روايه شهد بقلم منه فوزي

موقع أيام نيوز

جسدها مشغولة بجو.. و ما حدث معه..
كانت تبحث عن الطريقة الاسرع في الذهاب اليه..
استطرد سليم يوم اما هربتي منه كنت فرحان قوي.. وشمتان فيه.. مع اني كنت بدور عليكي معاهم ..زيي زيهم.. بس في قلبي كنت مزأطط.. كنت نفسي الاقيكي و مقولش علي مكانك لحد.. ابقي انا بس اللي عارفه.. صبرت و استنيت ده يحصل.. لحد ما عرفت ان واحد ضربه پالنار و اشتراكي!! بقي بعد كل الصبر ده و يوم ما ربنا ياخد عدوي و يخلصني منه الاقيكي مع و احد تاني! لأ و ايه.. عاجبك و خاېفة عليه! بس بقي لعلمك انا المرة دي مش هسكت.. خلاص وقت السكوت انتهي.. انا ليا حق فيكي اكتر من اي حد.. انا الاولي بيكي من اي حد!!
كانت حدته في الكلام تتصاعد و انفعاله يزيد.. حتي بدي انه ينهرها في اخر جملتين في حديثه قبل ان يقترب منها.. شعرت شهد بالټهديد.. فهي الان مقيدة امام شخص امضي يوما عصيبا جدا و نفسيته مدمرة و غالبا سيصب جام غضبه عليها.. كان منفعلا بشدة..
ولكنه فاجأءها للمرة التالية.. لم يكن جام غضبه الذي انصب عليها..
بل مشاعره.. مشاعره المكبوتة منذ اعوام مضت.. بعد ان امضي كل ذاك الوقت ينظر اليها عن بعد و يتحمل الشوق و الغيرة.. هاهي امامه بدون اي عوائق..عوائقه انتهت.. الاول ماټ و الثاني في طريقه ليحلق بالاول.. ناهيك عن انها مقيدة..
تراجعت شهد بجسدها وهي تقول سليم! انت اتهبلت في عقلك!
صاحت شهد بسعادة جو!!
رفعت عينها اليه و قالت بلاش الوش ده.. انا مش ناقصة ړعب..
ربت علي رأسها و داعب خصلات شعرها و قال باقتضاب يلا من هنا..
سارا مع الرجال الي سيارة تخص عمر وعمر يقف قربها ويقول يلا يا جماعة عايزين نمشي من هنا..حمد الله علي سلامتكوا
فتح جو الباب اليمين الخلفي للسيارة وقام بادخال شهد .. وهم ليدور حول السيارة ليركب بجوار كرسي القائد..حيث ان احد رجال عمر سيقود..
ولكن فجأة خرج من داخل المخزن بعض الرجال المسلت حين يقودهم فاروق..
اشار فاروق علي جو وصاح برجاله هاتوه .. ده من رجالة الخواجة
تحفذ رجال عمر لحماية جو وشهد بينما قفز جو بسرعة في كرسي القائد و ادار

السيارة وانطلق و سط صيحات عمر اطلع بالعربية يا جو... اهرب يا جو
طار جو بالسيارة علي ذلك الطريق الترابي.. كانوا في منطقة نائية علي تل عال..والطريق ضيق و وعر ومليء بالرمال..
ما كان من فاروق و رجاله الا ان ركبا سيارتهم ذات الدفع الرباعي 4x4 وانطلقوا خلف جو.. فكذلك فعل عمر وبعض و رجاله بسيارتهم الاخري في محاولة لانقاذ جو و شهد..
كانت مطاردة صعبة..
قفد كان فاروق يتميز عنهما بالسيارة المتمكنة من الطريق الوعر..
وكان جو يتجاوز المنحنيات الخطېرة بصعوبة.. فمن ناحية لديه التل الترابي و من ناحية اخري لديه حافة الهاوية.. اقتربت من سيارتهم سيارة فاروق.. كان يتعمد الاصطدام بهما ليخل بتوازن السيارة..
فتصرخ شهد مع كل اصطدام و انحراف لسيارتهما.. بينما يتشبث جو بقوة علي المقود للسيطرة..
كان عمر يتابع امامه الامر و يحاول اللحاق بهم و التدخل وبدروه يتفادي الانحراف مع المنحنيات الحادة..
كان مركزا بصره علي سيارة جو وما يحدث لها من اعتداءات من سيارة فاروق..
وفجأة..
رأي بعنيه امرا خطېرا.. لقد انحرفت سيارة جو اثر صدمة من فاروق..وخرجت عن الطريق.. لقد رأها تتجه بسرعة نحوة الحافة .. بالفعل كسرت الحاجز الجانبي للطريق و خرجت عنه..وانزلقت لاسفل بسرعة رهيبة.. اوقف سيارته و نزل مع رجاله وقبل ان يصلوا للحافة .. اعادهم الانفجار للخلف...
جروا مسرعين نحو الحافة ..ليجده السيارة التي بها جو و شهد بالاسفل محترقة تماما و اللهيب يتصاعد حتي ويكاد يصل اليهم بالاعلي..
وقف مذهولا لا يدري ماذا عليه ان يفعل.. بينما انطلقت سيارة فاروق و منها انطلقت ضحكة عالية ساخرة..
ركب سيارته مع رجاله مسرعا فحاډث مثل هذا الان يسجذب كل عناصر الش رط ة.. صار عليهم الرحيل
الح وادث و الم وت امرا غير غريب علي عمر و لكنه قاد وهو مذهولا..
نهاية مؤلمة مأس وية لهما..
علي الاقل كانا معا و لم يفترقا..
ما فائدة ان يعيش المرء مفترقا عن حبيبه..
كيف سيخبر حنان بالامر!..
ستنهار..

