حكاية عهود الحب والورد بقلم سارة نبيل

موقع أيام نيوز

 

ټغرق بالتوهان..
مازال لم يحتضنها بعد!!
مازال لم يسقيها الحنان.!!
وقفت الجدة دلال أمام غرفة عهود تترجى خروجها
عهود يا بنتي طمنيني الله يباركلك..
فتحت عهود الباب وخرجت بكامل ملابسها..
راحة فين يا عهود
ركضت تجاه باب المنزل ومن ثم أخذت تركض بعرض الشارع بأعين تنسكب منها الدموع سكبا..
ظلت الجدة دلال تهتف بأسمها حتى تجمع الجيران وخرج أمان الذي كان خلف المنزل ليجد عهود تركض بتلك الحالة سقط قلبه وركض يناديها بصوته كله

عهود.
تشبثت الجدة به باڼهيار وهتفت باستجداء
أمان .. إلحقها يا بني .. عهود يا أمان..
وجاء يواصل السير خلفها فلمحها تستقل أحد سيارات الأجرة من بداية الشارع..
إنت عارفة هي هتروح فين يا ستي..
صمتت قليلا وقالت بثقة
هتروحله .. هتروح لأبوها..
طب يلا بينا..
هبطت من سيارة الأجرة التي كانت تود أن تصبح طائرة هرولت لداخل المشفى واستعلمت عن مكان والدها ولم تتوانى عن الركض برواق المشفى تبحث عن رقم الغرفة پجنون..
وقفت بتخشب عندما رأت والدتها وشقيقتها يقفان أمام الغرفة المنشودة..
صعقټ كلا منهما فور رؤيتها وجاءتا يقتربان منها إلا أنها اقټحمت الغرفة بلهفة..
وقفت بسكون والعالم يدور من حولها أمامه..
لماذ يبدو بهذا الشحوب..!!
متى أصبح نحيلا هكذا..!!
أما توفيق فلم يكن أفضل حالا منها وهو يتأملها بدئا من حالتها المشعثة ووجها الغارق بدمعه وصدرها ينهج پجنون...
اقتربت منه بينما الغرفة تمتلىء بالممرضات ووالدتها وشقيقتها وأمان والجدة اللذان وصلوا للتو..
صاحت عهود بنبرة لم يتوقعها الجميع
إنت فاكر إن هسيبك تمشي..
إنت مش هتسبني علشان إنت لسه مديون ليا بكتر..
أنا مشبعتش منك لسه..
أخر مرة أخدتني في حضنك إمتى..!
إنت بقالك قد أيه سايبني لواحدي أنا مش هسمحلك تمشي وتسبني ألا ما تروي حرماني..
متبقاش أناني .. أنا لسه ماحكيتش لك على العڈاب إللي شوفته .. أنا لسه ماورتكاش نجاحي .. أنا لسه ماظهرتش برائتي..
أنا معملتش حاجة .. مش هتصدقني صح..!
إستنى أقولك الليل كان بيعدي عليا إزاي وأنا متكسحة..!
إستنى أقولك شعور النبذ إللي حسيته..!
علا صوت بكاء توفيق الشديد وبكى من كان بالغرفة..
جلست بأحد زوايا الغرفة وضمت ركبتيها لها وهتفت وهي تنظر للسماء
شوفت هو إللي عايز يسيبني ويمشي إزاي..!
كلهم بيسبوني .. عالطول أنا لواحدي كدا .. مش إنت كنت شاهد .. هما مش عايزيني..
ليه كدا .. ليه .. أنا كنت وحشه زمان بس عمري ما أذيت حد ..ودلوقتي أنا مش وحشه والله
طب جرب تقرب مني..
بس أنا مش هسيبك .. إنتوا کرهتوني بس أنا حبيتكم..
وقامت مسرعة نحو والدها ففتح ذراعيه لها وألقت نفسها بينهم وأحكم الغلق عليها ليقسم بأشد الأيمان أنه لن يتفلتها أبدا..
وقفت أمام الطبيب تستمع لحالة والدها ختم الطبيب قوله
الكل بيعمل الفحوصات اللازمة علشان هنشوف من المتطابق مع والدك ويقدر يتبرع بجزء من الكبد لأن الفيروس موجود من فترة طويلة وقضى على الكبد ودا الحل الوحيد يا آنسة عهود..
