حكاية بقلم امطار الشتاء

موقع أيام نيوز

جسدها فعندما شاهدها عصام نظر اليها تلك النظرة المعتادة
فعلمت ان مخطتها سينجح . مضت بعض الساعات ثم اتجهت سهام الى الغرفة الاخرى و اخرجت ملابس الخروج و قطعتها و انتزعت 
تلك الملابس التى كانت تردتيها و رمتها فى سلة القمامة التى في الخارج و دخلت الغرفة الاخرى و نظرت الى جسدها الذى امتلاء بالكدمات 
و الډماء فابتسمت و رجعت الى الغرفة الذى كان فيها عصام نائم و جعلته يمسك مسدسها ليطبع بصماته عليه ثم خرجت هى الى الباب 
مدام مدام حضرتك كويسة 
نظرة ياسمين اليها وقالت وهى تضع يديها على عينيها لتهرب من ذلك الضوء الذى يحرقهما 
مش ماما
توجه رجل اخر نحوها و قال بتاسف وخوف انا اسف بجد انا اختلطت عندى الاوراق بتاعت والدتك بي مټوفية تانية 
قالت وقد نمت بذور الامل ماما . ماما ممتتاش 
قال وهو يهز راسه اه ربنا يخليها موجودة فى الدور الرابع
قامت ياسمين من مجلسها و تابعتها تلك الفتاة وهى تتوجه سريعا الى غرفتها . دخلت ياسمين الغرفة فقالت هبة دون ان تنظر مين 
بلعت ياسمين ريقها و نظرت الى والدتها التى اختلف شكلها . جلست ياسمين على الارض وهى تحاول ان تمنع نفسها من المۏت من تلك الصدمة 
التى هي فيه . نظرت هبة الى القادم فوجدته ابنتها وهى تجلس على الارض و جس دها ذابل .
فوضعت هبة يديها على فمها و قالت پخوف انتى عرفتى ازاي اقتربت ياسمين منها و امسكت يديها و ظلت تقب لها و نزلت على ارجلها فشدتها 
والدتها و جذبتها الى احض انها فنامت بها وهى تبكى بحړقة لم تعرفها من قبل و هى تشعر انها قد كانت ستموت . 
طرقات الباب جعلتها تنظر اليه لتجد ان القادم هو هشام . نظر هشام الى ياسمين و نظرت هى اليه وعينيها تقسم على انهاء ما بدا ..
الفصل الخامس عشر.
دخل رجل الى الغرفة وهو يجذب شخص بيده بقوة . وكان ما فعله ليس صعب
عليه بسبب بنية جسده القوية و الفتاكة ثم دفعه هذا الرجل نحو المقعد الاسود 
الباهت بطرف ارجله .
حاول عصام ان لا تصتدم راسه فى المقعد ومسك بيديه الاثنتين مقدمة المقعد فقال له الشخص الجالس على المكتب و ينظر له بملل واضح 
اقعد عشان نتكلم 
جذب عصام جسده الى الاعلى و جلس على المقعد شارد ينظر الى الحائط و الذى ينظر اليه يشعر انه خاوي كالماء . تنهد ذلك الشخص و قال وهو يقلب 
الاوراق التى امامه انا الى بحقق فى قضيتك و اسمى ماجد و دلوقتى انت تهمتك قتل و المعلومات الى قدامى بتاكد انك القاټل . انتى ردك ايه .
بلع ريقه و وضع يديه على راسه و هو يبكى بدون صوت فضړب الرجل مكتبه بقبضة يده و قال پغضب انت دلوقتى في تحقيق رسمى 
ازال عصام يديه و نظر الى الغرفة السوداء التى تبعث الى الانفس الكآبة و الحزن وقال بصوت جائر انا مقتلتهاش هى قټلت نفسها 
حرك ماجد راسه بعدم تصديق فهو قد مر عليه الكثير من تلك الحالات و دائما كان يسمع ذلك الرد البالي فقال ماجد وهو ينظر الى الاوراق مجددا 
ردك ده مش هيفيدك ولا هيفيدنى بحاجه لان ملابسات القضية بتاكد انك القاټل 
قال پخوف مش فاهم هى الى قټلت نفسها 
قام ماجد وجلس بالمقعد المجاور له و قال باثارة بسبب ولعه باحداث تلك القضية الچثة بعد التشريح اثبتت ان المجني عليها تعرضت لاغتصاب وحشى 
وكمان الادلة اثبتت بردو انك الى اڠتصبتها و فيه اثار كدمات و چروح و وفي كمان بقايا جلدية ليك متبقية في ظوافر المجني عليها بياكد ان كان في مقاومة 
ولبسها الى كان مدمر 
ثانيا سكان العمارة شهدوا انهم سمعوا صوت المجني عليها وهى بتستنجد بيهم و بعدين سمعوا طلقات المسډس و بعد التحليل لقينا بصماتك على المسډس .
