حكاية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري
المحتويات
انه مخلاش العزومة امر واجب التنفيذ
مر الوقت سريعا و لم تراه بالفيلا طوال اليوم لتستعد اخيرا لموعدها معه و بعد انتهائها وجدت مني تستأذن للدخول
منى بإعجاب _ ما شاء الله يا هانم زي البدر فى تمامه يا بخت طائف باشا بحضرتك
طالعت آيات نفسها بالمرآة لتهتف بخجل و توتر
آيات _ بجد يا منى طالعة حلوة
مني _ تجنني يا هانم يوووه نسيت ابلغك ان طائف باشا فى انتظارك تحت
كان بإنتظارها اسفل الدرج يرتدى هو الاخر حلة انيقة سوداء اللون اعجبت بها فور رؤيتها عليه لتظل تحدق به لفترة مبهورة بوسامته و جاذبيته القاټلة فى حين كان هو بعالم اخر لا يرى امامه سوى حورية سقطت من السماء لتكون ملكا له وحده دون شريك
آيات _ احم احم مش هنمشي بقى
اومأ بهدوء ليتحرك نحوها ممسكا بكفها واضعا اياه على ذراعه و اتجها معا الى وجهتهم المجهولة بالنسبة لها
ظل يقود السيارة بصمت و لفترة ليست بالقصيرة حتى وقف امام مرسى لليخوت لتنظر نحوه بدهشة
نظر نحوها بغموض قائلا
طائف بمرح _ مټخافيش هأكلك مش معقول اسيبك جعانة
ثم ترجل من السيارة و
دار حولها ليفتح الباب لها فتترجل هى الاخرى منها
امسك بكفها و سار بها قليلا حتى وقفا امام يخت ضخم الى حد ما و توجه نحوه صعد اليه اولا ثم ساعدها هي الاخرى على الصعود ظلت تحدق بالمكان بإعجاب حتى وجدته يسحبها الى درج صغير صعدته برفقته لتجد طاولة معدة برومانسية شديدة و على ضوء الشموع تحوى اكلاتها المفضلة و التى ظنت انه على جهل بها
طائف بهدوء _ بتحبي النيل مش كده عارف انك بتحبي البحر اكتر بس للاسف احنا فى القاهرة يعنى نيل و بس
ظلت تحدق به ببلاهة ليكمل
طائف _ اكلاتك المفضلة بيتزا و شاورما حقيقي ولاول مرة مكنتش عارف اتصرف ازاي يعنى المفروض عشا رومانسي و فى الاخر بيتزا و شاورما ثم همس مچنونة حسبي الله و نعم الوكيل
طائف بغيظ _ يعنى ساكتة على شرحي للي عملتهولك و مسكتي فى اخر كلمتين
تنهد بإستسلام ليكمل بهدوء
طائف _ ناكل بقى
اومأت بقوة و فرح ليبتسم لطفولتها و التى تظهر فقط بوجود احدى قطع البيتزا او الشاورما لاحظ عشقها لهاتين الوجبتين خصيصا اثناء فترة تواجدها معه بمنزله لذا قرر استغلال ذلك فى مهمته الليلة
آيات _ هو مفيش حد هنا ولا ايه
عاد طائف بكأسين من العصير يمد بإحداهما نحوها و يعاود الجلوس
طائف _ مفيش غيرنا هنا
اومأت بهدوء لتتحرك من مكانها نحو حافة اليخت تراقب حركة الماء الهادئة لفترة وجدته بعدها يتقدم نحوها بهدوء يحمل شيئا ما بيده
نظرت له بذهول تلتقط ما بيده ساخرة
ايات _ ياااااه بوكيه ورد لا و كمان بتلات وردات بس كتير عليا والله
نظر نحوها بصمت لتراقب هي الورود بدهشة زادت حين لاحظت ذبول احداها الواضح و الثانية يلزمها بعض الوقت للذبول هى الاخرى فى حين كانت الثالثة تمتاز بجمالها الاخاذ و لونها الاحمر الزاهي
التقط طائف تلك الوردة الذابلة ليردف بهدوء
طائف _ دي وردة دبلانة بسبب اهمال و قسۏة و كره و حقد و ظروف ملهاش اي ذنب فيها اتحطت فى مكان مكنش مكانها بس حاولت تعيش لكن زي مانتي شايفة كانت دي نهايتها
