حكاية امجد
المحتويات
ترتاح شوية
وافقه الحاضرون فسار بها وهو لا يزال قابضا على يدها حتى وصلا الى غرفتهما وما أن تركها والټفت ليغلق الباب حتى قالت له ضاحكة
اقدر اعرف ايه اللي حصل دا ايه اللي جرا خلاك قمت واتنطرت مرة واحده كدا
تقدم اليها على مهل وهو يجيب بابتسامة ماكرة
عاوزة تعرفي اللي حصل حاضر حالا هعرفك انا ..... لتقاطعه طرقات عالية على الباب جعلته يزفر بضيق في حين ضحكت هبة حتى احمر وجهها اما هو فصړخ پغضب واضعا يديه في وسط خصره
أجاب الصوت وكان ل سميرة من خلف الباب
معلهش يا سي امجد بس سي الاستاذ شوكت هنا وبيقول انه عاوزك ضروري ..
اعتدل امجد في وقفته وأجاب باهتمام
قوليله انى نازل حالا ..
ثم الټفت الى هبة وتقدم منها وهو يقول
معلهش يا قلب امجد هشوف شوكت عاوز ايه وجاي حالا ..
أجابت بقلق وحيرة
خير يا امجد فيه حاجه غريبة ايه اللي خلا أ. شوكت ييجي وما يتصلشي بالتليفون
اكيد حاجة ضرورى في الشغل انت ما تشغليش بالك حبيبتي انا مش هتأخر ...
ثم خرج مسرعا تاركا اياها تفكر قلقة ترى ما سبب مجئ شوكت المفاجيء لهم ...
جلس امجد والجد و يوسف مع شوكت في غرفة المكتب حيث قال شوكت
حضرتك دا اللي انا اتوصلتله بخصوص المهمة اللي حضرتك كلفتني بيها
ثم نظر الى الباقيين وقال موضحا
نظر الجد بتساؤل الى امجد الذي هز برأسه موافقا على كلام شوكت
ايوة يا جدي للأسف سارة جات وحضرتك وماما كنتم فوق و هبة كانت لوحدها هنا في الجنينه
ها يا شوكت .. قولنا ايه اللي عرفتو
أجاب شوكت وهو يخرج ورقة من حقيبة الاوراق الجلدية السوداء الخاصة به
فيه شخص في البيت هنا هو اللي اداها الدعوة بتاعت الفرح وهو بردو اللي سهل لها دخول الفيلا انهارده وخلاها قابلت مدام هبة ..
قال امجد بحدة شديدة
هو ميين
أجاب شوكت وبداخله وبالرغم من خېانة ذلك الشخص الذي يستنكرها فهو يشفق عليه فهو ما إن يقع تحت أنياب أمجد حتى يفتك به دون رحمة
دهش الجالسين ف حسانين هو سائق الاسرة من اكثر من 30 عاما ويعتبر فردا منها انتفض امجد واقفا وهو يقول منفعلا
انت متأكد يا شوكت
هز رأسه شوكت مؤكدا لكلامه وهو يجيب
ايوة طبعا متأكد من المعلومات اللي انا جمعتها ان صابر فني خراطة وللاسف مالوش شغل ومصاحب شوية صنايعية بس كلهم بيكسبو كويس ودايما خناقاته مع والده على الفلوس وحصل ان سارة قدرت تعرف بظروفه فعرضت عليه فلوس مقابل انه يساعدها
سكت امجد قليلا ثم تكلم بهدوء مجيبا
انت مش بتحبيها يا هبة ودايما كانت كل ما تيجي او تشوفيها تزعلى وتتضايقي من وجودها والدكتور مانع عنك اي انفعال نفسي لدرجة انه حظرني انى اضغط عليك علشان تفتكري واسيب الامور تمشي بشكل طبيعي فطبيعي إني أمنع اي فرصة للتواجد بينك وبينها...
نظرت اليه هبة عاقدة جبينها وتساءلت في حيرة
غريبة! وانا ايه اللي كان بيخليني اتضايق منها اووي كدا انا مانكرش انى اول ما شوفتها في فرحنا اتقبضت ولما جاتلى انهارده حسيت نفس الاحساس ودا يأكد لي كلامك اني ما كنتش بطيقها لكن اللى انا عاوزة اعرفه ليييه اييه اللي خلاني احس ناحيتها كدا الا اذا ...