أقدر أعمل الفحص دا أنا كمان إعمل اللازم يا دكتور تقدر تعمل التحاليل..
حضرتك متأكدة..
أكيد أمي أصلا مريضة واختي لسه خارجة من عمليات الأسبوع إللي فات وجدتي كبيرة في السن..
في كمان المهندس أمان بيعمل التحاليل..
أنا عايزة أعملها يا دكتور...
تمام .. اتفضلي..
بعد مرور ساعتين من إنتظار نتيجة الفحص والوقت يمر ببطء شديد..
خرج الطبيب وهتف بحسم
آنسة عهود هي الوحيدة المتطابقة وتقدر تتبرع لوالدها..
صدم الجميع بينما ابتسمت بهدوء واقتربت من الطبيب وقالت بحزم
أنا جاهزة يا دكتور .. متتأخرش أكتر من كدا نقدر ندخل العمليات دلوقتي..
هرعت والدتها وقالت
پخوف
عهود يا بنتي بلاش .. إحنا هنشوف أي متبرع تاني..
متحاوليش يا أمي .. محدش هيتبرع لبابا وأنا موجودة .. خلص الكلام..
توضأت وصلت ركعتان ثم نظرت للسماء وهمست بيقين
دايما كنت معايا .. مخذلتنيش أبدا ودايما عند حسن ظني ومتأكدة إن دي كمان هتعدي..
اشفي أبي يا الله ولا ترني به مكروها..
كل ظني الجميل بك يا شافي يا معافي يا أرحم الراحمين فلا ترد يدي صفرا خائبة يا الله..
اقتربت من والدها وجعلته يتوضأ وساعدته في صلاة ركعتان وهو كان عاجزا عن الحديث ينظر إليها يتأملها فقط ويتسائل ماذا قد فعل بحياته حتى يرزقه الله بنعمة كهذه..!!
مسد على كتفها بحنان ونظر لها
مسمحاني يا عهودي.
ابتسمت بصفاء
ومن إمتى عهودك بتزعل منك يا غالي عليا..
احتضنها وهي أغمضت أعينها پسكينة وراحة زارتها أخيرا..
خرجت وبدأت تستعد للدخول لغرفة العمليات نظرت للطبيب
وقالت له وللجميع
مش عايزة بابا يعرف إن أنا المتبرعة رجاءا.
حرك الجميع رؤسهم بقلة حيلة ودخلت للداخل بقوة بينما قلوب الجميع كانت منتزعة لهذا الدخول..
وقف أمان كالغارق كل خطوة تخطوها للداخل تنسحب روحه أكثر هبطت دمعة حارة اختبأت في لحيته وهو يسير خلفها حتى أغلق الباب..
نظرت عهود خلفها فوقعت أنظارها عليه من الزجاج ولمحت دمعه الذي أثبت لها الناقص أهدته إبتسامة بسيطة وأغلق الستار...
رقدت أعلى الفراش وسط الأجهزة الطبية والغرفة الكئيبة التي لطالما كرهتها وتشائمت منها من كثرة ولوجها بالماضي إليها رقد والدها بالجهة الأخرى يفصلهم ستار نظرت عهود نحو تلك الجهة وابتسمت وهي تمد يدها للطبيب ثم تدريجا أغمضت أعينها مستسلمة لسائل مخدر هرع يقبض على عقلها يخضعها للاوعي والإنفصال عن الواقع..
همست قبل الذهاب بعالم آخر
اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد حبيبي ونبي ورسول الله..
بعد مرور بضع ساعات كان الجميع ينتظر أسفل نيران القلق الجميع يدعوا بقلب ملبد بالخشوع منهم من ينفرد بزاوية يدعو ومنهم الذي يقرأ أيات الله..
وخرج أمان سرا للصدقة..
التف الجميع حول الأطباء الذين خرجوا من غرفة العمليات الجميع ينظر بترقب شديد..
وأمان يستند على الحائط مغمض العينين بقلب ملهوف..
طمنا يا دكتور الله يباركلك..