وقف عصام بذهول ورفس الارض بارجله وقال پغضب انت بتقول ايه . هى قټلت نفسها 
نظر ماجد الى الرجل ذو البنية الضخمة نظرة ذات مغزى . فجذب عصام بقوة الى مقعده 
فقال ماجد ببعض الريبة انا اقدر اقولك انى حاسس ان فى غلط فى القضية 
لان والدها ماټ فى شقته مقتول بنفس المسډس و قبليها بشوية . و
خمسين فى المية هتلبس انت التهمة التانية كمان . بس انا شاكك انك تكون مظلوم
بسبب واحد .
لان مفيش واحد هيسيب الادلة بالمنظر ده و مفيش حد هيقتل اثنين فى يوم واحد غير يكون سڤاح . والسڤاح اكيد بيكون عندو خبرة ومش هينفز 
كدا ..
سمع عصام كلماته الذى نزلت عليه كالصاعقة التى تدمر كل ما تنزل عليه و شعر ان راسه قد اوشك على الانفجار و ذهب الى عالم اخر .
..........................................
كانت ياسمين و اضعة يديها على يد والدتها و جالسة بجوارها
و لا تريد ان تتركها فقالت هبة لها بحب حبيبتي انا عارفة انى غلطانة لان مقولتش ليكي 
من الاول لكن كنت عايزة اجوزك عشان لو ربنا خدنى يكون ليكى ضهر ولو كنت قولتلك كنتى مردتيش تسبيني . 
امتلت عين ياسمين بالدموع و استطردت ماما ممكن متتكلميش تانى الموضوع ده . انتى مش عارفة كان شعوري ايه لم قالولى انك .
بترت كلماتها وحاولت ان تتماسك فقالت هبة و هى تضغط على يد ياسمين خلاص انا اسفة يا حبيبتي مش هكلمك فى الموضوع ده تانى 
ثم اردفت بقلق هو انتى قولت لهشام يقعد برا ليه . هو انتو متخنقين مع بعض 
مطت ياسمين شفتيها و ابتسمت ابتسامة مصتنعة و حاولت فيها ان تكون مرحة اصلى كنت عايزة اقعد معاكى شوية لوحدينا و لو هشام موجود 
هتسبينى و تتكلمى معاه 
ضحكت هبة و ضړبتها بخفة وقال هنبدا الغيرة ولا ايه 
بادلتها ياسمين الابتسامة المزيفة و وضعت راسها فى احضان والدتها وهى تشكى لها بصمت عن ما يدور فى راسها و عقلها . كانت تشعر 
بالخېانة و الصدمة منه . فكيف لا يقول لها عن حقيقة ما يدور حولها وهو عن اهم شخص لديها وهى والدتها . فهل كان يريد لها ان تعلم ذلك 
عندما ټموت و الدتها و تتركها و عندها لم تستطيع ان تطلب منها السماح .
...................................
وهل سبب جوازهم هو شفقته عليها وعلى والدتها 
ضمت والدتها اكثر و تذكرت تلك الليلة التى امتلكها فيه رغما عنها ....
___________________________________________
تحرك مغادرا المكان فاوقفته بصوت هادئ أنا هطلع بس عشان أفهم الناس الحقيقة
و تحركت نحو الباب لتخرج فاوقفها بيديه التى كانت تسد الباب وقال بلا مبالاة مش هتقدري 
ابتسمت بسخرية وقالت اذاي 
ضغط على يديه بالضيق ثم قال وهو يشعر بالحزن من نفسه انا مكنتش عايز استخدم الطريقة ديه معاكى . 
قاطعته هتهددنى صح 
اردف هشام ايو ههددك . انتى خلتينى اعمل حاجات مكنتش احب اعملها و لو مروحتيش دلوقتى عشان تمضى على ورقة جوازنا .
مشروع المستشفى هيتلغي 
ضحكت ياسمين بهسترية انت بتهددني بالمستشفى التطوعية الى ممكن تنقذ الالاف من الاطفال الفقراء .
