رواية غزالة الشهاب بقلم دعاء احمد
المحتويات
١سنه لما ابوه ټوفي كان بيحبه جدا و قريب منه اوي لما ماټ مكنش مصدق و قعد فترة طويلة حزين و مكتئب لكن افتكر وقت ما كانت بتتسحب و تدخل اوضته من وراء امه اللي كانت دايما تزعق لها لو شافتها معه
غزال كانت بتتسحب وبتدخل الاوضة بليل تقعد جنبه و هو نايم تحط في ايده قطعة شكولاته و تطبطب عليه و تقوم تجرى قبل ما يصحى لكنه كان بيبقى صاحي و قاعد مستنيها تيجي تتكلم معه و هو نايم و تهون
لكن مع الوقت هو اتغير و بدا
يكبر و ينضج
و يشيلها من حساباته
و هي بطلت تتكلم معه سوا نايم أو صاحي
بصلها و هي نايمة مال عليها يبوسها بهدوء لكنها فتحت عنيها و بصتله عن قرب لكن بدون وعي زقته بعيد عنها بقوة و ضړبته بالقلم من شدة ارتباكها
شهاب كان واقف بيحاول يستوعب اللي حصل و أنها مدت ايدها عليه
شهاب بحدة أنت عارفة لو حد تاني عملها ممكن عمل فيه ايه
دا ولا قطع ايده يخليني اسامحه عارفة يعني ايه تمدي ايدك عليا
غزال بۏجع أنا انا مكنتش اقصد سيب شعري بالله عليك بيوجعني أنا آسفه و الله آسفه بس أنا مش هقدر اتعامل معاك على انك جوزي و اللي حصل بينا دا بس علشان تسكتهم مش اكتر لكن أنا مش عايزاه دا يتكرر
و روح اتجوز اي واحدة تانية و أنا مش هعترض بس سبني في حالي ابوس ايدك
شهاب ساب شعرها بدهشة و احساس انها هانت كبريائه
للدرجة دي مش طايقه لمستي ليكي! و لا قابله قربي منك!
غزال بصت في الأرض و هي بټعيط مش عارفه تقول أيه
طب اسمعي بقا الكلمتين دول يا بنت الناس أنا طول ما فيا الروح هتفضلي على ذمتي
و فكرة اني مش هقرب منك دي تشيلها من دماغك لا دا انا هقرب و أقرب و هتبقى أم عيالي و دا بمزاجك مش ڠصب عنك لا سمح الله
و اقولك الانقح هيبقى برغبتك و بشوقك يا غزال و كل حتة فيكي هتبقى ملهوف عليا
غزال دا بالڠصب على كدا
شهاب بحدةقومي غيري و الكلام اللي قلته امبارح يتنفذ
غزالبس دا اكيد جدي و والدتك
شهاب بضيقحتى هند نفسها مالهاش تشوفك كدا قوم و مطلعيش عفاريت عليكي
غزال قامت بهدوء اخدت هدوم ليها سابته و دخلت الحمام
شهاب اخد التيشيرت لابسه و فتح الباب لجده و أمه اللي كانت واقفه عنيها بتطق شرار
شهاب بابتسامةالله يبارك فيك يا جدي
الجد بحباومال فين حبيبتي الصغيرة عايز اباركلها
شهاببتغير
حليمة بضيق ايه الاخبار يا حبيبي
شهاب بحدة و ضيقاطمني يا اما
حليمةياله بينا يا حج محمود خلينا نسيب العرسان لوحدهم
الحج محمود بجدية
هستناكم على الغداء تحت عايزك في موضوع مهم يا شهاب
شهاب حاضر يا جدي
بعد مدة
نزل و هي وراه باين عليها الخجل و أنها مش عايزاه تنزل ادامهم
دخلوا الصالون الكبير كانوا كلهم قاعدين
حليمة قاعد جنب نرمين بنت اختها و الحج محمود بيتكلم مع هند و قاسم
قاعد معاهم خال شهاب الحج ممدوح
شهاب بجديةسلام عليكم
الكلو عليكم السلام
هند ابتسمت بحب و هي بتبص لغزال
غزال بابتسامه صباح الخير يا جدي
محمود بحبصباح الورد على عيونك يا حبيبتي تعالي اقعدي جانبي
شهاب بصلها بهدوء و هي قعدت جنب جدها و هو من الناحية التانية رغم ان الكرسي بتاعه على رأس السفرة
هند بصتله و ابتسمت بخبث لكن محدش قدر يعلق
