رواية كاملة للكاتبة روز أمين

موقع أيام نيوز


متعملوش حسابي معاكم لأني مسافر وسايب البلد كلها
قطب حسين جبينه ليسأله بتشكيك 
جبت الفلوس دي كلها منين يا عمرو! 
أما طلعت فتبسم ساخرا ليجيب الأخر بقوة 
من شغلي الخاص يا حسين 
سأله بقوة 
اللي هو إيه شغلك الخاص ده يا عمرو!
ليسترسل مشككا 
وإيه الشغل اللي يجيب فلوس كتير بالشكل ده
نظر لشقيقه لينطق بقوة 

جمعت رجالة وبنفحر على الأثار يا حسينإرتحت!
نطق الأخر من باب الخۏف على شقيقه
بس ده حرام يا عمرو
ضحك بقوة حتى ادمعت عينيه لينضم إليه طلعت وباتا يضحكان بشدة تحت خجل الأخر من حاله لينطق عمرو بعدما تحكم بتوقف ضحكاته 
ده على أساس إنك كنت بتروح الجبل كل ليلة تبيع سبح للنهيبة يا شيخ حسين! 
نكس رأسه بخزي لتعريته من قبل شقيقه الأصغر ليتابع الأخر ساخرا 
بلاش تتكلم على الفضيلة والحلال والحرام وإحنا عيشنا عمرنا كله مغروسين في الطين يا حسين 
نطق حسين بكلمات خاڤتة لشدة خزيه من حاله 
زمان كنا مجبورين نكمل في الطريق ڠصب عننا وإنت عارف كده كويس بلاش تكمل فيه بعد ما بقيت حر نفسك وسيد قرارك
إقترب طلعت من عمرو ليحاوط كتفه برعاية لينطق بجشع ملئ قلبه بعدما قرر أن يستغل الفرصة لصالحه كعادته 
سيبك منه ده عقله تعبان وشكله هيقلب درويشخلينا في المصلحة وخدني معاك في سكتك 
قطب جبينه يتعجب تلونه السريع لكنه عاد وتذكر طبيعة شقيقه ليتابع الأخر بنهم 
قولت
إيه 
سأله مستفسرا باستغراب
قولت إيه فيه إيه يا طلعت! 
نطق الأخر بجشع ظهر بعينيه 
تدخلني معاك في شغلك ونمسكه مع بعض زي أيام أبوك
نطق حسين باعتراض 
بلاش يا طلعتإنت شفت بعنيك اللي حصل لفلوس أبوك وأخرتهاخلينا نشتغل ونأكل عيالنا لقمة حلال يمكن ربنا يقبل توبتنا ويبارك لنا فيهم
جذب طلعت عمرو من يده وتحدث بنبرة حماسية كي لا يدع فرصة لحسين للتأثير عليه بكلماته عن التوبة وكأن الشيطان تمثل بهيأته 
سيبك من الكلام اللي مش هيأكل عيش دهإحنا واخدين على المصاريف الكتير والعيشة الحلوة إحنا وولادناالفقر مايمشيش مع اللي زينا صدقني
لم يكن ينتظر حديث شقيقه كي يقنعه فهو يعلم ماذا يريد وقد خطط لخطواته القادمة وانتهى الأمرنظر إلى طلعت وتحدث بنبرة جادة 
حاضر يا طلعت جهز نفسك بكرة على العصر هاخدك أعرفك على الرجالة ونبدأ شغل أصلي موقف من ساعة اللي حصل 
هز رأسه متلهفا وتحدث بتملق 
حاضر يا اخوياوتقدر تسيب لي الرجالة وأنا هضبطهم لك واخليهم يمشوا زي الساعةحاكم أنا عارفك قلبك حنين وهما عاوزين الشدة
هز رأسه عدة مرات وهو ينظر لتغير شقيقه الجذري معه تحت حزن قلب حسين الذي لا حيلة له ويشعر بضعفه أمام شقيقيه
بعد مرور إسبوعين 
