حكاية عيون مصعوبة بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

اللي اتاخد منك وزعلك وفي مفاجأة كمان بس هتعرفيها واحنا بره اتفقنا
هزت رأسها مبتسمة رضا اتفقنا يا ابو أبرار 
أوقف سيارته أمام محل صائغ فتسائلت بدهشة انت واقف هنا ليه يا يونس
أنزلي وهتعرفي 
هبطت هي والصغيرات وعبروا للداخل وسمعته يهتف بالبائع عايز تشكيلة حلقان حلوة لبناتي يختاروا منها وكمان هات أساور مناسبة للمدام عشان تشوف اللي يعجبها هي كمان 
هللت الصغيرات بينما رمقته هي بريبة ثم تنحت به للخارج لتفهم ما يحدث فاقحمها داخل السيارة ليتحدثا بخصوصية! 
في ايه يا رضوي 
أنت اللي في ايه يا يونس هو القرش اللي وفرته بعد نزولنا جاي تفرتكه كده 
ابتسم ونظر لصغاره من خلال زجاج النافذة ليطمئن عليهم ثم عاد يناظرها قائلا أنا صحيح نزلتك انتي وبناتنا عشان اوفر قرشين ونختصر الغربة بس اكتشفت إن مهما
وفرت مافيش حاجة تساوي بعدكم
عني انا اتبهدلت لما سكنت مع ناس تانية كنت تعبان ومش واخد راحتي لا في نومة ولا لقمة ولا قاعدة هادية وفي نفس الوقت انتي والبنات عشتوا تجربة صعبة بسبب امي لازم اعوضكم اللي فات عشان كده قررت من هنا ورايح مش هفارقكم وهترجعوا معايا تاني 
حملقت به غير مصدقة بتقول ايه يا يونس هتاخدنا معاك تاني بجد
لثم كفها مع قوله أيوة يا رضوي هاخدكم تاني الحمد لله إقامتكم لسه سارية هنرجع سوا وحتي لو حوشنا نص اللي كنت هحوشه مش مهم مادام هتكونوا تحت جناحي ها ايه رأيك في المفاجأة بقى
صاحت وهي تجفف دموعها من فرط تأثرها احلى مفاجأة في الدنيا انت محيت كل زعلي ربنا مايحرمني منك يا يونس ويخليك ليا ولبناتنا 
ولا منكم ياحبيبتي يلا ننزل بقي البنات شكلها اختارت اللي عجبها 
طب مابلاش انا ووفر قرشين كفاية فرحت بناتك 
والله ابدا هتنزلي تختاري أسورة حلوة زي ما كان نفسك قبل كده بعد ما أسورتك ضاعت 
مكثت تنظر له بحب فهمس بأذنيها وفري النظرات الحلوة دي لما نروح بيتنا ويلا ننزل للبنات 
تنتظر عودته بفارغ الصبر لتستميله إليها مرة أخري غضبه منها يسلب النوم من عيناها ولا تشعر براحة يونس أول فرحتها أحن وأبر أبنائها عليها لم يعصاها يوما وفي المقابل ماذا فعلت كسرته وضللته وحرمت

بناته من عزه وذلت زوجته التي للعجيب لم تحاول الٹأر لكرامتها والتزمت الصمت سترمم علاقتها بهم مرة أخري ستكف عن ما كانت تفعل لن تؤذيهم ثانيا 
لفحتها نسمة برد أرجفتها وهي تنتظرهم أمام النافدة فذهبت تحضر وشاحها الصوف لتضعه علي كتفيها وأثناء مرورها سمعت كلمة لفتت نظرها بصوت وائل اقتربت لتنصت لحديثه لتتسع عيناها محملقة أمامها پصدمة لما يقول أبنها المدلل 
شوفتي بقى ازاي خليتك احسن من اختك اللي خطيبها جبلها خاتم دهب في عيد ميلادها أنا جبتلك غويشة زيادة عشان تتبسطي يا ياقلبي لأ وحاجة تقيلة ومعتبرة وتملى العين 
صمت برهة لتسمعه يستطرد لا منا عملت حوار على امي وقولتلها تاجرت في المبلغ اللي بعته يونس وخسړت وانتي عارفة امي بتحبني ازاي هتتصرف وتاخد من اخويا مبلغ تاني بس المرة دي بلاش تزنقيني في حاجة تاني عايزين نوضب الشقة ونتجوز ياعصفورتي 
عصفورتك ولا غرابة خشت علينا بالخړاب يا ابن ال
هكذا هجمت عليه والدته مقتحمة غرفته وهي تنعته بالمسبات البذيئة بعد ما سمعته لتواصل بثورة وهو يطالعها بړعب من فرط مفاجأته 
بقي بتستغفلني انت والبرص اللي خاطبها يا وائل بتلبس امك العمة يا واد و تخدعني وتقولي تاجرت مع صاحبي وخسړت وساعديني ياما واتصرفي ياما واتاريك صارفهم علي الصرصارة خطيبتك وجايبلها دهب بفلوس اخوك وشقاه وتعبه ياكلب ياخسيس ياناقص 
انهت ثورتها بصڤعة قوية علي وجهه أردته للخلف بضعة خطوات وهو ينظر لها بذهول غاضب خاصتا وهاتفه مازال مفتوح بينه وبين خطيبته التي تسمع مايحدث لتلتقط والدته الهاتف هادرة اسمعي يا بت انتي الغويشة اللي المحروس جابهالك بفلوس اخوه تكون عندي انهاردة وإلا قسما عظما لاجي لحد بيتك اشرشحك انتي وأهلك وانتم عارفين أم يونس لما تقول يا شړ ممكن تعمل ايه سامعة يا بت ولا لأ!
