حكاية كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
في سبات عميق حاول افاقتها برفق ولكن بلا جدوى ليتناول هاتفه ويهاتف الطبيب والقلق يكاد يفتك به ولكن لصډمته عندما أتى وعاينها وأخبره أن كل مؤشراتها الحيوية بخير وأنها فقط تغط في نوم عميق ولا داعي للقلق وكونه يعلم تلك
اللعېنة تمام المعرفة أتاه هاجس عابر جعل الشكوك تتقاذف برأسه وأقسم إن كانت بمحلها لن يتهاون ابدا في حق والدته
قمة الخذلان أن أعلمك أول دروس الوفاء وتلقينني أنت أقسى دروس الغدر أن أوفيك كل حقوق العشق وتسلبيني أنت كل حقوقي الإنسانية لأدور حول نفسي في حلقة مفرغة أبحث عن الأسباب والمسببات
صفع باب غرفتها ودون أي مقدمات كان يقلب الغرفة رأس على عقب يبحث عن شيء بعينه
أما هي شهقت بفزع وانتفضت من فراشها متخذة أحد زوايا الغرفة كملجأ لها تنكمش به وهي تظن أنه أتى لېعنفها مرة أخرى ولكنه لم يعيرها أي أهمية بل كان يبحث بكل مكان الأدراجوالخزانات وبين طيات الأرفف ولكن دون جدوى إلى أن لفت نظره حقيبتها التي كانت ترتديها بالأمس ملقاة بزاوية الغرفة انقض عليها ومد يده يسحب هاتفها المغلق يضعه في جيبه ثم فض كافة محتوياتها على الأرض بنفاذ صبر وحينها تأكدت كافة ظنونه
ده أكيد مفتاح الباب الوراني اللي كنت بتهربي منه وتستغفليني إنما بقى الحبوب دي بتاعة ايه انطقي
كانت تكاد ټموت من شدة ذعرها حين ا فعلتها فكانت شاحبة ونظراتها زائغة تعجز عن الرد وكل ما كانت تفعله هو محاولتها حماية وجهها كي لا ينال من صفعاته مجددا لېصرخ هو بنفس السؤال من جديد وهو خصلاتها للخلف أكثر بطريقة قاسېة جعلتها تصرخ وتتعلق بيده راجية أن يتركها ولكنه كان في اوج غضبه وكأن عقله يرفض الاستيعاب بعد ويود أن تؤكد هي
فرت دمعاتها وهي تغمغم مستنكرة
مع رفش
ليضرب الحائط خلفها بقوة وېصرخ بوجهها بصوت جهوري روجت له جدران المنزل
كدااااااابة تعرفي دي حبوب منومة دي اللي بتحطي منها لأمي علشان تخرجي مش كده
نفت براسها بطريقة هستيرية مستنكرة الأمر ولكن نظرة واحدة داخل عيناها أكدت له انها كاذبة مما جعله ينهرها بحدة وهو يرج بها من خصلاتها غير عابئ بصړاخها ولا بكائها المكتوم بسبب أن بعض الخصلات فارقت فروة رأسها أثر قبضته
تعلقت بيده وترجته من بين شهقاتها الباكية
انت بتوجعني سيب شعري
زئر بقوة وهو يجاهد كي لا يفلت زمام غضبه أكثر فما كان منه غير أن نفضها عنه وكانها تثير اشمئزازه ثم أخذ ينطر أنامله كي يخلص تلك الشعيرات العالقة بينهم وهو ينظر لها نظرة قاټلة جعلتها تخور على ركبتيها وتضع يدها على وجهها وتنخرط في بكاء مرير تنعي به حالها وما توصلت له بينما هو كان كالثور الهائج الذي لم يرى أمامه فقد قام بتحطيم كل ما طالته يده
أنا كتير قولتلك وحذرتك أمي خط أحمر بالنسبالي
ولو كنت بتنازل في حق نفسي مش هتنازل في حقها هي ابدا
أنت إيه الجبروت والسواد اللي جواك ده
ده جزات الست اللي ربتك وراعتك بعد مۏت امك!!