داخل ڤيلا أيمن الأباصيريفي تمام الساعة التاسعة صباحاحيث تجهيزات حفل زفاف إبنته لارا والكل يعمل على قدم وساق لإتمام جميع الترتيبات للحفل الذي سيقام عند الثالثة عصرا حيث قرر أيمن إقامته بمنزله لبعد منزل والد العريس بمحافظة منيا الصعيد وكان والد العريس قد قرر إقامته داخل أحد الفنادق الكبرى لكن أيمن طلب منه أن يقيمه بحديقة المنزل حيث مساحتها الشاسعة تستطيع جمع جميع المدعوين من طرف العائلتينولجت تتأبط ذراع زوجها حيث طلبت منه أن تأتي مبكرا كي تحضر تجهيزات العروس وتشارك تلك العائلة الجميلة التي احتضنتها برعاية فرحتهموقد واجهت صعوبات في إقناع ذاك الذي أصبح ېخاف عليها من كل شئ وأي شئتتبعهما إحدى العاملات التي تعمل بمنزل علام زين الدين حيث تحمل صندوقا به الثوب التي سترتديه إيثاروالذي صمم خصيصا لها من قبل إحدى أشهر بيوت الأزياء العالمية المتواجدة بباريس عاصمة الموضة والجمالتجاورها إحدى العاملات في أحد مراكز التجميل تحمل ما ستحتاجه لتزيين تلك الجميلة كل هذا قد أشرف عليه مالك فؤادها بنفسه كي يبث السعادة في نفس معشوقته
تحدث وهو يتحرك باتجاه أيمن وزوجته حيث خرجا سريعا لاستقبالهما بعدما أبلغهما حارس البوابة 
مش عاوز أعيد كلامي يا إيثارما تجهديش نفسك وتخلي بالك كويس قوي من نفسك ومن ولاديمتخلنيش أندم إني وافقت إنك تيجي قبلي
سأمت حديثه المكرر للمرة التي لا تعلم عددها منذ أن سمح لها بالأمس بحضور الزفاف مبكرا بعد مداولات استمرت لعدة ساعات وكأنها داخل إجتماع عمل تحاول جاهدة إقناع طرفا صعب التفاهم لإبرام صفقة العمر معهنطقت بهدوء وهي تكظم غيظها 
يا حبيبي متقلقش وبلاش تتعامل معايا على إني بلورة قزاز وأي لمسة هنكسرولا كل شوية حافظي على ولادي حافظي على ولادي
واسترسلت بضجر 
ثم أنت ليه محسسني إني لو مشيت كام خطوة الولاد هيقعوا مني!
تطلع عليها بجبين مقطب لكنه ابتلع كلماته عند إقتراب أيمن وزوجته التي رحبت قائلة بابتسامة عذبة 
البيت نور يا سيادة المستشار 
شكرها وأقبلت لتحتضن إيثار وهي تقول بنبرة صادقة 
وحشتيني 
وحضرتك كمان وحشتيني جدا قالتها بحفاوة لتوجه بصرها لذاك الذي يتطلع عليها باشتياق كاشتياق الأب لابنته التي تربت على يدهتحدثت باشتياق جارف ظهر بعينيها
إزي صحة حضرتكطمني عليك
متأثرة يا أستاذة من ساعة ما سبتيني ومشيتي قالها بنوع من الملاطفة ليكمل بنبرة جادة 
مديرة مكتبي الجديدة
عاملة زي العسكري اللي بينفذ التعليمات
أطلق الجميع ضحكاتهم ليتابع بإبانة
تعرفي لو دخلت ولقتني بمۏت قدامها ولا تهتمتديني الأول الملفات أمضيها وبكل برود تسألني تؤمرني بحاجة تانية حضرتك 
أطلق فؤاد ضحكة رجولية ليسأله بمزاح 
دي كده تبقى ألة مبرمجة حضرتك
نطق بحماس مؤيدا لحديثه 
برافوا عليك يا فؤاد باشاهي فعلا ألة مبرمجة ده أفضل وصف ليها
ثم استرسل متابعا بعيني تشتاق بحنين للماضي ولتلك التي طالما إعتبرها كإبنة له 
