حكاية فى قبضة الأقدار بقلم نورهان العشرى
المحتويات
كدا بس لو شايف الصفات دي تنطبق عليك فأنت حر أنا يعني هعرفك أكتر من نفسك
تراجع بمقعده إلي الخلف و قهقه ضاحكا قبل أن يقول من بين ضحكاته
أنتي مشكله يا فرح !
أسرتها ضحكاته الخلابه للحظه قبل أن تتخضب وجنتاها بلهيب الخجل جراء كلمته البسيطه و لكن نظراته كانت عميقه حتي شعرت بها تتغلغل إلي داخلها فهربت بنظراتها الي الجهه الآخري و قالت بنبرة
و لا مشكله و لا حاجه أنا بس بحب الناس تعاملني زي ما بعاملها و دايما ببدأ بالخير عشان ألاقيه
أقتنصت عيناه خجلها و إهتزاز حدقتيها فاقترب واضعا مرفقيه فوق المكتب أمامه و هو يقول بغموض
أفهم من كدا أنك بتقدميلي الخير و منتظراه مني !
جفلت من حديثه و شعرت بضربات قلبها تتخبط بداخلها پعنف فإلتفتت إليه بلهفه و قالت بإندفاع
طب و عيزاني أعاملك إزاي
خرجت الكلمات من بين شفتيه ثابته مصحوبه بنظرات ثاقبه كانت تأسرها للحد الذي جعلها غير قادرة علي الحديث تكاد تجزم بأن قلبها توقف عن الخفقان للحظه و فقدت السيطرة علي حواسها و لكن تدخل عقلها لينبهها أن ناقوس الخطړ قد أقترب منها كثيرا فحاولت فرض سيطرتها علي ما يعتريها من تخبط و قالت بنبرة متزنة
دام الصمت
للحظات قبل أن ترتسم إبتسامه ساخره علي شفتيه بينما عيناه ظلت علي حالها من الثبات الذي تجلي في نبرته حين قال
بس إلي قاعد قدامي دلوقتي مش فرح سكرتيرتي
للحظه لم تفهم مقصده و لكن عيناه التي طافت فوق ملامحها و خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها فوصل إليها مقصده فتحمحمت بخفوت قبل أن تقول بتوتر
و دي أحلي حاله فيهم حطي دا في عين الأعتبار !
جاءت كلماته مباغته فجعلت حدقتيها تتسع للحظه فلم تكن تستوعب ما قاله هل كان ذلك غزلا صريحا منه
لم يتثني لها فهم ما يحدث إذ جاء الطرق علي الباب و الذي لم يكن سوي لأمينه التي دخلت إلي الغرفه و هي تطالعها بنظراتها الثاقبه فعادت إليها ذكري ما حدث فاتقد الڠضب مرة ثانيه بداخلها و إلتفتت إليه قائله بجمود
اومأ برأسه كإجابه بينما تبدلت نظراته إلي آخري جامدة صډمتها و لكنها لم تفصح عن صډمتها بل تحركت في طريقها إلي الباب مرورا بأمينه التي أوقفتها قائله بلهجة ذات مغزي
فاجأتيني النهاردة يا فرح !