ثم التقط الوردة الاخرى ليردف
طائف _ ودي دي بتحاول تعيش و لسة عندها امل تفضل موجودة وترجع زي الاول بتقاوح و تعافر بس محتاجة اللي ياخد بإيديها و يسقيها عشان تفضل موجودة
ثم التقط افضل الورود والتى فور اخراجه لها من الباقة لاحظت تدلي شيء لامع منها و الذي ماكان سوي خاتم
طائف _ و دي دي نتيجة الاهتمام و الحب نضفت من لونها الدبلان الاسود رجعت زي الاول و احسن بس من غير مساعدة و حب مكنتش هتبقى كده
آيات بحيرة _ طائف انت انت قصدك ايه
طائف بهدوء _ آيات الوردة الدبلانة دي الماضي بتاعي بكل سواده و دي
ثم التقط الوردة الثانية قائلا
طائف _ دي الحاضر بتاعي دي انا دلوقتى و وجودك هو السبب اللي خلاني مبقاش زي الاول
ثم التقط بعدها الوردة الثالثة و حرر منها الخاتم ليكمل بحب
طائف _ اما دي بقى دي مستقبلي مستقبلنا سوا حياة نضيفة و جديدة بعيد عن الماضي و الحاضر بعيد عن كل السواد ده و كل ده هيتحقق بكلمة منك دلوقتي ثم انحني على احدى ركبتيه قائلا بحب آيات تقبلي تتجوزيني
نظرت نحوه بذهول و شرعت پبكاء لا يعلم احدا سببا له لتومأ بقوة دليلا على موافقتها على عرضه لينهض من فوره معانقا اياها بقوة مرددا بمرح
طائف بفرح _ بحبك بحبك يا مچنونة طلعتي عيني معاكي بس وماله هطلع كل اللي عملتيه ده فيكي اصبري عليا بس
اخذت تلكمه بصدره وسط بكاءها فى حين ازدادت ضحكاته صخبا لتفاجأ بعدها بحضور المأذون و مازن و معه احد الرجال لعقد القرآن و سط صډمتها من فعلته تلك
نهاية الفلاش باك
استيقظت على صوته ينبئها بوصولهم للفيلا لتنظر نحوه بحب هامسة
آيات _ مچنون
بإحدي فنادق باريس
آسر _ ممكن افهم انتي ليه رفضتي اننا نروح لميشيل النهاردة و ليه اجلتيها لبكرة
هتف آسر بإعتراض على قرار لينا بإخفاء حضورهم الى فرنسا بنفس يوم حضور طائف و آيات لتردف مبررة
لينا _ ممكن تهدى شوية اهو عشان عصبيتك دي انا اجلت المقابلة آسر انت مش شايف نفسك مش طايق كلمة من حد من امبارح ممكن اعرف مالك
تنهد بحزن ليردف بعد فترة
آسر _ آيات و طائف
لينا بحزن _ مالهم
آسر _ امبارح كان كتب كتابهم
انفرجت اساريرها فرحا لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اردفت محاولة مواساته
لينا _ عشان كده متعصب من امبارح آسر ممكن تسمعني شوية
نظر نحوها بإنتباه لتردف
لينا _ انا هفترض معاك انك بتحبها
فعلا وقبل ما تعترض على كلامي انا قولت نفترض لإن فى احتمالات كتير للي انت حاسه ناحيتها ممكن حب فعلا بس ممكن برضو يكون اخوة مسئولية صداقة فى مسميات تانية غير الحب بس فالنفترض انه حب هل هتقبل على نفسك انها تكون معاك و هى قلبها مع غيرك و متقنعنيش انها مش بتحب طائف
احتلت عيناه معالم الحزن و الانكسار لتتحرك نحوه تمسك بيداه فى حنان و عطف
لينا _ انا مش بقول كده عشان اجرحك بس بس كل واحد فينا ربنا خلق له اللى يكمله و آيات شافت ان طائف هو اللي بيكملها مش انت وده مش عيب فيك بالعكس انت انت مليون واحدة تتمناك بس برضو فى المليون دول مش هتلاقي الا واحدة بس هى اللى هتكملك فاهمني
نظر نحوها بصمت و قد استعاد بعضا من هدوئه ليردف بعد فترة
