حكاية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
إليه
ممكن تدينا فرصة نتعرف على بعض ونعمل ياستى فترة خطوبة علشان تطمنى ومتحسيش إنك اتدبستي .
رفعت أنظارها إليه وهى على نفس خجلها وأردفت بنبرة هادئة
المشكلة مش فيك إنت المشكلة فيا أنا وهى اني رافضة أي ارتباط بعد باهر الله يرحمه وانى مقررة أعيش لولادي بس .
رفع حاجبيه وهتف باستنكار
وده ليه ياريم ممكن أفهم
اللي حبك واتعلق بيكى وبقي يعد الأيام علشان تبقي جمبه ومعاه
استمعت إلى دقات قلبها التى تأثرت بشدة من نبرته ونظرته وخاصة أن لديها مشاعر إعجاب وليدة
وتلك المشاعر الوليدة تؤلمها بشدة فهى تريد كبتها ومۏتها قبل أن ټقتحم كل حصونها بشدة وحينها تكون معذبة
وأجابته بتوتر وخجل
كذابة .... نطقها مالك بعيون
راجية وأكمل دفاعه المستميت عن حبه
مين قال كدة كلك على بعضك سحرني تدينك والتزامك وهدوئك أصلا دخولك للمكان بيخطف الطلة وبحس إني مش عايز أعمل حاجة غير إني
أبص لك وأركز معاكي ومع كل تفصيلة تخصك بذمتك مش
ذنوب ! ذنوب ايه دي .... نطقتها باندهاش شديد وتعجب.
اقترب منها بخطوة واحدة وأجابها بوله
أه ذنوب قلبى اللي انتي معذباه معاكي بسبب رفضك
ذنوب نظرتي ليكى اللي بسرقها ڠصب عنى علشان بتبقي وحشانى
واسترسل مقنعا لها بمراوغة
إنتي متعرفيش إن النظرة سهم من سهام إبليس ولا ايه ياقلبي .
ورفعت سبابتها وأردفت بتحذير
قلبك ! لحد هنا وكفاية يامالك أنا مش مسؤلة عن اللي انت بتقوله ولا عن ذنوبك اللي عايز تحملها لى بدون وجه حق .
ابتسم على شراستها وتحدث هامسا وهو قاصدا النظر في عينيها كي يرى ازتباكها الذي يعشقه
الله ياريما مالك خارجة منك قمرر بذمتك بعد مالك دي عايزاني أكبر دماغى وأسيبك
طيب شوفى بقى عند معايا مش هيجى سكة وهتجوزك يعني هتجوزك مانا مش هفضل أسهر على الأطلال وأحلم بعيونك اللي دوبونى دول وأسيبك تدفنى نفسك بالحيا علشان حق ربنا ادهولك وخاېفة من المجتمع
وتابع حديثه قائلا وهو يشير بيده تجاه قلبها
خلى بالك أنا سامع دقات قلبك دلوقتي والقلب مبينبضش بشدة كدة إلا لعاشق .
تصنمت مكانها من إحساسه بها بتلك الدرجة وحدثت حالها بتخبط
هو عرف منين بدقات قلبى وحيرتى هو أنا للدرجة دي مكشوفة أوي كدة ياربي أنا مش قادرة أتنفس حتى في وجوده ارحمني يارب واهدي قلبي وارزقنى المقاومة.
كان رحيم يقف أمامها يحدثها وهى في عالم أخر إلى أن أشار بيديه أمام عينيها مرددا
اللى واخد عقلك يتهنى به ياست ريما
.
ها بتقول ايه ... قالتها ريم بتيهة .
لوى شفتيه باستنكار
ده انتى في عالم تانى بقي ياريم هانم ايه ياحاجة فوقي كدة مالك متنحة كدة ليه ومش سامعاني أصلا
واسترسل وهو يرى نظراتها تجاه مالك مرددا
بغمزة شقية
الله أنا ابتديت أشك والموضوع فيه إن بقى ياتحكى ياتحكى بردو مش هسيبك إلا
لما أفهم .
كادت أن تنطق إلي أن استمعت إلى إعلانهم عن بداية العرض فانتبه الجميع ناحية الاستدج وبدأت مراسم العرض فى منظر أبهجها بشدة
بعد مرور ساعة كاملة من العرض لاحظت انبهار الجميع بالتصميمات ووجدت اسمها ينادى من قبل مالك علنا أمام الجميع قائلا
الحقيقة نجاح العرض يرجع لتصاميم مدام ريم واللى هى أبدعت فيها جدا لحد ما طلعت بالشكل ده بعد اذنك ياريم اتفضلي.
تلقائيا نظرت إلى أخيها بتيهة أشار إليها بابتسامة أن تصعد وهو يردد بسعادة
روحي ياقلبى افرحي بنجاحك وخليكي واثقة في نفسك وسيبك من الكسوف الزايد عن اللازم ده وأنا واقف هنا بتفرج على نجاحك بكل فخر .