وسكتت ناظرة ليه بشك في حين نظر اليها مستفسرا وقلبه يخبط في صدره من القلق وقال
الا اذا ايه يا هبة
أجابته وهى تنظر في عينيه بتركيز شديد
الا اذا كان ليك دخل في الموضوع! يعني لما ست تتضايق من وجود ست تانية اعتقد انه دا غيرة! وأعتقد بردو يبقى أكيد فيه راجل في النص! وخصوصا اننا مش زملا شغل ولا جيران ولا نعرف بعض من اصله ولا في بينا وبين بعض أي تعامل من أي نوع! الحاجه الوحيده اللي بتربط بيننا هى انت يا امجد ! ودا يرجعنى لنفس السؤال.. في ايه يا امجد ايه اللي انت مخبيه عليا ومش بتقوله صدقنى مهما كان اللي حصل وقولتهولي دلوقتى يمكن اتضايق وازعل بس هقدر انك كنت صريح معايا لكن لو ماقولتليش الحقيقة وعرفتها بعدين.. ساعتها بس هتخسرني فعلا !! وعلشان كدا ارجوك يا امجد تصارحني في ايه لأول مرة اكره احساسي بالعجز وإني فاقدة الذاكرة! صدقني الفترة اللي فاتت دي كلها ولا كان فارق معايا ابدا لانك معايا وانا عرفتك بمشاعري وقلبي فانت كفاية عليا لكن دلوقتى.. انا حاسة بالعجز وفي نفس الوقت بالړعب من اللي انا مش عارفاه! علشان كدا لازم اواجه خۏفي دا ارجوك يا امجد صارحني!
كتم أمجد شتيمة كادت تفلت منه في هذه اللعېنة المسماة سارة لانها السبب في هذا التخبط الذي تعيشه حبيبته وبسببها يرى هذه اللآليء تكاد تنساب من مقلتيها اللتان يعشقهما!
أمسك امجد بكتفيها ونظر الى عينيها الغائمتين بالدموع شعر بنصل سکين حاد يغرز في احشاؤه لدى رؤيته لنظرة التشتت والضياع التي تملأ وجهها الملائكي الذي يعشقه .. نظرة.. من لا حول له ولا قوة ... قربها منه وأراح رأسها على صدره بيد بينما يده الأخرى تمسد شعرها وهمس
صدقيني يا هبة انت اغلى حاجه في حياتي عمري ما هسمح لأي شئ انه يزعلك او يضايقك الموضوع وما فيه انك كنت بتغيري فعلا منها علشان زي ما انت شايفه كدا طريقتها وكلامها فري أوي وحصل اننا اتخانئنا بسبب كدا دي كل الحكاية مش أكتر!..
أبعدت رأسها قليلا عن حضنه الدافيء ونظرت اليه ويديها مرتاحتان على صدره وقالت بتساؤل مقطبة جبينها
اتخانئنا علشان كدا قصدك ان انا كنت من النوع الغيور المتملك ولا قصدك اني كان عندي حق إني ما أطيقهاش وانها فعلا كانت عينها منك وانت اللي عاندت ومارضيتش تسمع كلامي واعتبرتها اهانة لسيادتك إني اقولك تكلم مين وما اتكلمش مين
ف
هتف بدهشة مازحا
ايه دام ين اللي قالك انا فعلا كنت ضد فكرة انك تتحكمى فيا وتقوليلي كلم وما تكلمش..
