو غانمدول أصحاب بيت ونورونا وشرفونا بزيارتهم
الټفت لتطالع تلك ال نوارة لتبتسم لها
نطقت تلك الحنون
وإنت كمان وحشتيني يا إيثارإيه الغيبة دي كلها
ابتعدت لتنظر لزوجها وهي تشير إلى نوارة بفخر وسعادة
دي نوارة مرات وجديوصاحبتي
أمال برأسه وهو يقول مرحبا بابتسامة هادئة
أهلا وسهلا
حيته بابتسامتها الرائعة
أهلا بيك يا سيادة المستشار نورت البيت
يا أهلا وسهلا
اقتربت على فؤاد الذي صافحها قائلا باحترام
إزي حضرتك
ثم حولت بصرها تتطلع على تلك المتجمدة المشاعرفقد توقفت بسمتها فور خروجها من الداخلفقد تكرر بذاكرتها المشهد التي اجبرتها به على الصعود للدرج وحبستها بالغرفة بعدما انتزعت صغيرها من بين أحضانها بدون رحمةاستمعت لصرخاتها الحية وهي تستنجد بها وتتوسلها بأن تتركها وصغيرها ليرحلون بسلامتذكرت جمود قلبها القاسې وهي تحدثها وتخبرها كم هي أنانية ولا تكترث سوى لما يفيدها وفقطكل هذا جعل من نظراتها قاسېة وهي تتطلع عليهاعلى الجانب الأخر كانت تنظر إليها بخزي وأمل بالعفوفقد بدأت مشاعر الأمومة لديها بالتحرك حين علمت بشأن حملها ومازاد من إزالة الشوائب العالقة بقلبها تجاه صغيرتها هي مساعدتها لشقيقها بفرصة العمل التي وفرها زوجها له وراتبها الهائل والذي خصص منه أيهم جزءا للمساهمة في احتياجات المنزلناهيك عن شقتها الخاصة وسيارتها التي وضعتهم تحت تصرفه لتخفيف عبئ المعيشة داخل المدينة وهذا ما جعله يوفر جميع راتبه ويقوم بادخاره كي يساعده على دفع مقدم لشقة كي يتزوج فيها
نظرت إليها وتحدثت بصوت وعينين متأثرتين
إزيك يا إيثار
الحمدلله
ابتلعت المرأة لعابها من شدة الخجل وهي تراقب نظرات فؤاد المتعجبة من رد فعل زوجته على رؤية والدتهانظرت على بطنها المنتفخ لتتحدث من جديد كي تكسر ذاك الحاجز
مبروكربنا يتمم لك على خير وتقومي بالسلامة إنت وولادك
ردت بملامح وجه جامدة
متشكرة
دام الصمت من الجميع بعد ذاك السلام الفاتر لينطق أيهم كي يقطع ذاك الصمت المريب المحمل بنظرات منها اللائمة ومنها الخجلة المرتبكة
يلا يا نوارة جهزي الغدا علشان فؤاد باشا يدوق أكلنا
قاطعته بحدة وصرامة لا تقبل النقاش
إحنا معندناش وقت للغدا يا أيهم ولا جايين نقعد ونتضايف
واسترسلت بنبرة حازمة
أنا جاية أتكلم معاكم خمس دقايق وماشية على طول أنا وجوزي
تطلع عليها فؤاد بقلب متأثريشعر بثورة مشاعرها المتأججة ما بين غاضبة تريد الإطاحة بكل ما يقابلها كي تنفث عن ڠضبها العارم تريد الصړاخ لإخراج مكنون قلبها من المشاعر السلبية الحبيسة بداخلها طيلة الأعوام المنصرمة منذ أن كانت طفلة منبوذة بذاك المنزلوما بين مشاعر
نطق وجدي بقلب يئن ألما لأجل شقيقته وما وصلت إليه من بغض لهم بسبب أفعالهم السابقة وخزلانهم المتكرر لها
خلينا نتغدا الأول وبعدها نقعد ونتكلم في كل اللي إنت عوزاه
واسترسل بممازحة كي يخفف من وطأة ذاك الجو المشحون لدى الجميع
ولا عاوزة سيادة المستشار يقول علينا بخلا
تحدث فؤاد بنبرة هادئة مؤازرا خليلة روحه
أخيرا قرر عزيز الخروج عن صمته فتحدث وهو ينظر لشقيقته
بنظرات عاتبة
عيب اللي بتعمليه ده يا إيثارإنت في بيت غانم الجوهري اللي كان معروف بالكرم ومقابلة الناس الغرب في بيتهتفتكري لو كان لسه عايش كان هيبقى مبسوط باللي بتعمليه ده قدام جوزك!
دارت حول نفسها لترمقه بنظرات مبهمة وهي تنطق بابتسامة ساخرة
عيب!
