حكاية بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

مش عايز اتناقش في الموضوع دا انتي هتعلميها ازاي تبقى سكرتيرة ادهم عزام السيوفي ومش عايزك تفوتي اي حاجة مفهوم
فأحنت سلمى رأسها وقالت مرغمة حاضر يا فندم 
اما مريم فاعترضت قائلة قولتلك انا تخصصي برمجة ما ينفعش ابقى سكرتيرة !
رد عليها ادهم هتتعلمي انا دلوقتي اديتك فرصة ذهبية وفي مليون بنت بتتمنى انها تكون مكانك علشان كدا استعملي ذكائك واستغلي الفرصة دي 
قال ذلك ثم اظاف سلمى انتي تقدري تطلعي دلوقتي 
سلمى حاضر عن اذنكوا 
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب وكانت حزينة لان ادهم استغنى عنها اما مريم فنظرت اليه وهو يتوجه نحو كرسيه ليجلس مجددا وقالت طب انا مطلوب مني ايه دلوقتي حضرتك قلت هتديني مهمة ولو نجحت فيها هبقى السكرتيرة بتاعة حضرتك 
فجلس ادهم ثم اشار لها بيده لكي تجلس وبعدها قال بهدوء ممېت انا هتكلم بالانجليزي وانتي هتكتبي اللي هقولك عليه ومش عايز اي غلطة لان اللي هقوله دلوقتي دا يبقى جواب هتبعتيه في البريد الإلكتروني لفرعنا اللي في اميركا 
مريم طب ليه التعب دا كله ما حضرتك تقدر تبعته بنفسك 
وبعد قولها ذاك رمقها ادهم بنظرة باردة جعلت مفاصلها ترتعد خوفا فابتلعت ريقها ونظرت إلى الاسفل بينما اردف هو بجمود نفذي اللي بطلبه منك وانتي ساكته وخلي بالك انا ما بحبش الرغي ابدا يعني من دلوقتي تقللي كلامك ومتقوليش اي حاجات ملهاش لازمة 
أومأت مريم رأسها بنعم وهي تنظر إلى الارض ولا تعلم لما خاڤت وسمحت له بأن يكون المسيطر عليها هي فقط وافقت على ان تكون سكرتيرته لئلا تخسر عملها مع العلم انها تعبت كثيرا حتى استطاعت ان تجد ذلك العمل اما هو فكان همه الوحيد ان يبقيها قريبة منه حيث ادرك انه واقع في حبها تماما من راسه حتى اخمص قدميه لذا قرر ان يعينها سكرتيرة لكي تبقى تحت نظره وقريبة منه جدا فالسكرتيرة الخاصة ترافق رب عملها الى كل مكان يتعلق بالعمل وهو يقضي معظم وقته في الشركة حيث قابلها هناك ووقع في حبها من النظرة الأولى فأصبحت بالنسبة له كالمړض الذي ېحرق جسده  
اما هي فحالها لم يكن يختلف عن حاله كثيرا حيث انها كانت تدرك ان في داخلها مشاعر مضطربة تجاهه فهو وبالرغم من برودة اعصابة
ووقاحته الممېتة وعصبيته المرعبة التي تدب الړعب في النفوس الا انه كان وسيما جدا في نظرها ورجل بكل ما تعنيه الكلمة فكانت تسعد عندما تراه وادركت انها تكن له بعض المشاعر بعد ان غاب عنها لمدة أسبوعين وثلاثة أيام وقد اشتاقت له كثيرا خلال الفترة التي غابها وفي الوقت ذاته كانت قلقه عليه جدا لانه اختفى فجأة وهي لم تكن تمتلك الشجاعة الكافية لكي تسأل عنه ولكن عندما عاد ابتسمت روحها من الداخل وشعرت بالارتياح عندما رأته سليما معافى 
فجلست بالقرب من طاولة مكتبه وامسكت ورقة وقلم وبدأت تكتب باللغة الإنجليزية ما كان ادهم يمليه عليها اما هو فكان يتحدث ويجوب المكتب ذهابا وإيابا وعيناه لا تبتعدا عنها فهي كانت فاتنة بنظره في تلك اللحظة وهي تحني رأسها وتكتب بكل هدوء 
وبعد نصف ساعة 
انتهى ادهم من املاء الكلمات وقال دلوقتي هتكتبي الجواب دا في الاب توب وهتبعتيه في البريد الإلكتروني للفرع بتاعنا اللي في اميركا 
فنهضت مريم وهي تمسك الورقة التي كتبت عليها
الرسالة ثم نظرت اليه وقالت حاضر 
وبعدها ارادت ان تغادر فإوقفها بقوله استني 
تجمدت مكانها قبل ان تفتح الباب لتخرج والتفتت اليه بتوتر ثم سألته عايز حاجة تانية يا فندم 
فنهض ادهم من مكانه واقترب منها بخطوات ثابتة ثم قال بصوت هادئ هتبعتيه من البريد الإلكتروني بتاعي 
قال ذلك ثم سحب الورقة من يدها بكل خفة وبعدها افسح لها مجالا للعودة إلى حيث كانت طاولة مكتبة فأبتلعت ريقها ثم اعادت خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها ولا تعلم انها فجرت بركانا في قلب الرجل بعد حركتها تلك اغمض عيناه بشدة لمدة ثانية واحدة ثم لحق بها نحو طاولة المكتب وارادت ان تجلس في مكانها حيث كانت جالسة منذ برهة لكنه اوقفها بقوله مش هنا اقعدي مكاني 
فنظرت اليه بدهشة وقالت افندم !