نظر اليها بحزن ثم اشاح بصره و اتجه الى الخارج وهو يشعر بحقارة ما فعله . فهو يعلم ان الذى فعله . 
هو السبيل الوحيد لامتلكها الأن 
ولم يفكر للحظة باستبدال ما فعله بمودة . فهو كان يشعر پخوف شديد عليها من مۏت والدتها او ان تعلم بذلك فتتركه و تذهب . لكن هل كان 
عذر مقنع 
______________________________________
فى الصباح اغلقت ياسمين الباب على والدتها بعد ان قضت يوم كامل بجوارها و كانت تريد ان تتجول قليلا في الخارج .
لكنها اڼصدمت عندما وجدت هشام جالس على المقعد و يريح راسه على الجزء البارز منه و الذى يبدو من ملامح وجهه انه صلب و غير
مريح 
. همت ان ترحل فاوقفها هشام وهو يقول رايحة فين 
استدارت اليه و قالت بنظرات جامدة هشام انا فكرت كتيرا و مش هقدر انسا الى عملته معايا يوم كتب الكتاب انا حاولت اتناسا بسبب انى حبيتك 
و كان تعاملي معاك طول الفترة ديه بما يرضى الله و بالرغم من كلام سهام صدقتك حتى بدون ما اتاكد من الحقيقة لكن الى عملتو دلوقتى انا مش هقدر 
تانى اسامحك عليه . وكل الى شيلا منك طلع دلوقتى 
تنهد هشام و قال بعصبية انا اسفة بس ده كان طلب والدتك و يوم كتب الكتاب انا ندمت عليه اوى و عارف انى كنت حقېر جدا .بس 
انتى بتطلبى منى تانى اننا ننفصل . وانا قلتلك ان الموضوع ده بيعصبني . اتكلمي معايا لوميني لكن متعمليش فيا كدا .
قالت بعصبية حادة انا مش هقدر اعيش معاك خلاص انت ارغمتني على الجواز بطريقة رخيصة بدل ما كنت كلمتني بهدوء و ضحكت عليا بكم 
كلمة بس انت مش عايز تعمل كدا عشان شايف ان بكدا كرمتك هتتهدر فى الارض . قدام ست متستحقش حاجه . انا مش امك ولا انت ابوك 
ثم رفعت راسها بكبرياء وقالت فياريت ننفصل بهدوء
الفصل الأخير.
ها يا عصام ردك أيه 
قالها بترقب 
رد بحرج لكن كانت يشوبها الصرامة اللى حصل ما بينا كان برضاها مش أغتصاب 
ابتسم ماجد ابتسامة صغيرة فهمنى 
حك أنفه بخجل وقال هى قالتلى أنها عايزة كدا وأنا وافقت 
وبعدين 
أجاب عصام نمت و صحيت على صوتها و الباقى أنت عارفه
أغلق ماجد الملف الذى كان يتصفحه و قال بإثارة صعب أنك تثبت أن هى اللى عملت كل ده كنوع من الاڼتقام و استفادت من رغبتها حياتها مع هدية ليك .
ثم استطرد بس أنا مصدقك 
نظر اليه عصام كالشخص الذي وجد ضالته قال يعنى هطلع 
ضحك ماجد وقال لو كان الموضوع مجرد تنبؤات مني كان الكل طلع أنت محتاج دليل يثبت كلامك . ولو أنت واثق من نفسك . هتلاقى لأن 
مفيش چريمة كاملة 
ثم أردف وهو قاطب جبينه عندك دليل 
جز على أسنانه و قال للأسف لا
مط ماجد شفتيه بحزن و قال وهو يوجه كلامه لمساعده أكتب الاعترافات و أقفل المحضر 
__________________________________________________ __
أدخلت ياسمين المفتاح فى الباب و دخلت وهى واضعة يديها في يد والدتها بعد مرور بعض الاسابيع و تحسن صحة و الدتها كثيرا 
كانت ياسمين تشعر أنها ملكت العالم بأكمله .