كانت حنان في بيتها الفخم مرتدية فستانا اسود انيق وجلست بعين ذابلة تبكي .. كان البيت مليء بالعديد من اصدقاء جو .. كلهم اتوا ليعزوها.. فهو لم يكن لديه اهل سواها.. كان حمادة حاضرا يجلس في صمت ومطرقا رأسه وقد بدا عليه الحزن الشديد.. كانت ايضا سمر صديقة شهد تجلس و تبكي بكاءا حارقا.. وكل صديقاتها وزميلاتها بمركز التجميل حضرن و بكين..
سألت احداهن والحاډثة دي حصلت ازاي
حنان باكية العربية وقعت من علي طريق التل واڼفجرت.. متبقاش منهم حاجة ڼدفنها.. اه ه ه يا حبايبي ا ه ه 
واكملت بكائها..
ثم فوجئت بفتاة طويلة بدا عليها الذهول بشعر طويل غير مهندم و عيون باكية و معها بضع فتيات اخريات يدخلن الي البيت.. كان احداهن تسحب تلك الفتاة الطويلة.. بدا عليها انها في حالة غير طبيعة..
قالت سمر لحنان بصوت خفيض موضحة دول رقاصات المحل.. اصحاب جو وكانوا زمايل شهد
جلست الفتاة الطويلة قرب حنان و تأملتها ثم سألت و الذهول لم يفارق وجهها انتي اخته
حنان ايوة .. اخته الكبيرة
انهمرت دموع الفتاة و قالت انا زوزو.. حبيبته.. كنا بنحب بعض!
ادركت حنان من تكون حين ذكرت اسمها..
قالت زوزو و هي في حالة مذرية من الحزن و عدم التصديق انا اللي مۏته.. انا السبب!
نظرت اليها حنان باهتمام وعقدت حاجبيها بينما انتبه لها جميع الحضور..
قالت زوزو وهي غير مدركة تماما الي الجمع المستمع و كانها تهذي انا اللي سخنت الخواجة عليه .. انا اللي قلتله كلام كڈب عليه.. كنت فاكراه هيديله درس.. هيمشيه.. اي حاجة غير انهم ېموتوه.. انا السبب.. انا اللي قټلته
حنان بهدوء مش الخواجة اللي مۏته يا زوزو..ده نصيب وقدر
زوزو وكانها لم تسمعانا اسفة يا جو... سامعني انا اسفة..
نظرت حنان الي الفتاة التي كانت تسحب زوزو مستفهمة.
فهمست الفتاة كبدي يا بنتي.. دي دماغها لسعت من ساعة ما عرفت باللي حصل.. اهي علي كده من ساعتها.. تعد تهذي كده مع نفسها.. وساعات كانها بتكلم جو الله يرحمه.. وساعات تعد ساكته متنحة في ولا حاجة.. و النبي انا خاېفة تعمل في نفسها حاجة.. دي اټجننت خالص وسايبة شغلها و حالها.. ربنا يلطف بيها
ربتت حنان علي ظهر زوزو .. لقد اشفقت عليها.. برغم كل ما فعلت