فقال اقعدي مكاني كدا هيبقى الشغل اسهل عليكي 
ردت بسرعة مايصحش حضرتك 
امرها بنبرة حاسمة اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكته 
فقالت بتلعثم ح حاضر 
ثم توجهت نحو كرسيه وجلست مكانه بالفعل وكانت متوتره للغاية فرسم ادهم
ابتسامة صغيرة على شفتيه عندما رأها جالسة مكانه ولكن سرعان ما عاد لبروده واردف ودلوقتي تقدري تبتدي 
فنظرت اليه بعيونها البراقة وسرعان ما اشاحت نظرها عنه ورفعت شاشة حاسوبه المحمول ثم شغلته ولكن كانت تحتاج لوضع كلمة السر وطبعا هي لم تكن تعرفها لذا نظرت اليه مجددا وغمغمت بتلعثم م من فضلك يا فندم ممكن تقولي ايه هو الباسوورد 
ولكن ادهم لم يجبها بل توجه نحوها ووقف خلفها ثم انحنى بجسده قليلا حيث اصبح قريبا جدا منها لدرجة انها شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس عنقها وصدره العريض لامس كتفيها وهو يكتب كلمة السر في حاسوبه ورائحة عطره الجذابة سكنت انفها فشعرت بان الارض تدور بها أنكمشت على نفسها وحاولت ان تسيطر على توترها بينما كان هو عكسها تماما اخذ يكتب كلمة المرور ببطء شديد لان قربها منه افقده عقله فبدأت دقات قلبه تتسارع واصبح تنفسه يثقل شيئا فشيئا ولكن بالرغم من ذلك استطاع كبح نفسه وابتعد عنها سائلا عايزه حاجة تانيه 
هزت له رأسها بالنفي لعدم قدرتها على النطق حيث ان لسانها قد عجز عن الكلام عندما كان قريبا منها فقال ببرود مصطنع كويس انا هقعد على الكنبة اللي هناك دي ولو في حاجة مش فهماها اسأليني 
اومأت برأسها دليلا ثم نظرت إلى الحاسوب بسرعة لكي تتجنب النظر إليه فتوجه نحو الأريكة بخطوات رزينه وفي داخله اعصار هائج ثم خلع سترته وجلس بعيدا عنها لما يقارب العشرة امتار حيث ان مكتبه كان واسعا للغاية بعكس باقي المكاتب التي كانت في الشركة قام بفك ازرار كميه ورفعهما وهو يقول في نفسه اهدا يا ادهم ما ينفعش تبقى ضعيف بالشكل دا حتى لو كانت البنت دي حلوه اوي في نظرك وريحة الپارفان بتاعها جننتك ما ينفعش تعمل حاجة غلط لانك هتندم بعدين وجايز تخسرها 
وفي الجهة الأخرى كانت يد مريم ترتجف وهي تعمل على الكمبيوتر حيث انها كانت متوترة جدا خصوصا بعد ان اقترب ادهم منها فقالت في نفسها ما تفكريش فيه يا مريم انتي هنا علشان الشغل وبس 
وبعد نصف ساعة 
انتهت مريم من كتابة الرسالة وارسالها في البريد الإلكتروني وقررت ان تغادر مكتب ادهم اطبقت شاشة الكمبيوتر ثم نهضت ونظرت فورا نحو الأريكة حيث كان مستلقيا عليها وهو يغط في نوم عميق في الحقيقة لقد كان يشعر بالتعب والإجهاد وما ان جلس على الاريكة حتى غلبة النعاس وسقط بالنوم الأمر الذي جعلها تندهش عندما رأته على تلك الحال لذا اقتربت منه بخطوات خفيفة خشية ان يستيقظ ثم وقفت تحدق به وهو نائم بينما كان يضع ذراعه
اليمنى خلف عنقه واليسرى على صدره وكانت قسمات وجهه مسترخية مما جعله يبدو وسيما لأبعد الحدود 
