حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
ولو بكلمة واحدة ولكن خابت كافة ظنونها عندما صدرت منه ضحكة هازئا ورد بنبرة مستخفة لأبعد حد
بقولك أيه انت مچنونة وأنا مش فايقلك على الصبح واقولك كمان سديتي نفسي مش عايز افطر انا همشي من وشك علشان
ترتاحي
قالها بحدة مبالغ بها وهو يفتح خزانته ويخرج ملابسة يرتديها على عجالة ويغادر أمام نظراتها المشدوهة الغير مستوعبة فكانت تشعر أنها ضائعة مشتتة تحارب تلك الخيوط التي تحاول أ قراره ولا شيء يستطيع أن يردعه عن ما نوى وها هو يجلس لتوه مع والدتها ويتفق معها على أتمام زواجه منها بعد أن
اسدل الليل ستائره معلن عن تلك الحړب الضارية التي تدور برأسه فقد
تململ في فراشه يجافيه النوم بعد محاولات شتى كلها باءت بالفشل فبعد أخر مشادة بينهم يتعمد ان يتجاهلها حتى انه ينفرد بغرفته طوال
الوقت كي لا يتصادم معها هو على يقين تام انها غاضبة من أجل شكه بها وتنتظر مبادرته ولكن لم يشغله ولم يهتم فماذا كانت تنتظر منه هو كاد يجن وحقا هو غير أسف بشأن ذلك بل مازالت الشكوك برأسه ولم يزيحها إلا أن يتأكد بطريقته ولكن ماذا بشأن قلبه الذي يعصاه ويميل لها كما يحدث الآن تماما عندما
بحبك يا نادين وعمري ما حبيت حد غيرك ليرفع خصلة من شعرها الطويل و يستنشقها بعمق راجيا
أوعي تخذليني وتخوني ثقتي فيك
تململت بنومها مما جعله ينهض على الفور ويغادر كي لا تشعر به فأخر ما يريده الآن هو أن يتجادل معها من جديد
أحضر لذاته كوب من القهوة وجلس يحتسيها على طاولة الطعام داخل ذلك المطبخ ذات الطابع الأمريكي تناول هاتفه برتابة وظل يتفقد مواقع التواصل الإجتماعي شعر بها تجلس على أحد المقاعد العالية التابعة لذلك الكونتور الرخامي امامه تصنع عدم الأنتباه لها في حين هي تحمحت
هتفضل تتجنبني كده كتير
كده افضل أحنا كل ما نتكلم نتخانق وبصراحة زهقت من الخناق ومن طريقتك
ارتفع حاجبيها المنمقين بمكر لا يضاهيها أحد به تستند بظهرها على طرف الطاولة أمامه تحاول أن تستحوذ على اهتمامه قائلة
المفروض انا اللي ازعل مش انت علشان شكيت فيا ! بس على العموم خلاص سامحتك علشان مش بحبك مكشر بيبقى دمك تقيل
تابعت هي كي تؤكد له الوقت بخطوات واثقة نحوه وتقول بمكر تجيده
ايه رأيك في اللوك الجديد
حلو
هاااااا يعني عجبك بجد!
اجابها وهو يضع نظارته يخفي ناعستيه الثائرة ويشرع بركوب السيارة
أي حاجة عليك بتبقى حلوة ممكن تتحرك علشان ارجعك البيت واروح اشوف شغلي
تنهدت بإحباط من ردة فعله واقترحت ببراءة مصطنعة
انا ممكن أروح لوحدي عادي لو متأخر!