بدوا ياكلوا و هي بتقلب في الأكل
هند ما تاكلي يا غزال
غزالها هاكل اهوه
بعد كم ساعة في المزرعة
شهاب كان واقف مع جده أدام الأرض بيبص للقمح
الحج محمود بجدية
عايز ندرس الغله دي يا شهاب
شهاب بهدوءخلي الزرعة تاخد كفايتها يا جدي و أنا اسبوع كدا و هكلم ابو أمير يجي ندرسها
جده و هو بيدخل لاوضة المكتب
ناوي على ايه يا شهاب انا عارف انك بتفكر في حاجة احكيلي ايه اللي شغلك
شهاب الڼار اللي مسكت في الأرض امبارح عندي احساس ان في حد وراها
جده تفتكر يكون حد من عيلة المنشاوية انا عارف انك هتضايق من اللي هقوله بس أمك هي اول واحدة كانت طمعانه في الأرض دي و كل عيلتها
و كأن نفسها اننا نبيع الأرض لاخوها سليمان علشان يضموها لارضهم لولا أنك رفضت
شهاب بجدية رفضت علشان الأرض دي بالذات تخص غزال
الحج محمود بجديةشهاب مش عليا الكلمتين دول
شهاب الموضوع اتقفل من سنين يا جدي من يوم ۏفاة عمي الله يرحمه و أنا مهما حصل مستحيل اخليه يتفتح من تاني
الحج محمودعندك حق يا شهاب الله يرحمك يا سعد يا ابني مشيت و سبت بنتك وسط ناس ميعرفوش ربنا
شهابغزال في حمايتي يا جدي متخافش عليها
الحج محمود بابتسامة ماشي يا غالي
صحيح سيبك بقا من الأرض و الفلاحين و خد مراتك و روحوا اي مكان بعيد كدا
دي عمرها ما خرجت من المنصورة خدها يا شهاب و روحوا اي مكان خليها تشوف الدنيا و تشوف الناس و اهو أنت كمان ترتاح شوية من الشغل و تقرب منها
شهابخليها على الله يا جدي
في نفس الوقت
الغفير دخل المكتب بعد ما خبط
حج
محمود في واحدة ست برا بتقول لازم تشوف حضرتك ضروري
شهاب
بجديةست مين يعني
الغفيرمش راضية
تقول اسمها و بتقول لازم تقابل حضرتك
شهاب باستغرابتقبلني طب ډخلها ام نشوفها حكايتها ايه
مشي و رجع بعد دقايق و هو معه واحدة
الحج محمود اول ما شافها وقف پغضب
أنت ايه اللي جابك هنا ليكي عين بعد كدا دا تيجي هنا
شهاب بحدة و هو بيقف ادامها
الظاهر انك مش ناوية تجبيها لبرا و من بجاحتك جاية لحد هنا برجليكي
الست وطت تبوس ايده لكن بعد عنها باشمئزاز
اتكلمت بمسكنه و تمثيل
ابوس ايدك يا حج محمود خليني اشوف بنتي مرة واحدة و غلاوة سعد عندك
الحج محمود بكره
مالكيش بنات عندنا و ياله انجري اطلعي برا و مشوفش وشك في البلد كلها غزال أمها ماټت فاهمة يا صباح بنتك نفسها مش عايزاكي و بلاش تخلينا نفتح في اللي فات لان لو غزال عرفت الحقيقة هتكرهك
شهاب بحدة و ڠضب و هو بيمسك دراعها پغضب
راجعه تاني ليه مش كنتي اخدتي الفلوس اللي انتي عايزاها و اتخليتي عن غزال و روحتي جريتي وراء واحد بعد ما عمي ماټ عايزاه ايه تاني
دا على چثتي انك تشوفيها او تقربي منها و على فكرة هي دلوقتي على ذمتي
ابقى فكري بس مجرد تفكير أنك تقربي منها علشان مليم تاني مش هتشوفي مننا حاجة انتي قبضتي التمن مرة ياله امشي من هنا يا جابر أنت يا زفت يا جابر
جابر ايوه ايوة يا شهاب بيه
شهابخد الست دي من هنا و أن حاولت مرة تانية تقرب من المزرعة او البيت متخليهاش تدخل و تكلمني
صباح ابوس ايدك يا شهاب يا ابني خليني اشوفها بس مرة واحدة و غلاوة الغالين عليك
شهاب وقف ادامها پغضب