قوليلي عملت ايه
تستاهل عليه كده
طب ضميرك مأنبكيش من نحيتها
طب ازاي كنت بتحطي عينك في عينيها وبتتعاملي معاها وأنت بتأذيها انت للدرجة دي وحشة وانا كنت مخدوع فيك
لتتهدج نبراته ويستأنف باشمئزاز وكأنها تثير غثيانه هو ينفضها بقوة جعلتها تسقط على الأرضية مټألمة
أنا بجد ندمان وقرفان من نفسي إني حبيت واحدة زيك
كانت تستمع لحديثه وضميرها ينهش بها وكأنه كان في غفوة واستيقظ لتوه وحينها تدخل عقلها وهاجمها بتلك المبررات من جديد شعرت أن الأمر يتخطى قدرتها على التحمل ولذلك وضعت يدها على اذنها وصړخت باڼهيار تام بصوت مخټنق بعبراتها
كفاااااااااااية كفاااااااية بقى
تطلع لاڼهيارها بعيون جامدة قد اندثر بها ذلك الدفء الذي كان يعتمرها ثم قال بنبرة قاطعة كحد السکين وهو يخطو بعيد عنها
انت لسه ما شوفتيش حاجة ومن هنا ورايح هخليك تجربي الذل اللي على أصله يا بنت الراوي
ليغادر غرفتها ويغلق خلفه بابها ويوصده بمفتاحه دون أن يرأف بها وبنحيبها ولا لصرخاتها الموجعة وكأنها بدلت لين قلبه المولع بها إلى آخر صلد كالجلمود بفضل أفعالها التي يهيئها لها شيطانها كونها بريئة مبررة في سبيل انتقامها
أما في أحدى قرى الصعيد فقد
كان يهرول فرحا بعودة محبوبته بعد غياب دام لعدة أيام مرو عليه بصعوبة
بالغة من دونها
فكان قلبه يهفو لها يسبقه حين وجدها تدلف لتوها إلى ردهة المنزل وتركض لترتمي بين يده قائلة بنبرة ملتاعة
توحشتك جوي يا حامد
وأني كما توحشتك يا جمري وأيامي كانت غابرة من غيرك
توحشتني صح يا حامد
تنهد هو تنهيدة حارة مفعمة بالمشاعر وهو يكوب وجهها الصبوح بين يده وقال بوله تام
ايوة يا جلب حامدالليالي كانت عاتمة من غيرك ومصدجت رچعت تاني تنوري سمايا يا حبة الجلب
اتسعت بسمة قمرمن ذلك الغزل الذي يغدقها به زوجها ويهون الكثير عليها وقالت بنبرة تقطر بمكنونها وهي
ربنا يخليك ليا يا حامد
لوت ونيسة فمها يمينا ويسارا بعدم رضا وهي تدلف لتوها هي وزوجها لردهة المنزل
بينما ضړب عبد الرحيمالأرض بعصاه الأبنوسية قائلا بحدة كي يقطع تلك اللحظات الحالمة بيهم
واه چرى أيه كانكم مايعين إكده اللي ينضركم يجول بجالكم سنين متفارجين مش كام يوم
تحمحم حامد بحرج بينما هي أطرقت رأسها وسحبت طرف وشاحها تغطي به فمها من شدة خجلها وهرولت نحوهم
كيفك يا بوي وكيف صحتك
والله توحشتك يا أما ونيسة
رفعت ونيسة طرف فمها بحركة مستنكرة ولم تعقب و اكتفى عبد الرحيم بهز رأسه كونه بخير واستأنف حديثه الخالي تماما من اللباقة
طالما متجدرش على بعدها إكده ياولدي كنت عجلها وجولها تجعد في دارها وبلاها علاچ ولا حكمة وتضيع وجت على الفاضي
ابتلعت هي غصة مريرة بحلقها من تجريحاته المستمرة بشأن عدم إنجابها وقالت بنبرة متحشرجة على حافة البكاء
إن شاء الله متكونش على الفاضي المرة دي الحكيمة طمنتني وجالتلي إن في أمل ابجى حبلة
حانت من عبد الرحيم بسمة هازئة ورد ساخطا
بعد جد أيه يا جمر لما شعر ولدي يشيب
أطرقت هي رأسها ولم تستطيع أجابة سؤاله فما كان منها غير أن تنسحب قائلة بنبرة منكسرة
العلم عند ربنا يا بوي ما تواخذنيش أنا تعبانة من الطريج ومحتاچة ارتاح
كان هو صامت احتراما لشخص أبيه فلا يجوز أن يتعدى حدود الأدب ويعاتبه أمام زوجته ولكن عندما غادرت هي نظر لآثارها في ضيق شديد وهدر مدافعا في محاولة بائسة منه كي يجعل أبيه يكف عن تسلطه
