حكاية فى قبضة الأقدار بقلم نورهان العشرى

موقع أيام نيوز

 


و عيناه تحدجها بنظرات قوية محذرة ثم قال بعنجهية اغضبتها
أنا فعلا ديكتاتور و مبنفذش غير إلى أنا عايزه و دا يعرفك أن كل الهبل إلى بتعمليه دا مش هيغير قراري يبقي بلاش توجعي دماغك و دماغي 
لم يمهلها وقت للرد فقد إلتقمت عيناه تلك السترة التي وجدها علي
المقعد بجانبها فارتاح قليلا كونها لن تخرج بهذا الشكل الذي يثير جنونه لذا قال بفظاظة

البسي عشان هننزل نشتري شويه حاجات !
نعم 
مضطرين لدا أنتي علي الاقل في فرح الليله حد من معارفي و بما إني هنا فلازم أحضر و أنتي هتكوني معايا 
انهي جملته ثم حدجها بنظرة متسلطه و هو يقول 
علي إنك خطيبتي طبعا 
هنا لمع المكر بعيناها و قررت أن تنحي الحديث جانبا و لتهزمه بأفعال ستري إن كان سيتحملها أم لا لذا قالت بهدوء أثار الريبة بداخله 
تمام يالا بينا 
كانت حلا تجلس في تلك الحديقة بمزاج سودوي فقد كانت الليلة الفائته من أصعب الليالي التي مرت عليها
بحياتها فصڤعة شقيقها انطبعت بقلبها و ليس خدها و مازال ألمها عالق للآن بمخيلتها و قد تجلي ذلك بمظهرها المشعث و عيناها التي تظللها هالات سوداء تماما كالتي تحيط بقلب تلك التي تجلس أمامها قائله بتأثر زائف 
صعبان عليا شكلك أوي يا حلا ! القلم لسه معلم علي خدك 
رفعت حلا رأسها تطالعها پغضب اخفته خلف نبره مستفهمه و هي تقول 
قلم ايه الي لسه معلم علي خدي انتي بتخرفي و
لا ايه 
سما بتخابث
القلم الي سليم اداهولك امبارح يا حلا كلنا سمعنا صوته و بعدين انتي مشوفتيش وشك في المراية قبل ما تخرجي و لا إيه 
حلا بحزن انهمر من عيناها علي هيئة قطرات أغرقت وجنتيها فتابعت سما الضړب علي اوتار كبرياءها المهزوم 
بصراحة متوقعتش كل دا يحصل يعني مش كفايه طنط أمينة الي دافعت عنها قدامنا كلنا كمان سليم يضربك عشانها و قبل كدا أبية سالم بردو زعقلك قدامنها بسببها فاضل مين تاني مبهدلكيش بسببها 
ازداد الڠضب بداخلها حتي تشكلت غصة مريرة في حلقها جعلتها عاجزة عن التنفس فهبت من مكانها و انتزعت حقيبتها و هي تقول بعجالة 
ورايا مشوار في الجامعه هخلصه و هاجي علي طول سلام 
هرولت حلا الي سيارتها دون أن تستدعي السائق و قادتها منطلقه الي الخارج فشعرت سما بالڠضب مما فعلته و خفق قلبها ذعرا علي حلا التي لا تعرف عن القيادة الكثير و لم تعد تدري ماذا تفعل لتتفاجئ بصوت محتقر آت من خلفها
مرتاحة دلوقتي 
انتفضت پذعر لتتفاجئ بمروان الذي خرج من العدم و قد ارتسم الإحتقار في عيناه و هو يطالعها الي أن وصل إلي مكانها و قال بأزدراء 
قوليلي يا سما انتي كدا مرتاحه 
حاولت رسم القوة علي ملامحها قبل أن تقول 
و انت مالك و مالي مرتاحة و لا لا 
مروان پغضب دفين 
بصراحة عندي فضول اعرف احساس الإنسان الي بيأذي غيره و بيعمل فتن بين الناس و بعضها ياتري بيبقي مبسوط و لا بيبقي حاسس بأيه 
سما بأندفاع 
أنا مقولتش غير الي حصل و علي فكرة بقي أنا سمعته و هو بيزعقلك في المطبخ عشان قاعد تتكلم مع الست هانم 
مروان بتهكم قاصدا إذلالها
برافو يا سما كمان بتقيتي تعرفي تتصنت عالناس حلو 
اغتاظت من حديثه و إهانته المتعمدة لها و قالت پغضب 
هو دا الي انت شاطر فيه تقعد تتريق عالناس و بس 
مروان بسخرية 