يلا يا نادين بدل ما أجيبك من ديل الكلب اللي انت عملاه ده
قالها بنبرة ساخرة وهو بالكاد يتحكم بأعصابه لتصعد بجانبه وينطلق بها عائد إلى المنزل
يا لهوي عملتي أيه في شعرك يا بنتي
هدرت بها ثريا ما أن رأتها لتبرر وهي تمرر يدها بخصلاتها القصيرة
دي الموضة يا مرات يا بابا
يا حول الله يارب موضة أيه بس يا بنتي ده زينة البنت شعرها
نفخت اوداجها ولم تعطي لحديثها أي أهمية ودخلت غرفتها لټضرب ثريا كف على آخر وتقول وهي تلحق ب يامن إلى غرفة مكتبه
رجعت ليه يا بني مش عندك شغل
آه يا أمي بس نسيت ملف مهم ورجعت علشان اخده
هزت رأسها بتفهم وأردفت وهي تجلس على أحد المقاعد القريبة
البنت بتعند يا يامن
تنهد وأخبرها بقلة حيلة
عارف يا أمي وعلشان كده محبتش أبينلها إني أتضايقت من قص شعرها
لتتنهد والدته وتقترح بفطنة
أسمع يا بني عايزاك متضغطش عليها سيبلها الحبل شوية نادين متربية وعمرها ما هتغلط هي مش مقدرة خۏفك وحاسة انك مفروض عليها يمكن وقتها يا ابني تحس أنها مش مجبورة وتقدر حبك
مرر يده بخصلاته البنية وأخبرها ببعض التردد فهو لا يضمن ذاته عندما يتعلق الأمر بها
هحاول يا أمي
تردد بدل المرة ألف وهو يتطلع لرقمها المسجل الذي أخذه من والدها سابقا لكي ينسق معها مواعيد العمل فظل يجاهد تلك الرغبة التي تلح عليه أن يهاتفها منذ أن أخبرته مربيتها انها ليست على ما يرام ولن تذهب اليوم ايضا لجامعتها انتابه القلق وأراد حقا أن يطمئن عليها ولكنه تراجع باللحظة الأخيرة وهو يلعن ذلك الفضول الذي يدفعه نحوها فما شأنه هو! ليقذف الهاتف من يده على الفراش ثم يزفر أنفاسه حانقا عندما تذكر حديث تلك الصفراء
له وظل يتساءل أيعقل! أن يكون حدسه نحوها بغير محله رفض عقله التصديق بتاتا وظل ساهما يفكر بتروي غافل عن تلك التي كانت تتابعه منذ دقائق وجلست بجانبه متسائلة وهي تضع كوب من الشاي الساخن على الكومود خاصته
مالك يا محمد من ساعة ما جيت الضهر وأنت مش على بعضك
زفر أنفاسه وأخبرها بنبرة مخټنقة
مفيش يا شهد مضايق شوية وفي موضوع شاغلني
ايه اللي شاغلك هو حد ضايقك في الشغل
تسألت هي پخوف مترقبة وهي تربت على ساقيه تعلقت عينه بها بعدما لامس خۏفها الجلي
على نبرتها وقال مطمئنا
متقلقيش مفيش حاجة كل الموضوع أن صحبتك دي مش نزلالي من زور ومستغرب كنت مصحباها ازاي
ابتسمت شهد بعدما أزاحت خۏفها
جانبا واخبرته
أحنا كنا في جامعة واحدة وزمايل بس مكناش قريبين من بعض وبالصدفة قابلتها وحكيت لها عن ظروفي وقررت تساعدك
هز رأسه بتفهم وأخبرها مشاكسا
طيب طمنتيني انكم مش صحاب اوي علشان بس لو حبيت اجيبها من شعرها متزعليش عليها
لأ الله يخليك اوعى تعمل كده وتقطع عيشك بأيدك ده احنا مصدقنا من يوم ما اتخرجت وانت دايخ على شغل وأديك شايف الحال بعد ۏفاة فايق
تنهد قائلا بنبرة حنونة
متقلقيش مفيش حاجة مخلياني ماسك في الشغل ده بأيدي و سناني غيركم وإذا كان على صاحبتك أمري لله هسايرها بس لغرض معين في دماغي ويا رب أكون غلطان
وعند لفظه لأخر جملة صدح رنين هاتفه وعندما التقطه اتسعت عيناه مذهولا عندما وجد رقمها ليتحمحم يجلي صوته كي يصدر لين ورد وهو يهب واقفا امام نظرات شقيقته المستغربة
انسه ميرال تحت أمرك
لم يأتيه غير صوت نحيب قوي من الجهة الأخرى وتلاه قولها بنبرة مرتعشة واهنة لا تنبئ بالخير بتاتا
ألحقني
ابن عمو بتاع الكتب بيعاكسني يا بابا
يا خبر قالك اي
قالي بنبونايه ملبسايه حلوه من كل الزوايا
يا خبر تعالي معايا نشكي ل باباه
وروحنا للمحل عند عمو
جرا اي يا ابو زين ابنك هيفضل يعاكس بنتي كدا في الرايحه والجايه