آسر _ انتي ليه بتعملى كل ده رغم رغم انك اكتشفتى انى كنت بحاول استغلك الفترة اللى فاتت
لينا بحب _ لاني اكتشفت انك انت اللى بتكملنى و بخصوص الاستغلال فإنت قررت فعلا من اول مرة جيت ليا فى بيتي شوفتها فى عينيك بس ده محصلش
آسر _ مقدرتش كنتي كنتي
لينا بإبتسامة _ كنت ايه
نظر نحوها بصمت و اردف بإستسلام بعد لحظات
آسر بهدوء و ارتياح _ ملاك كنتي ملاكي
كمال _ كام مرة طلبت منك تطلع طائف العمرى من دماغك يا حازم
حازم بكذب _ كتير و حصل ياباشا
كمال _ حااازم فكرك انى معرفتش اللي بتعمله من ورا ضهري مع البت اياها سكرتيرة مازن
حازم بدهشة و تبرير _ ياباشا طائف ده وراه مصېبة كبيرة و هيوصلنا لناس جامدين اوي
انتفض كمال من جلسته يضرب بكفه سطح المكتب
كمال _ حااااازم لاخر مرة هقولهالك طائف العمري لأ
حازم بتسرع _ من امتى ياباشا بنغطي على ناس عشان مركزهم و مكانتهم
كمال _ سيادة المقدم اعرف مكانك و اعرف انت بتتكلم مع مين متخلنيش اخد تصرف مش هيعجبك
حازم پغضب _ يعنى ايه يا افندم
كمال بصرامة _ يعنى حضرتك موقوف عن العمل لأجل غير معلوم اتفضل سلم شارتك و سلاحک
حازم بذهول _ يا افندم
كمال _ نفذ الاوامر يا حضرة المقدم
حازم بغيظ _ اوامرك يا افندم
ثم هم بإخراج شارته و سلاحھ واضعا اياها على المكتب ثم ادي تحيته متجها الى الخارج ليجد هاتفه يرن برقم سهام ذفر بضيق ليغلق الهاتف تماما هامسا
حازم _ كنت ناقصك انتي كمان
ابدلت ملابسها لترتدي ملابس بيتية مريحة مكونة من بنطال قصير برمودا و تيشيرت قصير و رفعت شعرها القصير لاعلى رأسها بإهمال خرجت من غرفتها و التى استقرت بها بمجرد وصولها لفيلته الخاصة بباريس و فور خروجها من الغرفة اخذت تتجول بأنحائها حتى وصلت لغرفة المعيشة لتجده هناك يتابع شيئا ما على حاسوبه النقال اتجهت نحوه و جلست بجانبه تنظر نحوه بصمت ظلت تنتظر اي التفاتة منه اليها لكن دون جدوي تنحنت بغيظ لتردف
آيات _ طائف
همهم يحثها على الحديث و مازال يحدق بحاسوبه
آيات _ انت بتعمل ايه
طائف بإقتضاب _ شغل
اجابها ثم عاد الى صمته لتزم شفتيها بضيق طفولي لتردف بعد تفكير محاولة نشأ حوار بينهم
آيات _ هو احنا لما نرجع مصر هرجع شغلي تاني صح
و اخيرا رفع انظاره عن جهازه ليوجهها نحوها قائلا
طائف _ لا
آيات بإعتراض _ ليه بقى يعنى اكون موجودة و تعين واحدة غيري و بعدين انا مقدمتش استقالتي ولا اترفدت
طائف وقد اعاد انظاره نحو حاسوبه مرة اخرى _ بسيطة ارفدك حاضر
نفخت اوداجها پغضب لتعتدل بجلستها تطالع ما امامها بغيظ ثم سرعان ما عادت بأنظارها نحوه لتهمس من جديد
آيات _ طائف
همهم بنفاذ صبر لتجيب
ايات _ هو احنا هنقعد هنا قد ايه
طائف دون النظر نحوها _ بكرة هنعرف لما نقابل ميشيل
ايات _ هو انت تعرف ميشيل ده من قبل كده
طائف _ من سنة
آيات _ هو ده رئيسك بقى يعنى هو المسئول عن كل حاجة
طائف_ تقريبا
ايات _ طب هو ميشيل ده م
قاطعها بإغلاقه الحاسوب بقوة ناظرا اليها بحدة لتبتلع باقي كلامها
طائف _ انتي ايه حكايتك بالظبط
آيات پخوف _ حكاية ايه
طائف _ اسئلتك كترت عن ميشيل ايه معجبة حضرتك
طالعته بدهشة و سكون
متابعة القراءة