حكاية بقلم امطار الشتاء

موقع أيام نيوز

صعبة عليها وعشان كدا أتفقت 
معاك على الجواز بالشكل ده لأنى كمان 
وثقت فيك وحسيتك أنك الشخص المناسب 
و قلتلك على سري عشان محبتش أن ياسمين تنزل من نظرك وإني عملت كدا عشان موضوع تأخرها 
في الزواج 
رد هشام أنا فاهم كل الكلام ده أنتى عارفة يا ماما إنى عمري ما هفكر كدا أبدا في ياسمين و في 
نفس الوقت مبسوط من ثقتك فيا وأن شاء 
الله طول ماأنا عايش هحافظ عليها و هحميها 
أحست هبة بطمأنينة وهي تنظر إلى الفراغ أنا طول الفترة اللى فاتت قدرت أداري علي ياسمين عشان 
ماتعرفش حاجه عني 
وتعرف إني مريضة بالسړطان لكن دلوقتى المړض أتطور وحالتى متأخرة و مين يعرف حالتى هتكون أذاي 
بعد كده
رد هشام وهو يمسك بيديها ماتقلقيش هفكر أزاي أبعدها عنك الفترة اللي جاية 
خرجت ياسمين من مكتبها و هي قلقة بعدما أجرت الكثير من محاولات الأتصال الفاشلة بوالدتها وقررت أن 
تخرج من عملها مبكرا بعدما 
أنتهت من عملها فتوجهت إلى سهام لتستفسر عن ذلك الموضوع دخلت إلى غرفة سهام الخاصة و 
قالت بصريقة معتادة وهي تقترب 
إلى مقعدها أنا أسفة بس كنت عايزة أسئلك عن حاجه أنا لو عايزة أستأذن بدري أخذ الموافقة من مين 
ردت سهام پغضب من الأستاذ هشام أو مدام مها بس أستاذ هشام مش موجود ممكن تكلميه في 
التليفون بما أنك مرآته 
قطبت جبينها ثم ردت وهي متوجهة نحو الباب طيب شكرا 
بالطبع اختارت ياسمين الخيار الثانى و توجهت إلى مها .
مها 
الذى لا يعرفها يجدها أنسانة كفئ لكن بالنسبة لياسمين هي مصدر أزعاجها طوال السنين و لم تنسى 
ياسمين جملتها المعتادة 
أيه أخبار العرسان 
ياالله كم كانت تتردد تلك الجملة في عقلها طوال تلك المدة كان ذلك هو تفكيرها و هي تدخل غرفتها 
بعد حوار طويل مع مها التى لم تتركها بسلام أيضا كان أشبه بصوت الاسطوانة المكررة خرجت ياسمين 
من غرفتها وفي يديها الموافقة 
و لم تقاوم شعورها بالصداع وهي تمسك رأسها و تستمع لتلك الكلمات المزعجة 
ليه ما روحتيش لهشام 
متتكسفيش هو أنتوا كنتو متخاصمين ولا ايه شكلكم مش هتكملوا كتير بالمنظر ده 
هو أزاي أنتي عرفتي توقعي
هشام ده هشام فعلا حظه نحس 
نظرت ياسمين بحزن وهي في طريقها للمنزل و هي في بداية حياتها لم تعتقد بوجود تلك الكائنات التى تدفعها للأنتحار أوتصيبك بالسكتة قلبية 
مفأجئة لكن في نفس الوقت كانت تشفق عليها فهي تعلم جيدا أن تلك النوعيات مشاكلها تجعلها بتلك 
الصورة 
في ذلك الوقت كان هشام جالس في سيارته وهو كان في طريقه للشركه يشاهدها وهي تتحرك وهي 
شاردة و تحرك رأسها يمينا ويسارا
تغير وجه ياسمين كان ذلك المنظر كفيل أن يجعله يضحك شعر بالأستغراب من خروجها في ذلك الوقت 
المبكر و ما لبث أن تذكرأن والدتها 
لا تزال في المستشفى .فخرج سريعا من سيارته و تابعها سريعا حتى وصل إليها
الفصل الثامن. 
لا تزال في المستشفى .فخرج هشام من سيارته مسرعا و تابعها حتى وصل اليها 
أنتبهت ياسمين إليه فشعرت بالتوتر 
نظر إليها هشام ثم حاول أن يشاركها ببعض الكلمات المعبره عن الموقف الحالي ومساعدتها في الخروج 
منه ياسمين خارجه بدري ليه ..
