حكاية بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

تنسى شعورها بالرهبة منه عندما اصطدمت به اثناء جريها في يوم المقابلة كما ان نظرة البرود التي نظر بها اليها لم تفارق تفكيرها لذا ابتلعت ريقها واخفضت بصرها عنه ولكن الشعور بالرهبة منه كان يلازمها ولم تعرف السبب وعندما نزل المصعد فتح الباب فانتظرت حتى يدخل قبلها ولكنه اشار لها بيده لكي تدخل اولا فقالت بصوت اشبه للهمس متشكره 
ثم تحركت بسرعة ودخلت إلى المصعد اما هو فأخرج نظارته الشمسية من جيبه ووضعها على عيناه وبعدها دلف ايضا الى داخل المصعد بطوله الوقار وهيئته الراقية ضغط على زر اغلاق الباب ثم ضغط على زر الطابق الاخير اما هي فضغطت على زر الطابق الرابع ووقفت في زاوية المصعد متوترة من هذا الشاب البارد الذي اسند ظهره على المرآة داخل المصعد وكان يحدق بها من خلف نظارته الشمسية التي كانت تخفي عيناه السوداوان 
فقالت في نفسها دي المرة التانية اللي بقابل فيها الراجل دا وفي نفس المكان بس يطلع مين يا ترى 
قالت ذلك ثم نظرت اليه بنظرة خاطفة لتجده مستندا على المرآة بجانبها وهو يعبث بهاتفه المحمول فشعرت بأن هذا الرجل هو شخصية مهمة حيث ان هيئته الفاخرة كانت تدل على مدى اهميته وخمنت انه قد يكون هو رئيس الشركة الذي لم يقابله اي احد من زملائها المتدربين حتى الان 
اما هو فكان بالكاد يمنع نفسه من الجلوس على الارض بسبب رائحة عطرها التي اسكرته تماما لانها اصبحت اقوى بسبب تواجدهما في مكان مغلق فوضع هاتفه في جيب سترته ثم رفع يده اليمنى وعدل ياقة قميصه مدعيا انه
ليس منتبها عليها وفي تلك اللحظة اشاحت نظرها عنه بسرعة واصبح الصمت سيد الموقف ولكن سرعان ما قال بصوته الرزين وبدون ان ينظر إليها ريحته قويه 
فنظرت اليه مريم بسرعة وقالت أفندم !
نزع ادهم نظارته عن عيناه ثم ادار وجهه نحوها ببطء واردف بصوته الجامد الپارفان بتاعك ريحته قوية اوي وبسببها دماغي وجعتني 
نظرت اليه ببلاهة لمدة ثواني ثم رمشت عدة مرات امسكت بياقة قميصها فقربته من انفها لتشم رائحة عطرها وبعدها نظفت حلقها ونظرت اليه قائلة اسفه بس ريحة الپارفان بتاعك اقوى من ريحة الپارفان بتاعي وجايز لاننا في
مكان مقفول الريحتين ضربوا في بعض علشان كدا دماغك ۏجعتك يعني انا مليش دعوة 
رفع ادهم احد حاجبيه بدهشة عندما تحدثت معه بتلك الطريقة ونظر اليها بنظرة باردة جدا جعلتها ترتبك ثم ادار وجهه ووضع نظارته الشمسية دون ان يعلق اي شيء ثم عاد الصمت ليخيم على المكان وما هي الا دقيقة قد مضت حتى توقف المصعد في الطابق الرابع فنزلت منه مريم بسرعة ولم تنظر خلفها لان حدسها الأنثوي اخبرها ان هذا الرجل هو نفسه رئيس الشركة التي تعمل بها وان نظرت اليه اثناء نزولها من المصعد قد تبدو وقحة في نظره وهي لا تريد ان يحدث ذلك لذا سارت بخطوات ثابتة مبتعدة عن مجرى نظره 
اما هو فنزع نظارته عن عيناه واغمضهما بشده واضعا يده على عظمة جسر انفه بسبب تأثير رائحة عطر مريم التي خدرته تماما ثم تنهد بقوه ونظر الى انعكاس صورته في مرآة المصعد وقال في سره غريب دي المرة التانية اللي بحس فيها بنفس الاحساس بسبب البنت دي معقول تكون ريحة الپارفان بتاعها هي السبب اه وليه لأ دي دوختني !