ثم أخذت نفسا طويلا قبل أن تنطق بكلمات ذات مغزى
هو لو بابا عايش الله يرحمه مكنش هيبقى مبسوط بحاجات كتير قوي حصلت
خجل الجميع لفهمهم مغزى حديثها لتنطق بقوة وشموخ
سيبك من الكلام المزوق اللي لا هيقدم ولا هيأخر وخلينا في المهم
واسترسلت بذات مغزى
أنا عندي الكلام المفيد اللي هيريحك إنت واخواتك وأمك ويبسطكم من الأخرويخلي نفسكم تتفتح اكتر على الغدا اللي عاملينه على شرف حضوري أنا وجوزي
لم يرق له حوارها مع عائلتها بتلك الحدة لعلمه أنها تتمزق من داخلها مع إخراجها لكل كلمة تتفوه بهاتألم لألمها ليتحدث بهدوء وهو يشير لها إلى إحدى الارائك
إقعدي يا إيثارولو حابة أخرج أستناك في العربية لحد ما تخلصي كلام مع إخواتك أنا هخرج
إنتفض قلبها ړعبا وهرولت عليه تتمسك بيده دون إدراك لتهتف بعينين مترجيتين أثارت دهشة الجميع
متسبنيش لوحدي معاهم
نزلت كلماتها على قلوب الجميع لتمزقه خاصة اشقائها الثلاث فعوضا من أن يكونوا لها حصن الأمان والعون أصبحوا هم سبب هلعها وعدم شعورها بالامان في حضرتهم بل وتستعين بزوجها لحمايتها منهمإنه لمنتهى الحزن والۏجعالأن وفقط وبعد رؤيتهم لهلع تلك الجميلة ادركوا بشاعة ما اقترفته أياديهم بحق شقيقتهم الوحيدةأتلك هي وصية أبيهميا لكم الۏجع والخزي الذي اقتحم قلوبهم بدون رحمة بتلك اللحظة ليخبرهم بخستهم وندالتهم
تعالي نقعد الاول علشان ماتتعبيش وأنا هقعد جنبك ومش هسيبك أبدا
كان يتحدث وهو يتعمق بعينيها وكأنها صغيرته التي تحتاجه لتشعر بالأمانأومأت له بموافقة وتحركت بجواره إلى الأريكة التي أشار لها وجلست ومازالت تحتفظ بكفه وتتمسك به بقوة
انتهى الجزء الاول من الفصل
إنتظروني غدا والجزء الثاني إن شاءالله
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل السادس والأربعون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
كما الظمأن التائه بوسط الصحراء وبلحظة ظهر أمامه بئرا من الماء العذب ليهرول إليه يشرب ويشرب حتى الإرتواءهكذا رأها أمامهنظراتها التي تبدلتوكأن شيئا كان ينقصها والأن فقط قد عثرت عليه لتكتمل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
نجح فؤاد بمحاولة تهدأتها لكنها رفضت الجلوس وبشدة لتتحدث إليه بنبرة أظهرت كم إضطرابها والألم الساكن بالقلب منذ سنوات ينهش بداخلها
مش مستاهلة قعادأنا عاوزة أمشي من هنا بسرعة
اشفق على حالتها وتشتت روحهاود لو يسحبها بأحضانه ليشق صدره ويضعها بداخله ليحميها من كل البشر والمشاعر المؤذيةأومى لها بابتسامة هادئة بثت بكيانها الطمأنينة لتتنهد براحة قبل أن تفتح حقيبة يدها وتخرج منها بعض الأوراق لتمد يدها إلى عزيز وهي تجاهد في أن تظل أمامه بتلك القوة التي استدعتها بصعوبة بالغة بينما داخلها مدمر هش ضعيفنطقت وهي ترمقه بنظرات حادة
دي أمانة بابا اللي كان سايبها عنديخلاصوجودها معايا مبقاش ليه لازمة بعد ما أطمنت على حضانة إبني
إتسعت أعين عزيز ومنيرة فقد ظنت أن ابنتها ستستغل تلك العقود لټنتقم منهم وتحاول إذلالهم لما فعلوه بها أثناء ۏفاة والدهالتنطق وهي تخرج الأوراق وتنظر بداخلها
أنا خليت المحامي يقسم الميراث بينكم إنتم الأربعة بشرع ربنا
ومدت يدها بورقة إلى عزيز
وده تنازل مني عن الأرض والبيت علشان أبطل العقد اللي بابا كان كاتبه لي
بدأت بتوزيع العقود عليهم وتوقفت أمام والدتها لتنطق
وده عقدك
نطق وجدي من خلفها بعدما قرأ العقد الخاص به
وإنت فين حقك يا إيثار
إلتفتت إليه تطالعه بغرابة لتقول بصوت متعجب
وأنا إمتى كان ليا حق معاكم علشان يبقى لي الوقت يا وجدي!
تطلع عليها بتأثر لتتابع بصوت مخټنق يريد الصړاخ
طول عمري وأنا بتعامل في البيت ده على إني مواطن درجة تالتةجارية مسلوبة الإرادة عايشة لتلبية رغبات الجميع إلا رغباتها هي
نطق أيهم وقد تجمعت بعينيه قطرات الدموع تأثرا بحال شقيقته وما تشعر به
إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا حبيبتيإنت بنت غانم الجوهري وطول عمرك كنتي الأقرب ليه مننا كلناوبابا بنفسه كتب لك كل حاجة من غير ما يفكر
رفعت ذراعيها لتنطق وهي تنزلهما من جديد باستسلام ودموع الهزيمة ملئت مقلتيها
وأنا مش عاوزة حاجة منكم يا أيهماللي عيشت عمري كله أدور عليه وكنت محتاجاه للأسف مش موجود عندكم
أزالت دمعة فرت بأصابعها ثم تنفست كي تستطيع المواصلة لتسترسل
أنا كده وفيت بوعدي ل أبويا ورجعت الأمانة لأصحابها
وتابعت
بس ليا طلب عندكم
نظر الجميع إليها بتمعن وتركيز لتستطرد بعينين مليئتين بنظرات الترجي
عاوزاكم تسامحوا باباأنا عارفة إنكم زعلتم منه لما كتب لي كل حاجةبس هو يا حبيبي عمل كده علشان يحميني
باتت توزع نظراتها اللائمة علي جميعهم لتتابع بمرارة وانكسار
كان متأكد إني ضعيفة
متابعة القراءة