ردت ياسمين بضعف وأستكانه أنا اخدت أذن من مدام مها عشان ماما مش بترد عليا 
فرد هشام وهو يشير إلى سيارته أركبى أركبي دلوقتى عايز أكلمك في موضوع أمممممم عن ماما 
أحنا كنا في 
مشوار مع بعض من ساعة و الموبايل 
كان فاصل عندها و قالتلي أطمنك عليها 
ردت ياسمين و هي تحرك رأسها ممكن نتكلم في الشركة 
رد هشام بعدم أهتمام وهو يفتح باب سيارته أدخلى أدخلي
لم تتلفظ بكلمة و قررت الاستسلام فدخلت إلى سيارته فانطلق بسيارته وهو في طريقه 
وقفت سيدة في اوائل الثلاثينات وهي تقول بعصبية مفرطة يعنى أيه معملتش اللى قولتلك عليه ليه يا 
يحيى أنا قولتلك حاجه يبقى المفروض تتنفذ
فأجاب الرجل و تبدو علي ملامحه علامات الطيبه يا سميةأزاي عايزاني أبيع فرع الشركة اللى في 
أسوان عشان خاتم الماظ يرجع تاريخه للأميرة الفلانية 
أنتى عارفة أنا عايز أسعدك أد أيه بس مش معقول اعمل كدا ده تصرف غير عقلانى أبدا و كمان الموظفين 
اللى في الشركة حرام دول عندهم ومسئوليات وأسر
بيصرفوا عليها 
أجابت وهي تشير بيديهابكبر وخيلاء أولا أنا مش بحب أسم سمية و قلتلك مېت مرة قوللي شيري ثانيا 
مين دول اللى المفروض أفكر فيهم أنت كان لازم 
تفكر فيا في الأول وتفكر في أحلامى و الحاجات اللى عيزاها 
أجاب عليها بود وأحترام إنتى عارفة أنك الوحيدة اللى بحبها في الدنيا و أعمل عشانها أي حاجة 
أجابت سمية بود مصطنع طيب أشتريلي الخاتم
أجاب عليها وهو يفكر حبيبتي قولتلك مينفعش 
تنهدت سمية پغضب ثم ما لبثت أن تغيرت ملامحه وجهها إلي النقيض و أرتمت على مضجعها و ظلت 
تصتنع البكاء فذهب اليها يحيى وبدت عليه علامات القلق و أجاب 
حبيبتي إلا دموعك أنا مقدرش عليها
أستمرت سميه في البكاء المصطنع بمهارة حتى سمعت موافقته على طلبها فتبسمت بدهاء ومكر .
دخل هشام إلى غرفتها وهو ذو الخامسة عشر بعدما استمع إلى الحوار البائس الذى كانت تنتهجه 
والدته منذ نعومة أظافره ورد عليها بضيق وملل 
بابا الآذان أذن الصلاة وجبت مش هنروح نصلي
رد وهو ينتفض ماشى يا حبيبي .
هشام هشام 
رد وهو يرجع إلى واقعه من زمان مسمعتهاش 
قالت ياسمين باستغراب وهي جالسة على مقعدها فى احدى المطاعم المشهورة في منطقتها أيه 
هيا 
رد عليها بابتسامة جذابة أسمى بصوتك 
أجابت وهى تضع يديها على وجهها محاولة منها لأأخفاء حمرة وجنتيها من الخجل هي الساعة كام 
ضحك هشام على طريقتها في الهروب وقال وشك أحمر ليه هو أنتى مكسوفة و الا أيه أنا زي 
جوزك يعنى 
أبتسمت ياسمين بطلقائية شديدة وحاولت التحدث بجدية هو حضرتك كنت عايزني في أيه 
نظر هشام بنظرات متتابعة إلى الوراء وفي جميع الأتجاهات ثم قال بعين واحدة هو مين حضرتك
أزدادت ضحكاتها فرد عليها أنا جبتك هنا عشان عايزة أتعرف عليك بس عشان يعنى أنا ولد أمور هبدأ أنا 
جلسة الصراحة أنا أسمى هشام يحيى 
مهندس عندى 35 سنة عايش في القاهرة وحيد ماليش غير ربنا في حياتى و أكيد عندى قرايب بس 
العلاقة مقطوعةبينا من زمان أمى أسمها 
سمية 
ثم توقف قليلا ثم أكمل ممكن تقولى كده هي كانت مسيطرة على حياتى و حياة بابا وكان خلافتهم 
كتير اوي بس ربنا يرحمهم ماتوا في لحظة وأنا بقيت المسئول 
عن كل حاجة مسئول عن الشركة و عن نفسي هو في الأول
كان صعب أني أعيش وحيد وكان شعور 
قاسى أني عارف لو مت مفيش حد هيتأثر لوفاتي
لو مرضت مفيش حد هيقعد جنبك ويطمأن عليا لو حسيت بتعب مفيش حد هيهون عليا
كان هشام يتحدث وهو مصوب عينيه إلى أسفل ثم رفعها بعد الأنتهاء من حديثه ليجد أن وجهها ممتلئ 
بالدموع فنخلع قلبه و قال مالك فيه أيه 
أخذت ياسمين أحدى المناديل الورقية و مسحت دموعها وردت وهي تحاول تغيير مسار الحديث مفيش 
تراب في عيني 