ثم أغلقت بوجهها الهاتف والتفتت تنظر لولدها ببغض وعيناها مغرورقة لكنها تماسكت مغمغمة ياخسارة تربيتي فيك يا وائل يونس كان عنده حق أما قالي اني دلعتك لأنك أصغرهم وماشوفتش أبوك لما اتولدت بأيدي دي طلعتك أناني مابتحبش غير نفسك أنا اللي خليتك تطمع في اخوك وتتركن عليه أنا السبب واستاهل ان ابني يزعل مني ابني اللي عمره مازعلني ولا اتأخر عني في طلب بسببك ظلمته وظلمت بناته وأهانت مراته وذليتها بسببك مش قادرة ابص في عيونهم من الخجل ودلوقت بلوتي زادات أضعاف بعد اللي عرفته الله يسامحك يا وائل الله يسامحك يا ابني الله يسامحك 
جرى ايه في الدنيا يعني لما عملت كده مش طول عمرك تقولي اللي معاه يدي اللي ممعهوش يونس معاه كتير فيها ايه لو أخدت منه شوية مش اخويا
لا يانضري لما تاخد من شقاه عشان ترسم نفسك قصاد خطيبتك يبقي تعمل ده من شغلك وتعبك ولو يونس حنين ومش بيرفض طلب ده مش معناه اننا نحلبه من غير رحمة يقف جمبك ويساعدك لما تكون عملت اللي عليك واشتغلت وعافرت لكن انت علي حس اخوك تشتغل يوم وعشرة قاعد ورامي كل الحمل عليه بس الغلط مش فيك لأ كله مني وزي ماخليتك كده انا هعرف ازاي اربيك من جديد يا وائل وبكره تشوف 
واستأنفت بقسۏة لم تحدثه بها يوما 
الغويشة هتيجي
وتتباع وتمنها هيرجع لأخوك تاني لأن بناته ومراته أولي بفلوسه من خطيبتك والجمعية اللي دخلتها عشان اساعدك برضو من فلوس اخوك هفضها خلاص بح مافيش مساعدة تاني وانت عايز توضب شقتك ولا تهادي خطيبتك بدهب اشتغل واشقي واتعب واديها ياعنية انما أخوك مش هخليك تبص
لقرشه تاني طول منا عايشة كفايه عليه صرف عليك وكبرك
وعمرك ما حملت هم حاجة بحسه وشقتك دي أصلا هو اللي دافع فلوسها من جيبه لكن دلوقت خلاص لازم تتفطم وتطلع للدنيا يا ابن بطني 
كده ياما بتتخلي عني وكمان بتصغريني قصاد خطيبتي
انت اللي صغرت نفسك مش أنا وانا مش بتخلي عنك انا بلحق اللي فاضل فيك يا وائل حرام تعيش كده حرام تستحل مال أخوك وحرام اساعدك علي كده تاني أنا ضميري مش بينيمني ودلوقت تعبانة أكتر بعد ما عرفت انك كنت بتخدعني أنا مش هسامح نفسي ابدا علي اللي عملته بسبب حبي ليك وانت ربنا يسامحك ويهديك 
وتركته واندست بغرفتها ليبدأ نحيبها وجلد ضميرها القاسې وهي تتذكر ما فعلته ېقتلها الخجل والحزن وتدعوا الله أن يغفر لها وتعود علاقتها بحبيبها يونس كما كانت 
اتفضل حاجتك كلها أهي ومعطلكش 
نظر لمصوغات شبكتها بذهول وهو يغمغم ايه ده يا شادية بترجعي شبكتي ليه كل ده عشان امي اتعصبت عليكي شوية في التليفون وطلبت الغويشة منك
طب ومالوا ما حماتك وزي امك برضو 
هدرت بعاصفة ڠضب جري ايه يا وائل انت ماسمعتش امك كلمتني ازاي أنا تقولي اجي اشرشحك كأني حرامية أنا صرصارة

ياشوشو كانت متضايقة مني وفشت زعلها فيكي اتحملي عشان خاطري وبكره اعوضك الغويشة بأحسن منها لما نتجوز 
صاحت بتهكم نتجوز! ماكانش يتعز يا وائل كان في وخلص ياروحي 
يعني ايه الكلام ده!