شكرته بعينيها بامتنان وتحركت تجاه مالك ووقفت في منتصف الجميع
تهافتت المباركات عليها وتهافت الإعلامين في التصوير معها وانشغلت بهم ومالك يقف بجانبها يدعمها ويساندها وخاصة أنه رأي خجلها الشديد فحاول تشجيعها
فكان مالك معدا لها حملة إعلانية رهيبة انبهرت بها بشدة
وبعد قليل انتهت من الإجابة على جميع الأسئلة فاستغل مالك انشغال الجميع وهمس بجانب أذنها بحب مما أصابها بالقشعريرة من همسه
مبروك ياحبيبتي أول نجاح ليكي واحنا مع بعض والمرة الجاية نحتفل بيه في بيتنا لوحدنا
وأنهى همسه برقة
ريم أنا بحبك أووووي
ياريت تفكرى في الموضوع.
في نفس التوقيت وبالتحديد في المركز الطبي الخاص بصديق إيهاب
التزم الجميع الصمت وبعد ربع ساعه بالتحديد خرج إليهم طبيبا أخر متابع لحالة مهاب وهو يتبطأ في خطواته وعلامات الحزن بادية علي وجهه
ذهبوا إليه جميعهم ووقفوا أمامه متلهفين اطمئنانه إلي أن تحدث إيهاب
في ايه يادكتور مالك وشك ميبشرش
بالخير.
أجابه بأسف
للأسف الشديد يادكتور البقاء لله .
أمسكه إيهاب من تلابيب قميصه مرددا بفزع
انت بتخرف بتقول إيه إنت اټجننت !
تحدث الطبيب بأسف
النبض وقف للأسف وبحاول أنعشه والمحاولات بائت بالفشل.
اڼهارت فريدة وجميل وجلسوا على الكراسي بإهمال وهم يرددون
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض.
أما راندا كانت مصډومة ولم يصدق حدسها مااستمعت إليه وما إن انتبهت حتي شهقت بصوت عال رج المركز بأكمله
ابننننننننننننننننننننني لااااااااااااااا يااااااااااااارب ابني مماتش مماتش.
ثم وجهت أنظارهم تلقائيا إلي الممرضة التى تهرول إليهم مرددة بأنفاس متقطعة
إحنا قدرنا ننعش الولد يادكتور الحمدلله والنبض رجع لطبيعته تاني الدكتور هاني مرضيش يسيبه وحاول كتييير لحد مارجع النبض.
اتسعت أعينهم جميعا لما استمعوا إليه وسجد جميل وإيهاب سجدة شكر لله يعبرون فيها عن مدي شكرهم لربهم
أما راندا انطلقت مسرعة إلي حجرة العناية وهي تردد
ابني ابني ألف حمد وشكر ليك يارب
حاولت فتح الباب لكن الممرضة لحقتها ومنعتها من الدخول
ممنوع يافندم دخول العناية أرجوكي كدة خطړ على صحته .
ضړبت علي صدرها بحدة ثم مدت يداها تشد الممرضة من علي باب الحجرة هاتفة
بصړاخ
بقولك اوعى أنا عايزة أشوف ابني وأطمن
عليه ومش من حقك تمنعيني .
استمعوا جميعا إلي صړاخها للمرضة فهرولوا إليها جميعا
أخذها والدها بين ها قائلا لها بطمئنة
اهدي يابنتي الحمدلله ابنك بخير ومينفعش تدخلي
له ادعي له ربنا يشفيه وتعالى استريحى شوية .
مسح إيهاب على رأسه بأسى ونطق بنصح
بعد اذنكم ياجماعه وجودكم هنا دلوقتي ملهوش لازمة اتفضلوا روحوا هو كدة كدة مش هيفوق إلا بعد ٢٤ ساعه علي مايعدى مرحلة الخطړ .
هدرت به راندا بحدة وشراسة
أروح مين انت بتقول ايه ! أنا لايمكن أسيب ابني لحظة ولا هتحرك من هنا إلا وهو رجلى على رجله .
ربتت فريدة على ظهرها بحنو وأردفت بإرشاد
يابنتي وجودنا هنا ملهوش لازمة لازم تروحي ترتاحي علشان تقدري تقاومى وبعدين بنتك مموتة نفسها من العياط هناك لازم تبقى جنبها بردو تطمنيها .
أشارت برأسها برفض قاطع وتحدثت من بين دموعها
والله ياماما لو انطبقت السما علي الأرض ماهروح ولا هتحرك من مكانى الا لو ابنى خارج معايا بخير .
لم يقدروا عليها جميعهم الي أن تحدث إيهاب إلى جميل
خلاص ياعمي خد طنط فريدة وروحوا انتوا علشان سما وأنا وهى هنفضل هنا مش هنتحرك .
أخذ جميل نفسا عميقا ثم زفره بهدوء قائلا برجاء
طيب يابنى أرجوك كل لما أكلمك ترد عليا علطول وتطمنى عليه.
حاضر ياعمى ومتقلقش بإذن الله هيبقي بخير....