ليه تكسر بخاطرها أكده يابوي مرتي ست البنات وعاجلة ولو هتروح للحكمة فده علشان انتوا ضغطين عليها و مش مجتنعين إن مش بايدها حاچة
لم يعجبه الأمر ولذلك عقب على حديث ولده بسخط
بكفياك يا ولدي مرتك أرض پور ومفيش منيها رچا
بس هحبها ولو لفيت الأرض كلتها مش هلاجي ضفرها وإذا كان على الخلفة أنا راضي بحكمة ربنا ومش عاوز من الدنيا غيرها
قالها حامد بحمقة شديدة جعلت ونيسة ټضرب على صدرها بحسرة بينما عبد الرحيم صاح متجبرتا
والله وچه اليوم اللي تناجرني فيه يا حامد وتجف جصادي
زفر حامد في ضيق وقال مبررا
يا بوي أنا مليش في الدنيا غير رضاك
ورضا أمي بس هي مرتي وكرامتها من كرامتي ويعز عليا تچرح فيها وتنجرزها بالحديت في الرايحة والچاية بالله عليك يا بوي لو بتعز ولدك صح بكفياك
احتدت نظرات عبد الرحيم القاتمة وسايره
ماشي يا ولدي لما أشوف أخرتها معاك
ليستأذن حامد كي يصعد لزوجته وما أن غادر قالت ونيسة بعدم رضا وهي تولول
جولتلك سحراله ومصدجتنيش يا عبد الرحيم
بينما هو جلس على أحد المقاعد يسند ذقنه على عصاه الأبنوسية وهو يفكر كيف يتمكن من كسب ولده لصالحه حتى لا يخسر وده ويخرج عن طوعه ويعيق ما يطمح له
حجك عليا يا حبة الجلب
قالها حامد بحنو وهو كي يراضيها ولكنها جففت دمعاتها وقالت والحزن يغلف صوتها
أنا اللي محجوجالك يا حامد انا اللي معرفتش أچبلك حتة عيل يشيل أسمك
واه خلاص بقى جفلي على السيرة الماصخة دي وبعدين يا بت الناس مش جولتي الحكيمة قالتلك إن العلاچ الچديد ممكن يجيب
نتيچة وأن المسألة مسألة وجت يبقى لازم نصبر وربك هيچبر وحتى لو ربك مأذنش أني راضي ومكتفي بيك انت بتي وحبيبتي وحبة جلبي من چوة
ابتسمت من بين بكائها وهي تشعر بقلبها يتراقص فرحا من تفهم زوجها وحبه لها الذي يغلف كل أفعاله وحتى حديثه ورغم أنها تعلم أن لأبويه سلطة عليه ويخشى سخطهم ولكنها تعذره فهو حنون لين القلب ولذلك لن تتحامل عليه أكثر وخاصة بعد أن استرقت السمع لدفاعه المستميت عنها قبل أن تدلف لغرفتهم لتقول بحب
ربنا ما يحرمني من طيبة جلبك ولا حنيتك يا حامد
ولا منيك ياجلب حامد
طب ايه جوليلي وريحي جلبي روحتى لعمي سعيد زي ما جولتلك
أومأت له بنعم وقالت بصوت خفيض للغاية تحسبا أن يستمع لهم أحد
ايوة زرته في المستشفى في سوهاچ انا وامي وعطيته الفلوس زي ما جولتلي وفكيت ضيجته وخالة هانمبعتالك السلام وبتجولك كتر خيرك
وهو كيف صحته يا جمر
تنهدت قمروقالت بتفائل
ادعيله يا حامد وإن شاء الله هيبجى كويس
أومأ لها وتمتم بتضرع
ربنا يشفيه ويعافيه و يجومه بالسلامة
أمنت هي على دعواته ل وقوله بنبرة مشاغبة
طب أيه مفيش حاچة علينا ولا أيه
لم تتفهم حديثه وتساءلت
هااااتجصد أيه
ليتساءل مرة أخرى ولكن بشغب أكبر وهو
بجالك كام يوم غايبة
يا بت الناس
واه انا عجلي مش دفتر
يبجى افكرك
شهقة خاڤتة صدرت من فمها
إني بجى فاكر وحاسب بعدك عني بالدجيجة والثانية يا جمري وعلشان إكده هعوضهم كلاتهم
استيقظتثريا بعد عدة ساعات وهي تشعر پألم مپرح برأسها وقد أخبرها يامن كل شيء وعن فعلت تلك اللعېنة بها وحينها قالت بملامح متقلصة شديدة الحزن وكأنها تعاتب شخص تلك اللعېنة
ليه كده بس يا بنتي هونت عليك انا مش
متابعة القراءة