دخلت هى أولا لتنير المصابيح فلفت أنتباهها رائحة منزلها الفواحة التى تذكرها بكل لحظة فيه فشعرت ببعض النشوة الرائعة التى جعلتها 
أيضا تشعر بالترنح بسبب فرحتها برجوع حياتها إلى المجرى الصحيح لكن لم تنكر وجود جزء من وجدانها يرفض الابتعاد عن جزءه الآخر وهو 
هشام الذى بالرغم أنه أهان كبريائها إلا أنها لا تستطيع أن تكره بل تذوب في حبه مع مرور
الزمن . حتى إذا ذبحها بسکينه الا اذ قد فارقت الحياة 
شكل البيت وحشك أوى
نظرت
اليها ياسمين وعينيها تحمل العشرات من المشاعر المختلطة دايما فهمانى بتفهميني يا ماما 
ابتسمت هبة ابتسامة صافية فبادلتها ياسمين ابتسامة لا تعبر عما يحتويه قلبها و عقلها 
باغتتها هبة بسؤال في محله هو هشام مش بيكلمك ليه
لامست ياسمين أنفها كردة فعل طبيعى لكذبها و قالت أنا أتصلت بيه و قلت له يسبني كم يوم معاكى 
كانت هبة تشاهدة ردة فعله التى أيقنت منها أنها غير صادقة . ثم جلست على أقرب مقعد و أشارت لياسمين أيضا أن تجلس . فجلست بدون 
تردد فقالت هبة وهى تشعر بالضيق على أبنتها الحبيبة أيه اللي حصل . أنتى بتخبي عليا ليه .
أبعدت ياسمين بصرها عنها وقال قولتلك يا ماما مفيش 
حكت هبة رأسها بيديها وقالت بجدية لو مضايقة منه عشان مقلقيش حاجه . أنتى عارفة كويس إنه ده كان طلبي و وعدني بيه وعارفة 
قد أيه هو كان خاېف عليكي . أما عن كتب الكتاب انا مش عارفة أزاي خلاكى ترضى بيه بسهولة اللى شفتها و تتخلي عن عنادك لكن أكيد 
الطريقة كانت مش سليمة 
ثم أردفت بس أنتي مشوفتيش لما طلع من عندك كان منظره عامل أزاي . واكيد كان ندمان بس يا حبيبتى هو غلط وأنا كمان غلطت بس لو نسيتي 
النقطة السوداء ديه هتشوفى اللون الابيض اللى مالي الورقة . كفاية حبه ليكي 
ذمت ياسمين شفتيها وهى تشعر بالندم لكن لا جدوى الآن فهذا الكلام قد أصبح من الماضي . ولا يوجد ألة تعيد ما حدث 
___
محكم ة 
حكمت المح كمة قضائ ية على المتهم عصام عباس بالس جن 15 سنة مع الشغل لتضارب الادلة 
رفعت الجلسة 
كان هو فى ذلك الوقت يبتسم ابتسامة حزينة لكن كان يردد بصوت دائما تلك الكلمة الحمد لله 
لأنه كان يشعر من قرار نفسه أنه يستحق ذلك الحكم بجدارة ليكفر عن كل ما فعله فى الماضي من أفعال بشعة فى حق الكثير من 
الأبرياء و أخرهم سهام و يريد وقت أكثر ليرجع الى الله الذى قد نساه . وحمد الله مرة أخري على أنه هنا الآن . لأنه لو كان حر طليق 
لكان قد استمر فى أفعاله و أولها قتل هشام الذى تسبب في أدماء قلبه . و كان يعلم جيدا أن آثار تلك الچريمة كانت ستعلم على حبيبته 
وسيعذبها ثم ستكرهه هى فمن المستحيل أن تحب المرأة قاټل زوجهه حتى إذا لم تكن تحبه فهو شيء بديهي فهو الذي سيجعلها تحصل
على لقب مطلقة وما أبشع ذلك اللقب في ذلك المجتمع الفاسد .
جذب الرجل عصام ليوصله الى مكان إقامته الدائم منذ الآن و هو السچن لكن لم يعرف أن سجنه هو سجن حبها
وضعت يديها على رأسها في
محاولة منها أن تحجب ضوء الشمس الساطع علي رأسها الذى أصبح شعلة من الحرارة الساقطة عليها .
