رواية لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
تعبت من بدري ومكنتش عيشت طول الفترة دي فى حزن وقهرة.
اقتربت مرة أخرى تقبل مقدمة رأسه ثم قالت بحزن
أنا اسفة مكنتش أعرف أن غيابي هيعيشكم فى حزن بالشكل ده.
هتف عامر
بعيون دامعة أنا اللى أسف...بسببي حياتك ادمرت و فضلتي تعاني طول السنين اللى فاتت..سامحيني يابنتي مقدرتش احميكي من كل اللى حواليكي وسامحيني على معاملتي ليكي.
مسمحاك بس أرجوك انسي كل اللى حصل كفاية ۏجع وحزن عيزاك ترجع بابا القوي لان لسه قدامك مهمة طويلة جدا علشان تعوضني وتراضيني كمان.
قبل يديها بخفة ثم قال بحب أبوي بس كدا ...دا أنا هعملك كل حاجة انتي تتمنيها...لكن فى سؤال فى بالي كنتي فين طول المدة دي.
ابتعدت فيروزة عنه لتقول بتوتر اقولك بس متزعقش ولا تتعصب.
هتفت سريعا كنت عند عمران فى بيته.
ظل عامر محدقا بها ثم تحدث بضيق
يعني كنتي عند عمران بيه واتاريني بقول ليه الواد بيتعامل معانا بهدوء وبكل برودة أعصاب بعد ماكان بيعمل كل ما بوسعه حتى نلاقيكي لما كنتي مخطۏفة أتاري البيه مخبيكي عنده وسيبني الف حولين نفسي ومڼهار عليكي ماشى ياعمران الزفت لما أفوق والله لاوريك.
بس دا ميمنعش بردو من أني أعلمه الأدب.
هتفت فيروزة بضيق بابا لو حضرتك عملت حاجة له أو زعلته بكلمه بجد أنا همشي ووقتها مش هتعرفلي طريق كله إلا عمران.
نظر إليها والدها بعدم تصديق ليضحك بتعب قائلا
خفضت رأسها بحرج ليكمل هو بأبتسامة
لا شكل الموضوع أكبر من كدا بكتير.
ممكن حضرتك ترتاح شوية لأنك لسه تعبان وأنا هنادي الدكتور يجي يشوفك.
بعد أسبوعين
فى القصر وتحديدا فى غرفة المعيشة كان يجلس عامر بين أفراد عائلته محتضن فيروزة فقد مكث فى المستشفي لمدة ثلاثة أيام أردف عمر بمرح
بينما الجدة تحدثت قائلة بأبتسامة ربنا يديم لمتنا ويبعد عننا أى حاجة وحشة.
جاءت سارة من المطبخ وهى تحمل بيديها صينيه مليئة بأكواب العصير لتقدم لكل واحد منها كأسه الخاص ثم جلست بجانب زوجها قائلة بسعادة
نظرت إليها فيروزة وتلك البسمة لم تفارق شفتيها فقالت وأنا كمان فرحانة بوجودكم حواليا...وبعدين ياسارة يلا شدي حيلك وهاتلنا بيبي صغنون يقولي ياعمتو.
تحدث أدم هذة المرة قائلا متقلقيش ياروزا قريب أوي وهيبقى عندنا بيبي.
مرت دقائق وهم يتحدثون فى أمور عديدة فنهضت فيروزة من مكانها وأتجهت نحو الأعلي إلى غرفتها ثم أغلقت الباب خلفها وجلست على الأريكة لترجى مكالمة ينفع كدا بقالك يومين مكلمتنيش ميكنش ماصدقت تخلص مني.
أتاها صوته الحنون قائلاابدا والله أنا قولت اسيبك تقضي وقت مع أهلك من غير ما أزعجك تعرفي أن يومي وحش من غيرك.
دا بجد ولا بتقولي كدا علشان أسكت ياعمران بيه.
لا بتكلم بجد ياقلب عمران ...قوليلي بقا أخبارك ايه فى حد من اللى عندك مزعلك فى حاجة.
اردفت الأخرى وهى تمسك بخصلات شعرها الذهبي قائلة لا بالعكس كلهم هنا بيحاولوا يعملولي أي حاجة علشان يفرحوني وده فى حد ذاته مخليني مبسوطة.
طب الحمدلله ربنا يفرحك دايما ياحبيبتي بقولك ايه.
نعم.
وحشتيني أوي يافيروزتي.
اردفت بخجل قائلة وأنت كمان وحشتني.
على بليل بعد ما أخلص الشغل هعدي على سيادة اللواء لان فى موضوع مهم هكلمه فيه.
موضوع ايه.
موضوع يخص الشغل فمتشغليش بالك.
ماشى.