أكتر حد فهمني وفهم شغلي من بين كل اللي اشتغلوا معايا هي إيثاركانت بتعرف أنا محتاج إيه من غير كلامكانت واخده بالها من علاجي وأكلي حتى المشروبات كانت بتختارها لي بناءا على حالتي الصحية والمزاجية
كانت تتطلع عليه بحنين لا يقل عن الساكن بداخله وقلب ېتمزق لترك ذاك الكريم لكن ما بيدها لتفعله هكذا هو حال الدنياتطلع على فؤاد الممسك بكف حبيبته بفخر ليتابع أيمن بعينين لامعة بالفخر 
إنت معاك جوهرة يا سيادة المستشارحافظ عليها كويس
تطلع بعينيها وتعمق لينطق بنبرة بغرامها سابحة 
دي في عيوني وساكنة القلب من جوه
شعرت وكأنها تطير في الهواء بخفة والزهو والحبور يحيطاها لتتابع نيلليبقلب سعيد من أجل تلك الخلوقة 
ربنا يخليكم لبعض يا سيادة المستشارإيثار بنت حلال وتستاهل إنها تتجوز راجل محترم زي جنابك
مال برأسه يحييها باحترام وهو يشكرها 
ميرسي لذوق حضرتك يا هانم
قطعت حديثهم تلك التي أقبلت عليهم لتنطق وهي تمد يدها لمصافحة فؤاد بحفاوة
نورت يا فؤاد باشا
لم يشعر بالإرتياح لتلك المرأة اللئيمة حيث شعر بحقدها على زوجته لذا قرر تجاهلها ليجيبها بكلمات مقتضبة وهو يسحب كفه سريعا
متشكر يا هانم 
شعرت بالضجر وأصابتها كلماته بالإحباط لتقترب من إيثار ټحتضنها برياء وهي تقول بنبرة يشوبها بعض الكبرياء 
إزيك يا إيثار
تعلم من داخلها أن تلك ال سالي تعاملها بترفع منذ أن إختارها ذاك السامي وتزوجها دون غيرها من النساء لكنها مرغمة على احترامها إكراما لزوجها وعائلته التي عاشت في كنفهم طيلة سنواتها الضائعةلتتحدث بنبرة باردة كنبرة تلك المغرورة 
أنا تمامإنت أخبارك إيه
رفعت حاجبها باستنكار لتهز رأسها بابتسامة مصطنعة ليقطع حديثهما الخالي من الدفئ ذاك الراقي حيث تطلع سريعا على زوجته لينطق بنبرة أوضحت للجميع مدى عشق ذاك الوسيم لتلك الرائعة
أنا همشي يا حبيبي وإنت خلي بالك من نفسك
تطلعت عليه بعينين تنطق بالغرام ليقطع حديثها أيمن الذي تحدث بنبرة جادة
مش قبل ما تشرب حاجة
نطق معتذرا باحترام 
معلش يا افندملما أجي الفرح هشرب معاك إن شاءالله 
نطق أيمن بإصرار 
لا يمكن هنشرب قهوة مع بعض هنا في الجنينة
اومأ له بموافقة لينطق أيمن قاصد زوجته 
خليهم يجهزوا لنا فنجانين قهوة مظبوط ويبعتوهم على الإستراحة يا نيللي
حاضر يا حبيبي نطقتها تلك الراقيةنيلليلتوجه حديثها لزوجة نجلها بطريقة مهذبة 
من فضلك يا سالي
ثم تابعت وهي تشير لمساعدتاي إيثار 
خدي البنات وعرفيهم الأوضة اللي أنا خصصتها ل إيثار علشان تجهز فيهاوخليهم يرتاحوا لحد ما إيثار هانم تطلع لهم