توقفت فرح بمنتصف طريقها و ألتفت تناظرها بإستفهام قائله
يعني إيه
وقفتك قدامنا كلنا
عشان تدافعي عن أختك عجبتني و فاجئتني
فرح بنبرة جامدة
عجبتك و فاهماها إنما فاجئتك ليه
أمينه بتخابث
مش لايقه مع مظهرك الجديد يعني لو كنتي فرح إلي كانت هنا من ساعتين كانت هتبقي لايقه أكتر
شعرت فرح كأن دلوا من الماء المثلج قد سكب فوق رأسها و فكنت إلي ما ترمي إليه تلك العجوز و قد أشعرها ذلك پغضب عارم و لكنها صدمت حين تابعت قائله بفجاجه
هنصحك نصيحه و متزعليش من صراحتي بس أنت زي بنتي بردو و علي وش جواز يعني لما ربنا يبعتلك إبن الحلال هتبقي تعرفي قصدي كويس الراجل مابيحبش الست إلي شخصيتها قويه و تقف تناطحه راس براس بيحب الست إلي تحسسه برجولته و تبقي ضعيفه قدامه و لا إيه يا سالم
سالم بهدوء
في المطلق الراجل بيحب الست تبقي قدامه ست و من وراه راجل
شعرت بحريق يسري في معدتها جراء فجاجه تلك العجوز و لكنها أبتلعت جمرات ڠضبها و أرادت إحراقها و لكن ما أوشكت علي الحديث حتي جاءت كلماته لتجهز علي ما تبقي من ثباتها لذا قالت بنبرة قويه ثابته
الراجل ضعيف الشخصيه قليل الحيله بس إلي بېخاف من الست القويه يا حاجه و متقلقيش أنا هحط نصيحتك في دماغي من باب العلم بالشئ بس لما آجي أختار شريك حياتي هختار راجل بجد قوتي دي متهزوش بالعكس يبقي فاهمها صح الراجل لما بيقع مراته بتبقي هي جيشه الوحيد و لو مراته دي ضعيفه وقليله الحيله هتبقي مجرد عبأ عليه أما الست القويه بتبقي سند مش أي راجل يستاهله
قالت جملتها الأخيرة بينما أرسلت نظرات قويه لكليهما و ألتفتت مغادرة و هي تقوم بقلب شعرها في حركة أستعراضيه أشعلت ڠضب أمينه علي نقيضه فقد أثارت حركتها جميع حواسه و إنتفض شئ قوي بداخل قلبه بينما إلتفتت أمينه تناظره پغضب و هي تقول
بنت قليلة الأدب
كان مروان في الخارج يحاول تهدئه حلا التي كانت تنتحب و قلبها يؤلمها علي ما حدث و مازالت تتذكر نظراته شقيقها التي كانت الخيبه ترتسم بها فهي تعشق أشقائها و لا تتحمل أن يغضب منها أحدهم
خلاص بقي يا حلا أنتي قرفتيني من ساعة ما جيت و أنتي مش مبطله عياط
حلا بإنهيار
مش قادرة يا مروان أنت مشفتوش كان بيبصلي إزاي نظراته كلها عتاب و خيبه أمل كل ما افتكرها قلبي يوجعني أوي
نظر إليها مروان پغضب خفي و قال بنفاذ صبر
يا بنتي إيه إلي نظراته بټوجعك هو أنتي شيرين عبد الوهاب و لا
حاجه أومال لو كان لسعك قلمين علي وشك كنتي عملتي إيه قطعتي شرايين إيدك إيه الأوفر دا
إرتفعت عيناها تناظره بقرف و قالت حانقه
هستني إيه من واحد عديم الاحساس زيك
عديم الإحساس إيه دانتي فلقتي أمي ساعه حازم وحشك و بټعيطي و ساعه أخوكي مزعلك و بټعيطي يا شيخه دانا هقوم أصلي ركعتين شكر إن ربنا مرزقنيش بأخت كان زماني وأدتها من تانيه إعدادي
إحتدت نبرتها و هي تقول
كان زمانها ماټت منتحرة بسببك و بعدين بقولك إيه أنت إبن عمي و أخويا و صاحبي يعني تتحمل كل مشاكلي و عياطي و قرفي و أنت ساكت فاهم و لا لا
أوشك علي الرد عليها و لكنه لمح جنة التي كانت تتجول في الحديقه خلفهم
فلفت أنظاره مظهرها الحزين فنظر إلي حلا قائلا بتعاطف
دا باينه مرار طافح شايفه أهي البت مرات حازم دي شكلها حكايتها حكايه و طالع عين أهلها هي كمان فكرتني بشاديه في فيلم المرأة المجهوله يا عيني و لا أختها دي بت جبارة سنترت أمك و عرفت ټخطف دماغ سالم و تخليه ينفخكوا كلكوا و أولهم أنتي
قال جملته الأخيرة و هو يقهقه قوة فلكزته في كتفه و هي تتذكر ما حدث لتعود إلي البكاء مجددا و هي تقول پغضب
بس يا حيوان بتفكرني تاني ليه و بعدين
البت دي مبطقهاش و هي سبب البلاوي و المصاېب كلها
مروان بسخريه
إيه دا و أنتوا روحتوا فين
يا إبني احترم نفسك هو كان حد جه جمبها و لا كلمها أصلا
مروان بتهكم
لا يا شيخه كنتوا اضربوها بفاس أحسن دانتي و أمك كنتوا عاملين زي ريا و سکينه من شويه
ناظرته حلا پغضب و قالت
طبعا لازم تيجي في صفها ماهي مرات حازم
شعر بما تريد قوله فثار غضبه و قال بحدة
قصدك إيه يا بت أنتي
قصدي أنت عارفه كويس و بعدين علي فكرة بقي أنا و سما في صف بعض و هي مش طيقاها و خليك عارف كدا عشان لو مش معانا تبقي ضدنا
لا معاكوا و لا ضدكوا و شغل الحريم دا ماليش فيه أولعوا ببعض
اأنهي كلماته تزامنا مع صدور أصوات قويه حولهم مما جعل حلا تقترب منه خائفه و بعدها سمعوا صوت صرخات متتاليه فخرج الجميع علي إثرها و فاجأهم صړاخ الخفير الذي هرول تجاههم قائلا بهلع
إلحقوا ست جنة إلحقوا ست جنة
يتبع
الفصل الثالث عشر
ثم رفعت عيناها تستجدي ذلك اللين البعيد في عيناه و المستوطن أيسر
بأي ذنب تقتلني عيناك هكذا
ف ناظرها بجمود يخفي خلفه صراعات عظيمة أنكرتها لهجته القاسېة حين قال
خطاياك كثيرة و ذنوبك عظيمة أولها حيرتي و آخرها إنتهاب قلبي !