من امور حقېرة و خبيثة الا ان منظرها الان مثير للشفقة حقا.. لقد احبت جو لدرجة القټل.. وهاهي تفقد عقلها بعد ان ټحطم قلبها.. مسكينة..
اخذتها الفتيات و خرجن بعد مدة ليست طويلة.. بينما مازالت هي تحدث جو ز كأنه موجدا بينهم..
اقترب عمر من مجلس حنان و اشار اليها لكي تأتي اليه..
عمر هامسامش عايزة حاجة انا هتكل انا بقي.. 
هزت حنان رأسها نفيا في حزن..
عمرهكلمك باليل اوي لما اروح..
حنان باقتضابلأ هنام بدري..
عمرعاقدا حاجبيه خلاص.. بلاش بقي اخدك معايا بكره..
اتسعت عينا حنان خوفا ان ينفذ ما قال وقالتهستني مكالمتك..
عمر غاضبا ناس متجيش غير بالټهديد صحيح!..
حياها و خرج..
تنهدت بعمق وهي تتابعه يخرج..ثم عادت لمجلسها و نظرت حولها لمجلس العزاء.. والتقت عينيها بعيني حمادة...
ثم انهمرت دموعها..
الفصل العشرون والاخير. 
استلقت مني احمد محمود حسبما هو مذكور في اثبات الشخصية..علي اريكة مريحة وسط الحديقة تتأمل السماء فوق تلك البقعة من بقاع الارض التي تسمي الصعيد.. و التي يملكها زوجها السيدعبد الله محمود سالم.. ابتسمت وهي تعود بذاكرتها للوراء قليلا..
تري ذلك الشاب المرح صغير السن يقترب منها و يقول مداعبا عبارة غزل اواثنان فينهره زوجها حتي و هو يعلم انه يمزح ثم يسلم لهما ظرفا ويقول بمرحه المعتادشغل و لا الموساد نفسه يعرف يكشفه.. عمايل اديا و حياة عنيا.. فيتفح زوجها الظرف و ينظر الي محتواه و يقول ايه يا واد الشطارة دي.. فيقول الشاب كده ممكن تسافروا.. تتجوزا .. تعملوا اي حاجة..
فيربت زوجها علي كتفه في امتنان..
ولكنها تعود وتتذكر ان الامور لم تسر وفق ما خطط لها .
برغم الجهد الذي بذل.. فهي تتذكر اكثر من مرة قفزهما للخارج من النافذة الخلفية لذلك المبني.. الذي الحاړقة حاملين اوراقا لا معني لها اعدها لهما صديقهما الشاب المرح.. فقط ليدخلا المبني ويخرجوا من البوابة الخلفية له بعيدا عن الانظار .. ضحكت و هي تتذكر كيف كانا يقفزان و يتجنبا رؤية امن المكان لهما.. كانت مغامرات مضحكة حقا.. كله من اجل ان يظن من يراقبهم انهم علي وشك السفر..
لقد نجحا في خداع الكل ..بالفعل ظن الجميع انهم مسافران.. ولكن لم تكتمل الخطة كما ارادا..
شهد
كان هذا صوت زوجها ينادي من داخل البيت البسيط ..
منيايوة يا جو.
عبد الله بتعملي ايه عندك
مني مأنتخة علي الكنبة في الجنينة.. تعالي انتخ معايا..
عبد اللهجاي..
كانت حقا احداثا درامية ..تليق بفيلم اكشن..
ولكن الجزء الرومنسي كان له دورا..
اتسعت ابتسامتها و هي تتذكر تلك اللحظة و التي ستظل تتذكرها الي الابد..
كان الموقف مرعبا بصورة بشعة...ذلك البغيض فاروق مصرا علي ان يصدمهم بالسيارة الكبيرة.. افلتا من السقوط اكثر من مرة بمعجزة.. الي ان قال جو فجأة مش هنقدر نكمل الطريق كده.. عربيته اجمد و اسرع! ھيموتنا..
شهد طب ايه
جو هننط!
شهد مصعوقة ازاي
جو مركزا نظره اليها في مراة السيارة ليتأكد انها تفهم لما اقولك نطي افتحي الباب و نطي.. وحطي ايدك علي راسك ولفي جسمك مع الحركة 
كانت تثق به و لكن هل تثق الي درجة اتباعه في الجنون.. لو لم تكن تلك التهلكة فماذا تكون
بالفعل انتهز جو اول اصطدام اخر وانحرف بالسيارة نحو الحاجز الجانبي ثم صاح نطي! وقفز معها..
قفزت هي بعده لتجد نفسها تسقط في الرمال الموجودة بعد الحاجز و تتدحرج مثله قليلا لاسفل..بينما السيارة هوت لاسفل ثم ..بووووم الانفجار..
اقترب منها جو و ابقي رأسها منخفضا.. حتي يتختفيا عن الانظرا ..راقابا السيارة تحترق وهم متوارين لربما كان احدا مارا و يلقي نظرة.. كان الطريق مهجورا و نادرا ما يمر به احدا.. ولكن الحرص واجب.. بعد ان اطمأنا الي ان احدا لا يتابع.. تسلقا صعودا و لكن من مكان ابعد قليلا من الحاډث .. وما ان وصلا للطريق حتي نفضا الرمال عنهما و سارا مبتعدين.. يده تعانق يدها و علي وجهيهما ابتسامة لا مكان لها علي فمان للتو نجا صاحبيهما من المۏت المحقق..
نظر اليها و قال مبتسما البقية في حياتك..
لم تفهم. سألت في مين
فقال في شهد و يوسف.. من دلوقتي عايزك تنسي كل حاجة حصلت قبل اللحظة
تم نسخ الرابط