حكاية الأرملة وطفلها اليتيم
سلسلة حبكتها تصاريف القدر لتنقذ الأمير وتعيده ملكا على بلاده ..
آنذاك .. سجد الأمير شكرا لله على حسن تدبيره ثم أركب فريال وطفلها ومعهم العنزة كذلك في القارب وقام بقيادته عائدا الى مملكته ..
وهناك كانت تقام مراسيم عزاء ملكية قد أمر بها ابن العم بمناسبة انتهاء اجل الأمير حيث أعلن ابن العم أمام الشعب وبدموع جارية أن الأمير قد انتهى اجله غرقا في البحر وأنه قد شهد انتهاء حتفه..
ابن العم تدايق بكلماته واصفر لونه وكأنه قد شاهد شبحا ..
الأمير أصدر أمره باعتقال
ابن عمه ولي عهده پتهمة التآمر فغمرت السعادة جموع الجماهير بعودة الأمير سالما وتسلمه سدة الحكم ..
بكت فريال في ذلك اليوم كثيرا ووافقت على عرض الأمير لكنها اشترطت عليه أن يظهر براءتها ..الأمير استدعى فورا نوار وشقيقها وكذلك الغلام الأبكم الذي كان قابعا في السچن من غير حتى أن تؤخذ بشهادته .. حيث قام الغلام وعن طريق لغة الإشارات بشرح ما جرى عليه وكيف أن نوار وشقيقها قد استدعياه الى غرفة فريال
أي أن كلمة فريال والغلام ضد كلمة نوار وشقيقها .. ولابد من أجل إثبات أن يرى الشهود المواقعة عيانا حتى يحكم ضد المتهمين ..
القاضي لم يجد جوابا فدخل في ضائقة شديدة وهنا اقتربت من المحكمة المنعقدة إمرأة من
الصياد زوج المرأة كان حاضرا فلما شاهد زوجته مع فريال ه فركض أمام فريال وسألها العفو والسماح على ما بدر منه تجاهها وتجاه صغيرها ..
القبطان كان أحد القلائل الذين نجو من الڠرق وكان كل همه هي الخطيئة فقد أخذت تلك الواقعة تأكل بعقله حتى شاهد اليوم فريال حية ترزق فحمد الله على نجاتها وتقدم لطلب المغفرة ..
بعد أن شهد القاضي تسامح فريال وعفوها طمع هو الآخر بمغفرتها فانظم للإثنان وأصبح ثالثهما في استجداء كريم عفوها
الذي لا مثيل له ..
ابتسمت فريال الطيبة وشملت القاضي
برداء سماحتها كذلك هنا وثب أخو نوار والتحق بالتائبين
ما تفعل أ
أجاب بل ما كنت أعقل من هذه اللحظة ... كفاك مماطلة يا أختاه واستغفري ربك واطلبي السماح من تلك الفتاة التي ظلمناها لكن ربها انتصر لها وجعلها فوقنا جميعا سواء شئنا أم أبينا ..
حينها .. اضطرت نوار مرغمة الى أن تداهن وتخفض رأسها لضرتها فريال ..
لكن فريال رفعت لها رأسها بيديها الكريمتين بل لتظهر لها أنها ليست من تلك الطينة ولا يمكن أن تكون هكذا طباعها
هنا كانت نوار باكية بدموع صادقة وطلبت السماح حقا وحقيقة من فريال عسى أن تغسل دموعها جزءا من آثامها ..
تقدم الأمير وهمس لفريال أنه كيف طاوعها قلبها أن تسامح هذه النماذج
فأجابت أخبرتك سابقا ما هم إلا حلقات ضمن سلسلة الأحداث التي قادتني إليك يا حبيبي ..
فلولاهم لما تعرفت عليك ولما كنت سأصبح زوجتك فلو عاقبتهم فكأني أعاقب القدر الإلهي الذي دلني عليك ..
لذا سأكتفي بالعفو عنهم عسى أن يعفو ربي عني يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
قال الأمير ما أعظم قلبك يا فريال .. وما أسعدني بك يا حبيبتي .. وسأسجد لله تعالى في كل صباح سجدة شكر لأنه وفقني لتكوني ملكتي التي تجلس بجانبي على العرش ..
بعد انصراف فريال الټفت الأمير الى الرجال الأربعة وقال
أرأيتم .. هذه هي الفتاة
هكذا يكون بياض قلبها ونقاء ثوبها ..
لحسن حظكم أنها سامحتكم لكني لن أفعل حيث سأبقي العيون عليكم ..
انصرفوا الآن .. وإذا عدتم لمثلها فستكون ردة الفعل أشد انصرف الرجال ولم يعودوا لمثلها أبدا ..
النهاية.......