ضحك هشام تلك المرة بصوت عال وقال كنت اسمع أن البنات حساسة بس عمري ماشوفت الكلام ده 
في الحقيقة
ثم أردف بجد هه يالا دورك 
كتمت غيظها ثم قالت وهي تتكأ على الطاولة أسمى ياسمين حسن عندى 32 سنة مهندسة و 
عايشة في القاهرة بابا أتوفي وأنا صغيرة 
وأنا وحيدة ماما 
و أنت أتعرفت على ماما بس متعرفش أنها حياتى و دنيتي أنا من غيرها أموت هي الصديقة و الأخت و 
الأب وكل حاجه في الدنيا معنديش غير 
صحبة واحدة مقربة هي فرح عندى قرايب و العلاقة ما بينهم الحمد لله كويسة بس 
حك هشام ذقنه يعني مقولتيش أنك متجوزة مع أنك لابسة خاتم أهو
ردت وهى ټضرب رأسها بخفة و تقوم من مجلسها بسرعة أنا أتأخرت على ماما 
قام هشام بتوصليها إلى منزلها ولم يتركها بسلام لكن اضاف الكثير من المزاح و الضحكات السعيدة الذى 
جعلت ياسمين تشعر 
أن بذور الحب التى تكونت في قلبها أرتوت وكبرت ووصلت إلي مداها و ظهر نوع آخر من المشاعر التى 
كانت تسمع عنها كثيرا و هي المودة 
دخلت ياسمين منزلها لتصدم بوجه و الدتها الباهت فجرت عليها في قلق وقال ماما مالك هو حصلك 
حاجه 
ابتسمت هبة بضعف ووهن وأجابت في أيه يا قلبي أنا كويسة بس تعبانة شوية لأنى طول النهار في 
الحر 
ردت ياسمين والقلق ينتابها لا يا ماما شكلك متغير في أيه يا ماما
شعرت هبة في تلك اللحظة أنها لن تستطع المقاومة أكثر من ذلك فالجرعة التى اخذتها من الكيماوى 
قد ډمرت الكثير من خلاياها ولم يتبقى منها الكثير حاولت الوقوف فلم تستطع لم تجد طريق آخر غير 
طريقها الى الارض فسقطت مغشيا عليها
وفقدت وعيها ولم يتبقى غير الصوت الأخير لصړاخ أبنتها.....
الفصل التاسع.
ياسمين ياسمين 
سمعت ياسمين ذلك الصوت بعد ما أفاقت من غيبوبتها ونظرت باستغراب نظرات تائهه في جميع أنحاء 
الغرفه وتعجبت أكثر من الرائحه الغريبة التي فاحت من الغرفة وسمعت صوتا أحسته مألوف ومعتاد 
بالنسبة لها فتحت عينيها رويدا رويدا لتصطدم 
بملامح هشام فحاولت القيام لكن لم تستطع فقالت بوهن هو أنا فين .وأيه اللى حصل 
رد هشام بنبرة حنين أنتى تعبتى شوية فنقلناكى للمستشفى 
أغمضت ياسمين عينيها وشعرت بأنها لا تقوي علي الحركة فقال هشام وهو يجلس على مقعد مجاور 
لها ياسمين أنتى كويسة دلوقتى 
سمعت تلك الجملة وبدت تسترجع ذكرياتها و ردت وهى ترتعد و تبكى بحزن شديد وقلق ماما حصلها 
أيه يا هشام 
و أصرت ياسمين علي الخروج ومغادرة المستشفي فمنعها هشام وحاول تهدئتها ماتخافيش ماما 
كويسة دلوقتى و موجودة في الأوضة اللي جنبنا 
ردت وهي تحاول التقاط أنفاسها طيب وديني عندها أتطمئن عليها 
رد هشام بنبرة حزن وأسي مينفعش يا حبيبتي دلوقتى هي محتاجة راحة 
صړخت ياسمين وهى تبتعد عنه وتقول كذاب كذاب ماما وقعت علي الأرض وكانت أنهارت ياسمين 
وأخذت تبكي بحړقة ولم تكمل الحديث ثم قالت بعد ذلك ماما ... شكلها تعبان 
ومش بتتكلم ولا بتتحرك أنت كذاب خليني أشوفها 
أمسكها هشام وقال وهو يملس على شعرها ماتخافيش هى كويسة انا قلت 
هي كويسة يبقي هي كويسة خلي عندك ثقة في كلامي 
أمسكت ياسمين بهشام باقصى قوة لديها كاناه تقول له لا تتركنى وحيدة حتى فقدت وعيها ودموعها لا تزال 
في عينيها 
وقف هشام لا يعلم ماذا يفعل وكيف سيتصرف بعد ذلك فقد تفاجأ في البداية بمكالمة من ياسمين وهى 
تصرخ بالاستعاثة فلم يتاخر و لبى الطلب في الحال . 
فوجدها على تلك الحالة الهيستيرية وكانت لا تفعل شيء غير البكاء البكاء الشديد قبل أن تسقط 
مغشيا عليها هى الاخرى فطلب لها غرفة و أخذت فيها 
بعض المهدئات أفقدتها الوعي ثم ما لبث أن ذهب لمعرفة حالة والدتها فعلم أن المړض تجاوزها يجب 
اتخاذ أجراءات جادة وسريعة بخصوصه 
لمحاولة أنقاذها 
أغمض هشام عينيه هو الأخر
فهو يعلم جيدا أن صغيرته لن تتحمل ما حدث
تم نسخ الرابط