ابتسم الطبيب وقال
الحمد لله العملية نجحت وجسم المهندس توفيق مطردش العضو ومسألة أيام وهيرجع أحسن من الأول..
قالت الجدة دلال بإمتنان
الحمد لله يارب .. لك الحمد يارب العالمين..
للآن لم يرتح قلبه للآن يغلي بحميم القلق تسائل الجميع مرة أخرى بلهفة وترقب
طب وعهود..
أخفض الطبيب رأسه بحزن ووزع نظراته بين طاقمه مما جعل والدة عهود تضع يدها على قلبها وأمان فقد خانته أعصابه وتراخت أقدامه..
للأسف...
صاحت سمر شقيقة عهود بجزع
للأسف أيه يا راجل إنت..!
الآنسة عهود مقدرتش تستحمل من ضعفها..
يتبع..
عهود_الحب_والورد
سارة_نيل.
الخاتمة ج٣ والأخير..
أمان ... أمان ... يا أمان..
شهق بفزع ووثب قائما يصيح بفزع
عهود .. عهود .. هي فين.
ابتسمت الجدة دلال بهدوء وقالت تطمئنه
إهدى يا أمان هي بخير وخرجت هي وتوفيق وكويسين بس عهود لسه بتفوق من البنج قولت أصحيك لما لقيتك راحت عليك نومه وإنت قاعد..
كان كابوس ده ولا أيه..!!
قال بتيهة وهو يتلفت من حوله بجزع
كابوس وحش أووي يا ستي .. وحش أوي..
طبطبت على كتفه وقالت براحة
خلاص هانت يا أمان كل حاجة هتتعدل وتبقى زي الأول وأحسن والأمور هترجع لطبيعتها..
أول ما توفيق وعهود يشدوا حيلهم أطلب إيديها من أبوها أنا ملاحقتش أفاتحهم في الموضوع..
مسح على وجهه وتنهد براحة ثم هتف بفرحة غمرت قلبه
إن شاء الله يا ستي بس عهود تشد حيلها أنا انتظرت كتير ومستعد أنتظرها العمر كله..
للدرجة دي بتحبها يا واد..
وأكتر من كدا بكتير يا دولا لدرجة إنت متتصورهاش..
أنتظر الجميع إفاقتها وعلى الأخص والدها الذي كان يبكي
بصمت عندما علم أن المتبرعة هي عهود..
قټلها وهي من قامت بإنقاذه.. أي عدل هذا..
رفع رأسه للسماء يهمس بداخله..
أكيد في حكمة من دا كله يا رحيم..
أنا مكسوف أكلمك .. أنا إللي وقفت قدام طريق عفتها وقدام طريقك..
علشان الناس يارب .. بعترف كنت عايز أرضي الناس مقابل سخطك .. 
رحمتك يا أرحم الراحمين أنا ظلمت نفسي..
دا كله حصل علشان أرجع لعيلتي وعيلتي ترجعلي جعلت عهود سبب إن عيني تتفتح على كتير أووي..
بدأت عهود تفيق شيء فشيء وهي تتمتم من بين غفوتها
بابا .. بابا .. كويس .. وماما .. تيتا .. سمر..
وصمتت تتأوه بخفة ثم همست بما جعل أمان في قمة صډمته وهو لا يصدق
أمان ... أمان .. أنا سامحتك..
أهو قد سمع جيدا أم أنه يتخيل ليس إلا..
للمرة الأولى تنطق اسمه ... وأيضا هل حقا نال مسامحتها..!!
همست باسمه بين غفوتها إذا هو بعقلها..
دق قلبه پعنف يطرب فرحا تنهد بحرارة ورفع رأسه للسماء
لطفك يا الله ... كرمك واسع..
بعد مرور ثلاثة أشهر كان منزل عهود مزين بالكامل بالورود رغبة فيما شدد عليه توفيق..
المنزل يضج بالسعادة ومكتظ بالأقارب والأحباب..
أصدقاء عهود
في الدارسة والجميع هنا لأجلها فقط..
الفستان أختفى يا سمر..!
تصنعت سمر البحث وهتفت بتعجب
إزاي اختفى بس يا عهود بس افتكري إنت احتفظتي بيه فين..
يعني هو ميدالية يا سمر علشان مش تظهر دي من فعل فاعل..
