حكاية كاملة بقلم رولا هاني

موقع أيام نيوز

باب الشقة فنهضت هي لتفتح الباب قائلة بإرتياح 
كويس إنك جيتي بدري و متأخرتيش و بعدين 
و فجأة توقفت عن إكمال جملتها عندما وجدته أمامها و علي وجهه تلك الإبتسامة الخبيثة التي لا تبشر بالخير 
الفصل العاشر الأخير 
أشهب ماما مش موجودة مينفعش أدخلك 
قالتها و هي تضع ذراعها أمامه لتستند به علي الباب فنظر هو لها بتسلية قبل أن يهتف بمكر 
طب ما أنا عارف 
إتسعت حدقتاها لترمقه بټهديد حتي لا يتصرف بأي حماقة كانت تتوقع أي شئ و لكنها لم تتوقع دخوله للبيت بعدما دفعها بعيدا عن الباب هاتفا بلوم 
كدة بردو يا ريلام تخلي إبن عمك واقف علي الباب كتير كدة 
عودة للوقت الحالي 
قتلتيه!
قالتها همسة پصدمة فردت عليها ريلام بحدة 
كنتي عايزاني أعمل إية مع واحد زي دة 
نهضت من علي الفراش لتخرج من الغرفة و لكنها توقفت فجأة لتهتف بإستفهام
همسة هو إنت عارفة إن هيثم جاي بكرة ولا لا
تنهدت مجد قبل أن توبخها قائلة 
إنت غبية لية أكيد هيجي عشان يشوفك و يشوف هيعمل معاكي إية 
سيطر عليها الشرود لتنظر أمامها هي لن تنكر شعور الخۏف و الذعر الذي سيطر عليها و
و فجأة هتفت ريلام بإستفسار 
إنت ناوية علي إية!
تنهدت و هي تنظر لها و لم تتبدل تعابير وجهها هي فقط تمتمت بنبرة مرتجفة 
بالمساء 
كانت تجلس بمفردها بتلك الغرفة يلاحقها الوجل و ېقتلها القلق ببطئ هي مذعورة من فكرة رؤيته ماذا عن ظنه إنها تشبه والدتها لن تنكر هي تشبهها في ملامحها و لكن هي مختلفة عنها بالتأكيد زفرت بإمتعاض و هي تمرر كفها علي وجهها پعنف و فجأة وجدت أمامها إيثار و 
قاعدة لوحدك اية
جلست إيثار بجانبها لتتابعها بتمعن و هي ترد عليها بهدوء زائف 
عادي 
إبتسمت إيثار بسخرية قبل أن تهتف بدهاء 
حد من البنات قالك إن هيثم جاي بكرة
صوبت نظراتها تجاهها و هي تومئ لها عدة مرات قائلة بنبرة شبه منخفضة 
مش عارفة أعمل إية! تفتكري هيأذيني 
تنهدت إيثار بعمق قبل أن تهمس بصدق و هي تنظر في عينيها مباشرة 
زفرت همسة بحيرة قبل أن تصيح بتساؤل 
إنت أول واحدة جات هنا مش كدة
إبتسمت همسة أثرا لضحكاتها اللطيفة ثم صاحت هي برقة 
و لية لا
أومأت لها إيثار عدة مرات قبل أن تهتف و علي ثغرها ترتسم تلك الإبتسامة المريرة 
حاضر هحكيلك 
عودة للوقت السابق
طب و أنا ذنبي إية بس يا يزن!
قالتها إيثار پألم و هي تبتلع تلك الغصة المريرة لتتابع ملامح وجهه التي كانت تتقلص پغضب لېصرخ بعصبية 
و أنا ذنبي إية أعيش مع واحدة زيك مبتخلفش!
إزدردت ريقها بصعوبة و هي تطرق رأسها بحرج فنظر هو لها بضيق قبل أن يهتف بعجرفة و بلا مقدمات 
أنا خلاص خدت القرار 
رفعت رأسها لترمقه بتوجس فوجدته يصيح بجدية لتلتمع العبرات بعينيها 
قررت أطلقك و أتجوز واحدة تانية 
جحظت عيناها پصدمة لتهتف بعدها بنبرة مرتعشة 
طب حتي متطلقنيش و عيش براحتك مع مراتك الجديدة 
نظر لها بإستفزاز قبل أن يهتف بسخافة 
إزدردت ريقها بأسي لتتابعه و هو يهتف بتلك القسۏة التي لم تتوقعها يوما ما منه 
طلقك الحيوان!
