عاش في قديم الزمان شاب وأخته لوحدهما
بكلامك هذا تطلب مني أزوجك ابنتي ومن متى كان لدي أبناء أو بنات
لو كان لي أبناء أو بنات لساعدوني وأعانوني ولجلست في بيتي بدلا من السير في الطرقات أتسول وأجمع عيدان الحطب كيف تسألني هذا السؤال وأنت تعرف أني أعيش لوحدي
أثرت عليه بلهجتها خاصة وهو على معرفة بحالتها فلم يشأ ساعتها أن يدخل في جدال وتحد معها من أول يوم يفاجئها فيه بمعرفته بوجود فتاة في بيتها وبحبه لها فلاذ بالصمت وترك العجوز تسير في سبيلها وهي موقنة أن أمر الفتاة غدى معروفا ولم يعد سرا وانصرف لحاله وحواسه ومشاعره مشدودة نحو الفتاة التي بقي يراقبها من نافذة بيته كلما طلعت سطح البيت ليزداد تعلقا بها واصرارا على الزواج منها
أطلب قعاده زجاج لننام عليها ولن أتزوجك بدونهما لك ما تطلبين انصرف ليحضر للعجوز أكياس الذهب والفضة التي طلبتها وليجهز لغرفة نوم الفتاة سرير من زاج وسرير من زجاج .
دخل العروسان غرفة النوم وقعد واحد منهما على سرير تكلم السرير الذي تحته قائلا
قعاده زاج وقعاده زجاج
لم تلق الفتاة اهتماما لما سمعت أما هو فقد تسمر في مكانه يبحث عن تفسير لما سمع ولما لم يهتد
إلى شيئ حاول وإذا بالسرير يعيد قوله
قعاده زاج وقعاده زجاج
التفكير دون أن يهتدي إلى شيء استمر السريران يكرران حوارهما كلما هم الرجل وفي الأخير قال لنفسه
لا بد وأن هناك أمرا وراء
نطق السريرين وحوارهما يكمن في حياة هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في بيت العجوز ولا بد لي من معرفته فقال يخاطبها أقسم لك بالله ولك عهده وميثاقه اني لن ولن أعاملك كزوجة أبدا وكل ما أرجوه هو أن اعرف حقيقتك واسمع قصتك.
كانت تتكلم وهو مصغ لها فأيقن أنها اخته التي كادت لها زوجته عنده وتسببت في فندم على ما بدر منه نحوها وهو يقول لها
سامحيني فأنا هو أخوك صدقت وشايات زوجتي ضدك وصنعت بك ما صنعت ابتسمت له أخته وهي تبادله العناق والحضن وطلق الرجل زوجته وبقي يعيش مع أخته كما كانا يعيشان من قبل كان ذالك من زمن بعيدا أما الآن فلم تبقى سوى حكايات نحكيها بعد أن كانت تحكيها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة أيام البساطة والنقاء والبرائة
النهاية