إهدى بس ثواني وراجعالك..
خرجت سمر وأجابت على الهاتف باستعجال
إنت فين .. قدامك كتير..
لا أنا قدام البيت أهو ممكن
بس حد يقابلني..
قالت سمر وهي تخرج خارج المنزل
أنا قدامك أهو..
اقتربت منها وحيتها بإبتسامة مرحبة قائلة
أهلا وسهلا يا باشمهندسة غصون مبسوطة جدا بوجودك وإنك اصريتي توصلي الفستان لعهود بنفسك..
اتسعت إبتسامة غصون الجميلة وقالت بحماس
لما جيتي ليا وحبيتي تعملي مفاجأة لعهود وطلبتي تصميم خاص بيها وحكيتي حكايتها أنا اشتغلت على الفستان بكل محبة وصدق وشغف إن أشوف عهود صمتته يليق برقتها وقلبها وحبيت يكون هدية مني لها وأنال الشرف إن أقابل عهود..
قالت سمر بعدم تصديق
عهود بتحبك جدا ومتابعة الديزاين بتاعك بشغف جامد أووي مش هتصدق نفسها لما تشوفك..
أنا إللي متحمسة أشوف عهود واتعلم منها إللي هي اتحملته..
إنت حد جميل أووي يا غصون..
يلا يا بنتي يلا مش وقت غزل ابقي امدحيني بعدين العروسة لسه من غير فستان..
أيوا تصدقي .. دا الفستان الوهمي إللي إحنا جبناه بالاتفاق مع أمان أنا خفيته..
طب يلا بينا..
في هذا الاثناء جلست عهود بإحباط على الفراش وقالت بسخط
شكل حد بيحاول يعمل معايا مقلب وخفى الفستان..
ترن ترن ترن .. فستانك هنا يا عروسة..
التفتت عهود على صوت سمر لتجد أمامها التي عرفتها جيدا .. غصون ..
وقفت پصدمة تتأملها عن قرب..
رددت بعدم تصديق
غصون .. صح .. أنا مش بتخيل.
لم تترك غصون لها مجالا للتصديق واحتضنتها قائلة
عهود .. زي ما وصفوك بالضبط..
فرحانة أووي إن شوفتك..
قالت عهود دون تصديق
هو في أيه!!
يلا مش وقت أسئلة العريس هيجي وكتب الكتاب هيبدأ..
أنا مش مصدقة .. غصون .. طب فهموني..
بدأت سمر تحكي لها ما حدث ليترقرق الدمع بأعين عهود وجذبتها لأحضانها
مش لاقيه كلام أوفي بيه إللي عملتيه يا سمر..
دا ولا حاجة من إللي عملتيه معانا يا عهود .. كفاية إن أخيرا وصلت لبر الأمان..
معلش هفصل وصلة العشق ده .. وأقولك يلا يا ست عهود فستانك مستنيك.
ابتسمت لها عهود واحتضنتها بإمتنان
شكرا جدا لك يا غصون .. جزاك الله خيرا..
أخرجت الفستان من داخل الحافظة الخاصة به لتقف عهود مدهوشة وهي ترى فستان من اللون الوردي الذي يناسب رقتها له طبقتان أعلاهما من التل الخفيف.. ضيق من الخصر .. ومن الرقبة إلى
الخصر يهبط بكشكشات بسيطة..
ثم عند أسفل تنورة الفستان الواسعة ينتشر الكثير من الورود الرقيقة..
كان تصميم بسيط فريد من نوعه يليق بعهود حقا..
ما شاء الله تبارك الرحمن حقيقي تحفة يا غصون تسلم إيدك وعيونك..
دا أقل حاجة يا عهود إنت يليق بيك كل جمال الورود..
قالت سمر
حقيقي مبدعة يا غصون .. تسلم إيدك..
دا شوية على عهود والله .. تسلمولي يا حبايبي..
وبدأت عهود ترتدي الفستان ثم أكملت طلتها بحجاب طويل ذا لفة مميزة صنعتها لها غصون بكل حب..
ولم تضع على وجهها سوى بعض المرطبات الخفيفة..
خطفت طلتها العقول ببرائها التي نطقت بها ملامحها الرقيقية الطاهرة..