صړخت بها همسة و الإهتياج يسيطر عليها فردت إيثار بحزن 
أيوة 
ثم تابعت بحسرة و العبرات تلتمع بعينيها 
ياختي ربنا نجدها نوسة 
قالتها راما بمزاح و هي تدلف للغرفة بخطواتها الخفيفة فضحكن جميعهن ليدلفن كلهن للغرفة لتهمس وقتها روزانا بمرح 
مرقصناش حلو إمبارح إحنا 
ردت عليها مجد بتهكم و هي تجلس بجانب همسة 
متهيألي لو كنت إشتغلت في الكبارية و سمعت كلام أبويا مكنتش هرقص كل الرقص دة 
ضحكن علي ما قالته ليمر ذلك اليوم بسلام و لكن مازال الوجل و التوجس يلاحق همسة لتتسائل بړعب عن ما سيحدث بالغد عندما تري هيثم لأول مرة! 
همسة همسة إصحي 
فتحت جفنيها علي ذلك الصوت الذكوري الذي لا تعرفه لتعتدل في جلستها سريعا و هي تتفحص هيئة ذلك الرجل الذي لم تراه من قبل لذا و بعد عدة لحظات تسائلت هي بتلعثم 
إنت هيثم!
أومأ لها عدة مرات و علي وجهه تلك الإبتسامة الواسعة و بالرغم من تلك التجاعيد التي ملئت وجهه إلا إنه كان وسيما و أنيقا و فجأة خرجت هي من شرودها علي صوته و هو يهمس بهيام أصابها بالتوتر 
شبه والدتك أوي يا همسة دورت في وشوش الستات كلها ملقتش حد شبه والدتك غيرك 
أنا يمكن شبهها بس أنا مش هي أرجوك إفهمني 
نظر لها كالطفل الذي خاب أمله بعدما وجد والدته التي ضل الطريق إليها لترفض هي وجوده معها بعد ذلك لذا هتف برفض و هو ينظر لها بتوسل 
إنت أكيد متقصديش اللي في بالي 
أطبقت جفنيها لعدة لحظات قبل أن تهمس بذهول حقيقي ظهر علي تعابير وجهها بصورة ملحوظة 
عمري
في حياتي ما شوفت حد بيحب حد كدة 
إلتمعت العبرات بعينيه ليهمس بنبرته المبحوحة و هو ينظر لها بإستياء 
طول السنين اللي فاتت كنت بدور عليها في وشوش كل الناس و أقول هي أكيد هترجع 
كور قبضته بحركات عصبية قبل أن يهمس بنبرته الخاڤتة 
فضلت ادور عليكي عشان حاجة من الأتنين هو يأما تتقبلي إني بحبك أو إنك تخليني أساعدك بأي طريقة تحبيها أكيد همسة الله يرحمها لما تعرف إني بساعدك و بحاول أخليكي سعيدة هتفرح 
حاولت السيطرة علي عبراتها التي تراقصت
بعينيها لتعرف وقتها مدي الألم الذي يصيب المرء عندما يرفضه الشخص الوحيد الذي عشقه و فجأة يشعر و كأنه تلقي رفض العالم نعم فالمرء يري معشوقه كالعالم بأكمله!
بالرغم من الخۏف و الړعب إلا إني عايزة أشكرك إنك خطفتني هنا أنا خلال الكام يوم دول إتعلمت حاجات كتيرة جدا من أهمها الحب 
ثم تابعت برجاء و هي تنظر في عينيه التي فرت منها الدموع بتلك اللحظة 
نظر لها پقهر لتعلم وقتها ما مر بباله فهو ظنها إنها ستتركه وحيد كما كان لذا إقتربت منه قليلا لتربت علي ظهره قائلة برقة 
متخافش أنا بذات مش هسيبك لوحدك هفضل معاك عشان أنا زي بنتك 
أقنعته بكلماته البسيطة تلك إنه يحبها كأبنته و ليس كحبيبته كما أراد فمهما حدث لن يستطيع إنكار إن حبيبته الوحيدة توفت منذ عدة أعوام 
لذا إبتسم لها أخيرا ليتابعها و هي تقص عليه بمنتهي المرح و المزاح عن حياتها مع خطيبها و رواياتها! 