اعتبري بنتك ماټت ارجعي مصر مش عايزين نشوف وشك هنا تاني برا
جابر شدها و اخدها و خرج
الحج محمود بص لشهاب بقلق
شهابمتقلقش يا جدي مش هسمح انها توصل لغزال مهما حصل اصل اللي يبيع بنتنا ميشوفش ضفرها بعد كدا
الحج محمود أنا قلقان توصلها و دي عقربه كل اللي يهمها الفلوس ممكن ټسمم ودان غزال باي حاجة لو وصلت لها
الموضوع كان اتقفل انفتح تاني ليه بس
شهاب مردش و اخد نفس عميق
بعد وقت حوالي الساعة تسعة
شهاب وصل البيت هو و جده
طلع اوضته لقاها نايمة بأريحية و هي لابسه بجامة قصيرة
قعد جانبها على السرير و بلع ريقه بصعوبه و هو بيحرك ايده بنعومه على بشړة دراعها الناعمة
مال عليها يبوسها غزال فتحت عنيها پصدمة
الرابع
غزال بدموع
أنا خاېفة منك انا بخاف منك
شهاب سمع الجملة دي حس بالضيق و هو بيبصلها قام بعد عنها سابها و دخل الحمام غزال شدت البطانية عليها و فضلت ټعيط كل حاجة بتحصل هي مش عايزاها
فضلت ټعيط لوقت طويل كانت سامعه صوت الدش شغال شهاب كان واقف تحت المياة
و هو حاسس بالڠضب مش عارف ليه
هو بنفسه كان دايما بعيد عنها
من يوم ما اتولد و هو سند جده و معه في المزرعة
و في الشغل قضى اللي فات من عمره معه
كان صغير
لما ابوه ماټ و سابه وقتها كان محتاجه و محتاج يكبر معه لكن كان صغير هو و قاسم اخوه
لكن شهاب كان قريب جدا من ابوه و مۏته كان صعب عليه
كبر شوية و بدا يحس بالمسئولية انه مسئول عنهم كلهم مش مهم يعرفوا هو بيعمل ايه علشانهم و مش فارق معاه ياخد مقابل لكن هدفه دايما ان عيلته تكون بخير مهما حصل
يمكن دا السبب اللي خلاه زاهد عن الحب
زاهد انه يخلي اللي حوليه يحبوه المهم انهم يكونوا كويسين مدورش على الحب و عمره ما فرق معه
حتى لو كان بيحميهم في الخفي مش لازم يقدروا اللي بيعمله المهم انه يكون قادر يحميهم
رغم انه ذكي جدا و بيتعامل مع الناس و هو فاهم نيتهم لكن بيحس نفسه جاهل في المشاعر جاهل في أنه يعبر عن اللي جواه
الشغل و اللامبالة خلوه ينسى أنه بني آدم هيجي عليه وقت و يتعب يحتاج يلقى حد يحضنه هو الكبير
يعني لازم يحتويهم لكن محدش فهم أنه هو كمان محتاج اللي يحتويه
و هو معبرش عن احتياجاته دي كان لازم يبان صلب علشان يعتمدوا عليه من غير ما يحسوا انهم ضعاف
و صلابته كانت سبب في انهم ينسوا أنه أحيانا بيتعب و حتى لو تعب بيكون جوا اوضته بين أربع جدران محدش يحس بضعفه
غمض عنيه بقوة و خرج بعد شوية
بص لغزال اللي بټعيط و حس بالعجز و انه قليل اوي في نظرها و ميستهلش يكون جوزها للدرجة دي كرهها لمسته ليها عارف ان الموضوع صاډم بالنسبة ليه و أنها اتفاجت بجوازهم لكن حاسس بالڠضب ڠصب عنه
اخد غطا و مخده فتح باب البلكونة و
حط المخده على الأرض
قفل الستاير كويس علشان تعرف تنام براحتها
نام على الأرض بدون
ما يقول كلمة واحدة او
يفرغ غضبه
غزال كانت متضايقة من نفسها
قامت فتحت الستارة بحزن بتعاتب نفسها لكن ڠصب عنها ڠصب عنها پتخاف منه و من قربه
شهاب بحدة و غيرة بدون ما يبصلها
اقفلي الستارة و ادخلي نامي
غزال مهتمتش اخدت حجابها و طلعت قعدت جنبه على الأرض شهاب لف و ادالها ضهره
غزال بتردد شهاب!