في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونيه 
توجهت مريم
نحو مكتبها الصغير ثم وضعت حقيبتها جانبا وجلست امام الكومبيوتر ثم كتبت جملة قصيرة في Google وسرعان ما ظهرت امامها الصفحة الرسمية للشركة فبحثت في بها عن اسم الرئيس التنفيذي ادهم السيوفي وكان حدسها في محله حيث ظهرت امامها صورة للرجل الذي قابلته قي المصعد وضعت يدها على فمها وقالت بصوت خاڤت دا طلع هو بجد !
ثم بدأت تقرأ المعلومات الشخصية عن ادهم وقد انبهرت عندما علمت انه اسس شركته في سن الثالثة والعشرين وانه أصبح الرئيس التنفيذي لاكبر شركة تجارة إلكترونية في مصر كلها خلال 8 سنوات فقط وسرعان ما تساءلت بغير تصديق معقول يكون الراجل البارد دا هو نفسه ادهم عزام السيوفي اللي سمعت عنه في الكلية
في تلك اللحظة عادت بها الذكرة إلى وقت مضى عندما كان الاستاذ الذي يلقي عليهم المحاضرات يحدثهم عن اشهر مهندس تقنيات تكنولوجيا في علوم الحاسوب بمصر كلها والذي سافر الى اميركا واسس شركته الخاصة في سن صغيرة وكان يدعى ادهم عزام السيوفي الذي ينحدر من عائلة اشهر الاطباء في القاهرة حيث كان كل من جده ووالده اطباء مشهورين وكان من المتوقع ان يصبح هو ايضا طبيب ولكنه اختار ان يصبح مهندس تقنيات عوضا عن ذلك 
وبينما كانت تقرأ المعلومات الخاصة ب ادهم سمعت صوت مدير القسم الذي تعمل به يقول يلا يا جماعة عايز من الكل يروح قاعة الاجتماعات دلوقتي لان ادهم بيه عايز يعمل اجتماع الاسبوع 
فلفت انتباهها ما قاله مدير القسم لذا نهضت وسألته الاجتماع هيبقى دلوقتي يا استاذ سالم 
نظر ذلك الرجل المدعو سالم اليها والذي كان في الخمسين من عمره ثم قال ايوا يا انسه مريم علشان كدا عايز الكل يتصرف كويس وخصوصا المتدربين الجدد 
فقالت ياسمين واو انا اتحمست جدا 
رد عليها زميلها سرحان وانا كمان دا هيبقى اول اجتماع رسمي نشترك فيه 
اما مريم فوضعت يدها على جبينها وقالت بصوت خاڤت فينك يا الهام يا رب توصل قبل ما الاجتماع يبتدي 
في مكان اخر 
كانت الهام تركض متوجهها الى القسم الذي تعمل به قائلة بتذمر الله ېحرق السهر وساعة السهر كله منك يا ابراهيم 
ابراهيم ابن جيرانهم وقد ذهب هو وعائلته لخطبتها في اليوم السابق ولكنها لم توافق على الارتباط بشخص لا تكن له اي مشاعر فاحترم اهلها قرارها ولكنهم شعروا بالخجل لاخبار اهل ابراهيم بعدم موافقة ابنتهم على الزواج من ابنهم لذا احتاجوا وقتا لتمهيد الامر لهم فسهروا لوقت متأخر
واثناء ركضها وردتها رسالة نصية من مريم مضمونها كالتالي الله ېخرب بيتك انتي فين ادهم بيه هيعمل اجتماع لكل الموظفين كمان خمس دقايق وحضرتك مش موجودة لغاية دلوقتي 
في تلك اللحظة سيطر الهلع على الهام فقالت بفزع يا نهار اسود لازم استعجل شوية 
ثم زادت سرعة ركضها حتى وصلت الى قسم التسويق الإلكتروني الذي تعمل به فختمت بطاقتها قبل انتهاء موعد الختم بدقيقة واحدة ثم ابتسمت ووقفت تلتقت انفاسها في تلك اللحظة اقتربت منها زميلتها اسيل وسألتها اتأخرتي كدا ليه يا الهام 
فنظرت
اليها وقالت انا صحيت متأخرة النهاردة بس الحمد لله وصلت في الوقت 
اسيل طيب يلا خلينا نروح قاعة الاجتماعات بسرعة لان في اجتماع للموظفين 
الهام عارفه يلا بينا 
وعندما وصلت الهام إلى قاعة الاجتماعات وجدت ان مريم قد حجزت لها مقعدا بجانبها فجلست به وسألتها هذه الاخيرة بهمس جرى ايه يا لولو اتأخرتي كدا ليه 
ردت عليها بالهمس ذاته دي حكاية طويلة هقولك عليها بعدين 
