حكاية جوري شاهين بقلم مريم محمد
المحتويات
مرت به منذ وصولها لبلدتها و حتى عودتها السريعة صمتت كلتاهما يفكران كيف تحصل هاله على وظيفة حتى تدفع تكاليف العلاج لوالدتها .. و كانت عاليا هي اول من بدأ في الحديث
عاليا لقيتها !!!!!
هاله ها قولي بسرعة
عاليا انتي تقدمي في أي مكتب ترجمة
هاله تضحك بحزن بقولك عايزة جنيه في الشهر غسيل كلى و حقن بس ده غير باقي الحاجات
هاله عقبال ما اعمل الاجراءات تكون ماما راحت مني
عاليا بعد الشړ عليها
هاله بقولك ايه تعرفي تجيبيلي الجرايد من أي حد هنا
عاليا بس كده حالا هروح اوضة مي و مروة و ارجعلك هوا
عادت عاليا و معاها بعض الصحف والمجلات و جلس كلا من هاله و عاليا يبحثان عن وظيفة مناسبة
هاله انا لسة متخرجتش و كمان المرتب هيكون كام 500 1000 ميعملوش حاجه
عاليا طيب ايه رأيك سكرتيرة في شركة
هاله والمحاضرات بتاعت الصبح
عاليا طيب استني هدور تاني
كانت هاله تتصفح مجلة و لفت نظرها اعلان قصير مكتوب باللغة الانجليزية
مطلوب فتاة لمرافقة سيدة كفيفة و الراتب مغري جدا
هاله هو ده
عاليا وريني كده
قرأت عاليا الاعلان و قالت
عاليا بس يا هاله يمكن يكون ناس مش كويسين و لا حاجة
هاله عندك حل تاني انا هروح بكره الصبح عالعنوان و ربنا يستر
عاليا طيب ندور على حاجه تانيه في شركة ولا مجلة
هاله وهي حزينة و خائڤة و هو مرض أمي هيستنى
هاله مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
عاليا وهي صديقتها متقوليش كده يا هاله ده احنا أخوات
نامت عاليا بينما ظلت هاله تنظر من النافذه و هي تفكر ما الذي تخفيه لها الأيام
يا ترى ايه اللي هيحصل
استيقظت هاله من نومها المتقطع و بعد أن أقامت صلاتها أيقظت عاليا برفق
هاله عاليا .. يلا عشان ننزل
هاله معلش عايزه ألحق أوصل عشان أكون أول واحده تتقدم للوظيفة
عاليا طيب حاضر هقوم ألبس
ارتدت هاله قميضا طويلا أبيض اللون و بنطالها الجينز و حقيبتها الوحيدة و حذاء بسيط أبيض اللون و جمعت شعرها للخلف و ظلت تدعو الله ان يوفقها لما يحب و يرضى انتهت عاليا من ارتداء ملابسها و انطلقتا الصديقتان في طريقهما للعنوان الذي يقع في حي الزمالك الهادئ و عندما وصلا للعنوان وجدا نفسيهما أمام قصرا كبيرا و فخما و كأنه قصر لأمير في حكايات ألف ليلة وليلة نظرت الفتاتان احداهما للأخرى بقلق ثم ابتسمت عاليا قائلة
هاله يعني شوفتيني خدت الوظيفة!!!!
عاليا متقلقيش ان شاء الله هتكون الوظيفة ده من نصيبك
هاله يااااااااااااا رب
دخلت هاله وهي ترتعش و معها عاليا الى حديقة القصر الممتلئة بالزهور الملونة و أشجار الفواكه و كلما أقتربتا من باب القصر الضخم كلما زادت رائحة زهور الياسمين التي تنتشر حول الباب في شكلها الرقيق و الجميل وقفت هاله أمام الباب و هي تشعر بالخۏف فاحست بها صديقتها و قامت بطرق الجرس و بعد مرور دقيقتان مرتا على هاله كأنهما يومان فتح الباب لتجد هاله نفسها تنظر لعينين عميقتين سوداوتين و لم تستطع هاله أن تنزل عينيها بل ظلت تحدق في ذلك الشاب الضخم الذي يقف أمامهما و عيناه التي سببت لهاله خوفا لا تعرف سببه . قاطع الشاب ذلك الصمت المطبق
الشاب أي خدمة
عاليا و هي تهز يد هاله السلام عليكم احنا جايين عشان اعلان الوظيفة اللي في
المجلة ده
نظر الشاب الى المجلة في يد عاليا ثم قال أيوة .. بس الوظيفة لبنت واحده مش اتنين
عاليا ايوه ما صاحبتي هاله هي اللي عايزه الوظيفة
نقل الشاب عيناه من عاليا الى هاله ثم قال ساخرا هي صاحبتك مش بتعرف تتكلم
شعرت هاله بأنه يسخر منها فأجابت پحده دون ان تقصد أنا بعرف أتكلم على فكرة
الشاب و هو ينظر اليها بطريقة غامضة طيب اتفضلوا ادخلوا
دخل الشاب الى القصر و تبعه كلا من هاله وعاليا و هما ينظران الى الجدران العالية الممتلئة باللوحات الثمينة و التحف التي تملأ القاعة الكبرى و طاولة الطعام التي تحوي ما يقر من اثنى عشر كرسي و الستائر التي تنسدل مغطية النوافذ العالية و أفاقتا من ذهولهما على صوت الشاب
الشاب أتفضلوا استريحوا هنا
و أشار الى صالونا فخما مطلي بالذهب و جلس و أشار لهما بالجلوس ثم قال
الشاب أعرفكم بنفسي باسل العايدي و البنت المطلوبة للوظيفة هتكون مرافقة لوالدتي كاريمان هانم
هاله ممكن اعرف ايه الشروط المطلوبة عشان الوظيفة
باسل و هو يتفحصها بعينيه اهم
حاجه تكون هاديه و متعلمة و تكون صبورة
هاله حضرتك انا اسمي هاله ابراهيم بدرس في آخر سنة كلية آداب English
باسل ممكن اعرف ليه عايزه تشتغلي و انتي بتدرسي
هاله ظروف خاصة
اكتفت
متابعة القراءة