وقفت تنتظر في شوق طاغ وقلبها ېحترق فهي تعلم أن هذه السعادة لن تدوم كثير 
نظرت إلي أبعد نقطة في الطريق فلم تجد ما تبحث عنه لكن وجدت بعض من الشباب الواضح من ملابسهم أنهم مريبين
أشاحت و جهها عنهم وهى تشعر ببعض الخۏف . وبالفعل تحققت شكوكها وأقتربوا منها و هم يتحدثون ببعض الكلمات 
الخادشة للحياء و هم شخص بإمسكها لكنها منعته صڤعة هشام الذي قد جعله يتلقى بعد الضربات الأخري و تفرق الباقي عنه 
لم يمضي الكثير من الوقت حتى هرب ذلك الشخص بعيدا . نظر هشام لها نظرة ڼارية فشعرت ياسمين بالخۏف . فأشار لها 
وهو يقول بعصبية أدخلي 
دخلت ياسمين بسرعة و تابعها ثم ركب خلف المقعد وهو يستاش ڠضبا ونظر لها
وقال پغضب شديد أنتى أيه اللى نزلك و مستنتيش أرن عليكي ليه 
أجابت وهى تنظر إلي أسفل خلاص محصلش حاجه أنا أسفة
ضړب هشام المقعد مرة أخري و قال يعنى أيه محصلش حاجه و اللي حصل ده أيه تمثيل . أخر مرة تنزلي من غيري
ردت بعصبية وڠضب أنت نسيت أحنا رايحين دلوقتى نطلق 
نظر هشام لها فى صمت و أكمل طريقه . لم تمضى دقائق حتي أرتفع صوت ياسمين بأنين واضح فأوقف هشام السيارة و قال فيه أيه يا ياسمين مالك 
فيكي أيه 
لم تجب ياسمين وأمسكت يديه وهى تعتصرها بقوة . فشعر بازدياد ضربات قلبه و حرك يديه الأخري ليحرك سيارته نحو المستشفى وهو 
يشعر بالضعف تجاه ألم حبيبته الذى لا يستطيع مساعدتها فيها و تمنى لو تذهب الآمها اليه ...
خرج الطبيب اليه بعد فحص لم يستغرق كثيرا وهو يبتسم ابتسامة عريضة توجه هشام في دقائق اليه و قال هى عندها إيه 
ضحك الطبيب و قال مبروك المدام حامل
لم تسع الدنيا وما فيها فرحة هشام بما سمعه حامل 
رد بسعادة مبروك يا بشمهندس . يتربي في عزك 
ابتسم هشام و قال وهو يمسك يد الطبيب الله يبارك فيك ممكن أدخل ليها دلوقتى 
طبعا يا بشمهندس فأسرع بالدخول اليها . دخل الغرفة فوجدها تنظر بعيدا عنه جلس بجوارها وأمسك يديها مبروك يا حبيبتي 
سحبت يديها من يديه بسرعة و قالت بحزم متخفش الموضوع ده مش هيوقف طلاقنا 
ضحك هشام على عنادها و قال بود أيه اللي أنتي بتقوليه ده هو أنتى فاكرة إنى هطلقك يا حبيبتى 
نظرت له نظرة مجني عليها لمتهم أنت هتعيش معايا ڠصب عنك عشان البيبي . أنا مش هقدر أعيش مع واحد مش بيحبني 
رد هشام . أنا مش بحبك أنا بمۏت فيكي سامحيني لو كنت زعلتك
ردت عليه أنا مش عايزاك تعيش معايا كجسد من غير مشاعر 
رد هشام ما تقوليش كده ده أنتي قلبي
وعقلي وروحي وكل حاجه تحبي أثبتلك
خرج هشام ليستأذن من الطبيب بالسماح له بأخذ ياسمين
ردالطبيب طبعا ممكن تخرج
اشار لها ان تتبعه . فتبعته دون مقاومة منها حتى السيارة و بعدها الى طريق اخر لم تعلم اين سينتهي .
بعد فترة اوقف سيارته و خرج ثم رجع اليها بعد فترة من الزمن 
و قال لها وعينيه تلمع اطلعي 
نظرت له باستغراب و خرجت و تابعته الى مبنى عملاق يحمل اسم مطعم الوردة البيضاء 
دخلت معه ليوقفهم صوت العازفين الذي قد ظهر فجأة من السراب . وهم يعزفون موسيقى رقيقة قد اشعلت قلبها . نظرت الى هشام الذي كان 
يشعر بالخجل من ما فعله . 