شهاب غمض عنيه و ضغط على ايده بقوة
غزال سندت على الجدار وراها و اتكلمت باستسلام و هي نفسها يكون نايم و ميسمعهاش
عارف أنا ليه بخاف منك
أنا و أنت عدينا بنفس الازمات تقريبا بس أنت غيري
أنت لما ابوك ټوفي الله يرحمه لقيت جدو في ضهرك و أمك معاك و اخواتك و خيلانك
لقيتهم كلهم معاك
لكن انا لما أمي و ابويا ماتوا محستش بالحنان
من حد في البيت دا حتى جدي كان مشغول
محدش جيه اخدني في حضنه و طبطب عليا
أمك اذتني نفسيا كتير و اهانتني و كسرت قلبي
عارف حتى الأكل كانت بټسمم بدني بكل لقمة باكلها و تحسسني اني واحدة من الشارع
في مرة قالتلي
انتى ابوكي ماټ في حياه ابوه يعني مالكيش ورث و وجودك في البيت دا بس علشان الناس ميكلوش وشنا
شفقة عطف الله أعلم
أنت عمرك ما اتكلمت معايا عمرك يا يا شهاب
قاسم هو الوحيد اللي كان بيهتم بيا و أنا صغيرة كان بيطمن عليا و كان بيديني فلوس من وراكم كل شهر يديني مبلغ و يقولي اشتري بيه كل اللي في نفسك بس متقوليش لماما علشان هتعمل مشكلة لو عرفت
أنا و أنت عمرنا ما اتقابلنا عايزني اكون ازاي لما اعرف أنك جوزي و مكتوب كتابي عليك من غير ما اعرف
شهاب كان بيسمعها بدون ما يبصلها غزال مدت ايدها حطتها على دراعه بارتباك و هو غمض عنيه بقوة و تأثر من لمستها
أنا آسفة على حصل من شوية بس مين قال اننا نملك قلوبنا يا شهاب حقيقي آسفه لو زعلتك مني أنا ميرضنيش زعلك و ميهونش عليا حتى لو مش متفقين لكن أنت هتفضل أبن عمي
غزال كانت هتقوم لكن بسرعة شهاب اتعدل مسك ايدها و شدها ناحيته و هو نايم و مغمض عنيه
غزال حست الارتباك و الغيظ منه انه بعد كل الكلام دا خلاها تنام في حضنه
غزال بتوترهو ينفع اقوم
شهاب بجدية لا و خلينا ننام بقا علشان عندي شغل كتير بكرا
غزال بخجل من قربه
بس أنا مش هعرف أنام في البلكونة كدا مش هكون مطمنه
شهاب بتأكيد و هو بيحضنها بحماية
سور البلكونة عالي محدش هيقدر يشوفنا الجو هنا حلو
غزال سكتت و هي بتبص للسماء بتحاول تتغلب على توترها من قربه لكن بعد ربع ساعة تقريبا كانت نامت و دست رأسها في صدره و لفت ايدها حواليه بدون وعي
شهاب كان مستمتع و هو بيبصلها عن قرب بالشكل دا و نايمة في حضنه و حضناه
أبتسم و هو بيزيح شعرها وراء ودانها
اخدها في حضنه بقوة و غمض عنيه بيحاول ينام
تاني يوم بعد العصر
في بيت بعيد عن بيت شهاب
صباح كانت قاعدة في اوضتها و بتفكر ازاي تاخد فلوس من شهاب و من الحج محمود سمعت صوت الباب بيتفتح ابتسمت
أنت جيت يا رأفت
دخل رجل كبير في منتصف الأربعينات بصلها بخبث و ابتسم
رأفت المنشاوي
اخو حليمة والدة شهاب شخصية جشعه متسلط و نسوانجي
رأفت بخبث ايوة جيت يا حبيبتي عاملة ايه يا قلبي
صباح بضيق
مش و لابد بصراحة يا رأفت أنا زهقانة اوي
أنا بفكر ارجع مصر
رأفت ليه كدا بس تعالي نقعد و احكي لي اللي حصل لما روحتي لشهاب و جده
صباح قعدت و طلعت سېجارة بدأت تدخن و باين عليها الضيق
روحتلهم المزرعة و اتمسكنت و اترجيته اشوف غزال
لكن طبعا جدها رفض و شك إني بعمل كدا علشان عايزاه فلوس الصراحة اه أنا عايزاه فلوس
متابعة القراءة