مريم اوك 
وبعد مرور خمس دقائق على تجمع الموظفين في قاعة الاجتماعات دخل ادهم بطلته البهية وخلفه ابن خاله كمال حسن مما جعل التوتر يسيطر على الموظفين لعلمهم كم هو صارم هذا الادهم
اما مريم فلم تبعد نظرها عنه ولاحقته بعيونها حتى رأته يجلس في مكانه دون ان يتفوه بأي كلمة اما كمال فوقف بجانبه وقال صباح الخير دلوقتي هنبتدي اجتماع الموظفين الاسبوعي وبما ان انظم لينا موظفين جدد اكيد هيبقى الاجتماع دا غير عن اللي قبله بس خلوني اطلب من المتدربين الجدد انهم يوقفوا الاول علشان باقي الموظفين يتعرفوا عليهم 
فنهظ كل من محمود سليمان ياسين مريم اسيل الهام وسرحان وقد سيطر عليهم التوتر لانهم قابلوا رئيس الشركة البارد كما سمعوا عنه اولا ولان بقية الموظفين كانوا يحدقون بهم ثانيا فتابع كمال كلامه ودلوقتي عايز من كل واحد يقول اسمه ايه وعنده كام سنه وخلينا نبتدي معاك يا محمود لانك اكبر واحد بينهم 
فقال محمود حاضر يا استاذ كمال انا محمود ياسين عندي 25 سنه وتم تعيني في قسم المعلومات 
ثم قال سليمان انا سليمان شاهين وعندي 24 سنه واتعينت في قسم المعلومات كمان 
ياسمين انا ياسمين عبدالله عندي
23 سنه واتعينت في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الالكترونية 
فقال سرحان وانا سرحان عبد التواب عندي 22 سنه واتعينت في قسم برمجة التطبيقات برضو 
الهام انا الهام امين عندي 21 سنه واتعينت في قسم التسويق الإلكتروني 
مريم وانا مريم مراد عندي 21 سنه واتعينت في قسم برمجة التطبيقات كمان 
اسيل وانا اسيل بدر عندي 21 سنه كمان واتعينت في قسم التسويق الإلكتروني 
فصفق كمال بيديه لمرة واحدة واردف كويس ودلوقتي تقدروا تستريحوا 
فجلس الشباب بترقب اما ادهم رفع رأسه بعد ان كان يعبث بقلمه الخاص وبعدها نهض وقال بصوته البارد والذي دب الړعب في نفوس الموظفين جميعا بمن فيهم مريم دلوقتي بعد ما اتعرفنا على الموظفين الجدد انا عايز اعمل مسابقة صغيرة بينكوا يقصد المتدربين والمسابقة دي هتقوي ثقتكوا في نفسكوا وهتبقوا تعرفوا يعني ايه برمجة وتصميم موقع تجاري الكتروني في شركة رويال للتجارة الإلكترونية والمسابقة هتبقى كدا لازم كل واحد فيكوا انتوا السبعة يصمم موقع تجاري الكتروني خاص فيه واللي هيجيب اكبر نسبة مشتركين خلال شهر واحد في الموقع بتاعه هيبقى الرابح والشركة هتاخد دا بعين الإعتبار وهتزيد مرتبه وهيبقى الموقع بتاعه جزء من المواقع التجارية الرئيسية اللي في الشركة 
فابتسم المتدربين جميعا بعد سماعهم ذلك الاعلان لان ادهم قدم لهم فرصة ذهبية ليثبتوا جدارتهم في العمل بهذا الشركة الشهيرة فقال سليمان ممكن اقول حاجة يا بيه 
نظر ادهم اليه وأشار له بيده ليحثه على الكلام فقال اللي هيكسب المسابقة هيبقى موظف ثابت في الشركة ولا ايه 
ادهم لأ لان القرار دا هنتخدوا بعد ما تخلصوا فترة التدريب واللي هي 3 شهور بس هناخد شغلكوا بعين الإعتبار واللي هيكون الموقع بتاعه سهل الاستخدام وهيعجب الزباين دا هيزيد النقاط في ملفاتكوا 
فرفعت الهام يدها طالبه الاذن لتتحدث فاذن لها ادهم وقالت طيب لو كان في تعادل بين المتسابقين هنعمل ايه وقتها 
في تلك اللحظة اشار ادهم الى كمال ليتحدث عوضا عنه فقال دا نادرا ما يحصل بس لو حصل هتبقى النتيجة نفسها يعني هنزيد مرتب المبرمجين وهنظم مواقعهم للمواقع الرئيسية 
فابتسمت مريم وقالت باندفاع وكأنها نسيت نفسها بتسموا دي مسابقة دي هتبقى سهلة
تم نسخ الرابط