يعني انا مش هتجوز واحد امه هزأته قصادي واتحكمت فيه زي العيال انا لما اتجوز اتجوز راجل مش 
أخرسها بصڤعة قوية وهو يهتف بغل دلوقت بتقولي عليا مش راجل بس لما كنتي تطلبي طلباتك اللي مابتخلصش كنت وقتها حبيبك وسيد الرجالة صح 
أخص عليكي طلعتي مش بنت أصول وانا اللي مايشرفنيش اتجوزك يا شادية وأقسم بالله هاخد ست ستك لأن المرة دي هعرف اختار كويس سلام يا صرصارة 
حدجته پحقد وهي تتحسس موضع صڤعته ثم بصقت خلفه وهي تهمهم بسخط في ستين داهية تاخدك إلهي تنشل في ايدك يابعيد 
ده غلطك من الأول يا صاحبي 
قال بحنق بقولك ايه يا مسعد مش ناقصك
يا وائل انا مش بأنبك بس اللي حصل ده في مصلحتك البت شادية دي ماكانتش كويس ولا داخلة تعمر بيت مغرورة وراسمة نفسها علي الفاضي ده ربنا بيحبك انك خلصت منها 
قال بحزن بس امي ڠضبت عليا يا مسعد وأخويا يونس زعلان مني اوي 
وجاتلك فرصة من دهب تصلح ده كله
ازاي
روح لأمك ارمي في حجرها الشبكة الدهب اللي رجعتلك وقولها حقك عليا ياما انا كنت غلطان والدهب كله اهو مش بس الغويشة اتصرفي فيه زي ما يعجبك واختاريلي العروسة المناسبة وانا مش هقول لأ بس ارضي عني وقتها هتفرح انك سبت خطيبتك لأن هي من البداية مش حاباها 
غمغم بشك تفتكر بس حكاية انها تشوفلي عروسة نقاوتها دي 
مالها ما انت اختارت يافالح وشوفت نقاوتك سيب امك تختار مهما كان ليها نظرة وهتجيبلك بنت حلال زي اخواتك 
طب ويونس
نفس القصة روح استسمحه واعتذر وقوله انك هتعتمد علي نفسك بعد كده صدقني امك واخوك مش هيهون عليهم يخاصموك كتير قلت ايه
هقول ايه مافيش قدامي طريقة تانية ادعيلي يامسعد 
ربنا ينور بصيرتك يا وائل واسمعها نصيحة مني ياصاحبي سيبك من شوية العاطلين اللي انت ملموم عليهم وركز في حياتك انت اخوك يونس بني البيت وكل واحد فيكم لقي شقة يوضبها ويسكن بدون إيجار كتر خيره لحد كده وضب شقتك وهات عفشك بشقاك والله هتحس بقيمة نفسك وقتها 
ابتسم ورمقه بامتنان أظاهر اني حتي اصحابي اختارتهم غلط ازاي ماكنتش قريب منك من زمان يا مسعد
كله بمعاد يلا روح بيتك واعمل اللي قولته وربنا يصلح الحال 
طرق بابها ودلف ناكس الرأس 
ما أن رآته حتى أعرضت عنه بناظريها فتقدم جاثيا أمامها ووضع علبة المصوغات قائلا سامحيني ياما انا غلطان والشبكة اهي رجعتها وفسخت خطوبتي مع شادية 
ثم بتردد وواصل لأ مش هكدب تاني بصراحة هي اللي فسخت الخطوبة وقالتلي معطلكش 
بنت ال هي كانت تطول ضفرك طب وديني لاروح ابهدلها هي وأهلها 
ابتسم لحميتها لأجله وقبل كفيها وقال تعيشي ياما والله انا الكسبان فعلا ماكنتش داخلة تعمر بيتي انسيها ياما ومن هنا ورايح مش هزعلك انتي واخويا تاني والله والشبكة اهي عايزة ترجعيها كلها ليونس موافق أنا هشتغل ومش هعتمد غير علي نفسي بعد كده والعروسة اختاريها انتي 
ابتسمت وجذبته لصدرها بحنان ربنا يهديك يا وائل وتبقي أحسن الناس كلها وبكره أجوزك تاج راسها 
يعني رضيتي عني 
أنا
عمري ما اغضب عليك ابدا ياغالي بس لازم تراضي اخوك كمان 
من غير ما تقولي والله كنت ناويها 
تنهدت ثم أعتراها الحزن ثانيا وهي تهمس بخفوت ياريته يرضي عني انا كمان 
وهو زعلان منك ليه منا خلاص مش هطلب منه فلوس تاني ايه علاقتك انتي
نظرت له بصمت وقالت
كل
تم نسخ الرابط