بعد مرور عدة أشهر 
الأمل مرتبط بالحياة فبدون الأمل لا حياة 
تزوجت همسة من واكد و أصبحت ل هيثم صديقته المقربة هي و زوجها الذي كان يرفض ذلك الرجل بصورة لا تقبل النقاش و لكنها قصت عليه كل شئ ليشعر ببعض الشفقة تجاهه
خرجن جميع الفتيات و النساء من ذلك البيت ليواجهن الحياة التي هربن منها لعدة سنوات!
عادت سلسبيل لعائلتها و بالرغم من معرفتها بإنها ستواجه الچحيم إلا إنها رفضت ذلك الهروب الذي كان كالأفعي الملتفة حول عنقها لټخنقها بلا رحمة و لكن كانت المفاجأة عندما 
أما روزانا فهي عادت لعائلة والدها بعدما تدخل هيثم بالأمر و بالرغم من الرفض الذي تلقته بالبداية إلا إنه مع الوقت إعتاد الجميع عليها لتكن من إحدي أفراد العائلة لتكتشف وقتها إنهم كانوا يكرهوا وجودها بسبب والدتها التي خربت علاقة والدها بهم بالإضافة إلي إنها بدأت في إكمال تعليمها و أصبح لديها صديقة
مقربة تعيش معها بالبيت نعم فقد كانت إبنة عمها صديقة مخلصة و لطيفة و طيبة القلب 
أما رواء فهي إختارت العمل لتعمل كنادلة بإحدي المطاعم لتصادف وقتها مدير المكان فقد كان شاب وسيم مهذب و حنون أيضا و بعد عدة أسابيع من عملها فاجأها هو بطلبه لها للزواج فوافقت هي لتخبره بكل شئ يخصها بالإضافة التي مكوثها بتلك الفترة فندق ما حتي تدخر المال الخاص بإحدي البيوت التي تريد شرائها فتمت وقتها خطبتهما ليشتري هو لها ذلك البيت لتعش فيه حتي موعد زواجهما و كأن الحياة تبتسم لتلك المسكينة لتعوضها برجل حنون ليرسم البسمة علي وجهها حتي تنسي والدها و زوجته القاسېة 
أما ميلينا فهي و ما إن خرجت من ذلك البيت ظلت تبحث عنه نعم رفعت و بالفعل وجدته بالأسكندرية يعيش مع شقيقته كسائق لإحدي رجال الأعمال مثلما كان فظهرت هي في حياته فجأة لتظل تلف حوله كالفراشة حتي يقتنع إن علاقتها بوالدها أصبحت منقطعة لذا و بنهاية الأمر تزوجها لتعش البطلة مع البطل كما كانت تتمنى 
أما أنيسة و إيثار فهما عملا كطباخين بإحدي الفنادق ليبقين سويا طوال تلك الفترة ليعشا حياة جديدة يملؤها الفرح و السعادة لا الحزن و الكآبة 
أما راما فهي و بعدما خرجت من ذلك المنزل حاربها الشوق بمنتهي العڼف لتعرف أخبار فراس فعلمت وقتها إن والدته توفت و علاقته بخالته و إبنتها إنقطعت ليبحث هو عنها فذهبت هي له لتعرف سبب فعلته الشنيعة و سبب تركه لها بمنتصف الطريق فأخبرها هو وقتها إن والدته رفضت أمر زواجه منها بلا نقاش بالإضافة إلي تهديداتها له بقټلها فلم يجد حل مناسب 
تم حفل الزفاف أيضا بعدها بشهر ليعشا وقتها بحياة يملؤها السرور و الحب 
أما مسك فظلت مع همسة لعدة أسابيع حتي ظهر بحياتها رجل ما ليغير حياتها سريعا لتتعلق به بصورة سريعة و هو أيضا كذلك لتتم خطبتهما بعد عدة أشهر 
أما ريلام و مجد فظلا سويا ليعملن بإحدي محلات الملابس ثم إشتريا بيت صغير ليعشن فيه بسلام 
إبحث عن الأمل و الحياة بلا توقف فلن يكون هناك خاسر سواك عندما تستسلم أمام مصائب الحياة نعم أنت من سيخسر سنوات عمره بلا فائدة لذا لا تتوقف و حاول تجاوز صدماتك التي و من الطبيعي أن تتعرض لها مثل أي إنسان و إنهض من جديد فالسقوط ليس المشكلة بل اليأس هو المشكلة الأساسية! 
تفائلوا

تم نسخ الرابط