يحكى عن تاجر أقمشة اسمه مسعود

موقع أيام نيوز


على حافة الطريق دون أن ينتبه له .
أرجع العطار القمائم إلى القفة وقال الآن لا أعرف أي واحد منها يحتوي على السم !!! فقد كنت أضعه في مقدمتها والحل هو أن أبيعها كلها إليه لا بد أن أقنعه بشرائها وإلا ضاع الذهب ومعه كل ما بذلته من جهد لصناعة ذلك العطر تبا !!! ألم يجد الصبيان إلا هذا الوقت ليخرجوا للعب هل وجب علي أن أتعب اليوم 

وأخيرا وصل موسى أمام دكان النجار وبدأ يمتدح في بضاعته ويتملق حتى رضخ الرجل وقال له حسنا سأشتريها منك بنصف ثمنها هذا كل ما أقدر على دفعه هل أنت موافق لم يصدق العطار نفسه وأجابه إنها من أصناف متنوعة من الأزهار أنصحك أن تجربها كلها لترى أيها يناسبك وسأمر عليك بعد أيام فلي الكثير منها !!!
جلس النجار وفتح القمائم وشم ما بها من عطر فأعجبته كلها وقال في نفسه إنها غالية الثمن وتساوي الكثير من المال لقد كانت حقا صفقة مربحة أما الشيخ فلما هم بالنهوض تعثرت قدميه بالقمقم المسمۏم فأخذه ونظر يمينا وشمالا فشاهد قربه دكان عطار يرصف بضاعته فقال لا شك أنها سقطت منه فقام ورماها في صندوق العطور و إنصرف ثم جاء التاجر فأخذ القمقم ورصفه مع غيره وهو يعتقد أنه بضاعته !!!
سحر العنكبوتة الذهبية
في الصباح خرج عدنان إلى السوق وذهب إلى دكان موسى ليسأله إن باع العطر للنجار ولما رآه العطار إبتهج وقال له لقد إحتلت عليه وبعته سلة عطور وفيها القمقم الذي دسست فيه السم وقريبا سنسمع أخبارا جيدة !!! إبتسم إبن التاجر وقال له إن حصل ذلك سأغرقك بالذهب فأنا ما زلت عند وعدي . قبل أن أنسى سأرسل لك أحد عبيدي لشراء عطر جيد فأنا مدعو لعرس إبنة الوالي وأريد أن يكون شكلي لائقا فستحضر كثير من بنات الأعيان وأريد أن أثير إعجابهن ضحك موسى وقال عندي ما يجعل كل جواري البصرة يشتهينك في فراشهن !!!
لما وصل إلى الدار قال لعبده صفوان إذهب إلى موسى وإحمل لي ل عطرا من عنده ولا تتأخر. لكن العبد دخل إلى خان وأكل وشرب ثم قال في نفسه لقد إمتلأت معدتي الآن وموسى لا يزال بعيدا . لكن من حسن الحظ أني أعرف عطارا بارعا في آخر الزقاق سأشتري منه شيئا مليحا وأعطيه لسيدي ولن يفطن لشيئ ولا يبقى إلا أن أذهب للنوم قليلا فلقد شبعت اليوم وأحس بالتعب .
لما وصل دكان التاجر نظر بسرعة فأعجبه قممقم فضي عليه نقوش جميلة ولما شمه تضوعت رائحة المسک فإتشتراه ورجع إل القصر وهو يترنح من السكر. ما لا يعرفه العبد أنه إشترى العطر المسمۏم الذي سقط من قفة موسى ورماه أحدهم في بضاعة ذلك العطار .
في الغد إستحم عدنان وقص الحلاق شعره وشذب لحيته ثم لبس ثيابا غالية وطلب العطر فجاءه العبد باللقمقم ولما رآه قال له دون شك إنها صنعة موسى فلقد رأيتها عنده !!! ولما وضع العطر على وجهه أحس بالدوار وبعد ساعة لم يعد يقدر على الحركة فصاح ماذا يحدث لي لم تعد لي قوة وأحس بالوهن في عظامي في هذه الأثناء مر المتسول الأحدب أمام النافذة وأنشد 
يا فاعل السوء
نويت الشړ والبلية
لبنت عمك الأبية
تجد أفعالك
تنظرك في الثنية
تراها جلية
لا الندامة تنفع
ولا الحسړة
ولا دمعة على الخد ندية
ما زاد الدلال الفتى إلا حمقا
بئس الظالم حياته
مادام حيا
لم يعرف أحد من أين خرج هذا الرجل وأين ذهب لكن الناس تدعي أنه يحذر من مۏت مؤلم عقاپا لمن يظلم خلق الله . سمع الحاج مسعود أبو عدنان بالخبرفجاء يجري وظهر عليه الخۏف لما حل بإبنه فأتاه بالأطباء لكن لم يعرف أحدا منهم علته حتى جاء مشعوذ أبيض اللحية وسألهم ما هو آخر شيئ لمسه الفتى أجاب العبد أعتقد أنه العطر يا شيخنا !!! شمه الرجل وذاقه بطرف لسانه ثم بصقه وقال لقد دس أحدهم سم العنكبوتة الذهبية وبإمكانها أن تشل فرائس أكبر منها حجما وتأكلها وليس له دواء !!!
إنزعج عدنان وقال أحضروا موسى فهو الذي صنعه!!! بعد فترة وصل الرجل ولما شاهد حال
 

تم نسخ الرابط