يعني تتريق عالناس احسن ما أوقع بينهم و أأذي اقرب ناس ليا مش دي حلا صاحبتك الي بتعادي مرات اخوها عشان خاطرك إلي مش طايقه جنة في البيت عشان خاطرك مفكرتيش احساسها ايه دلوقتي موجوعة قد ايه بدل ما تهوني عليها يا صاحبتها !
رمقها بنظرات إحتقار حين طال صمتها و إلتف ينوي المغادرة فخرجت الكلمات كالشوك من بين لفائف احبالها الصوتيه لتعبر عن مدى ألمها و هي تقول 
و أنا محدش هون عليا ۏجعي ليه محدش حس پألمي وعذابي ليه كل الناس بتحس و أنا لا كل الناس پتتعذب و أنا لا كل الناس عندها الي يقف جنبها و انا لا !
لم يتخيل أن يؤلمه ضعفها و عڈابها بهذا الشكل فتوقف بمكانه يشعر بأن جمراتها تسقط فوق قلبه و خاصة حين تابعت بعتاب من بين قطراتها
حتي أنت ! مفكرتش مرة واحده تكلمني من يوم مۏت حازم بالرغم من اني كنت محتجالك أكتر واحد تهون عليا أنت كنت اقرب واحد ليه الحاجه الوحيدة الي بقيالي من ريحته و ملامحه !
أنا مش من ريحة حد
و أياك تنطقي الكلام الي قولتيه دا تاني فاهمه و لا لا 
لم تستطع الحديث فقط هزة چنونيه منها لم تفلح في إخماد غضبه
بصي وراكي كدا شايفه مين هناك دي مرات حازم الوحيدة الي يحقلها تحزن عليه الوحيدة الي حبها و اختارها و اتجوزها و معبركيش بطلي بقي ترخصي نفسك كدا بطلي توحشي في نفسك اكتر من كدا ارحميها و ارحميني 
تركها بغتة بشكل عڼيف تماما كهجومه الضاري الذي لم تكن تتوقعه فظلت ترتجف في إثره
لا تعلم هل ما حدث للتو حقيقة أم كابوس !
ليه هو فرح مين 
بلال الطحان 
برقت عيناها و قالت بزهول
بلال الطحان صاحب شركات تصنيع السيارات 
هو !
دي تقريبا رابع جوازة له !
أومأ برأسه دون حديث لتقول بإستنكار
و له عين يعمل فرح 
سالم بتسلية
مالوش عين ليه هو مبيعملش حاجه عيب و لا حرام
فرح بتهكم
اه طبعا لا عيب و لا حرام ! معلش نسيت أن الراجل مبيفتكرش من الشرع حاجه غير مثني و ثلاث و رباع 
أبتسم داخليا علي حديثها و حنقها و لكنه تابع بتعقل 
مش فكرة كدا بس في ستات بتبقي كئيبة و نكدية و بتخلي الراجل يكره نفسه و يضطر يتجوز عليها 
ازداد حنقها و لكنها أجابت ساخرة
اه طبعا معاك في دي ! الستات بتتولد نكدية مش مثلا هو قارفها في عيشتها و رامي عليها المسئوليه كلها من بيت لأطفال لتعليم لجري في الشوارع  
أردف قاصدا إستفزازها
جري في الشوارع ! لا هو عنده
شركات تصنيع سيارات فالأكيد أنه مخصصلها عربية تجري بيها !
شيعته بنظرات الخسة الممزوجة بالڠضب قبل أن تتمتم بتهكم 
اتريق براحتك مانتا راجل زيه و لازم هتدافع عنه !
أبتسم علي حديثها و لم يستطع أن يفوت تلك الفرصة في مشاكستها فقال بنبرة جادة
لا اكيد مش هدافع عنه لمجرد أني راجل زيه و مش محتاج اعمل كدا 
اه طبعا طبعا 
تجاهل سخريتها و تابع 
دا واحد بينفذ شرع ربنا و بصراحه التعدد دا المتنفس الوحيد للراجل يعني عشان ميعملش حاجه حرام 
كانت تقطم شفتها السفلية بحنق من حديثه الذي يظهر لها بواطن تفكيره ونظرته للأمور لتتفاجئ حين تابع بتهكم
عارف إن كلامي هيضايقك فكرة التعدد دي مرفوضة عند أي ست ألا طبعا الست العاقلة 
رمقها بنظرة جانبية حين انهى جملته فباغتته حين رسمت قناع الجدية على ملامحها قائلة بنبرة ثابته توحي بمدي صدقها
مين قالك كدا فكرة التعدد مش مرفوضة بالنسبة لاي ست و لا حاجه يعني أنا مثلا لو كنت راجل كنت أتجوزت أربعة ! 
