حكاية فارس كاملة
المحتويات
تكون الدنيا كلها شارعهم بقلوب أهله الطيبة ما هؤلاء البشر الذى تعامل معهم وكيف ينتمون إلى فئة البشر ...أليسوا أقرب إلى مصاصين الډماء الذين رآهم كثيرا فى الأفلام لا بل مصاصين الډماء لايقتلون بهذه البشاعة التى رآها أنما هى عضة نتيجة لاحتياجهم للدماء ..أما هؤلاء فهم يشوهون وېقتلون ويعذبون لا لشىء الا للمتعة الا للضحك على صرخات وأنين المعذبين لا لشىء الا للقتل ..لالشىء الا لكره الكرامة ومن ينادون بها ..أى بلد هذه التى لا نحيا بها كراما ..
شوفى يا مهرة فى أيه فى الشارع أيه الزيطة دى
تناولت مهرة أسدال الصلاة وارتدته بسرعة وخرجت إلى الشرفة ..أتسعت عيناها وهى تنظر إلى عمرو وأهل شارعهم مجتمعين حوله مهنئين له فى جلبة شديدة فرحين به وبعودته سالما ..بحثت بعينيها سريعا بين الوجوه وقد خفق قلبها بشدة تبحث بين العيون والوجوه لاشىء ..لم يعد .. أنهمر دمعها رغما عنها ومسحته بيديها وهى تجيب نداء أم فارس وتقول بصوت متقطع
انهمرت دموعها مرة أخرى وهى تتمتم
رجع لوحده
هرولت أم فارس إلى الشرفة بلهفة بحثت هى أيضا عن ولدها بين الناس فلم تجده خرجت من الشرفة متوجهة إلى باب الشقه مسرعة .. لحقتها مهرة وهى تتشبث بذراعها هاتفة
أستنى يا ماما هتنزلى كده ازاى ..أنت بهدوم البيت
نظرت أم فارس لملابسها وهى تضع يدها على شعرها لاتعلم ماذا تفعل وكأنها مسلوبة الأرادة ..لم تنتظر مهرة كثيرا أندفعت للداخل وأحضرت لها عباءة الخروج وحجاب .. أرتدتهم بسرعة وهى واقفة على باب الشقة ولسانها يلهج بفزع
ألبستها مهرة حذائها سريعا والتقطت مفتاح الشقة ونزلا سويا يهرولا إلى حيث عمرو .
لم تستطع عزة أن تنتظر كثيرا وهى تراه من النافذة أندفعت تفتح باب الشقة لمقابلته لا تعلم كيف كانت تقفز درجات السلم ... كان قد سبقها وصعد السلم بقفزات أسرع وأوسع منها .. وأخيرا التقيا ... تعانقا .. تعانقا بقوة واندفاع كل منهما رمى بجسده باتجاه الآخر .. البكاء هو سيد الموقف .. أسرعت أم عزة تتصل بعبير وتخبرها بالأمر دخلا شقتها بين والدها ووالدتها التى هتفت
جوهو ينظر إليهم بشوق قائلا
الله يسلمكم ..
كان الباب مفتوحا ولم هناك مجالا لطرقه أندفع والده ووالدته وأخيه محمود نحوه يقبلانه ويعانقانه من بين دموعهما ثم تركوا المجال لأخيه ليعانقه بلهفة وشوق لصدر أخيه الأكبر الذى طالما استمع إليه وأرشده فى طريقه .. دخلت أم فارس بعدهم مباشرة وفى أعاقبها مهرة .. أطمئنت أم فارس عليه ونظرت له متسائلة وهى تخشى السؤال عن أبنها حتى لا يأتيها خبر مفجع ... ولكن مهرة لم تنتظر كثيرا فهى على يقين أنه بخير لو كان حدث له شىء كانت قد شعرت بذلك .. فقالت بلهفة
أبتسم عمرو والجميع محيط به وهو يقول
الحمد لله كويسين أوى وبيطمنوكوا عليهم
قالت أم فارس بلهفة بعد أن أطمئن قلبها
مخرجوش معاك ليه
هز رأسه نفيا وهو يقول
مش عارف.. مقدرتش اعرف حاجة خالص.. بس اطمنوا طالما انا خرجت يبقى هما كمان هيخرجوا قريب ان شاء الله ..بس هما كويسين والله وباعتين السلام ليكوا كلكوا وبيطمنوكوا
ازاى يابنى بس.. ده الظابط اللى جه خده قعد يقول بتعمل قنبله فى بيتك
طمئنها عمرو قائلا
صدقينى يا طنط والله كويسين ومفيش تهمة متوجهه لحد خالص ..وكل اللى عرفناه ان فى حد
هو اللى شكنا بلاغ ووصى علينا.. بس مين هو.. ده منعرفوش لحد دلوقتى ..بس متقلقوش.. أنا هفضل ورا الموضوع ده مش هسيبوا غير لما
اعرف
قال كلمته والټفت إلى زوجته الجالسة بجواره ومستندة برأسها على ذراعه وقال
أتصلى باختك وطمنيها على جوزها
خرجت أم فارس ومهرة من بيت والد عزة مطرقتان برأسيهما بحزن وأسى لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى المستقبل .
أستندت عبير إلى ظهر سريرها وعينيها تلمع بالدموع ألتفتت إلى الوسادة الخالية بجانبها وإلى الفراغ الذى طالما كان يحتله جسده بجوارها وارتسمت على جانبى شفتاها ابتسامة حزينة وهى تتذكر الرسالة الشفوية التى أرسلها مع عمرو .. وحشتينى أوى وبضمير ... تناولت وسادته وهى تستلقى على جانبها الأيمن واحتضنتها بقوة وهى ترويها بدموعها هامسة
وانت كمان وحشتنى أوى يا بلال
طرقت والدته باب غرفتها فوضعت الوسادة مكانها ومسحت دموعها واتجهت للباب وفتحته وعيونها المعذبة تفضح حزنها ..أخذتها والدته من ذراعها وخرجت بها خارج غرفتها إلى الأريكة التى يعتادون الجلوس عليها أجلستها كالاطفال والتفتت إليها قائلة
عارفة يا عبير أول مرة خدوا بلال فيها .. كنت ھموت من الړعب والخۏف عليه وكانت دماغى كل ثانية تودى وتجيب
متابعة القراءة