قالها إيهاب بتمني .
أمن الجميع على كلامه وخرج
جميل وفريدة من المركز عائدين إلي منزلهم بقلب ينفطر ألما
بينما عاد رحيم وريم من العرض ووجدوا سما تنتحب بشدة وعلامات البكاء على وجهها واحمرار عينيها جعلهم انفطروا ړعبا
هرولوا إليها مرددين في آن واحد
مالك ياسما بټعيطي ليه ياحبيبتي
وفين تيتا وجدوا وماما والباقين سايبينك لوحدك ليه .
ارتمت سما في خالتها وهتفت بشهقات عالية
مهاب تعب جدا ياخالتوا وراحوا بيه المستشفى.
نطق رحيم متعجبا
مستشفى! ليه ماله ايه اللي حصل له ولا تعبان إزاي
كادت أن تجيبهم
إلا أن جميل وفريدة وصلوا إليهم
نظر إليهم رحيم قائلا بعتاب
إنت إزاي يابابا متتصلش بيا وتقولي إن مهاب تعب وفي المستشفى وسايبنا كدة مش فاهمين حاجة
أجابه جميل بنبرة صوت متعبة
والله يابني كل حاجة حصلت ورا بعضها وكنا متوترين وحالتنا مايعلم بيها إلا ربنا .
سألت ريم بقلق
مهاب ماله يابابا وعامل ايه دلوقتي.
أجابتها فريدة بنحيب
مهاب تعبان أووووي ياريم أوووي
وتابعت نحيبها وهي ټضرب بكلتا يديها علي فخذيها بحسرة
مهاب مدمن ياريم مدمن والإدمان سبب له سكتة دماغية وكان ھيموت فيها لولا ستر ربنا .
اڼصدم رحيم وريم مما استمعوا إليه ولم يقدروا علي التفوه ينظرون إليهم بتعجب شديد وعيونهم متسعة بشدة وكأن الطير أكل رؤوسهم
وبعد استيعابهم للأمر تحدث رحيم
لله الأمر من قبل ومن بعد مهاب ابن أختي مدمن ! والله العظيم مامصدق.
أما ريم هتفت باستنكار
مدمن إزاي ياماما ده مهاب ولا له في اللف ولا الحوارات دي ايه اللي جرى له .
هنا تحدث جميل ناطقا بإبانة
مش بمزاجه بقى مدمن يا بنتي مهاب جات له حاله نفسيه من فراق والدته ووالده وطبعا اختك انشغلت في احزانها وألمها ونسيت ان ليها اولاد عايزين رعايتها واهتمامها .
سألته ريم وهي تبتلع أنفاسها
بصعوبة
بس إزاي يابابا وهي كانت عايشة معاهم ومفكرتش تتجوز تاني وكل حياتها ليهم ووقتها بردوا .
أجابها بهدوء
مين قال لك ان الجواز بس هو اللي بيعطل الست عن تربية ولادها !
لا يا بنتي مش زي ما إنتي فاهمه لازم تعرفي ان وجود الأب والزوج مهم جدا في حياة الست
مهما كانت قوتها
وجوده وسط بيته سند وحمايه وامان .
سألته بتيهة وتخبط
يعني انا كده يا بابا ولادي ممكن يضيعوا في يوم من الأيام علشان ما لهمش اب
أحس جميل بأنه أخطئ أمامها بكلماته ولكن أجابها بتوضيح
مش كل حاجه يا بنتي الست ممكن تقدر تتحملها وتحلها لوحدها لو لقيتي نفسك في يوم من الأيام محتاجه وجود راجل في حياتك يقف معاكي ويسندك ويقبلك بكل حملك ما تفرطيش فيه الدنيا مش بتقف على حد وهي مكتوبة علينا ولازم نعيشها طالما ما بنعملش حاجه تغضب ربنا .
جلست بإهمال وهى ترتعب داخليا مما حدث ومما استمعت اليه وأصبحت تائهة في عالم أخر تفكر ماذا تفعل في مستقبلها .
عودة إلى المشفى حيث يجلس ايهاب وراندا في قلق وړعب شديد
يجلسون مقابل بعضهم في توتر بين على معالمهم كل منهم ينظر بشرود في اللاشيئ إلى أن التقت عيونهم فى نظرة طويلة
نظرته لها تشيد إلى الملامة والعتاب أما نظرتها تلك المرة اختلفت من ذي قبل نظرة احتياج لاشراسة نظرة تطلب منه الاحتواء لا الابتعاد
فحدثتها عيونه
ليه أهملتي في ابننا لحد ما وصل للمرحلة الصعبة دي .
أجابته عيونها بۏجع
إنت السبب انت اللى دمرتنا وفرقتنا .
ضيق عينيه باندهاش وكأنه فهم مغزى نظراتها
مانا جت لك واتحايلت عليكي وانتى
اللي مصممة على وجعك .
فرت دمعة هاربة من عينيها وأكملت تلك العين عتابها له
كنت موجوعة منك أووي أووي
متابعة القراءة