المطارد بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


برضوا اللى اټجننت عشان بسأل سؤال عادي زي ده ولا أنتوا اللى بتستهبلوا وعايزين تطلعوا نفسكم كويسين وبس على حسابي 
هتفت يمنى پغضب وقد اخرجتها شقيقتها عن طورها 
احنا برضوا بنستهبل يا ندى مش واخدة بالك انك مزوداها قوي معانا 
قالت سمر هى الأخرى 
لا هو أنت فاكرة ان كل الناس بقى زيك ياست ندى ولا إيه 

هتفت ندى وهى تضع يدها على خاصرها 
وأنا مالي بقى إن شاء الله يا ست سمر ايه العيب فيا ومش عاجبك
وشك مكشوف وجريئة وباين روحتك للمدرسة الفنية زي ما أثرت عليك في شكلك لما بقيتي تلبسي المحزق والملزق وتحطي على وشك المكياج الخفيف عشان يبان وشك وكأنه جمال طبيعي كمان اثرت على عقلك فبقيتي شايفة كل الناس ضميرها زفت.
اردفت بها سمر رغم صغر سنها الذي لا يتعدى السادسة عشر مما اثار حنق ندى التي تكبرها في العمر بسنتين فقالت غاضبة
وشى مكشوف وجريئة عشان بلبس على الموضة زي بنات المدينة لجل مابقاش اقل منهم الزمن بيتطور ياماما وحكاية عقلي فا انت عارفة كويس اني زكية وبفهمها وهي طايرة يعني مش غريبة عليك
هدرت يمنى عليها بعد ان فاض بها
. خلاص يا ندي فوضيها سيرة بقى وبطلي تفرضي علينا وجهة نظرك احنا فاهمين كل حاجة وكل اللي تقصديه كمان بس دا مايمنعش اننا ناخد بالنا من الكلمة اللي بتطلع مننا وان كان على الراجل اللي بتتكلمى عليه 
فهو كان غرضه العلاج والطلقه اللي ف كتفه تطلع منه يعني مافيش داعي لتحليلات وتكهنات مالهاش محل من الإعراب. 
صمتت ندى وهي تتبادل النظر بلا مبالاة نحو شقيقاتها الغاضبات ثم مالبثت ان تردف باقتضاب 
ماشي بقى انتوا أحرار واعملوا ما بدالكم.
قالتها بكل برود وهي تهز أكتافها لتلتفت مرة أخرى لمشاهدة التلفاز غير مبالية لڠضب الفتاتنين المذهولتين من طريقتها في فتح النقاش ثم غلقه بمنتهى السهولة وكأن شيئا لم يكن أخرجهم من شرودهم فتح باب الغرفة عليهم دون استئذان لتدلف والدتهم فجأة لداخل الغرفة سائلة بعجل 
ابوكم راح فين يابنات حد منكم عارف هو قاعد فين دلوقت 
ردت عليها سمر. 
انا شوفت ابويا من نص ساعة وهو طالع فوق عالسطح تلاقيه بيتسامر مع عمى يونس كعادتهم ماانت عارفهم.
أمرتها نجيه قائلة بلهفة 
طب اطلعي حالا وروحى اندهيلوا بسرعة وقوليلوا امى عايزاك تنزلها ضروري فاهمة
فاهمة يااما فاهمة 
قالتها سمر وهي تنهض على الفور تنفيذا لطلب والدتها دون التفوه باستفسار لم تقدر على كبته يمنى التي تقدمت الى والدتها تسألها 
مالك ياما شكلك مايطمنش و عايزه ابويا في إيه بالظبط هو حصل حاجة
يابنتى الجدع ده اللي اسمه صالح مصمم انه يمشي وهو مش قادر يصلب طوله ولا يقوم من مكانه. 
اردفت بها نجية بتوتر وخرج رد يمنى بذهول 
يمشي ازاي دا مابيقدرش حتى يحرك راسه يبقى هايمشي ازاي بس تعالي معايا يا اما هانروح نشوفه انا وانت علي ماينزل ابويا. 
أوقفتهم ندى قبل أن يخرجوا من الغرفة قائلة 
ماتسيبوه يمشي مش يمكن يقدرخليه يحل عنينا بقى احنا مش ناقصين نصايب.
خاطبتها نجية بحدة قائلة
نصايب ايه يابت دلوقتي كمان هو انت ناوية تعملي كمان زي عمك يونس
وماله بقى عمي يونس يااما ماهو بيقول الصح الراجل اللي جوا ده قعدته في البيت هنا معانا ممكن تجيب فوق راسنا مصايب وبلاوي احنا في غنى عنها.
اردفت ندى فأثارت الڠضب لدى والدتها التي همت لترد بكلمات تنهرها بها ولكن يمنى اوقفتها
سيبك منها ياما وخلينا نروح نشوف الراجل التعبان جوا لا تجراله حاحة من الحركة العڼيفة
اومأت لها نجية مقتنعة وهي ترتد عائدة معها للخروج من الغرفة فسمعوا خلفهم ندى 
اللحقوه اللحقوه امال لو مكانش راجل سوابق ووش اجرام كنتوا عملتوا ايه بس 
اللتفت رؤسهم نحوها الإثنتان بنظرات ممتلئة العتب قبل أن يتخذوا قرارهم بالتجاهل وعدم الرد عليها ثم خرجوا على الفور 
لعلمهم جيد انه لا فائدة من الجدال معها. 
دلفت يمنى مع والدتها نجيه لتجده مازال يحاول الوقوف وقد تمكن منه الأجهاد والألم وشحب وجهه بدرجة مخيفة صوت انفاسه الحادة وتعرق بشرته البرونزية مع تغضن ملامح وجهه وهو يضغط بكفاح أظهروا جميعهم مدى حجم الألم الذي يشعر به اقتربت منه يمنى تستوقفه 
بيدها على تردد وخجل 
براحة شوية على نفسك حضرتك انت كده بعمايلك دي بټأذى نفسك! 
رفع انظاره اليها يردف بصوت ضعيف وبالكاد مسموع 
ساعدوني اقوم انا حاسس انىةي هاقدر اكمل وامشي. 
سألته نجيج بلوم وعتاب 
يابنى انت ليه راسك ناشفه كده هو

احنا قصرنا معاك في حاجة 
برقت عيناه تأثرا بكلمات المرأة الطيبة وهي تتكلم بمودة وكأنها نست فعله معهم في الأمس اسبل جفنيه خجلا قبل ان يهم ثانية برفع نفسه ويطلب برجاء 
ابوس ايديكم سيبوني امشي انا مااستهالش منكم الكرم دا كله 
كفايه بقى لحد كده. 
ويعنى احنا اللي ماسكين فيك! 
قالها سالم وهو يدلف لداخل الغرفة ثم اكمل بعدها 
بس انت اصلب طولك الأول وبعدها انا بنفسي اللي هاقولك امشي 
رد صالح 
عمي سالم انت راجل واشد منهم ساعدنيداقف على رجلي واحاول عشان
 

تم نسخ الرابط