تبارك الرحمن ربنا يحفظك ويسعدك يا عهود..
قالت سمر بانبهار
حقيقي أجمل عروسة شافتها عيوني ربنا يسعدك يا نور عيني..
دارت حول نفسها بفرحة وقلبها يرقص بسعادة أخيرا نالتها..
هتفت غصون بحماس كعادتها عند أي عقد قرآن .. يسعد قلبها وهي ترى قلبان ينعقدان إلى الأبد برباط الود والرحمة..
كتب الكتاب هيبدأ يا بنات ..يلا يا عروسة اسمعي حبيبك وهو بيكتبك على اسمه..
ترقرق الدمع بأعين عهود ونظرت للسماء قائلة بكل صدق وكل ألم مر على قلبها
ربنا يدوق الفرحة دي لكل البنات .. البنات طيبة أووي ويستحقوا كل خير..
بسمة خفيفية أثمر فم غصون بها وهي تذكرها بنفسها غير أن عهود بها شيء مختلف عنها .. صدقا ذاقت ألآم عدة وتستحق العوض الجميل..
أغمضت عهود عينيها وهي تسمع المكبر يعلو بصوت أمان
قبلت أن أكون أمانها وسند لها بعد الله وجدارها الراسخ حتى وإن مالت بها الحياة وجدتني مئواها أهديها كل عهود الحب والورد ولن أنكث يوما بواحد منها .. قبلت بعهود زوجة وحبيبة وقرة عين لا تنقطع.
هلل الجميع وسقطت دموع نجلاء والجدة دلال وتوفيق تأثرا بينما عهود التي وقفت في شرفة غرفتها فانتفض قلبها وابتسمت بخجل وقد تسلل الحب اللحوح إلي قلبها على مهل حتى تمكن منها ولا خلاص من الآن..
فكرتيني بيوم كتب كتابي أووي يا عهود..
لحظة جميلة وبتقشعر لها الأبدان ربنا يدوقها لكل البنات وعقبال ست البنات أختي سمر..
يارب يارب ألف مبروك يا عهود..
الله يبارك فيك يا أجمل
غصون وتسلمي حقيقي لكل إللي عملتيه دي أغلى حاجة ممكن
أحصل عليها..
ونظرت لشقيقتها وقالت
مش هنسى إللي عملتيه أبدا يا سمر..
طرق الباب لتدخل والدة عهود ووالدها وجدتها .. ولم يكن موقفهم أقل من سمر وغصون بجمال عهود فقد أخذوا يبكون فرحة..
احتضن توفيق ابنته بحنان جارف وهو يشعر أنها جوهرة لا تقدر..
حقيقي النعمة كانت تقيلة عليا يا عهود .. حقيقي يا عهودي إنت نعمة كبيرة علي أووي يا بنتي..
كفاية حضنك يا بابا دا عندي بالدنيا وما فيها..
سيبها بقاا يا توفيق كفاية .. عايزة أحضن بنتي..
ضحك الجميع وأخذت نجلاء عهود بأحضانها قائلة
تعالي يا وش الخير في حضڼ أمك تعالي..
قبلت عهود رأسها واستقرت في أحضانها تنال ما حرمت منه يوما..
وقفت أمام جدتها التي ابتسمت بدفء ثم هتفت
ربح البيع يا عهود شوفتي الحلاوة إللي بعد مرارة الصبر .. عيشي حياتك واستمتعي بكل لحظة وعوضي إللي فات..
قبلت عهود رأسها ويديها بحب وقالت بإمتنان
محتاجة لكل نصايحك دعمك ليا كان هو الحافز لكل حاجة هو إللي أبقاني..
تنحنح أمان قبل الدخول فالټفت عهود بخجل وأعطت له ظهرها..
تعالى يا أمان تصدق نسيناك..
قالت نجلاء بمرح
هو حد يشوف عهود وعقله يبقى براسه..
لم تسقط أعين أمان عن ظهر عهود وعلا وجيب قلبه قال توفيق وهو يقترب منه
أخدت حتة من روحي يا
أمان .. أنا مش هوصيك عليها لو مسها أي سوء مش هيكفيني عمرك..
