حكاية يقول أحدهم : في مدينة أوروبية كنت أقف منتظراً دوري أمام شباك التذاكر لأشتري بطاقة
أعط نفسك فقط دقيقه دقيقة واحده إضافية ستون ثانية لاغير.
هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستون ثانية
في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل اتخاذ قرارك قد تتغير أمور كثيرة ولكن بشرط واحد.
قلت وما هو الشرط
قالت أن تتجرد عن نوازع نفسك وتودع في داخل دماغك وفي صميم قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة وتعالجها معالجة موضوعية دون تحيز.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصا ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذرا فتخفف عنه العقۏبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائيا.
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكا_بإنسانيتك وأكثر بعدا عن أهوائك وغرورك.
دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة مجموعة كاملة من البشر!
قلت لها صحيح وأنا قبلت برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليك اليورو.
بسطت يدها وقالت تفضل أنا الآن أرد لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو تبسمت في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة. لأنتبه إلى نفسي قائلة هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي. فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي وأنا ما كنت لأستطيع أن أطلب اليورو من أحد!
قالت سأعتبره مهرا وسأقبل بك زوجا!
علت ضحكاتنا في الحافلة وأنا أمثل بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي هربا قائلة اجلس فزوجي وليس له مزاج أن ېموت قريبا!
وأنا
أقول لها فقط دقيقة .... فقط دقيقة .
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرت هي الحافلة عند وصولنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريبا وقبل ربع ساعة من وصولها حاولت أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها ثم التفتت إلي قائلة على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد.
المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريبا استلمت رسالتين على الجوال الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيدا بمبلغ يزيد عن 10 يورو.
والثانية منها تقول فيها كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلت عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيك على حسن فعلتك إن شئت احتفظ برقمي وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أما ستستقبلك.
فقط دقيقة حكمة أهديها لكم فمن يقبلها مني في زمن نهدر فيه الكثير من الساعات دون فائدة