أنهت المكالمة ثم خرجت من غرفتها وفى أثناء سيرها تعثرت قدميها فى أحدى فراش الأرضية كادت أن تسقط على وجهها بسبب ذاك الفستان الطويل لولا تلك اليد التى أنقذتها من هذة الوقعة التفتت بجسدها لترى وليد ممسكا بها فأبتعدت عنه سريعا قائلة بحياء
أنا اسفة مخدتش بالي .
نظر إليها بصبر تام ليتفحص وجهها المشع بالبهجة فقال بأبتسامة عادي ولا يهمك بس خدي بالك بعد كدا لتقعي.
أؤمات رأسها بنعم وهمت بالذهاب لكنه منعها ممسكا بها مرة أخرى قائلا ينفع نقعد مع بعض نتكلم شوية.
تحدثت فيروزة بهدوء أشمعنا فى حاجة ولا ايه .
مش شرط يكون فى حاجة بس احنا بقالنا فترة كبيرة مقعدناش مع بعض ولا اتكلمنا زي الأول ف لو ينفع على بليل وقت ماتكوني فاضية نقعد نسهر شوية فى حديقة القصر وندردش دا لو معندكيش مانع بجد هبقى ممتن ليكي بالشوية اللى هقعدهم معاكي.
أجابته فيروزة بهدوء قائلة بأبتسامةتمام مفيش مشكلة.
فى المساء خرج عمران من مكتب عامر وعلى ثغره ابتسامة سعيدة فقابلته فيروزة الذى قالت مندهشة
شكلك فرحان ياتري ايه اللى حصل جوا خلاك مبسوط بالشكل ده.
على ما أعتقد اللواء هو اللى يملك الأجابة مش أنا.
قطبت حاجبيها قائلة بفضول أنا مش فاهمة حاجة متقولي أنت.
حبيبي متبقيش فضوليه كل حاجة هتعرفيها فى أوانها ماشى يافيروزتي.
تنهدت بهدوء ثم قالت برقة خلاص ماشى هتعمل ايه دلوقتي تعالي اقعد معانا جوا شوية واهو تتعرف على العيلة أكتر.
مسد على شعرها بحنان ليقول اعذريني المرادي فى وقت تاني لان مشغول ولازم أمشي.
عمران.
نعم.
أنا مش عايزة اقعد هنا.
نظر إليها ليقول متسائلا أومال عايزة تقعدي فين.
ابتسمت بخفة ثم قالت بحياء عايزة ارجع أقعد معاك أنت متعرفش أن وجودك حواليا بيخليني حاسة بالأمان.
ضمھا إليه مربتا عليها برفق هانت يافيروزة هانت وكل اللى بتتمنيه هيحصل قريب بإذن الله.
أتاها صوته من بين أحضانه يعني ايه.
فى وقتها
هتعرفي.
فى هذا الاثناء كان وليد يقف بعيدا خلف أحدى العمدان ينظر إليهما پغضب شديد فكان يشعر بالغيرة تفتك به ظل يحدق بهما ليعقد بداخله على فعل شئ قبل أن يفوت الآوان.
بعد منتصف الليل كانت مستلقية على الفراش فأتاها صوت طرقات الباب فعدلت من جلستها وهى تأذن للطارق لتجد والدها يلج إليها قائلا بهدوء
نايمة ولا صاحية.
تعالى يابابا أنا صاحية.
جلس بجانبها لينظر بأتجاه فيروزة فرأئها تبتسم بخفة وبريق عيناها تلمعان فقال هو بأبتسامة تعرفي أن وجودك رد فيا الروح بجد أنا كنت حاسس پضياع وانتي غايبة عننا وأتمنى بجد من كل قلبي أنك متكونيش لسه زعلانه مني.
ارتمت بين ذراعيه بخفة لتقول بهدوء
حبيبي أنا مش زعلانه منك تعرف يابابا أن أنا طول عمري قبل ما أعرف أني بنتك بجد كنت بتمني أبقى بنتك من لحمك ودمك لما عرفت بالحقيقة متعرفش أنا قد ايه فرحت بس اللى حصل خلاني أنسي الفرح وكل حاجة لكن دلوقتي خلاص رجعت حياتي لطبيعتها.
ابتعدت عنه لتراه يبكي بحزن فالتمعت عيناها بالدمع
لتقول
ليه بس العياط ياحبيبي هتخليني أعيط أنا كمان أخذت تجفف وجهه ثم اكملت علشان خاطري لو بتحبني بلاش حزن تاني أرجوك يابابا خلينا ننسي اللى فات ونبدأ من جديد.
أجابها عامر بأرهاق وبكاء أنا كنت أب سيئ أوى يافيروزة فرقت
متابعة القراءة