بنتك اللي حلوه نعمل اي بقا
ااه واحنا هنجيبو من بره ما ابن الوز عوام
بظبط كدا يا ابو الحلوه
قالها وبص ليا وابتسم اتكسفت استخبيت ورا بابا
اهو زين جيه اهو تعالى يالي جايبلنا الكلام
اي يا بابا انا عملت اي
سلم على عمك ابو حور الاول
ازيك يا عمو
كويس يا زين بس زعلان منك ينفع تعاكس حور بنتي
معاكستهاش انا بس متعود لما يكون في حاجه حلوه اقولها انها حلوه
خرجت من ورا بابا وانا مبتسمه ببرأه
يعني انا حلوه
طبعآ حلوه اوي كمان
زاي سندريلا
احلى من ١٠٠ سندريلا
خلاص سيبو يا بابا
ضحك بابا هو وعمو على كلامي انا وزين
اهو قالتلك سيبو يا بابا يعني سماح المره دي
خلاص نعديها المره دي
وراك حاجه انهارده
لاء ليه
اي رايك تيجي نتغدا سوا ام زين عامله محشي على الغدا والاكله الحلوه دي مش هتكمل غير بيكو
خلاص عزومتك مقبوله
هستانكم
هنيجي
١ نوفمبر ٢٠٢٢
انتي فين يا حور
اهو في الموقف الميكروباص اللي انتو فيه فين بظبط
جنب الجامع
خلاص شفتكو جايه عليكو اهو
قولتها وقفلت معاها وروحت للمكروباص بصيت قبل ما اركب كانو تلات شباب قاعدين في الكنبه اللي ورا اتنين نايمين وواحد صاحي وصحابي قاعدين في الكنبه الي قدمهم
قعدوني جنب الشباك يا اما مش هركب معاكو
طفله
خلاص يا سلمى انزلي خليها تركب جنب الشباك لا تتقمص وتركب ميكروباص تاني
نزلو الاتنين من الميكروباص وطلعت انا قعدت جنب الشباك بعدين هما طلعو قعدو جنبي كل ده كان تحت نظرات الشاب اللي ورا
مش هتكبري بقا يا بت انتي
لاء
عملتي اي طيب طمنينا
كله تحت السيطره
فضلنا قاعدين شويه لحد ما الميكروباص حمل والسواق بداء يسوق كان شويه ووصلت انا عشان انا بيتي قبل بيت صحابي سلمت عليهم ونزلت ونزل معايا الشاب اللي كان
معايا في الميكروباص
مشيت وهو ماشي ورايا كذا شارع امشي منو والاقيه ورايا خۏفت أكيد هيخفطني
اتجرات ولفيت ليه
انت عايز اي ماشي ورايا ليه يا بادر
افندم
ماشي ورايا ليه
مش ماشي وراكي أنا مروح بيتي
من ساعت مانزلت من الميكروباص وانت ورايا بيتك ده عندنا في البيت مثلآ
ما قولت مش ماشي وراكي اكيد صدفه
تمام
قولتها ووقفت استنيتو يمشي هو بعدين مشيت انا
دخلت الحاره بتاعتنا وكالعادة خۏفت من الكلاب والأطفال عدوني منهم
شوفت محل عمو ابو زين مفتوح
رجعو!
من ساعت ما سافرو المحل متفتحش اكيد رجعو
جريت عليه
عمو يا عمو انتو جيتو
خرج عمو من المحل
حور صح
ايوا انا حور وحشتني اوي يا عمو
كبرتي يا عفريته وانتي كمان وحشتيني اوي
ده بابا هيفرح اوي لما يعرف انكم رجعتو هروح اقولو ولا اقولك تعالى معايا
عارف عارف من الصبح وفطرنا سوا وشربنا الشاي ومامتك وام زين نزلو السوق وبيحضروا الغدا ولسه فاتح انا وابوكي المحل
يااه يعني انا اخر من يعلم
بظبط كدا
مش مهم المهم انكم رجعتو نورتو المنطقه كلها
قولتها وانا بدور ب عيني عليه مش شايفاه ليه مجاش معاهم ولا اي
عايزه اشوفو شكله بقا عامل ازاي
اكيد اتغير ياترى لسه بيعاكس بنات والله اقتله
اللي بتدوري عليه زمانو جاي يا حور
انا انا مش
بدور على حد انا هطلع بقا سلام
قولتها ولقيت الشاب اللي كان معايا في الميكروباص داخل المحل
اما انت شخص بجح صحيح جاي ورايا لحد هنا يا قليل الادب
انتي تعبانه في دماغك انتي اللي بتعملي اي هنا وهمشي وراكي ليه يعني من سواد عيونك مين دي يا بابا تعرفها
بابا !!
يظهر انكم شفتو بعض وحصل سوء تفاهم
ده زين يا عمو
بظبط
وانتي تعرفيني منين مين دي
دي سندريلا بتاعتك ياخويا
حور!!
بظبط
وهو البنات لما بتكبر لسانها بيطول وبتبقا قليلت الادب
انا
متابعة القراءة