حكاية يقول أحدهم : في مدينة أوروبية كنت أقف منتظراً دوري أمام شباك التذاكر لأشتري بطاقة

موقع أيام نيوز


تعرفي !
قالت حسنا سأقول لك لاحقا لكن بالي مشغول الآن بكيف سأرد لك الدين.
قلت لها الأمر لا يستحق لا تشغلي بالك.
قالت عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك 
قلت هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي
قالت إنها حكمة أعطنييورو واحدا لأعطيك الحكمة.
قلت لها وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة

قالت لا.. فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به ديني.
أخرجت لها اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها.
لا زالت عيناها تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة لكنني لن أسألها عن شيء أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود.
وقالت أنا الآن متقاعدة كنت أعمل مدرسة لمادة الفلسفة جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقت كل ما كان معي وتركت ما يكفي لأعود إلى بيتي إلا أن سائق التاكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحدا زيادة فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة ولم أكن أدري أن ذلك ممنوع.
أحببت أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك حيث دفعت عني دون أن أطلب منك.
الموضوع ليس ماديا. ستقول لي بأن المبلغ بسيط سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعت المرأة مبتسما أتوقع بأنك ستحكي لي قصةحياتك لكن أين البضاعة التي اشتريتها منك أين الحكمة
قالت فقط دقيقة.
قلت لها سأنتظر دقيقة.
قالت لي لا لا لا تنتظر.
فقط دقيقة .. هذه هي الحكمة !
قلت لم افهم شيئا !
قالت لعلك تعتقد أنك تعرضت لعملية احتيال
قلت ربما!
قالت سأشرح لك الحكمة هي فقط دقيقة 
لا تنس هذه الكلمة أبدا في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قرارا عندما تفكر في أي مسأله في الحياة وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار
 

تم نسخ الرابط