بسط هشام يديه اليها لتظهر الباقة التي كان يحملها بالونها البنفسج الباهر 
. ضحكت ياسمين و خطفت الباقة و وهي تنظر نحو هشام بشوق و تعلقت في يديه 
وهى تنظر الى وجهه وقالت له بغنج بحبك على فكرة
اشاح وجهه عنها و ضحك بصوت مكتوم فقالت ياسمين 
وهي تمسك يديه الثانية بتضحك على ايه 
لم يستطيع هشام كتم ضحكاته وهي تنظر له باستغراب فقال لها اول مرة تمسكي ايدي 
احاطت ياسمين يديها بيديه وضمتها بقوة و استطردت كنت فاكرة اني بعد كل الى عملتو فيك هتطلقني . ومعرفتش انك رومنسي كدا 
ضحك هشام وقال بشكل مسرحي وهو يتنهد ده اقل حاجه عندي . هو انتي لسه شفتي حاجه 
جذبها سريعا الي داخل المطعم الذي كان خالي من الناس و ادخلها داخل بقعة لم تعلم ملامحها بسبب الضوء المغلق .
ثم ما لبث ان اضات الانوار مرة واحدة . لتكشف عن طاولة جميلة كانت تمتلىء بالورود التي تحبها و الشموع الطويلة الساحرة . كالتي كانت تشاهدها بالافلام 
ثم قالت وهي مبهورة فاضل زجاجات الخمر 
نظر اليها وهو رافع حاجبيه خمړة 
ضحكت ياسمين فضحك هو فترك يديها و جذب المقعد الى الوراء لتجلس . فجلست وهي ترفع ارجلها فاصدر هشام انين لبعض الكلمات المبهمة 
فضيقت ياسمين عينيها فضحك هشام و جلس وقال وهو ينظر الى عينيها من اليوم هنعيش انا وانتي في عالمنا الخاص . و ححاول 
السنين الي هعيشها معاكي اني احافظ عليكي و احميكي و احبك و اربي عيالي معاكي و نعيش قصتنا الخاصة . 
لمعت ياسمين عينيها بحب و شوق و قالت وانا مش هقولك طلقنى تانى . و هحبك و هعيشلك لحد مۏتي .
قالت بصوت ناعس هاااا 
عايز اروح الحمام 
قامت من سريرها وهى منفوشة الشعر و و تصدر تأوه ببعض الكلمات التى ټلعن اليوم الذي تزوجت فيه . ثم حملت طفلها العنيد و ذهبت الى الحمام 
فقابلت والدتها في طريقها فضحكت على منظرها وقالت هاتي يا بنتي الواد بدل ما شكلك هتلميه في كيس الژبالة 
نظرت الي ابنها بغل و قرصته في وجنتيه وقالت كنت بفكر في كدا بس اعمل
ايه بحبه 
اخذت والدتها عمرو و توجهت لتعتني به . فرجعت ياسمين الي غرفتها وهي تحك شعرها المتناثر وتقول فين ايام لم كنت انسة كنت 
قمر و وردة مفتحة هي ده اخرة الي يجوز و قال ايه قلتله هحبك و هعيشلك لحد ما ھموت .كنا غلابة يا خال .
رفعها هشام فصړخت لهول المفاجأة فقال لها بغيظ عندك حق يا اختى حد قال انك هتبقي بالحجم ده . بعد ما خلفتي عمرو و سلمى 
نظرت له وهي تمط شفتيها و ضړبته بغل في صدره وهي تقول ماشي يا هشام . روح شوف كرشك في الاول .
ضحك هشام وتركها وهو يقول بس لسه بحبك يا هبلة 
قالت بصوت خفيض هبلة لم تلمك 
قال هشام قبل ان يغادر بتقولي حاجه يا حبيبتي 
قالت وهي تبتسم ابتسامة صفراء مفيش يا حبيبي 
قال وهو يغلق الباب اها بحسب 
وقفت قليلا وهي تنظر الى مرآة غرفتها و تتذكر السنوات التى مرت في دقائق . ثم ذهبت الى طاولتها و اخذت مذكرتها 
و جلست علي سريرها وهى هي تمسك قلمها و تكتب بشوق 
اتجوزت بعد سنوات طويلة من حياتي . حبيت و خلفت و تعبت و تخنقت و غسلت المواعين و عملت الاكل .و فرحت و حزنت .
و عرفت ان الجواز مش كل حاجه . الجواز مش حب و بس . الجواز اكبر من كدا . و الحياة مش هتقف على حاجه ثانوية في الحياة . 
وان كلمة عانس .هي مجرد كلمة انتشرت في المجتمع . جرحت بنات كتير و جعلتهم سلعة بالنسبة للناس .
فاتمنى في يوم اننا نمحي تلك الكلمة في قواميس العالم 
النهاية.
_رواية نعم أنا تلك العانس.
_للكاتبة أمطار الشتاء.

تم نسخ الرابط