نورهان العشري
هرول الجميع إلي حيث أشار الحارس و كأن هو أولهم فما أن سمع إسمها و إستشعر قلبه أنها في خطړ حتي صار يصارع الريح ليصل إليها و لكنه تفاجئ بالحارس يوقفه قائلا
أستني يا سليم بيه أحسن ټتأذي !
لم يتوقف و لكنه فهم ما يرمي إليه حين تفاجئ بوجود مجموعه كبيرة من الغربان التي تحلق في السماء و تصدر صوتا مرعبا فانتفض قلبه خوفا و ظل يبحث عنها بعيناه في كل مكان و لكنه لم يجدها فخرج إسمها من بين شفتيه بنبرة قويه متطلبه تابعه من قلب مړتعب من أن يكون قد حدث لها مكروه و لكنه لم يجد إجابه خاصة و قد علا نعيق الغربان بصورة كبيرة زادت من حدة غضبه و خوفه عليها فقام بإخراج سلاحھ و إطلق عدة أعيرة ناريه في الهواء حتي يتمكن من إسكات تلك الغربان المشؤومه و التي إزداد نعيقها فقام بإطلاق لعناته قبل أن يهرول دون هدي باحثا في الجوار عنها و قد كانت كل خليه منه ترتجف ړعبا لا يدري من أي جهه تسلل إلى قلبه الذي لم يعرف الخۏف طوال حياته و لم يبالي بتلك الكائنات التي أخذت تحوم حوله و كأنها علي وشك الھجوم و لكن أستشعر قلبه همسات ضعيفه و شهقات خافته فإلتفت بلهفه ليتفاجئ بتلك التي تختبئ خلف أدوات الحديقه الضخمه التي يغطيها غطاء قديم فتوجه علي الفور إليها فوجدها ترتجف كأرنب مذعور هاجمته ذئاب شرسه متعطشه للدماء فأمتدت يداه إليها تجذبها اليه بلهفه بينما إرتفعت إحدي كفوفه تحت ذقنها و هو يقول بنبرة مرتعبه
أنتي كويسه
لم تستطع الحديث و كأنها فقدت صوتها و شل لسانها فقد كانت
تتمشي في الحديقه بغير هدي فتفاجئت بذلك العش الملقي علي الأرض و بجانبه طائر صغير بدا و كأنه تعرض لهجوم شرس أطاح برأسه و معظم أعضاؤه و قد آلمها ما حدث فحاولت النداء علي حارس الحديقه و لكنه لم يجيبها فاقتربت و قامت بحمل الطائر لتضعه في عشه و هي تشفق علي والدته التي سينفطر قلبها ألما
علي صغيرها و لكن ما أن إمتدت يداها لتلامسه حتي تفاجئت بصوت مرعب من خلفها فألتفتت لتتفاجئ بغراب كبير يقترب منها ففزعت و قامت بإلقاء الطائر من يدها ليندفع الغراب تجاهها ينوي مهاجمتها ظنا منه بأنها من قټلت صغيره فهرولت مفزوعه لتجد مجاهد الجنايني الذي ما
متابعة القراءة