اشټعل داخلها بشرارات الڠضب من إسناد والدة زوجها تلك المهمة السخيفة لكنها لا تقوى على الرفض فما كان منها سوى الإنصياع حتى لا يظهر حقدها الدفين على تلك التي كانت تعمل عند والد زوجها مجرد عاملة حقېرة أما الأن فقد تبسم لها الحظ لتصبح بين ليلة وضحاها زوجة رجل مهم ذو منصب رفيع المستوى ناهيك عن إسم عائلته وأموالهم الطائلة والتي ظهرت على تلك الريفية كما تطلق عليها بين حالهافطالما رأتها الفتاة الريفية التي اقټحمت المدينة متمرده على وضعها لتخلق بيداها حياة جديدة جعلت منها شخصية أخرى لا تشبة السابقة والأن أصبحت من أهم سيدات المجتمع بعدما اقترن
إسمها باسم عائلة الزين ومازاد من قوتها هو حملها بجنين لتثبيت
قدميها والوقوف على أرض ثابتة
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي شفتيها مستنكرة الوضع قبل أن تهز رأسها وهي تنطق مرغمة ولكن برأس مرتفعة بكبرياء لعدم التقليل من شأنها 
أوك يا طنط
نطقت إيثار بطريقة راقية وهي تنسحب 
بعد إذنكمهطلع أشوف لارا
أومأ لها الجميع وانسحب فؤاد مع أيمن وإيثار بصحبة سالي التي تحدثت فور ابتعادهما واتجاههما نحو الباب الداخلي للمنزل 
برافوا عليك يا إيثارطلعتي أشطر مما توقعت
تطلعت عليها لتسألها بعدم استيعاب لمغزى كلماتها 
وإيه بقى اللي كنتي متوقعاه وأنا تخطيته يا أستاذة سالي! 
ابتسمت ساخرة لتصلا لأول الدرج لتتوقف على الفور ممسكة بالدرابزين وباتت تتطلع لعينيها وهي تقول بوقاحة 
بصراحة انا كنت مستغربة قوي إنك ماحاولتيش تتقربي من دكتور أحمد ولا حتى عمو أيمن زي ما معظم السكرتيرات بيعملوا
اشټعل داخل الأخرى ورمقتها بنظرات چحيمية لتتابع الأخرى متجاهلة مشاعر الڠضب التي بدت على معالم وجه الأخرى 
لحد ما قدرتي وبكل براعة توقعي سيادة المستشار في مصيدتك ساعتها عرفت إنك كنتي مستنية الفرصة الأكبر وبصراحة
توقفت عن استكمال حديثها السام لبرهة صغيرة لحتى تصفق بكفيها بطريقة مسرحية لتكمل بغمزة من عينيها 
برافوابرافوا مدام إيثارالصيدة تقيلة وتستحق الصبر
ابتلعت غصة مرة من حديث تلك الوقحة التي وصمتها بالمرأة التي تتصيد فرص الزواج من الأثرياءتماسكت كي تستطيع الرد المناسب لتلك الحقېرة 
فيه مقولة حلوة قوي تنطبق جدا عليك
ضيقت بين عينيها تنتظر تكملة حديثها بتمعن لتكمل إيثار كلماتها المعبرة وبكل براعة 
المقولة بتقولكل يرى الناس بعين طبعهفلا تنتظر من الخبيث أن يراك نقياولا من المنافق أن يراك صادقا ثق بنفسك و أسلوبك و أخلاقك وامضي
انتهت من جملتها لترمقها بنظرات إحتقارية أشعلت تلك ال سالي التي لم تتوقع حتى بأحلامها أن تهان على يد تلك التي طالما نظرت لها بعين التقليلوقبل أن تستجمع شتات حالها المبعثر نطقت إيثار بقوة وهي تشير لإحدى العاملات التي تعرفها جيدا بعدما خرجت من باب المطبخ 
ماجدة
أتت العاملة مهرولة لتنطق بترحاب بتلك الجميلة 
أستاذة إيثار إزيك
الحمدلله يا حبيبتي بخير نطقتها بابتسامة رائعة لتتابع باحترام يعود لتربيتها السليمة على يد والدها الذي زرع بها الأصول واحترام من هو أقل منها 
ممكن
 

تم نسخ الرابط