رواية لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
هكذا ليدخل إليهم فرأى عامر يحتضنها وهى تتحرك بعشوائية وتصرخ بشدة.
اقترب نحوه وجذبها برفق محتضنا أياها وهو يقول
فيروزة سمعاني مټخافيش محدش هيقرب منك أنتى هنا فى أمان...لم تستمع لما يقوله فظلت تهذى وتصرخ ببعض الكلمات الغير مفهومة.
تحكم أكثر بجسدها فضمھا أكثر إلى صدره ليقول هامسا فى أذنيها بحنان
حبيبتي أنا عمران أهدى مټخافيش أنا جنبك ياعمري أنتى.
عمران أنا خاېفة منه خليه يبعد عني ياعمران أرجوك.
مسد على شعرها برفق وقبل مقدمة رأسها ثم قال
مټخافيش يافيروزة مفيش حد غيري معاكى ومحدش هيقدر يأذيكي طول ما أنا جنبك.
ارتخت أعصابها ووضعت رأسها على كتفه وهى تغمض عينيها پضياع فظل هو يربت على ظهرها وقال هامسا
نظر إليهم عامر بنظرات مندهشة فهى أستجابت إليه فورا وكأنه مأمنها وملجأها الوحيد حينها بدأ أن يشعر بتناغم شديد بينهما وفى تلك اللحظة تأكد بأن هناك شئ يملكه عمران نحوها.
ولج الطبيب مع أدم فازاحعمران جسدها بعيدا عنه قليلا عند دخولهم..فعادت تصرخ بهسترية مجددا أقترب منها الطبيب وحاول أن يتحكم بها فلم يستطيع فوجه بصره نحو عمران قائلا لو سمحت قرب منها وحاول تمسكها علشان أقدر أشوفها.
تحدث عمران وهو يمسح بقايا دموعها مع على عينيها عمرى ماهسيبك يافيروزتي نامى وارتاحي .
بينما عامر قال للطبيب هى بنتي مالها يادكتور.
ولازم تخلوا بلكم منها وتحاولوا تكونوا جنبها دايما لأن هى ممكن لقدر الله تفكر فى الاڼتحار وټأذى نفسها.
تحدث أدم بهدوء تمام يادكتور.
فى القصر ولجت نازلى لغرفة أنيس لتوقظه من النوم فأخذت تناديه أنيس..أنيس أصحى.
ماما مالك فى حاجة ولا ايه.
اجابته نازلى بقلق قوم كدا وصحصح معايا الفجر أذن والنهار قرب يطلع وأبوك معرفش هو راح فين وأنا قلقانه عليه.
اعتدل فى جلسته وبدأ بفرك عيناه من النعس وقال
ياحبيبتي هتلاقيه فى الشغل ولا حاجة .
تحدثت الأخرى بضيق شغل ايه فى الوقت ده يابني الله يرضى عنك قوم شوفه فين.
جذبته من ثيابه وقالت بحنق ابوك واخوك مش موجودين فى البيت ومش بيردوا على تليفوناتهم ما تخلص يازفت بقا أنا بقالي اكتر من تلات ساعات مش عارفة اوصلهم وخاېفة أوى .
نهض من مكانه ليتجه إلى المرحاض قائلا
حاضر هدخل الحمام وهغير هدومي وبعدها أبقى أنزلك تحت نشوف ايه الحكاية ياأمي.
رددت عليه نازلى بهدوء ماشى هستناك تحت بس ما تتأخرش فاهم.
بعد مرور نصف ساعة هبط
أنيس من على السلالم ليجد والدته تجلس بقلق بجانب جدته اقترب منهما وقال بتثأب
مالكم فى ايه على الصبح هو محدش يعرف ينام براحته فى ام البيت ده.
نظرت إليه الجدة بضيق تصدق بالله أنك بارد ومعندكش ډم.
جلس مقابلها ليقول بلامبالاة عارف ايه الجديد ياتيتا ممكن أعرف بقا عايزين ايه.
الجدة ابوك مش بيرد على التليفون هو وأدم.
أنيس يمكن فى حاجة مهمه مشغولين بيها علشان كدا مش بيردوا.
والدته حاجة ايه يابني أبوك أصلا عنده أجازة من الشغل النهاردة وبليل لما قلقت على أختك فيروزة قالى انه هيروح يشوفها ومن ساعتها معرفش حاجة عنهم.
هب واقفا من مكانه ثم قال متقلقيش هعمل مكالمة مهمه ورجعلكم تانى .
أقترب منهما عمر فنظرت إليه نازلى وقالت متسائلة
عمر ايه اللى صحاك دلوقتى!