ضحكت عهود ومازالت على حالتها وقالت بمزاح مارح
يا بابا غلطت في العنوان .. وصيني عليه دا أنا هخلص منه الجديد والقديم اصبر عليا..
اڼفجر الجميع ضاحكا فقالت سمر وهي تسحب الجميع
يلا يا جماعة الخير خلي عندنا شوية ډم ونسيب أمان يشوف مراته بقاا ويسلم عليها..
قال توفيق بتذمر
ما يسلم وإحنا واقفين.
جذبته للخارج وقالت وهي تغلق الباب
تعالى بس يا توفيق أفندي ونتناقش في الموضوع ده براا..
هدرت دقات قلب عهود وشعرت أن أنفاسها قد حبست وقف أمان خلفها تماما وهمس بجانب أذنها وهو يستنشق راحة الورد المنبعثة منها بنهم
عهودي ... حبيبة قلبي .. نور عيني مش هتوريني حمرة الورد على خدودك..
ابتعدت خطوتان بخجل وهي تكاد تذوب وهمست بإعتراض
أمان..!
قلبه وروحه .. أمان طاب وانهرى أووي يا عهوده حني عليه..
زادت حمرة خديها ودارت حول نفسها حتى وقفت أمامه مغمضة العينان..
لم ينقصه أن تتزايد وتيرة دقاته فهو كان قد ذهب بعالم أخر تأملها دون قيود وأشبع أعينها بها الذي يظن أنها لن تشبع .. فقد تحلل أخيرا وأصبحت حلاله..
رفع يديه وتحسس خديها بعدما كوب وجهها برقة وهمس أمام وجهها
افتحي عيونك يا عهودي..
ببطء فرقت بين جفنيها وتطلعت بوجهه دون قيود أقترب أكثر وطبع قبلة فوق رأسها ..
وهمس بينما عهود فكانت قد غابت وهو يباغتها بتلك المشاعر الأجنبية التي تتذوقها لمرتها الأولى معها
مبارك عليا إنت يا عهودي..
حاولت سحب أنفاسها والفرار من تلك الغارة الھجومية لكن أكمل أمان بنبرة صادقة منسوجة بالعشق
بحبك يا عهود .. بعشقك وهيمانك يا وردتي سامحيني على غبائي زمان وظلمي يا روحي..
رفعت أعينها ليغرق بها وهمست بصدق ونقاء
ربنا بيسامح يا أمان وسامحتك من زمان وكلنا اتعلمنا الدرس .. دا أنا بشكرك على إللي عملته لأن لولاه مكونتش وصلت للي أنا فيه دلوقتي..
بشكر ربنا مسبب الأسباب قبل كل ده..
ممكن أعمل حاجة كان نفسي دايما أعملها..!! بس قبل كدا اتفضلي جبتلك أكبر باقة ورد جات لعروسة قبل كدا .. متنسيش إحنا بتوع الورد..
ابتسمت وأخذته تتأمله بإعجاب فقد كان حقا باقة ورود كبيرة جدا وتضم كل الورود التي تفضلها لكنها تعجبت وتسائلت
أيه هي..!
جذبها لأحضانه وأغلق فوقها ذراعيه فابتسمت وهي تقنع عقلها أنه زوجها وحلالها تحللت من خجلها وارتفع ذراعيها تطوق عنقه تتذوق أمانه..
همس لها بوعد صادق
سأفي بكل عهود الحب والورد خاصتنا..
أغمضت أعينها براحة
أحبك فأنت أصبحت أماني ومأمني..
تمت بحمد الله
الفقيرة إلى الله سارة نيل
أتمنى أكون كنت ضيفة خفيفة على قلبكم وتكونوا استمتعوا مع قصة عهود وأخدتوا منها إللي ينفعكم ويفيدكم وإن كان هناك من توفيق فمن الله والتقصير فمني ومن الشيطان وبعتذر على أي تأخير يا ريحانات.
ولو عجبتكم القصة هنتظر ريڤيو بآرائكم الرقيقية..
وإلى اللقاء في رحلة جديدة نخوضها معا.
دمتم بود ولطف دائما أحبكم في الله
عهود_الحب_والورد.
سارة_نيل

تم نسخ الرابط