أجابت بابتسامة خفيفة
امجد انا يمكن اكون فعلا فاقدة الذاكرة بس مش غبية! والفترة اللي فاتت دي أنا عرفتك فيها كويس اووي أو تقدر تقول انى افتكرتك كويس اوووي! واضح كمان انى كنت فاهماك جدا لدرجة لما بنيجي نتناقش دلوقتي وفيه حاجه عاوزة اقولها ومش عارفة رد فعلك عليها هيبقى ايه...ألاقي احساسي يقولى هيعمل كدا او هيقول كدا... والمدهش أن احساسي بيطلع صح! علشان كدا زي ما قلت لك.. يمكن انت الانسان الوحيد اللي فعلا حسيت انى ما نسيتوش حتى بابا! قعدت فترة مستغربة كلمة بابا! لكن انت لما عرفت اننا مرتبطين حسيت ان دا طبيعي وما استغربتكش ولا حاجه !! علشان كدا انا خمنت وتخميني طلع صح انت اللي مارضيتش تصدقنى واعتبرتها غيرة بنات صح
هز برأسه موافقا وأجابها وهو يمسك يديها بين يديه
للاسف صح !! صدقيني انا فعلا شخصية عنيدة وصعبة !! وكنت بهرب من احساسي بيكي واللي كان بيكبر يوم عن يوم وكنت عاوز اثبت لنفسي اني لسه زي ما انا محدش يملا عليا تصرفاتي واللي انا عاوزة اعمله مهما كان اللي قدامى مقتنع او لأ!! وانا من جوايا واثق انه عندك حق حتى لو كانت غيرتك مبالغ فيها او مالهاش اساس لكن المفروض اني انا احترم مشاعرك دي خصوصا وانا ما كنتش بستحمل ألمح اي حد يبص لك بس او يتكلم معاكي علشان كدا بعد الحاډثة الدكتور شدد ان كل ما نفسيتك تكون مرتاحه كل ما رجوع الذاكرة هيكون بطريقة اكتر امان لان اكتر حاجه الدكتور قلقان منها انك تكوني انت اللي مش عاوزة تفتكري !!
سكت قليلا ثم تابع وعينيه تلمعان قائلا برجاء حاار
هبة انا بحبك !! و أووووي كمان.. انا .. انا كنت رافض انى احب حد كدا .. شوفت امي وهى بټموت في اليوم الف مرة بعد ما والدي الله يرحمه اتوفى وأعز اصحابي ماټ قودام عينيا لما حبيبته سابته واتجوزت غيره فقررت اني لا يمكن اسيب قلبي يتحكم فيا بالشكل دا! ولما عجبتيني واتقدمت لك لاقيت انك نوع تاني خاالص مش زي البنات التانية اللي كل همها اللبس وازاي تلفت نظر الناس ليها شدتيني ليكي ببساطتك وتلقائيتك وعفويتك .. صراحتك وعنادك .. شقاوتك وخفة دمك .. جمالك الهادي اللي يدخل القلب على طوول .. عينيكي يا هبة ! آه عينيكي ما تستغربيش .. عينيكي دي قصة تانية خاالص .. ولما لاقيتك بديتي تتهربي مني وترفضي ارتباطنا ساعتها رفضت انك تكونى لحد تاني غيري انت بتاعتي انا وبس وما استنيتش افكر ليه .. غروري صور لي ان امجد علي الدين رجل الاعمال المشهور اللي تتهز له رجاله اكبر منه واغنى لكن لانه معروف بشراسته وقوته محدش بيرضى يعاديه ولا يعانده مش أمجد دا اللي يترفض! لكن انت.. لأ!! انتي رفضتيني وعاندتيني .. وصممت وقلت لا.. انا قررت انى اتجوزها يبقى لازم اتجوزها .. واتضح ان طول الوقت اللي فات دا كان حلاوة روح مش اكترر! قبل ما اعلن استسلامي ليكي .. وبالتحديد بعد الحاډثة لما لاقيت انك ممكن تروحى مني في ثانية فوقت وقلت اومال انا كنت بهرب من ايه اصلا ليه مافرحتش نفسي بحبك ليه هربت منك وخدت عهد على نفسي انه ما في شئ هيزعلك طول ما أنا موجود وان اي حاجه كانت بتزعلك او انا بعملها وبتضايقك لازم أوقفها .. علشان كدا كنت حريص اووي
ان سارة ماتعرفش توصلك .. لاني مش عاوز اي حاجه تضايقك حتى لو انت مش فاكراها .. واللي خاېف منه حصل .. انت فعلا من ساعه ماشوفتيها وانت مش مرتاحه صح
هزت برأسها ايجابا في حين اعتصرها بقوة بين ذراعيه متابعا
انا مقدرش اشوف دموعك يا هبة انت متعرفيش بتعمل فيا ايه ولا النظرة اللي لمحتها دلوقتي في عينيكي دي .. بحس انى زي المشلۏل مش عارف اتصرف ونظرة العجز دي اللي بصيتي لي بيها بتدبحني ارجوكى يا هبة صدقيني واوعي تفكرى انك تسيبيني ابداااااا ..
طوقته هبة بذراعيها في حين انسابت دموعها تغسل وجهها وقالت
انا كمان بحبك يا امجد وأووي
متابعة القراءة