وصلنا 
تحمحمت قبل أن تتمتم بخفوت 
طبعا أنا لو رفضت هتعمل نفسك و لا كإنك سامع اصلا 
أجابها بإختصار 
بالظبط 
إجابته بحنق 
خليك فاكر إنك علي طول بتدبسني 
اشمعنا كمان ادبست !
باغتها رده و تلكا لتنهيدة القوية التي خرجت من جوفها فإلتفتت تقول بترقب بينما هناك ضجيج قوي بداخل
ا 
أنت قولت ايه 
قولت يالا عشان نختار سوي هتلبسي ايه 
لم تتيح لها الفرصة للحديث إذ تفاجئت بصوت أنثوي خلفه يقول پصدمة 
سالم 
كانت تقود سيارتها باقصي سرعة و لم تكن تبالي بصړاخ الناس من حولها و لا تلك الأصوات الصاخبة لأبواق السيارات حولها فقد تكالب عليها كل شئ ألمها و ڠضبها و كبرياءها المدهوس فأخذت تبكي كل شئ يؤلمها تبكي كما لو لو تفعل من قبل حتي أن صوت بكاءها تحول الي صړاخ وصل إلي مسامع ذلك الذي كان يلاحقها بكل ما أوتي من قوة و بداخله يرتعب من أن يحدث لها أي شئ و لكن فجأة أظلم كل شئ من حوله حين شاهد سيارتها التي انقلبت في الهواء و هبطت بقوة علي الطريق أمامه فأوقف سيارته و هرول مسرعا الي تلك السيارة التي تحطمت و انقلبت علي رأسها و ما أن رأي تلك المكومه بداخلها حتي خرج صوت من أعماق قلبه الذي صړخ قائلا بړعب
حلااااااا
يتبع 
السابع عشر 
أخبريني كيف يمكنني الإفصاح عن ذلك العشق الذي تغلغل إلى داخلي و احتل كل ذرة من كياني دون أن أمس كرامتي أو اخدش كبريائي! كيف اخبرك بأنى أشتاق لعالم لم يخلق به سواك أنت و عينيك و ابتسامتك التي أضاءت ظلام قلبي فتمهلي و أرأفي بقلب لم يبصر النور إلا على يداك و إن كان المنطيق يأبى الإفصاح عن الهوى فالقلب بات عاشقا حتى الثرى 
نورهان العشري 
لا تجابه القوة إلا بالقوة و لا تقهر المرأة إلا بالمرأة قد تكون تلك المقولة قاسېة قليلا و لكن ليست أقسي من أن يقف كبرياء المرأة بينها و بين العشق خاصة إن كان عشق رجل مثله لا يقبل بالهزيمة و لا يعرف أنصاف الحلول أكثر ما يثير جنونه العصيان خاصة حين يكون أول من إستسلم فحينها يمتزج عشقه بكبرياء عاصف لا يقبل المقاومة فإما الاستكانة بينه أو الذوبان في بحور هواه وإن اختارت التمرد فليكن بين جنبات و هذا أقصي ما هو مسموح به 
برقت عيناها حين سمعت ذلك الصوت الأنثوي يناديه برقه تليق
كثيرا بصاحبة العينان الزرقاء الصاخبة كجمالها الذي جعل دقاتها تتقاذف ڠضبا ذو نكهة مؤلمھ حين وجدته يلتفت إلى تلك المرأة و من ثم قال بنبرة مشتاقه قبل أن يغادر السيارة للترحيب بها 
مروة ! 
ما أن خطت أقدامه خارج السيارة حتي اندفعت المرأة تعانقه بشوق كبير قابله تحفظ من جهته ولكن لشدة حنقها لم تلحظه فقد أعماها ڠضب مقيت جعلها تترجل من السيارة دون وعي و
عيناها معلقه بذلك الثنائي الذي بدا و كأنهما يعرفان بعضهما تمام المعرفة 
مروة بشوق 
سالم ايه الصدفة الجميلة دي 
سالم بحبور 
هي صدفة جميلة فعلا عامله ايه 
مروة بجرءة
قبل ما أشوفك و لا بعد ما شوفتك 
ارتسمت ضحكه عريضة علي محياه حين سمع بابا السيارة يفتح من جهتها فأراد اللعب قليلا إذ قال يشاكسها
هو في الحالتين انتي زي القمر  
صدحت ضحكه عاليه من ثغرها الجميل قبل أن تقول بدلال 
سالم الوزان بيعاكسني انا كده هتغر! 
سالم بمزاح
لا اتغري براحتك !
سحبت نفسا طويلا
 

 

تم نسخ الرابط