جلس على الأريكة بأهمال وقال
الساعة ٦ الصبح فطبيعي أني أصحى.
الجدة والله وده من أمتى النشاط اللى حل عليك فجأة ده.
تحدث عمر بزهق اصحى متأخر مش
عاجب ولما أصحى بدرى بردو مش عاجب أعمل ايه فى نفسي اوعل فيها علشان تستريحوا.
ضړبته والدته بخفة على رأسه هو لسانك ده ميعرفش يسكت أبدا.
عمر ماما ماتقومى تحضريلي الفطار علشان مېت من الجوع.
الجدة استنى شوية وكلنا هنفطر مع بعض.
عمرلا أنا مش هستني حد يلا يانازلى بقا والله ياجماعة عندى محاضرة الساعة ٧ونص مع دكتور متخلف ولازم احضرله فخلونى افطر وأمشى علشان الحقها بدل مسقط.
نظرت إليه نازلى وقالت بأستهزاء عمر حبيبي أنت كدا كدا فاشل فى دراستك ياروحي ف متوجعش دماغنا بقا .
نظر إلى جدته وقال شوفتى..شوفتى مرات ابنك علشان متجوش تزعلوا بقا لما اجيب درجات وحشة و علشان تعرفوا أن هى السبب وعلى طول بتقعد تقطم فيا.
الجدة قومى يانازلى حطيله يفطر علشان يغور من قدامي مش ناقصة هى فقعة مرارة.
نازلى حاضر ياماما حاضر وأنت يازفت ماشى صبرك عليا يافاشل ..
جاء أنيس ليرتمى بجسده بجانب عمر فقالت الجدة
عملت ايه عرفت حاجة عنهم.
تحدث عمر متسائلا هما مين دول.
أنيس لا ياتيتا معرفتش وكلمت كذا حد من معارف أدم وبابا وقالولي أن محدش منهم راح المقر أصلا.
عمر أنا مش فاهم حاجة.
أنيس مش مهم تفهم وياريت تقعد ساكت زى الكنبة اللى أنت قاعد عليها دى.
أردف عمر بضيق هو ليه أنتو دايما مستقلين بيا وكأني واحد حيوان ملهوش لازمة ما بينكم.
نظرت إليه جدته وقالت بحنان مين بس اللى قال كدا ياعموره.
عمر يعني حضرتك مش شايفة بيعملوني أزاى والله مفيش غير فيروزة أختى حبيبتي أحسن منهم كلهم مش عارف أنا ايه بس اللى خلاها تتجوز وتمشى وتسبني مع المعتيه دول.
الجدة سنة الحياة ياعمر ولازم يجي يوم وكل واحد فيكم يتجوز وينشغل بحياته الجديدة يبني.
أنيس مالك بس ياعم القموص هو حد كان كلمك ولا جه جنبك أنت شكلك فايق وبتتلكك.
عمر اه بتلكك عندك مانع .
أتاهم صوت أحمد الذى تحدث بضيق فى ايه على الصبح هو كل يوم كدا خناق ماتهدوا شوية واعقلوا.
الجدة والله يابني ما تكلمت وقاعدة ساكتة أهو وفى حالي.
ضحك أنيس وعمر عليها بخفة بينما أحمد قال
يا أمي ياحبيبتي هو حد قالك حاجة وبعدين ياست الكل أنتى تعملى اللى عوزاه إن شاء الله تجيبي طبل بلدى من الصبح ومحدش يقدر يقول تلت التلاته كام دا أنا كنت كسرتوا.
مال عمر على شقيقه وقال بهمس ستك عاملة زى المتهم البريئ وهو بيدافع عن نفسه مش أنا ياسيدي القاضي والنعمة ماأنا.
نظرت إليه فقالت بحنق بتقول حاجة يازفت.
عمر أبدا ياقمر دا أنا حتى بشكر فيكي مش كدا ياانيس.
أنيس ونعمة كداب.
بعد مرور مدة كبيرة من الوقت كانت تأخذ الصالون ذهابا وأيابا فقالت لها حسناء نازلى ماتهدى يابنتي خيلتيني.
نازلى هتجنن يعنى ايه معرفش حاجة عن جوزي ولا عيالي لحد دلوقتى.
تحدث أحمد متقلقيش هما مش عيال صغيرة وهتلاقيهم داخلين علينا دل..بترت كلماته پصدمة عندما وجد شقيقه يلج إليهم ويحضتنه ابنته النائمة بين ذراعيه فنهض الجميع وهم يقتربون منهما بفزع بينما صعقټ نازلى من هيئة أبنتها المدمرة فهرولت نحو زوجها
متابعة القراءة