أبتسمت بعد ان رأته نائما بهدوء فهو كان يبدو لطيفا للغاية ولم تصدق ان هذا الذي امامها هو ادهم عزام السيوفي الملقب بجبل الجليد والذي يرعب الجميع بمجرد نظرة واحدة من عيناه وبدون ان تشعر انحنت تلقائيا على مستواه واخذت تتأمل قسمات وجهه بتمعن وتركيز كبير وكأن حياتها تعتمد على فعل ذلك ثم سمحت لنفسها بأن تلمس خده الأيمن بلطف وكأنها تحاول التأكد من شيء مهم للغاية وبعدها قالت بصوت خاڤت جدا ويكاد ان يسمع ادهم عزام السيوفي اديك طلعت انسان عادي زينا ومش بتخوف زي ما بيقولوا عنك 
ثم سحبت يدها عن خده ببطء ونظرت إلى سترته التي وضعها جانبا فامسكتها وبعدها غطته بها ثم توجهت نحو باب المكتب وخرجت وما ان خرجت حتى فتح ادهم عيونه ثم اعتدل بجلوسه وابعد السترة عنه ورفع يده لېلمس خده الذي لمسته مريم وابتسم ابتسامة عريضة زادته وسامة وقشعت عنه البرود والجمود 
اما هي فعادت الى القسم الذي تعمل فيه فوقف امامها المدير سالم وكان غاضبا للغاية ثم
سألها بزمجرة تشبه زئير التنين كنتي فين يا ست هانم
واضاف بنبرة عصبية انتي فاكرة ان الشركة دي بتاعة ابوكي علشان تخرجي منها على كيفك 
فنظرت اليه وقالت بأنزعاج من فضلك يا استاذ سالم بطل تجيب سيرة ابويا كل شوية لاني مش هسمحلك تتكلم عنه مرة تانيه بالطريقة دي
في تلك اللحظة نظر موظفين القسم اليها بتعجب فهي رفعت صوتها على المدير سالم الذي كان يكبرها بسنوات كثيرة حتى ربما كان أكبر من والدها الراحل اما هو فاتسعت عيناه وقال پصدمة انتي اټجننتي يا انسه مريم ازاي اتجرأتي وعليتي صوتك عليا مش عيب عليكي !
ردت عليه مريم انا اسفه لاني عليت صوتي بس انت كمان زودتها اوي يعني مش ضروري تجيب سيرة ابويا كل شوية ولعلمك انا مكنتش برا الشركة وانما كنت بشتغل علشان كدا اتأخرت 
فكتف الاستاذ سالم ذراعيه وقال بسخرية بجد ويطلع ايه الشغل دا بقى يا استاذة مريم 
فقالت مريم بكل ثقة انا كنت بشتغل في مكتب ادهم بيه وهو كلفني في مهمة وكمان من
بكرا انا هسيب القسم دا وهبقى السكرتيره بتاعته 
فضحك جميع من في القسم بعد سماعهم لذلك وقال الاستاذ سالم بسخرية والله العظيم ومطلبش منك تاخدي مكانه كمان 
ردت عليه بثقة اكبر ايوا انا قعدت مكانه فعلا 
فاستمر الموظفين في الضحك عليها مما جعلها تنزعج كثيرا لذا قطبت حاجباها وجلست في مكانها في تلك اللحظة سمعوا صوت رجولي مألوف دب الړعب في نفوسهم جميعا بالرغم من هدوئه عندما سأل بتضحكوا على ايه 
فألتفت جميع الموظفين نحو الباب حيث كان ادهم واقفا بكل هدوء وهو يضع يديه في جيب بنطاله ويرفع احد حاجبيه بوجه جامد وعندما رأته مريم نهضت فورا اما الاستاذ سالم فتملكه التوتر وتوجه نحوه بأبتسامة مصطنعة وقال ا ادهم بيه حضرتك رجعت مصر ايمتى يا فندم 
تجاهله ادهم تماما ثم توجه نحو مريم بمراقبة الجميع له ووقف امامها بكل هدوء بينما كانت هي ترفع رأسها قليلا لتنظر اليه بتوتر ولم تنبس بكلمة واحدة إذ انها لم تستوعب ما يحدث لانها تركته منذ
تم نسخ الرابط